صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 106
 

العرض المتطور

  1. #1
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي




    الأثر السابع:

    اختفى من على الساحة الإسلامية كل الأمراء الأيوبيين الذين كانوا أقزاماً في ذلك الزمن الذي لا يعيش فيه إلا العمالقة.. لقد فرّط معظم هؤلاء الأمراء في الأمانة الثقيلة التي خلَّفها لهم جدُّهم العظيم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وما كان لهم من همٍّ إلا الصراع على السلطة، وجمع المال، وتوريث الأبناء.. عاشوا حياتهم في مؤامرات ومكائد، وداسوا على كل الفضائل والمكارم في صراعاتهم، حتى انتشرت بينهم موالاة النصارى والاستعانة بهم في حرب إخوانهم من المسلمين، وأحيانا في حرب إخوانهم الأشقاء!!.. وظلّ هؤلاء الأقزام يُذيقون شعوبهم الألم والظلم والقهر والخيانة، وظلوا يقاومون أيّ مشروع للوحدة تحت راية واحدة، لأنهم يختلفون فيمن يصعد إلى كرسي الحكم إذا حدثت الوحدة، وظلوا يقاومون الحكم المملوكي في مصر، ويتعاونون مع الصليبيين لإسقاطه إلى أن حدثت موقعة عين جالوت الخالدة.. فكان من آثارها المباشرة سقوط هذه الزعامات الوهمية، وعرف كل منهم قدره، ورضي بما يناسب حجمه، وبذلك وَقَتْ موقعة عين جالوت الأمةَ شر أبنائها.. كما وَقَتْهَا شر أعدائها..


    الأثر الثامن:

    نتيجة الوحدة بين مصر والشام، ونتيجة اختفاء الأمراء الأقزام من على الساحة، ونتيجة ظهور دولة المماليك، ونتيجة الطبيعة الجهادية لدولة المماليك، ونتيجة النشأة الإسلامية والحميّة الدينية والفقه العالي الرفيع لهذه الدولة.. نتيجة لكل هذا حدث أمر هائل عظيم..
    لقد أخذ المماليك على عاتقهم مهمة تحرير بلاد الشام وفلسطين من الإمارات الصليبية التي ظلّت تحكم هذه البلاد منذ سنة 491 هجرية.. أي منذ أكثر من مائة وستين عاماً قبل عين جالوت.. ومع أن عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي رحمهم الله جميعاً قد بذلوا جهوداً مضنية لتحرير هذه المناطق إلا أنهم لم يفلحوا في تحرير كثير منها، إلى جانب تفريط أبنائهم في بعض الولايات المُحرَّرة حين تنازلوا عنها من جديد للصليبيين، ولذلك فبعد "عين جالوت"، وبعد استقرار المماليك في الحكم بدءوا يوجهون جيوشهم الواحد تلو الآخر لتحرير هذه البلاد الإسلامية العظيمة فلسطين وسوريا والأردن ولبنان وتركيا.. نسأل الله لها جميعًا دوام التحرر..
    فبدأ الظاهر بيبرس حملاته على هذه الإمارات ابتداءً من سنة 659 هجرية بعد عين جالوت بشهور قليلة، وبعد جهاد مُضْنٍ بدأت الإمارات الصليبية في التساقط في أيدي المسلمين المجاهدين، فحرّر المسلمون في سنة 664 هجرية قيسارية وحيفا وحصن أرسوف جنوب قيسارية، وكل هذه المدن في فلسطين، ثم في سنة 665 هجرية حررت صفد في الشمال الشرقي لفلسطين، وبينما كان بيبرس يحرر هذه البلاد في فلسطين كان قائده سيف الدين قلاوون يحرر قليقية في تركيا وانتصر هناك على قوات الأرمن النصرانية بقيادة الملك هيثوم، وجمع غنائم لا تحصى، وأسر من الصليبيين ونصارى الأرمن أربعين ألفاً، وفي سنة 666 هجرية حرّر الظاهر بيبرس يافا، وفي سنة 667 هجرية حُررت أنطاكية إمارة الأمير بوهمند الذى كان متحالفاً مع التتار، وهي أول مملكة صليبية في بلاد المسلمين حيث احتلت في سنة 491 هجرية، وكانت أغنى الإمارات حتى إن غنائمها من الذهب والفضة كانت توزع على الفاتحين بالمكيال وليس بالعدد!!..
    ولم يبق عند وفاة الظاهر بيبرس رحمه الله من المدن الإسلامية المحتلة إلا عكا وكانت أقوى المدن المحتلة, إلى جانب صور وصيدا وطرابلس وبيروت وهي جميعاً في لبنان، وأيضاً طرطوس واللاذقية وهما من المدن السورية..
    وقد حُرّرت طرابلس في سنة 684 هجرية بعد عين جالوت بستة وعشرين عاماً على يد السلطان المملوكي المنصور قلاوون، ثم خلفه بعد ذلك ابنه السلطان العظيم الأشرف خليل بن قلاوون الذي أخذ على عاتقه تحرير كل المدن الإسلامية المحتلة من الصليبيين، فحُررت عكا الحصينة في سنة 690 هجرية بعد قرابة قرنين من الاحتلال الصليبي، وبعد فشل كل أمراء المسلمين السابقين على مدى قرنين كاملين في فتحها، وبفتح عكا سقطت أعظم معاقل الصليبيين في الشام، وبعدها بقليل حررت صيدا وصور وبيروت وجبيل وطرطوس واللاذقية، وبذلك انتهى الوجود الصليبي تماماً من الشام وذلك بعد اثنتين وثلاثين سنة فقط من عين جالوت، مما يجعل هذا التحرير من النتائج المباشرة لهذه الموقعة العملاقة..
    هناك بالطبع تفاصيل في غاية الأهمية والروعة في تحرير كل هذه المدن والإمارات، ولكننا نرجئ ذكرها إلى حين الحديث عن الحروب الصليبية إن شاء الله..


    الأثر التاسع:

    ارتفعت قيمة مدينة القاهرة المصرية ارتفاعًا بالغًا, بعد انتصار عين جالوت وقيام دولة المماليك، وخاصة بعد التدمير الذي لحق ببغداد سنة 656 هجرية على أيدي التتار، وبعد سقوط قرطبة سنة636 هجرية في أيدي الصليبيين الأسبان..
    أصبحت القاهرة قبلة العلماء والأدباء، ونشطت الحركة العلمية جداً، وعظم دور الأزهر، وأصبح - ولا يزال - من أعظم جامعات العالم الإسلامي، وحمل لواء الدفاع عن الدين، ونشر الدعوة، والجهر بالحق عند السلاطين، والمطالبة بالحقوق، وتزعم الحركات الجهادية ضد أعداء الأمة..
    وبذلك توارثت الأجيال في هذه المدينة العريقة "القاهرة" الدعوة إلى الله، والصحوة الإسلامية، وحمل هَمّ المسلمين، ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع..


