و ما هي إلا أسابيعقليلة حتى رأت زهية هالات من السواد حول عينيها ، أرادت أن تهرب من هذه الحقيقةفوضعت شيئاً- من الزينة حول عينيها ، ارتدت أضيق ملابسها فوجدتها فضفاضة ، وقفتأمام مرآتها وأمسكت خصلة من شعرها فتساقطت بين أناملها ، وسقطت زهية منهارة تبكيإنها لا تقوى على استقبال سناء التي أصرت على زيارتها ، فأجلت زيارتها علها تزورهابعد أن يثمر العلاج الذي وصفه الأطباء بأنه فعال .
كانت كلما شعرت بالآلام فيرأسها تصرخ وتمسك رأسها فيتساقط شعرها، وغدا بكثافة أشجار صحراء قاحلة بعد أن كانبكثافة أشجار الأمازون .
أخبرت زوجة أبي زهية سناء قائلة :
الحقيقة يابنيتي أن حالة زهية تتدهور بسرعة ، و حبذا لو قمت بزيارتها علها تسعد بوجودك إلىجوارها .
طارت سناء من الفرح ، وحملت أجمل الهدايا وأطيب المأكولات لزميلتهازهية ، وعندما دخلت عليها تعرفت عليها بصعوبة وصافحتها ، كفكفت دموعها وقاومتانفعالاتها ، وأظهرت تماسكا أجوف أمام زهية ، حاولت مخاطبة الروح فيها قائلة :
قد يكون المرض كفارة ورفع درجات ، هنيئا لك إنك تقضين وقتك الطويل في التسبيحوالذكر والاستغفار ، صوبت زهية نحوها نظرات زائفة وأشاحت بوجهها عنها وعن أصنافالأطعمة الملقاة أمامها .
تأملت سناء حجاب زهية الذي تغطي به رأسها .. فرأتهقذراً ملوثاً ، تماماً كما وصفت زهية الحجاب أول مرة !!
ازدحمت المعاني والعبرفي عقل سناء ، وأطرقت رأسها .. وهي تسمع وجيب قلبها وهي تذكر الآية الكريمة : ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ *.
* أم حسان الحلو ، موقع الإسلام اليوم .
المفضلات