فوائد وتنبيهات
1 ـ وجوب تقديم الضمير الأخص ، والأعرف على الضمير غير الأخص ، وغير الأعرف .
نحو : الكتاب أعطيتكه ، والقلم وهبتنيه .
151 ـ ونه قوله تعالى : { أنلزمكموها وأنتم لها كارهون }1 .
فضمير " الكاف " في " أعطيتكه " أخص وأعرف من ضمير " الهاء " ، لأن الكاف للخطاب ، والهاء للغائب ، وضمير المخاطب أخص ، واعرف من ضمير الغائب ، وكذلك الحال في " وهبتنيه " فضمير " الياء " أخص وأعرف من ضمير " الهاء " لأن الياء للمتكلم ، بينما الهاء للغائب ، وضمير المتكلم أعم في الأصل من ضمير المخاطب ، والغائب ، لذلك وجب تقديم كل من ضمير المخاطب في المثال الأول وهو " الكاف " ، وتقديم ضمير المتكلم في المثال الثاني وهو " الياء " على ضمير الغائب في كل من المثالين السابقين .
2 ـ يجوز تقديم أي الضميرين إذا استعمل أحدهما منفصلا .
نحو : الكتاب أعطيتني إياه . والقلم وهبتك إياه .
لأنه في هذه الحالة لا يحسب حساب خصوصية الضمير لأن أحدهما غير متصل .
3 ـ وجوب فصل أحد الضميرين إذا كانا منصوبين ، ومتساويين في الدرجة ، أو الرتبة كأن يكونا للمتكلم . نحو : أعطيني إياي .
أو للمخاطب . نحو : أعطيتك إياك . أو للغائب . نحو : أعطيته إياه .
كما يجب الفصل إذا كان الضمير الثاني أخص وأعرف من الضمير الأول .
نحو : الحق سلبه إياك الظالم . والكتاب أخذه إياي المعلم .
4 ـ يجوز وصل الضميرين الغائبين إذا اختلف لفظهما .
نحو : الكتاب أعطيتهماه ، والفائزان منحتهماها .
أو نقول : سألني صديقي القلم والكراس فأعطيتهماه .
ـــــــــــ
1 ــ 28 هود .
كما يجوز فصل الضمير الثاني في الأمثلة السابقة .
فنقول : الطالبان الكتاب أعطيتهما إياه . والفائزان الجائزة منحتهما إياها .
وسألني صديقي القلم والكراس فأعطيتهما إياه .
5 ـ يجب استعمال نون الوقاية ـ وهي حرف يقي الفعل الصحيح ألآخر من الكسر ، لأن الكسر شبيه بالجر ، وهذا ليس مما يقبله الفعل ـ . كما تحفظ ما بُني على السكون من الكلام ، ـ وهو الأصل ـ من أن يتغير بغيره من فروع البناء كالفتح والكسر ، إذا اتصل الفعل ، أو اسم الفعل ، أو فعل التعجب ، أو ليت ، أو من وعن الجارتان بياء المتكلم .
فمثال اتصال الفعل بياء المتكلم : أكرمني ، وأعطاني ، ويعطني ، وأعطني .
152 ـ ومنه قوله تعالى : { وجعلني من المرسلين }1 .
وقوله تعالى : { وقد بلغني الكبر }2 . وقوله تعالى : { أما تريني ما يوعدون }3 .
وقوله تعالى : { ربي أرني كيف تحيي الموتى }4 .
ومثال اتصال اسم الفعل : دراكني ، وتراكني .
ومثال اتصال فعل التعجب : ما أفقرني إلى الله . وما أحوجني إلى العلم .
ومثال اتصال ليت : يا ليتني أفوز بالجائزة .
ومنه قوله تعالى : { يا ليتني كنت معهم }5 .
153 ـ وقوله تعالى : { يا ليتني كنت ترابا }6 .
وقوله تعالى : { يا ليتني مت قبل هذا }7.
ومنه قول الشاعر :
يقولون ليلي بالعراق مريضة يا ليتني كنت الطبيب المداويا
ومثال اتصالها بمن وعن : أخذ الكتاب مني . وتصدق عني .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 21 الشعراء . 2 ـ 40 آل عمران . 3 ـ 94 المؤمنون .
4 ـ 72 النساء . 5 ـ 40 النبأ . 6 ـ 22 مريم .

154 ـ ومنه قوله تعالى : { فمن تبعني فإنه مني }1 .
وقوله تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب }2 .
ومنه قول النابغة الذبياني :
ألكني يا عيين إليك قولا سأهديه إليك إليك عني
وذلك بتشديد النون في كلا الحرفين لاجتماع نون الحرف ونون الوقاية .
6 ـ كما يجوز استعمال نون الوقاية ، وعدم استعمالها إذا اتصلت ياء المتكلم بالألفاظ الآتية : أ ـ أن وأن وكأن ولكن المشبهات بالفعل .
نحو : إنني ، وإني ـ وأنني ، وأني ـ وكأنني ، وكأني ـ ولكنني ، ولكني .
مثال : إن وأن 155 ـ قوله تعالى : { وإنني بريء مما تشركون }3 .
وقوله تعالى : { إني بريء مما يشركون }4 . وقوله تعالى : { إني أخاف الله }5.
وقوله تعالى : { وقد تعلمون أني رسول الله }6 .
156 ـ وقوله تعالى : { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم }7 .
" ولم ترد ( أن ) في القرآن الكريم بنون الوقاية " .
مثال كأن : ( لم ترد كأن في القرآن الكريم مسندة إلى ياء المتكلم ) .
157 ـ مثال لكن قوله تعالى : { ولكني رسول من رب العالمين }8 .
" ولم ترد ( لكن ) في القرآن الكريم بنون الوقاية " .
ب ـ لدن : نحو : لدنّي ، بتشديد النون لالتقاء نون لدن مع نون الوقاية .
158 ـ ومنه قوله تعالى :{ قد بلغت من لدنّي عذرا }9 . ولم يرد غير هذه الآية.
أو نقول : لدني ، بدون التشديد ، لعدم وجود نون الوقاية .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 36 إبراهيم . 2 ـ 186 البقرة .
3 ـ 19 الأنعام . 4 ـ 78 الأنعام .
5 ـ 28 المائدة . 6 ـ 5 الصف .
7 ـ 49 الحجر . 8 ـ 61 الأعراف . 9 ـ 76 الكهف .

جـ ـ قط ، نحو : قطني ، وقطي . " لم يردا في القرآن الكريم مسندتين إلى ياء المتكلم .
د ـ قد ، وهي بمعنى حسب . نحو : قدني ، وقدي .
ومنه قول الشاعر الذي ذكر وحذف :
قدني من نصر الخبيبين قدي ليس الإمام بالشيخ الملحدِ
هـ ـ لعل ، نحو : لعلني أسافر غدا ، ولعلي أسافر غدا .