    الأثر العاشر:

    وهو من أعجب الآثار، وأعظم الآثار!!
    فقد رأى كثير من التتار دين الإسلام عن قرب، وقرءوا عن أصوله وقواعده وقوانينه، وعلموا آدابه وفضائله، ورأوا أخلاقه ومبادئه.. فأعجبوا به إعجاباً شديداً، وخاصة أنهم - كعامة البشر - يعانون من فراغ ديني هائل.. فليس هناك تشريع يقترب أو يحاول الاقتراب من دين الإسلام.. ومن اقترب منه وبحث فيه لابد أن يرتبط به، إن كان صادقاً في بحثه، وطالبًا للحقيقة فعلاً..
    لقد بدأ بعض التتار يؤمنون بدين الإسلام.. ثم شاء الله عز وجل أن يدخل الإيمان في قلب أحد زعماء القبيلة الذهبية - أحد الفروع الكبيرة جداً في قبائل التتار -, وهذا الزعيم هو ابن عم هولاكو مباشرة، وهو أخو "باتو" القائد التتري المشهور، وتلقب هذا الزعيم باسم "بركة"، وكان إسلامه في سنة650 هجرية، ثم تولى "بركة" زعامة القبيلة الذهبية سنة 652 هجرية، وأصبح اسمه "بركة خان"، وكانت هذه القبيلة شبه مستقلة عن دولة التتار، وتحكم المنطقة التى تقع شمال بحر قزوين، والمعروفة في الكتب الإسلامية القديمة باسم "بلاد القبجاق" وهى تقع الآن في روسيا، وبإسلام هذا الزعيم دخلت أعداد كبيرة من قبيلته في الإسلام، وهذا أمر عجيب حقاً، لأن دخول كل هؤلاء في الإسلام كان قبل عين جالوت، وكان التتار يتحكمون في رقاب المسلمين، والمسلمون مهزومون في كل مواقعهم، وهى من المرات القليلة جداً في التاريخ التي يدخل فيها الغازي في دين من يغزو بلادهم، ويدخل القوي في دين الضعيف، ولكنه دين الإسلام الذي يخاطب الفطرة البشرية، وهذا يضع مسئولية كبيرة على عاتق الدعاة المسلمين، في أن يصلوا بهذا الدين إلى أهل الأرض جميعاً، فإن من وصل إليه الدين صحيحاً نقياً فإنه يُرجى إسلامه مهما كان معادياً للإسلام في بَدء حياته..
    ومن آثار موقعة عين جالوت العظيمة أن تزايد عدد المسلمين جداً في القبيلة الذهبية حتى أصبح كل أهلها تقريباً من المسلمين، وتحالفوا مع الظاهر بيبرس ضد هولاكو، ولهم مع هولاكو حروب متكررة نعرض إليها إن شاء الله عند الحديث عن تاريخ دولة المماليك..
    والجدير بالذكر أن بقايا القبيلة الذهبية ما زالت موجودة، ومكونة لبعض الإمارات الإسلامية مثل إمارة قازان وإمارة القرم وامارة استراخان وإمارة النوغاي وإمارة خوارزم وغيرها، وكل هذه الإمارات ما زال محتلاً إلى يومنا هذا من روسيا، وما استطاعت أن تتحرر بعد حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ونسأل الله لها ولسائر بلاد المسلمين التحرر الكامل والسيادة المطلقة على أراضيها..
    كان هذا هو الأثر العاشر لموقعة عين جالوت..
    فتلك عشرة كاملة..
    ولا شك أن هناك آثارًا أخرى كثيرة لهذه الموقعة الخالدة.. والأمر بين يدي الباحثين والدارسين...






  2. #2
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي




    السبب الرابع: الإعداد الجيد للمعركة

    فقد أخذ قطز بكل الأسباب المادية لتقوية جيشه، من إعداد للسلاح وتدريب للجنود، وترتيب للصفوف، ووضع للخطة المناسبة، واختيار المكان المناسب، وعقد الأحلاف الدبلوماسية المناسبة، وتهيئة الجو على أفضل ما يكون، ويكفي أن نذكر هنا بالصورة الجميلة البهية الرائعة التى كانت عليها جيوش المماليك في عين جالوت، وكأنها تتجه إلى عرض عسكري، وليس إلى معركة ضارية..
    ومن لم يعدّ العدة وتوقَعَ النصر فلا شك أنه واهم.. ليس هذا من سنن الله عز وجل..


    السبب الخامس: القدوة

    التي ضربها قطز رحمه الله لجنوده ولأمته في كل الأعمال.. وتربية القدوة أعلى آلاف المرات من تربية الخطب والمقالات.. كان قطز رحمه الله قدوة في أخلاقه.. قدوة في نظافة يده.. قدوة في جهاده.. قدوة في إيمانه.. قدوة في عفوه...
    لم يشعر الجنود أبداً بأنهم غرباء عن قطز.. لقد نزل قطز رحمه الله بنفسه إلى خندق الجنود وقاتل معهم، فكان حتماً أن يقاتلوا معه..


    السبب السادس: عدم موالاة أعداء الأمة

    فلم يوال قطز رحمه الله التتار أبداً مع فارق القوة والإعداد بينهما.. كما لم يوال أمراء النصارى في الشام مع احتياجه لذلك.. لقد سقط الكثير من الزعماء قبل قطز في مستنقع الموالاة للكفار، وكان منطلقُهم في ذلك أنهم يجنّبون أنفسهم أساساً.. ثم يجنبون شعوبهم بعد ذلك - كما يدَّعون - ويلات الحروب.. فارتكبوا خطأً شرعياً شنيعاً.. بل ارتكبوا أخطاءً مركبة؛ فتجنب الجهاد مع الحاجة إليه خطأ.. وتربية الشعب على الخنوع لأعدائه خطأ آخر.. وموالاة العدو واعتباره صديقاً خطأ ثالث...
    لكن قطز رحمه الله كان واضح الرؤية.. وتحقق له هذا الوضوح في الرؤية بفضل تمسكه بشرع الله عز وجل.. لقد قرأ في كتاب الله:
    [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين]
    وهذا تحذير خطير.. بل خطير جداً.. من رب العالمين..
    وكم هو أحمق - بل ضعيف الإيمان - من يستمع إلى هذا التحذير ثم لا يتلفت إليه..


