عائلـــة جـونزبـورج
The Guenzburg Family
عائلة روسـيةيهودية شـهيرة تخصَّص أعضاؤها في أعمال الصيرفة، وكانوا قادة الجماعة اليهودية فيروسيا لمدة ثلاثة أجيال، كما كانوا بمثابة الوسـطاء (شـتدلان) بين يهود روسياوالسلطات القيصرية. وقد بدأ ازدهار هذه الأسرة في العقود الأولى من القرن التاسععشر حينما حصلوا على امتيازات مصانع لتقطير الخمور وعملوا كمتعهدين عسكريين. وزادنطاق استثمارهم من خلال مصرف جونزبرج الذي أُسِّس في بطرسبرج عام 1859. واستثمرواأموالهم في السكك الحديدية ومناجم الذهب وحققوا مكاسب كثيرة. وكانت أسرة جونزبرجتمثل دوق هس ـ دارمستادت في روسيا، ومنحهم الدوق لقب بارون عام 1871 كما منحهم حقتوارثه. وكان أعضاء أسرة جونزبرج من المدافعين عن مُثُل حركة التنوير والمحاولاتالرامية إلى دمج اليهود، وكانوا من معارضي النشاطات الصهيونية. ومؤسس العائلة هوالبارون جوزيف يوزيل (1812 ـ 1868) الذي ساهم في تأسيس جماعة نشر الثقافة بين يهودروسيا (1863) وتبرَّع من أجل تطوير التعليم اليهودي وكذلك لتشجيع اليهود علىالاشتغال بالزراعة. وكان ابنه الثاني البارون هوراس (نفتالي هرز) (1833 ـ 1909) شريكاً في المصرف الذي كانت تمتلكه الأسرة ومستشاراً في الدولة وقنصلاً لدوق هس.

عائلــة بولياكـوف
The Poliakoff Family
عائلة يهوديةروسية من رجال المال والصناعة كان لها دور مهم بقيادة الإخوة الثلاثة يعقوب وصمويلوإليعازر في تأسيس البنوك وبناء السكك الحديدية في روسيا خلال النصف الثاني منالقرن التاسع عشر.

اشترك يعقوب بولياكوف (1872 ـ 1909) في تأسيس العديد منالبنوك الروسية، كما احتل منصب نائب رئيس هيئة الاستيطان اليهودية في روسيا. أماأخوه صمويل بولياكوف (1837 ـ 1888)، فكان من أهم من ساهموا في بناء السكك الحديديةفي روسيا والتي كانت ذات أهمية كبيرة في صادرات روسيا من الحبوب، كما ساهم في بناءالسكك الحديدية الإستراتيجية في رومانيا خلال الحرب الروسية - التركية (1877ـ 1878). واهتم صمويل بمجال التعدين، وأسس بعض البنوك العقارية المهمة في روسيا. كمااهتم بالتعليم المهني، فأسَّس مدرسة فنية لتعليم بناء السكك الحديدية وأخرىللتعدين، وبادر بتأسيس منظمة إعادة التأهيل والتدريب (أورت) التي كانت تهدف إلىإعادة تأهيل اليهود تأهيلاً مهنياً وإلى تعليمهم الحرف المختلفة، وهو ما قد يساعدعلى تحويلهم إلى عنصر اقتصادي منتج. أما أليعازر بولياكوف (1842 ـ 1914)، فقد اشتركفي بناء السكك الحديدية مع أخيه. وكان من أبرز رجال البنوك في موسكو، فأسَّس بنكبولياكوف عام 1877. كما ساهم في تطوير الصناعات في روسيا وإيران. وحصل كلٌّ منالإخوة الثلاثة على لقب «نبيل».

