4201 - ( كان إذا سلم من صلاته قال : (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 215 :
$ضعيف جداً$
رواه عبد بن حميد في "مسنده" - وهو من ثلاثياته - (78/ 2) : حدثنا علي بن عاصم ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً . وهو في "المنتخب من سنده" (105) من طريق سفيان ، عن أبي هارون به نحوه . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 303) : حدثنا هشيم ، عن أبي هارون به . والطبراني في "الدعاء" (2/ 1091/ 651) عن سفيان به . ورواه أبو يعلى (1/ 311) من طريق حماد ، عن أبي هارون قال :
قلنا لأبي سعيد : هل حفظت من رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئاً كان يقوله بعدما يسلم ؟ قال : نعم ، "كان يقول : سبحان ربك رب العزة عما يصفون ..." فذكره .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، أبو هارون العبدي - واسمه عمارة بن جوين - ؛ قال الحافظ :
"متروك ، ومنهم من كذبه" .
أما قول الهيثمي (2/ 148) .
"رواه أبو يعلى ورجاله ثقات" .
فهو وهم محض ، لا أدري وجهه ! ولا يقال : لعل الوجه أنه وقع عنده : "عن أبي هريرة" بدل "عن أبي هارون" ؛ فإني أظنه خطأ من الطابع أو
الناسخ ، وليس من الهيثمي نفسه . والله أعلم .
والحديث لم يتكلم عليه المناوي بشيء سوى أنه قال :
"رمز المصنف لحسنه" .
والظاهر أن المناوي لم يقف على إسناده ، وإلا لتعقبه ببيان ضعفه الشديد ؛ كما هي عادته في مثله .
وقد وجدت له شاهداً ، ولكن واه لا يفرح به ، يرويه محمد بن عبدالله بن عبيد بن عمير ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال :
"كنا نعرف انصراف رسول الله صلي الله عليه وسلم من الصلاة بقوله : سبحان ربك ..." إلخ .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 114/ 1) ، وفي "الدعاء" (652) .
وابن عمير هذا ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك" .
ومما يؤكد نكارته ؛ أن المحفوظ عن ابن عباس قوله :
"كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتكبير" .
أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق أبي سعيد عنه ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (920 و 921) .
وفي الطبراني حديث آخر بنحو حديث الترجمة ، وقد خرجته فيما يأتي برقم (6529) المجلد الرابع عشر من هذه "السلسلة" ، وبينت أن في إسناده كذاباً .

(206/1)
4202 - ( كان إذا شرب الماء قال : الحمد لله الذي جعله عذباً فراتاً برحمته ، ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 217 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي
الدنيا في "الشكر" (1/ 8/ 2) ، وأبو نعيم (8/ 137) عن جابر ، عن أبي جعفر مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ جابر هذا هو الجعفي وهو متهم ، وأبو جعفر هو الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو تابعي ثقة ، فالحديث مرسل . وعزاه السيوطي في "الجامع" لأبي نعيم في "الحلية" فقط ، وهو قصور . وعزاه شارحه المناوي للطبراني أيضاً في "الدعاء" .
ورواه ابن عبدالهادي في "أحاديث منتقاة" (338/ 1) عن ابن جريج ، عن ابن خثيم مرفوعاً .
ورجاله ثقات ، لكنه مرسل أيضاً ، وابن جريج مدلس وقد عنعنه .

(207/1)
4203 - ( كان إذا شرب في الإناء تنفس ثلاثة أنفاس ، يحمد الله عز وجل في كل نفس ، ويشكره في آخرهن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 218 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (465) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 79/ 2) عن المعلى بن عرفان ، عن شقيق بن سلمة ، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : فذكره .
قلت : هذا إسناد ضعيف جداً ؛ معلى بن عرفان ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (129/ 1) عن داود بن محبر : حدثنا صالح المري ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس قال :
"كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتنفس في شرابه ثلاثاً ، ويذكر اسم الله في كل مرة" . قال ابن عدي :
"وهذا من حديث أبي عمران الجوني ، عن أنس عجب ، ويرويه عنه صالح المري ، ولا أعلم أتى به غير داود بن محبر" .
قلت : وهو وضاع .
ورواه المعلى بإسناد آخر ولفظ آخر ، وقد خرجته فيما سيأتي برقم (5929) .

(208/1)
4204 - ( كان إذا شرب تنفس مرتين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 218 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (1/ 345) ، وابن ماجه (3417) ، والطبراني في "الكبير" (150/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (135/ 2) ، والضياء في "المختارة" (67/ 105/ 2) عن رشدين بن كريب ، عن أبيه ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال الترمذي :
"هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب" .
قلت : وهو ضعيف .
والمحفوظ عنه صلي الله عليه وسلم أنه كان يتنفس ثلاثاً . كما أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أنس ، وهو مخرج في "الصحيحة" (387) .