    السبب السابع: بث روح الأمل في الجيش والأمة

    فالأمة المحبطة من المستحيل أن تنتصر.. والإحباط والقنوط واليأس ليست من صفات المؤمنين..
    [إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون]
    لقد عمل قطز رحمه الله على رفع الروح المعنوية للجيش وللأمة.. ووضح لهم أن نصر الله عز وجل للأمة التي سارت في طريقه ليس أمراً محتملاً، بل هو أمر مؤكد، وأمر يقيني.. وأمر عقائدي..
    [كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي.. إن الله قوى عزيز]
    هذه - أيها المؤمنون - قضية منتهية!!





  3. #3
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي




    السبب التاسع: توسيد الأمر لأهله

    فقد ولَّى قطز رحمه الله أولئك الذين يتصفون بصفتين رئيسيتين هامتين لكل وظيفة ـ صغرت أم كبرت ـ هاتان الصفتان هما: الكفاءة والأمانة ..
    [إن خير من استأجرت: القويُّ الأمين]
    القوي في مجال عمله.. المتفوق على أقرانه.. السابق لهم.. المتقن لعمله المبدع فيه..
    والأمين الذي لا يضيع حق الله ولا حق العباد ولا حق الأمة ولا حق نفسه..
    وكم تخسر الأمم إذا وُسّد الأمر لغير أهله.. بل هي من علامات الساعة..
    روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ فقال: إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف أضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة.."
    فإذا تولى الأمورَ رجالٌ لا يمتلكون كفاءة ولا يتصفون بأمانة، ولم يصلوا إلى مكانهم إلا بوساطة أو قرابة أو رشوة.. إذا حدث ذلك فاعلم أن النصر بعيد!!
    وقد رأينا في قصتنا هذه كيف ولَّى قطز رحمه الله فارس الدين أقطاي رئاسة الجيش مع كونه من المماليك البحرية، وكذلك ولى ركن الدين بيبرس على مقدمة جيش المسلمين في عين جالوت مع كونه منافسًا له وصاحب تاريخ وقوة, ومع كونه زعيمًا للمماليك البحرية، ورأينا كيف ولى أمراء الشام على بلادهم ولم يول أصحابه وأقاربه.. ومن كان على هذه الصورة فلابد أن يُنصر.. لأن من حفظ الأمانة حفظه رب العالمين..
    "احفظ الله يحفظك.." هذه قاعدة ثابتة من قواعد النصر..


    السبب العاشر: الزهد في الدنيا

    وما يفشل الزعماء الوهميون - في زمان قطز أو في زماننا أو إلى يوم القيامة – إلا بغرقهم في الدنيا, وانغماسهم فيها.. وما ظلموا شعوبهم, وما والَوا أعداءهم.. إلا جريًا وراء المادة, وسعيًا وراء الدنيا..
    ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم التحذير من أمر الدنيا .. فقد روى البخاري ومسلم – على سبيل المثال – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر, وجلسنا حوله.. فقال: "إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها.."
    ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي حذرنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر الدنيا؛ فهذا أمر متكرر كثيرًا, وبأكثر من صيغة, وفي أكثر من موقف, وليس كل ذلك إلا لخطورتها الشديدة على المسلمين.. بل على المؤمنين..
    وفي قصتنا هذه رأينا الذين تعلقوا بالدنيا كيف كانت حياتهم وطموحاتهم وأحلامهم، وكيف باعوا أنفسهم وشعوبهم وأخلاقهم، بل وعقيدتهم، من أجل أعراضٍ رخيصة من الدنيا.. ورأينا كيف عاشوا في ذلة وصغار، وكيف ماتوا في ذلة كذلك.. رأينا محمد بن خوارزم, وجلال الدين بن خوارزم, والناصر لدين الله الخليفة العباسي, والمستعصم بالله, وبدر الدين لؤلؤ, والناصر الأيوبي وغيرهم...
    أما قطز فقد فطن إلى هذا المرض الذي ابتلي به هؤلاء الضعفاء فزهد فيه وتجنبه، وعلم أن متاع الدنيا ـ مهما كثر ـ فهو قليل، وأن نعيمها ـ مهما كان له بريق ـ فهو زائف ومنقطع؛ فلذلك لم يُفتن بالدنيا لحظة، ولم يطمع فيها قيد أنملة، بل حرص على أن يبيع دنياه كلها، ويشتري الجنة، فترك المال الغزير الذي كان تحت يده، ولم يطمع فيه.. بل باع ما يمتلكه ليجهز جيوش المسلمين المتجهة لحرب التتار..
    ولم يطمع في كرسي الحكم, بل عرض القيادة على الناصر يوسف الأيوبي ـ على قلة شأنه ـ إذا قبل بالوحدة بين مصر والشام، ولم يطمع في استقرار عائلي أو اجتماعي أو أمن وأمان، فكرس حياته للجهاد والقتال، على صعوبته وخطورته، ولم يطمع في أن يمتد به العمر؛ فخرج بنفسه على رأس الجيوش ليحارب التتار في حرب مهلكة، ولا شك أنه يعلم أنه سيكون أول المطلوبين للقتل، ولا شك أنه يدرك كذلك أنه إذا لم يخرج بنفسه، وأخرج من ينوب عنه، فإن أحدًا لن يلومه؛ لأنه الملك الذي يجب أن يُحافظ على نفسه لأجل مصلحة الأمة، لكنه اشتاق بصدق إلى الجهاد في سبيل الله، وتمنى الموت بين صليل السيوف وأسنة الرماح، وزهد في هذه الدنيا الفانية؛ فلم يتردد لحظة، ولم يجزع أبدًا، وكانت حياته تطبيقًا عمليًا كاملاً لكلماته.. ولذلك أعطاه الله عز وجل الدنيا التي فر منها، وأعطاه الكرسي الذي زهد فيه، وأمده بالغنائم الهائلة، والمال الوفير الذي لم يفكر في الحصول عليه أبدًا!!..
    وهكذا عاش قطز رحمه الله عزيزًا شريفًا رافعًا رأسه، مُعِزًا لدين الله، محبوبًا من شعبه، مرهوبًا من أعدائه...
    لقد فقه قطز رحمه الله أن رزق العبد مكفول له قبل أن يولد، وأن نصيبه من المال والسلطة والملك سوف يصل إليه حتمًا، بل سيجري وراءه حثيثًا.. ولذلك لم يُذِلَّ نفسه أبدًا، وكان دائمًا يعتمد على الذي بيده الرزق والأمر سبحانه، وأجْمَلَ في الطلب؛ فلم يخضع لإنسان مهما بلغت قوته، ولم يرهب جيشًا مهما كانت عدته، وفقه بعمق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن ماجة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما, والذي قال فيه: "أيها الناس, اتقوا الله وأجملوا في الطلب؛ فإن نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها, وإن أبطأ عنها.. فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب.. خذوا ما حَلَّ, ودعوا ما حَرُمَ..".
    رحم الله هذا العلم الجليل، والقائد الفذ "قطز".. الذي تعلمنا منه ـ ولا نزال نتعلم ـ كيف يعيش المسلم بالقرآن، وكيف تخالط كلمات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كل ذرة من كيانه.
    ونسأل الله عز وجل أن يصلح آخرته كما أصلح دنياه، وأن يعزه أمام الخلق يوم العرض الأكبر، كما أعزه في عين جالوت، وأن يكتب اسمه في سجل الصادقين المخلصين المجاهدين، كما كتب اسمه في سجل الخالدين.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    كان هذا هو السبب العاشر من أسباب النصر في هذه الموقعة الجليلة.... فتلك عشرة كاملة.. وأسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين.
    <