وكان الإخوة بولياكوف يشكلون جزءاً منالبورجوازية الروسية التي بدأ يدخلها مموِّلون من أعضاء الجماعة اليهودية في روسيافي النصف الثاني من القرن التاسع عشر مع بداية عملية التنمية والتحديث. وكانت هذهالبورجوازية تشكل شريحة صغيرة من أعضاء الجماعات اليهودية في روسيا وتتجه بحكمارتباط مصالحها بالدولة الروسية نحو الاندماج في المجتمع الروسي والانفصال عنالجماهير اليهودية. ونظراً لأن المسألة اليهودية في روسيا كانت تُشكِّل خطراًبالنسبة لهذه الشريحة، فإننا نجد أن مساهمات الإخوة بولياكوف، مثلهم مثل غيرهم منأثرياء اليهود المُتروِّسين، كانت تأخذ اتجاهين:

1
ـ إعادة تأهيل أعضاءالجماعة اليهودية لكي يشكلوا عنصراً اقتصادياً منتجاً يسهل لهم عملية الاندماج فيالمجتمع الروسي، وهو ما كانت تسعى إليه أيضاً الدولة القيصرية.

2
ـ إعادةتوطين الفائض البشري من أعضاء الجماعة اليهودية خارج روسيا من خلال نشاط هيئةالاستيطان اليهودية.

وهذه أيضاً هي أهداف ما نسميه «الصهيونية التوطينية»،أي صهيونية يهود العالم الغربي المندمجين الذين يحاولون مساعدة البلاد التي يعيشونفي كنفها على التخـلص مـن الفائض البشـري اليهـودي.

بارنــتبارناتــو (1852-1897(
Barnett Barnato
من رجال المال والتعدين. وُلد فيإنجلترا، ثم هاجر إلى جنوب أفريقـيا عـام 1873 حـيث التحق بشقيقه الذي كان يعمل فيتجارة الماس. وقد بـدءا معاً، هـو وشـقيقه، في شـراء حقوق التنقيب عن الماس، ثماستطاعا في عام 1881 تأسيس شركة بارناتو للتعدين التي أصبحت المنافس الأكثر خطورةلشركة دي بيرز للتعدين المملوكة لسيسل رودس والتي كانت تهدف إلى السيطرة على صناعةالماس في جنوب أفريقيا. وانتهى التنافس بين الشركتين بفوز سيسل رودس ودمج الشركتينعام 1888 لتكونا معاً «مناجم دي بيرز الموحَّدة» التي أصبحت الشركة الرئيسيةالمسيطرة على سوق الماس العالمي حتى اليوم، وقد احتفظ بارناتو في هذه الشركة بمنصبالمدير مدى الحياة.

واتجه بارناتو، بعد ذلك، إلى تطوير مناجم الذهب التيكانت قد اكتُشفت حديثاً، وأصبحت مجموعة شركات بارناتو من كبريات الشركات المنتجةللذهب. وتُوفي بارناتو منتحراً عام 1897 حيث ألقى بنفسه من السفينة التي كانت تقلهإلى إنجلترا.

ليونيـل فيلبـس (1855-1936)
Lionel Philips
من رجال المال والتعدين في جنوب أفريقيا. وُلد في لندن ثم هاجر إلى جنوبأفريقيا بعد اكتشاف مناجم الماس هناك. ولعب دوراً مهماً في تنظيم صناعة الماس فيجنوب أفريقيا وفي التنظيم المالي والتطوير الفني لمناجم الذهب، وترأَّس بعض الشركاتالتعدينية المهمة، كما كان رئيساً لغرفة المناجم. وحُكم عليه بالغرامة والنفي بعدتورُّطه في مؤامرة سياسية كانت تهدف إلى الإطاحة بالحكومة، إلا أنه عاد للبلاد بعدحرب البويرBoer

(1899
ـ 1902) وأصبح عضواً في البرلمان ومُنح البارونية عام 1912.