(209/1)
4205 - ( كان إذا اتبع الجنازة أكثر الصمات ، وأكثر حديث نفسه ، وكانوا يرون أنه إنما يحدث نفسه بأمر الميت ، وما يرد عليه ، وما هو مسؤول عنه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 219 :
$ضعيف$
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" رقم (243) قال : أخبرنا عبدالعزيز ابن أبي رواد ، قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد معضل . وقد وصله ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"كان إذا شهد جنازة رأيت عليه كآبة ، وأكثر حديث النفس" .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 113/ 1) ، والجرجاني في "الفوائد" (ق 168/ 2) . لكن ابن لهيعة سيىء الحفظ .
ورواه الحاكم في "الكنى" عن عمران بن حصين كما في "الجامع الصغير" ، ولم يتكلم عليه المناوي بشيء ، وغالب الظن أن إسناده لا يصح .

(210/1)
4206 - ( كان إذا غضب لم يجترىء عليه أحد إلا علي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 219 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (ص 339 - الحرم المكي - زوائده) ، وأبو نعيم (9/ 227) ، والحاكم (3/ 13) عن حسين الأشقر : حدثنا جعفر بن زياد الأحمر ، عن مخول ، عن منذر الثوري ، عن أم سلمة مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : الأشقر وثق ، وقد اتهمه ابن عدي ، وجعفر تكلم فيه" .
قلت : وفيه علة أخرى ؛ وهي الانقطاع بين منذر الثوري - واسم أبيه يعلى - وأم سلمة ، فقد أورده ابن حبان في "ثقات التابعين" (1/ 254 - طبع الهند) وقال :
"يروي عن أم سلمة إن كان سمع منها" .
قلت : وجل روايته عن التابعين . والله أعلم .

(211/1)
4207 - ( كان إذا غضبت أخذ بأنفها ، وقال : يا عويشة قولي : اللهم رب النبي محمد صلي الله عليه وسلم ؛ اغفر ذنبي ، وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من مضلات الفتن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 220 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (19/ 169/ 2) عن هشام بن عمار : أخبرنا عبدالرحمن ابن أبي الجون عن مؤذن لعمر ، عن مسلم بن يسار ، عن عائشة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان ...
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لأن مؤذن عمر - ولعله ابن عبدالعزيز - مجهول لم يسم .
وعبدالرحمن بن أبي الجون ؛ لم أعرفه أيضاً .
وقد روي من طريق أخرى عنها ، فقال ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (449) : أخبرني محمد بن المهاجر : حدثنا إبراهيم بن مسعود : حدثنا جعفر بن عون : حدثنا أبو العميس ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال :
"كانت عائشة رضي الله عنها إذا غضبت عرك النبي صلي الله عليه وسلم ..." الحديث مثله .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ محمد بن المهاجر هذا - هو الطالقاني - يعرف بأخي حنيف ؛ قال الذهبي :
"كذبه صالح جزرة وغيره" .
وله ترجمة في "تاريخ بغداد" (3/ 302-303) ، و "اللسان" .
وإبراهيم بن مسعود ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 140) :
"كتبت عنه وهو صدوق" .
ومن فوقه ثقات رجال الشيخين .
ثم إن ظاهر الإسناد الإرسال . والله أعلم .
وقد روي موصولاً من طريق أخرى بلفظ :
"كان إذا غضبت عائشة وضع يده على منكبها فقال : اللهم اغفر لها ذنبها ، وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من مضلات الفتن" .
رواه ابن عساكر في "التاريخ" (18/ 153/ 1) ، وأبو منصور ابن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (37/ 2) عن بقية ، عن يزيد بن أيهم ، عن يزيد بن شريح ، عن عائشة مرفوعاً . وقال أبو منصور :
"هذا حديث حسن من حديث بقية بن الوليد" .
كذا قال ! ولعله يعني الحسن اللغوي ، وإلا ؛ فبقية معروف بالتدليس عن المجهولين والكذابين ، وقد عنعنه .
واليزيدان فوقه ؛ مقبولان عند الحافظ ابن حجر . والله أعلم .