  4. #4
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    ماذا بعد قصة التتار؟

    هذه قصة التتار..
    وهذه قصة عين جالوت..
    دورة طبيعية من دورات التاريخ..
    فالتاريخ من طبيعته أن يصعد بأمة إلى أعلى الدرجات ثم يهوي بها إلى أسفل سافلين.. "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، صعد التتار ثم هبطوا، وهبط المسلمون ثم صعدوا، وسيكون بعد الصعود هبوط، وسيكون بعد الهبوط صعود... وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
    وإنما نعرض التاريخ لا لمشاهدة الصعود والهبوط فقط.. ولكن لدراسة الأسباب التي أدّت إلى رفعة قوم وإلى ذلّة آخرين.. والتاريخ يتكرر بصورة عجيبة.. ومن قرأ التاريخ أضاف إلى خبراته خبرات السنين، وخبرات الأمم، وخبرات الزمان والمكان..
    في هذه القصّة رأينا كيف تحول مسار التاريخ تماماً بظهور رجل معين، هو قطز رحمه الله كما تحول مسار التاريخ قبل ذلك تماماً أيضاً بظهور جنكيزخان لعنه الله.. وشتان بين الشخصيتين.. ولكنهما يجتمعان في أن كليهما مؤثر.. فكلاهما أثّر في الملايين.. كلاهما أثر في جغرافية الأرض.. كلاهما أثر في حركة التاريخ.. ولكن شتّان بين الأثرين.. أما الأثر الأول فقد استمد قوته من قوة الجسد والسلاح وشريعة الغاب.. وأما الأثر الثاني فقد استمد قوته من قوة الإيمان والروح وشريعة الإسلام..
    من السهل جداً يا إخواني أن تدمِّر، ولكن من الصعب جداً أن تبني...
    من السهل جداً أن تظلم، لكن من الصعب جداً أن تعدل..
    من السهل جداً أن تغضب، لكن من الصعب جداً أن تعفو..
    وهذه هي روعة الإسلام..
    قطز إنسان، وجنكيزخان إنسان..
    لكنَّ الأوّل جُمِّلَ بالإسلام، والثاني حُرِم الإسلام..
    فتغيّرت حركة التاريخ تبعاً لذلك..
    قطز بنى حضارة الإنسان واستحق أن يكون خليفةً في الأرض..
    [إنى جاعل في الأرض خليفة]</SPAN>
    وجنكيزخان هدم حضارة الإنسان واستحق بذلك أن يكون مسخاً ملعوناً..
    "قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا "
    وأمثال جنكيزخان في الأرض كثير.. وعلى عكس ذلك: أمثال قطز في الأرض قليل؛ لأنه كما ذكرنا: ما أسهلَ التدمير، وما أصعبَ البناء!!
    [وإن تطع أكثر من في الأرض، يضلوك عن سبيل الله]</SPAN>
    [وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين]</SPAN>
    ومن المؤرخين من يشكك في أن التاريخ لا يُصنع بإنسان بعينه.. وأن الإنسان الفرد لا يقوى على تغيير المجتمعات.. وتغيير حركة التاريخ..
    ولكن التاريخ نفسه يثبت عكس ذلك..
    تغيّرت حركة التاريخ تماماً في أزمان كثيرة، وفي أماكن متعددة بظهور أشخاص بعينهم.. ولا أقول لك تغيرت بحياة رسول أو نبي فهذا واضح ومفهوم، ووجود الوحي والتوجيه الرباني المباشر يجعل المقارنة مع بقية فترات التاريخ مستحيلة.. لكن أقول لك تتغير حركة التاريخ بأشخاص معينة ليسوا أنبياء ولا رسلاً.. تغيرت حركة التاريخ بوجود رجل مثل أبى بكر الصديق، وراجعوا حروب الردة.. تغيرت حركة التاريخ بوجود رجل مثل عمر ابن الخطاب وراجعوا فتوح الإسلام.. تغيرت حركة التاريخ بظهور عمر بن عبد العزيز، وبظهور موسى بن نصير، وبظهور عبد الرحمن الداخل، وبظهور عبد الرحمن الناصر، وبظهور عماد الدين زنكي، وبظهور نور الدين محمود، وبظهور صلاح الدين الأيوبي، وبظهور قطز وبظهور عبد الله بن ياسين، وبظهور يوسف بن تاشفين، وبظهور محمد الفاتح.. وبظهور غيرهم.... رحمهم الله جميعاً..
    نعم يظهرون على فترات متباعدة .. ولكن يمتد أثرهم إلى آماد بعيدة.
    روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً"</SPAN>
    ولكن هذه الراحلة إن وجدت، فيا سعادة أهل الأرض بوجودها!..
    روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها</SPAN>.
    وقطز - ولا شك - كان من هؤلاء المجددين..
    إن شئت فتحدث عن إيمانه وخشوعه، وإن شئت فتحدث عن زهده وعفافه، وإن شئت فتحدث عن كفاءته ومهارته، وإن شئت فتحدث عن صدقه وإخلاصه، وإن شئت فتحدث عن جهاده وتضحيته، وإن شئت فتحدث عن صبره ومصابرته، وإن شئت فتحدث عن حلمه وتواضعه..
    لقد كان رجلاً مجدداً بمعنى الكلمة..
    كان كما وصفه الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء حيث قال: "كان فارساً شجاعاً، سائساً، ديِّناً، محبباً إلى الرعية، هزم التتار، وطهّر الشام منهم يوم عين جالوت، ويَسْلَم له إن شاء الله جهادُه، وكان شاباً أشقر، وافر اللحية، تامّ الشكل، وله اليد البيضاء في جهاد التتار، فعوَّض الله شبابه بالجنة، ورضي عنه".
    وكان كما وصفه ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "كان شجاعاً بطلاً، كثيرَ الخير، ناصحاً للإسلام وأهلِه، وكان الناس يحبونه، ويدعون له كثيرًا".
    ولَاحِظْ أن المؤرخين المسلمين يعلّقون دائماً على مسألة حب الناس للشخص، وحب الرعية للزعيم.. وهو مقياس دقيق من مقاييس العظمة الحقيقية.. فالصالحون من هذه الأمة لا يحبون إلا صالحاً.. ولا يبغضون إلا فاسداً.. ومن أجمع الصالحون على حبه فهو محبوب عند الله، ومن أجمع الصالحون على بغضه، فهو بغيض عند الله..
    روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إنى أحب فلاناً فأحبَّه.. قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه.. فيحبه أهل السماء. قال: ثم يُوضع له القَبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إنى أُبغض فلاناً فأبغضه، قال: فيُبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال: فيُبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض".</SPAN>
    وهكذا يا إخواني نرى بوضوح في حركة التاريخ أن هناك رجالاً بأعينهم يغيرون فعلاً من مسار التاريخ.. ولكن مع وضوح هذا الأمر فإن العجيب أن الناس دائماً يبحثون عن هذا الرجل في خارج بيوتهم وشوارعهم ومدنهم.. يعتقدون أن هذا الرجل سيأتي من بعيد.. من بعيد جداً.. من بعيد في المكان، ومن بعيد في الزمان.. أو لعله يأتي من خارج الأرض!! لماذا لا يعدّ كل واحد منا نفسه وأهله وأبناءه وإخوانه ليكونوا هذا الرجل؟!
    لماذا لا يكون قطز أنت؟!
    لماذا لا يكون قطز ابنك؟!
    لماذا لا يكون قطز أخاك؟!
    لماذا ندرس التاريخ يا إخواني؟؟
    ألسنا ندرسه لكي نسير على درب الصالحين ونتجنب دروب الفاسدين؟!
    لماذا لا نسير على خطوات قطز رحمه الله الواضحة الثابتة لنصل إلى عين جالوت في زمان كثر فيه التتار وأشباه التتار؟
    والله ما عاد لدينا عذر.. فقد أقيمت علينا الحجة!!!
    [ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة]</SPAN>
    تلك كانت قصة قطز رحمه الله..
    ولكن بقيت في القصة مفاجأة!!
    الفصل الأخير!!