سـولومون جـول (1865-1931(
Sololmon Joel
من رجالالمال والتعدين في جنوب أفريقيا. وقد كان هو وأخواه أولاد أخى بارنيت بارناتو رجلالمال والتعدين اليهودي الثري وورثته. وتعاون جول وشقيقاه مع عمهم في تطوير مناجمالذهب في جنوب أفريقيا. وبعد انتحار عمه ومقتل أحد أخويه، أصبح جول مدير إمبراطوريةعمه المالية والتعدينية التي كانت تشمل نصيباً في شركة دي بيرز للماس وهي الشركةالمسيطرة على سوق الماس العالمي حتى اليوم.

وقد تميَّز جول بإنفاقه الباذخوالاستعراضي،وهو ما كان يميِّز الجيل الجديد من أثرياء ومليونيرات جنوب أفريقيا فيبدايات القرن العشرين.

إرنســـت أوبنهايمـــر (1880-1957(
Ernest Oppenheimer
من رجال الصناعة والمال في جنوب أفريقيا. وُلد فيألمانيا والتحق في سن مبكرة بشركة لتجارة الماس في لندن وقد أرسلته عام 1902 إلىجنوب أفريقيا حيث حقق نجاحاً كبيراً في مجال تجارة الماس. وأسَّس عام 1917 المؤسسةالأنجلو ـ أمريكية التي أصبحت تسيطر على شبكة واسعة من المصالح الصناعية والماليةوالتعدينية. وفي عام 1929، ترأَّس أوبنهايمر مجلس إدارة شركة دي بيرز العملاقةللماس، وبالتالي أصبح على رأس صناعة الماس في جنوب أفريقيا. وأصبحت هذه الشركة، فيظل إدارته، الشركة المسيطرة على تجارة الماس في العالم. كما كانت له مساهمات مهمةفي اكتشاف وتطوير مناجم الذهب بعد الحرب العالمية الثانية.

وحصل أوبنهايمرعلى لقب «سير» عام 1921، وكان عضواً في البرلمان لمدة 14 عاماً. ورغم إنفاقه، هووزوجته الأولى، بسخاء على المصالح والأعمال الخيرية اليهودية، إلا أنه تنصَّر عندزواجه الثاني من كاثوليكية، كما تنصَّر ابنه هاري فردريك (1908) الذي تولَّى إدارةإمبراطورية أبيه التعدينية والمالية والصناعية، كما ساهم في تطوير صناعة الماس فيإسرائيل.

صـــمويل برونفـمان (1891-1971(
Samuel Bronfman
من رجال الصناعة الكنديين.التحق في سن مبكرة بتجارة أبيه في مجال الفندقة،ثمدخل مجال تجارة الخمور.ونجح،بعد فترة، في امتلاك أكبر معمل لتقطير الخمور في كنداوالعالم.وأصبح برونفمان من أبرز الشخصيات العاملة في مجال تقطير الخمور في العالم.

ترأَّس برونفمان الفرع الكندي للمؤتمر اليهودي، كما احتل منصب نائب رئيسالمؤتمر اليهودي العالمي، وشارك بشكل بارز في مجهودات المنظمات اليهودية للضغط علىالأمم المتحدة عند تأسيسها عام 1945 لبحث وضع فلسطين وتأمين الوجود الصهيوني بها. وقد اتسع إنفاقه الخيري، وبخاصة في المجالات الاجتماعية والثقافية الخاصة بالجماعةاليهودية والخاصة بالنشاطات الصهيونية.

ويُعتبَر موقف برونفمان منالصهيونية مثل موقف غيره من اليهود المندمجين في المجتمعات الرأسمالية والذينيعتبرونها مصدراً للهوية الحضارية في ظل مجتمعات تآكلت فيها القيم الحضاريةوالأخلاقية، وتشكل هذه الهوية بالنسبة إليهم انتماءً حضارياً دينياً وليس انتماءًسياسياً قومياً. كما أن تأييدهم لإسرائيل ينبع من كونها مركزاً وقاعدة للحضارةوالمصالح الغربية في الشرق.