(212/1)
4208 - ( كان إذا فاتته الأربع قبل الظهر ؛ صلاها بعد الركعتين بعد الظهر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 222 :
$منكر$
أخرجه ابن ماجه (1/ 353) ، وابن عدي (271/ 1) ، وتمام (9/ 1) عن قيس بن الربيع ، عن شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن عبدالله بن شقيق ، عن عائشة مرفوعاً . وقال :
"لم يحدث به عن شعبة إلا قيس" .
قلت : وهو سيىء الحفظ ، وقد خولف في متنه ، فقال الترمذي (2/ 291 - شاكر) : حدثنا عبدالوارث بن عبيد العتكي المروزي : أخبرنا عبدالله بن المبارك ، عن خالد الحذاء به نحوه ؛ دون قوله "بعد الركعتين" . وقال :
"حديث حسن غريب ، إنما نعرفه من حديث ابن المبارك من هذا الوجه . وقد رواه قيس بن الربيع ، عن شعبة ، عن خالد الحذاء نحو هذا ، ولا نعلم أحداً رواه عن شعبة غير قيس بن الربيع" .
قلت : وهو ضعيف لسوء حفظه كما ذكرنا ؛ لا سيما عند المخالفة ، والظن أنه هو المخالف وليس شعبة ؛ فإنه حافظ ضابط .
وعبدالوارث بن عبيد العتكي ؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" ، وروى عنه جمع ، وقال الحافظ :
"صدوق" .
قلت : ويشهد لحديثه ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 202) : حدثنا شريك ، عن هلال الوزان ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : فذكره دون الركعتين أيضاً .
قلت : وهذا مرسل حسن الإسناد في الشواهد ، فالحديث صحيح بغير الركعتين ، وذكرهما منكر ؛ لتفرد قيس بن الربيع بهما .
(تنبيه) : عزا السيوطي الحديث في "الجامع" : لابن ماجه عن عائشة . فقال المناوي عقبه :
"وقال الترمذي : حسن غريب ، ورمز المصنف لحسنه" .
قلت : فأوهم أمرين لا حقيقة لهما :
الأول : أن الترمذي أخرج الحديث بلفظ ابن ماجه .
والآخر : أنه حسنه .
وقد عرفت أن الذي أخرجه الترمذي وحسنه ليس فيه الركعتان .
وأما رمز السيوطي لحسنه ؛ فلا قيمة له ؛ كما شرحته في مقدمة "صحيح الجامع الصغير" و "ضعيف الجامع الصغير" ، فليراجع من شاء أحدهما .
وقد غفل عن التحقيق المتقدم المعلق على "زاد المعاد" (1/ 309) ؛ فقد قال بعد أن خرج الحديث برواية الترمذي وحسن إسناده ثم خرج الحديث برواية ابن ماجه : "وهو حسن بما قبله" !

(213/1)
4209 - ( كان إذا فرغ من طعامه قال : اللهم لك الحمد ، أطعمت وسقيت ، وأشبعت وأرويت ، فلك الحمد غير مكفور ، ولا مودع ، ولا يستغنى عنك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 223 :
$ضعيف$
رواه أحمد (4/ 236) ، وابن عساكر (17/ 309/ 1) عن عبدالله بن عامر الأسلمي ، عن أبي عبيد حاجب سليمان ، عن نعيم بن سلامة ، عن رجل من بني سليم كانت له صحبة : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان ...
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل الأسلمي هذا ؛ قال الحافظ :
"ضعيف" .
وقد صح الحديث بلفظ آخر عن رجل خدم النبي صلي الله عليه وسلم ، وهو مخرج في "الصحيحة" (71) .

(214/1)
4210 - ( كان إذا قال بلال : قد قامت الصلاة ؛ كبر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 224 :
$ضعيف$
رواه أبو القاسم بن أبي القعنب في "حديث القاسم بن الأشيب" (8/ 2) عن عاصم بن علي قال : حدثنا حجاج بن فروخ الكواز ، عن شهر بن حوشب ، عن عبدالله بن أبي أوفى مرفوعاً .
ورواه ابن عدي (71/ 2) من طرق عن حجاج به ، وقال :
"والحجاج هذا ؛ لا أعرف له كبير رواية" .
قلت : قال ابن معين : "ليس بشيء" . وضعفه النسائي .
وشهر ؛ سيىء الحفظ .
قلت : والحديث منكر عندي ؛ لمنافاته ما استفاض عنه صلي الله عليه وسلم من الأمر بتسوية الصفوف قبل التكبير ، ويبعد أن يكون ذلك والمؤذن يقيم الصلاة ، وقد ثبت في "صحيح مسلم" وغيره : أن بلالاً رضي الله عنه كان لا يقيم حتى يخرج النبي صلي الله عليه وسلم ، فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه .
فإذا كبر حين قوله : "قد قامت الصلاة" ؛ لم يبق هناك وقت لتسوية الصفوف وتعديلها ، فثبت أن السنة التكبير بعد ذلك ، والله أعلم .

(215/1)