  5. #5
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    المفاجأة العجيبة في قصة قطز رحمه الله

    أنه لم يبق في كرسي الحكم إلا أحد عشر شهراً وسبعة عشر يوماً فقط!! لم يُكمل السنة!!
    كل هذا التاريخ المجيد، والإعداد المتقن، والتربية العالية، والانتصار المذهل، والنتائج الهائلة، والآثار العظيمة.. كل هذا في أقل من سنة!!
    لقد مات قطز رحمه الله بعد انتصار عين جالوت بخمسين يوماً فقط..
    ومع أنه حكم هذه الفترة البسيطة فقط.. إلا أنه كان من أعظم رجال الأرض..
    إن قيمة الرجال وعظمتهم لا تقاس بطول العمر، ولا بكثرة المال، ولا بأبهة السلطان.. إنما تقاس بالأعمال الخالدة التي تغيّر من وجه التاريخ، ومن جغرافية العالم، وهى في ذات الوقت تثقل في ميزان الله عز وجل..
    مَن قطز إذا لم يتمسك بشرع الله، وينتصر في عين جالوت بفضل تمسكه بهذا الشرع، والتزامه في السير في طريق الله عز وجل؟
    من قطز بغير هذا الطريق؟
    لا شك أن التاريخ كان سيُغفل اسمه كما أغفل أسماء الكثيرين الذين كانوا كغثاء السيل، بل كانوا وبالاً على شعوبهم وأوطانهم مع حكمهم الفترات الطويلة والأعمار المديدة.. لا شك أن حفر الاسم في سجل التاريخ يحتاج إلى رجال عظماء..
    وليس بالضرورة أن يحتاج إلى وقت طويل..
    الناس تعتقد أن التغيير لابد أن يأخذ فترات طويلة جداً.. ولذلك يُحبطون.. والحق غير ذلك.. التغيير لا يعتمد على الزمن.. إنما يعتمد على نوعية الرجال المغَيِّرين.. إن وُجد هؤلاء العظماء فالنصر القريب والتغيير ممكن.. بل أكيد.. إن شاء الله.
    وإن لم يُوجد أمثال هؤلاء.. فقد تمر على الأمة عشرات السنين وهى لا تتقدم خطوة بل تتأخر الخطوات..
    لقد كان الشيخ العز بن عبد السلام يخشى على الأمة بعد أن فقدت قطز رحمه الله بهذه السرعة.. كان يخشى أن يضيع النصر الكبير، وتنهار الأمة من جديد.. لقد قال بعد موت قطز وهو يبكى بشدة: "رحم الله شبابه، لو عاش طويلاً لجدد للإسلام شبابه"
    ولكن قطز رحمه الله جدد فعلاً للإسلام شبابه، مع أنه لم يعش طويلاً..
    لقد ظلت دولة المماليك قرابة ثلاثة قرون تذود عن حمى المسلمين، وترفع راية الإسلام.. لقد وضع قطز رحمه الله الأساس المتين.. وعليه سيبني الآخرون بناءً راسخاً.. وبغير الأساس لا يرتفع البناء..
    يقول الشيخ العز بن عبد السلام رحمه الله: "ما ولي أمر المسلمين بعد عمر بن عبد العزيز رحمه الله من يعادل قطز رحمه الله صلاحاً وعدلاً"
    ونقول: كيف صنع قطز رحمه الله هذا المجد؟!
    بل نقول: كيف صُنع "قطز" رحمه الله؟!
    لقد صُنع قطز رحمه الله بكتاب الله القرآن، وبسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
    أعظم معجزات هذا الدين هي "صناعة الرجال"!!
    مَنْ عمر بغير الإسلام؟
    مَنْ خالد بغير الإسلام؟
    مَنْ طارق بن زياد بغير الإسلام؟
    مَنْ قطز بغير الإسلام؟
    والكتاب بين أيدينا، وكذلك سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
    حفظهما الله لنا.. وسيظلان كذلك إلى يوم القيامة..
    ولن تضل الأمة أبداً ما دامت تتمسك بهما..
    روى الإمام مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:</SPAN>
    "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتابَ الله وسنةَ نبيه"
    ومَعين الأمة لا ينضب أبداً..
    والله الذي خلق للأمة خالداً والقعقاع وطارقاً وصلاحاً وقطز سيخلق لها دوماً رجالاً يغيّرون من واقعها، ويجددون لها دينها وشبابها، ويبعثون في نفوس أبنائها الأمل، ويقودونها إلى صدارة الأمم وقيادة العالم.. بل يقودونها إلى جنات النعيم..
    ففي الإسلام - والله - عزّ الدنيا، وعزّ الآخرة..





  6. #6
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    وأخيرًا...

    لقد انتهت قصة التتار.. وانتهت قصة عين جالوت..
    ومات الصالحون.. ومات الطالحون.. مات الجند الظالمون، ومات الجند المؤمنون.. ومرت الأعوام والأعوام والقرون والقرون..
    ذهبت الديار والرجال والقلاع والحصون..
    ذهبت الأفراح والأتراح.. والضحكات والدموع..
    ذهب كل شيء.. ولم تبق إلا العبرة..
    [لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب]</span>.
    الذي بقي هو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "تكفّل الله لمن جاهد في سبيله، لا يُخرجه إلا الجهادُ في سبيله وتصديقُ كلماته بأن يدخلَه الجنة، أو يُرجعَه إلى مَسْكَنِه الذي خرج منه مع ما نال من أجرٍ أو غنيمة"..</span>
    الذي بقي هي السنة الإلهية التي لا تتبدل ولا تتغير..
    [إن ينصركم الله فلا غالب لكم]</span>
    ونسأل الله أن يجعل حياتنا كلَها في سبيله..
    وأن يجعل كلامنا وواقعنا ككلام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وواقعهم عندما أجابوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا:
    نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً..
    وأسأل الله أن يجعل لنا في التاريخ عبرة!!





  7. #7
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    بغداد بين سقوطين

    مقدمة

    بعد أن انتهت قصة التتار على هذا النحو الذي أعز الله فيه عباده وأذل أعداءه.. لابد لنا من وقفة أمام المأساة المحورية في تلك القصة.. مأساة سقوط بغداد في أيدي التتار...
    فنحن لم نقص هذه القصة لمجرد التأريخ لما سبق من أحداث الأرض.. أو لمجرد التنظير والتحليل دون عمل أو وقفة.. نحن نقص القصة للعبرة وللتفكر والاستفادة.. نحن نقص القصة لقراءة المستقبل..
    ما أشبه الليلة بالبارحة!!
    ما أشبه سقوط بغداد تحت أقدام الأمريكان بسقوط بغداد تحت أقدام التتار!!..
    ما أشبه مسلمي اليوم بالمسلمين أيام التتار..
    وما أشبه حكام المسلمين اليوم بحكام المسلمين أيام التتار..
    وما أشبه الأمريكان بالتتار..
    وما أشبه حلفاء الأمريكان بحلفاء التتار..
    صورة متكررة في التاريخ بشكل عجيب..
    لقد ظهر الأمريكان فجأة على مسرح الأحداث كما ظهر التتار تماماً.. أمة بلا تاريخ.. قامت على السلب والنهب.. قتل الأمريكان عشرات.. بل مئات الألوف من الهنود الحمر لكي يقيموا لهم دولة.. نهبوا ثروات غيرهم وأقاموا ما يسمونه "حضارتهم" على أشلاء وجماجم سكان البلاد الأصليين..
    ومرت الأيام وصاروا "قطباً أوحد" في الأرض تماماً كما كان التتار.. ولم يقبلوا الآخر أبداً.. ورسخوا الظلم والبطش والقهر في الأرض مع ادعائهم المستمر أنهم ما جاءوا إلا لنشر العدل والحرية والأمان للشعوب..
    ما أشبه طاولة مفاوضات الأمريكان بطاولة مفاوضات التتار! عهود ولا ضمير.. مواثيق ولا أمان.. كلمات جوفاء تطلق في الهواء لتسكين الشعوب إلى أجل.. ولخداع البشر إلى حين.. والعزم مبيت على نقض العهود.. والنية معقودة على الطعن من الظهر..
    لقد دخل الأمريكان بلاد المسلمين بحجج واهية تماماً كما دخل التتار بحجج واهية..
    ما احتاجوا إلى دليل دامغ أو إلى حجة ساطعة.. بل هي أوهام في أوهام.. وادعاءات في ادعاءات.. فتارة هم يحاربون الإرهاب.. وتارة يرسخون الديموقراطية.. وتارة يحررون الشعوب.. وتارة يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل!!..
    ليس المهم أي سبب سيدخلون من وراءه، ولكن المهم أنهم حتماً سيدخلون..
    لقد حارب الأمريكان في بلاد المسلمين حروباً كحروب التتار.. حروبًا بلا قلب.. لا تفرق بين مدني ومحارب.. ولا بين رجل وامرأة.. ولا بين طفل أو شاب أو شيخ كبير.. واستولى الأمريكان على ثروات المسلمين تماماً كما فعل التتار.. وإلا فما الفارق بين البترول وبين الذهب والفضة؟! وما الفارق بين تغير المناهج وتبديلها وتزييفها وبين إغراق مكتبة بغداد؟!!..
    طمس لكل ما هو إسلامي.. وروح همجية لا تقبل الحضارة..
    وسبحان الله.. كأن الله عز وجل أراد أن يطابق الأمريكان أفعال التتار فجعل خطواتهم في إسقاط بغداد شديدة الشبه بخطوات التتار..
    فكما تمركز التتار في أفغانستان أولاً قبل إسقاط بغداد.. تمركز الأمريكان كذلك في أفغانستان عن طريق الاحتلال وإسقاط نظام طالبان قبل إسقاط بغداد!! وسعوا إلى إقامة قواعد لهم في أوزبكستان وباكستان.. كما فعل التتار ذلك تمامًا قبل عدّة قرون!!! [أتواصوا به بل هم قوم طاغون].
    وكما كان إعداد التتار العسكري مبهراً وقوياً كذلك كان إعداد الأمريكان.. فهم لم يبخلوا على حربهم بالمال ولا بالسلاح ولا بالفكر.. أساطيل مهولة.. وأسلحة حديثة.. واستعدادات وتدريبات وحصار وخطط..
    وكما عقد التتار أحلافهم عقد الأمريكان أحلافهم كذلك..
    وإذا كان منكوخان خاقان التتار أيام سقوط بغداد يقسّم العالم إلى دول "مارقة" أي: معادية.. ودول "صديقة" أي: تابعة، فكذلك فعل خاقان أمريكا "جورج بوش!!".. بمنطق السيد الذي يسوس عبيده لا الحليف الذي يعاهد ويفاوض..
    وكما تحالف التتار مع الصليبيين على حرب المسلمين مع اختلاف أيديولوجياتهم وسياساتهم وتوجهاتهم واستراتيجياتهم.. كذلك تحالف الأمريكان مع اليهود مع شدة العداء بين النصارى واليهود.. وتعاون الأمريكان مع الروس برغم التاريخ الأسود الذي يجمع بين البلدين.. وجلس الأمريكان على طاولة المفاوضات مع الصين مع توجس كل طرف من الآخر..
    وكما كون التتار قوات التحالف وتحالفوا مع دول نصرانية ضعيفة - مقارنة بهم - كأرمينية والكرج.. فعل ذلك الأمريكان وتحالفوا مع إنجلترا وأسبانيا وغيرهما مع ضعف هذه الدول بالنسبة لأمريكا! واستفادوا من هذه الدول كما استفاد التتار من أرمينية: فإنجلترا - مثلاً - صاحبة خبرة بعيدة في بلاد المسلمين, ولها معهم تاريخ طويل, كما أنها ستتولى السيطرة على مناطق قد يكون بها خطورة شديدة على الأمريكان فلا مانع من دفع الإنجليز إلى هذه المناطق في مقابل الفتات، وفي مقابل السماح لهم بالعيش إلى جوار الأمريكان..
    وكما تعاهد التتار مع بعض أمراء المسلمين.. فعل الأمريكان نفس الشيء.. وتحالفوا مع بعض الأمراء المسلمين.. أو مع كثير من الأمراء المسلمين.. وكما تحالف بدر الدين لؤلؤ زعيم الأكراد في شمال العراق مع التتار كذلك تحالف أكراد الشمال العراقي مع الأمريكان، وكما فتح كيكاوس الثاني وقلج أرسلان الرابع المجال الأرض التركي لقوات التتار فعل كذلك الأتراك الآن.. وكما اخترقت الجيوش التترية أراضي المسلمين دون مقاومة لتصل إلى العراق كذلك اخترقت جيوش الأمريكان أراضي المسلمين الآن ليس فقط بدون مقاومة ولكن بترحيب عال، وباستقبال حافل..
    حقاً.. ما أشبه الليلة بالبارحة!!
    فكما فكر التتار في التعاون في الشيعة في العراق فكر الأمريكان كذلك..
    وكما استغل التتار بعض المنافقين من المسلمين لبث الحرب الإعلامية التي تحط من نفسيات المسلمين، وتلقي الرعب في قلوبهم قام الأمريكان بنفس الشيء حتى رأينا الصحف القومية في البلاد الإسلامية تتحدث عن تدريبات الأمريكان وتسليحاتهم وإمكانياتهم، وتوسع الفجوة جداً بين أمريكا والمسلمين، وتحبط المسلمين من أي إمكانية للمقاومة..
    وكما عمد هولاكو إلى توصية مؤيد الدين العلقمي الشيعي أن يقوم بإنقاص أعداد الجيوش الإسلامية كذلك فعل الأمريكان مع كثير من بلاد المسلمين فوضعوا عليها قيوداً في التسليح وفي أعداد الجنود وفي التدريبات..
    وكما حوصرت بغداد من التتار حوصرت من الأمريكان، وكما قُصفت بغداد من التتار قُصفت من الأمريكان كذلك، وكما انهارت أسوارها تحت قذائف التتار انهارت كذلك تحت قذائف الأمريكان..
    وكما طلب التتار تسليم المجاهدين فعل ذلك الأمريكان..
    وكما طلب التتار تدمير الأسلحة فعل ذلك الأمريكان..
    وكما هرب المستعصم بالله من الموقف ورضى بالهوان كذلك فعل صدام حسين..
    وكما قُتل ولدا المستعصم قبل أن يُقبض عليه قُتل ولدا صدام قبل أن يُقبض عليه!!!..
    وكما خالف التتار عهودهم بالأمان قبل دخول بغداد كذلك خالف الأمريكان..
    وكما دخل التتار البلاد لكي لا يخرجوا منها.. دخل كذلك الأمريكان العراق لكي لا يخرجوا منها..





  8. #8
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    الطريق إلى النصر

    إدراك النصر طريق له خطوات واضحة.. لا لبس فيها ولا غموض!!..
    النصر هو أن تعالج هذه الأمراض العشرة التي ذكرناها.. أن تعالجها علاجاً حقيقياً صادقاً.. لابد أن نعترف بوجود هذه الأدواء, ونسعى جاهدين صادقين لعلاجها، والرقي بهذه الأمة، وتوظيف كل الطاقات لتمكين هذه الأمة الإسلامية في الأرض..
    النصر ببساطة يكون في هذه الأمور العشرة (التي هي علاج الأمراض السابقة):
    1ـ العودة الكاملة غير المشروطة لله عز وجل ولشرعه الحكيم.
    2ـ الوحدة بين المسلمين جميعاً على أساس الدين.
    3ـ الإيمان بالجنة والزهد في الدنيا والبعد عن الترف.
    4ـ تعظيم الجهاد والحث عليه وتربية النشء والشباب على حب الموت في سبيل الله.
    5ـ الاهتمام بالإعداد المادي من سلاح وعلم وخطط واقتصاد وتقنيات وسياسات.
    6ـ إظهار القدوات الجليلة وإبراز الرموز الإسلامية الأصيلة وتعظيمها عند المسلمين.
    7ـ عدم موالاة أعداء الأمة والفقه الحقيقي للفرق بين العدو والصديق.
    8ـ بث روح الأمل في الأمة الإسلامية ورفع الهمة والروح المعنوية.
    9ـ توسيد الأمر لأهله.. وأهله هم أصحاب الكفاءة والأمانة.
    10ـ الشورى الحقيقية التي تهدف فعلاً إلى الخروج بأفضل الآراء.
    ومع كل التطابقات السابقة بين السقوطين القديم والحديث إلا أن هناك فارقاً هاماً جداً بين القصتين، وهذا الفارق يبعث الأمل الكبير في النفوس، وينفي عنها الإحباط المقيت.. وهذا الفارق هو ببساطة: المقاومة!!.. لقد شاهدنا مقاومة ضارية من الشعب العراقي بعد انهيار الجيش، وخاصةً في المثلث السني، وشاهدنا ضحايا من المغتصب الأمريكي، وشاهدنا فشلاً أمريكياً في اختراق صفوف المقاومة، وشاهدنا تعاطفاً من العالم الإسلامي مع المجاهدين العراقيين، وشاهدنا قلقاً أمريكياً واضحاً سواء في القيادة أو في المعارضة أو في الشعب أو في الجنود، حتى وصل إلى الانتحار في صفوف المقاتلين الأمريكان!!
    كل هذه المشاهدات لم نرها في القصة القديمة، مما يعطي انطباعاً أن وضعنا الآن أفضل، وأن حالتنا لم تصل إلى الحال المتردية التي كانت عليها الأمة أيام التتار، وكل هذا يبعث الأمل في النفوس، ويقوي العزيمة على القيام من جديد، ونصر الله لهذه الأمة آت لا محالة مهما طال الزمان، ومهما تعقدت الظروف، وإذا كانت الأمة قد استطاعت الخروج من أزمتها الطاحنة أيام التتار فنحن - إن شاء الله - على الخروج من أزمتنا أقدر، والله الذي أخرج قطز من بين صفوف المؤمنين قادر على إخراج أمثاله من بين صفوفنا، "ولتعلمن نبأه بعد حين"!..
    ونسأل الله أن يجعل حياتنا كلَها في سبيله.. وأن يجعل كلامنا وواقعنا ككلام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكواقعهم عندما أجابوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا:
    نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً..
    وأسأل الله أن يجعل لنا في التاريخ عبرة!!
    فستذكرون ما أقول وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد..





  9. #9
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    قصة التتار من البداية إلى عين جالوت في سطور

    603 هجرية:ظهور دولة التتار بقيادة جنكيزخان
    616 هجرية:بدء الاجتياح التتري للأمة الإسلامية
    اجتياح بخارى
    617 هجرية:اجتياح سمرقند
    مطاردة محمد بن خوارزم شاه زعيم المملكة الخوارزمية
    وفاة محمد بن خوارزم شاه في جزيرة في وسط بحر قزوين
    احتلال مازندران
    احتلال الري
    احتلال أذربيجان
    احتلال أرمينيا
    احتلال الكرج (جورجيا)
    تدمير إقليم فرغانة
    تدمير مدينة ترمذ
    تدمير قلعة كلابة
    دخول التتار إلى بلدة بلخ المسلمة واستمالة أهلها للتعاون معهم ضد بقية المسلمين
    اجتياح الطالقان
    مأساة مرو
    مأساة نيسابور
    اجتياح هراة
    مأساة خوارزم
    انتصار الجيوش الإسلامية المتحدة بقيادة جلال الدين بن محمد بن خوارزم على التتار في بلق
    انتصار جلال الدين مرة أخرى في كابول
    انقسام الجيش الإسلامي بسبب الاختلاف على الغنائم
    هزيمة جيش جلال الدين على ضفاف نهر السند (باكستان)
    هروب جلال الدين إلى الهند
    اجتياح مدينة غزنة (أفغانستان)
    618 هجرية:تدمير مراغة
    التهديد بغزو الخلافة العباسية في العراق ثم العدول عن ذلك
    اجتياح همذان
    اجتياح أردويل
    دعوة الجهاد في تبريز بقيادة شمس الدين الطغرائي وهروب التتار من المواجهة
    اجتياح بيلقان (إيران)
    التتار يقفون على أبواب مدينة كنجة
    اجتياح داغستان
    اجتياح الشيشان
    احتلال الجنوب الغربي من روسيا
    619 هجرية:تثبيت التتار لأقدامهم في الأرض الواقعة بين الصين والعراق
    620 هجرية:هزيمة التتار من البلغار الروس
    المسلمون يحاربون الكرج وحدوث مجزرة بين الطرفين تنتهي بالصلح
    ظهور غياث الدين بن خوارزم أخو جلال الدين في شمال فارس (إيران)
    غياث الدين يسيطر على إقليم فارس بعد هزيمة التتار من الروس
    غياث الدين يسيطر على إقليم كرمان (جنوب إيران)
    فتنة بين غياث الدين وخاله إيغان طائسي بإيعاز من الخليفة العباسي الناصر لدين الله
    تنصر ابن مغيث الدين بن طغرلشاه (من ملوك السلاجقة) ليتزوج ملكة الكرج
    الجراد يهاجم أراضي المسلمين في العراق والشام وفارس والجزيرة
    621 هجرية:حرب بين غياث الدين بن خوارزم وسعد الدين بن دكلا تنتهي بتقسيم فارس بينهما
    3 آلاف تتري يدمرون 5 مدن إسلامية (الري وساوة وقم وقاشان وهمذان – في إيران)
    قلة الأمطار والجراد وارتفاع الأسعار
    622 هجرية:عودة جلال الدين بن خوارزم من الهند
    تحالف جلال الدين مع سعد الدين ضد أخيه غياث الدين
    جلال الدين يسيطر على فارس
    جلال الدين يغزو البصرة ويهدد بغداد
    الخليفة العباسي الناصر لدين الله يستغيث بالتتار
    جلال الدين يسيطر على أذربيجان والكرج
    صلح مؤقت بين الإخوة جلال الدين وغياث الدين
    وفاة الخليفة العباسي الظالم الناصر لدين الله
    ولاية الخليفة العادل الظاهر بالله
    623 هجرية:وفاة الخليفة الظاهر بالله وولاية المستنصر بالله
    جلال الدين يحاصر مدينة خلاط المسلمة
    624 هجرية:وفاة جنكيزخان وولاية أوكيتاي على التتار
    أوكيتاي يوقف الحرب مؤقتاً في البلاد الإسلامية لحين تنظيم الأوضاع في الصين
    تجدد الحروب بين جلال الدين وأخيه غياث الدين
    626 هجرية:الأمراء الأيوبيون في الشام يسلمون بيت المقدس صلحاً إلى الصليبيين
    628 هجرية:الهجوم التتري الثاني على بلاد المسلمين بقيادة شورماجان
    هزيمة جلال الدين من التتار في إقليم فارس
    هروب جلال الدين إلى أرض الجزيرة شمال العراق
    مقتل جلال الدين على يد فلاح كردي
    629 هجرية:التتار يعيدون احتلال شمال فارس
    التتار يعيدون احتلال أذربيجان
    شورماجان يوقف التوسع لحين تثبيت الأقدام في البلاد الإسلامية المحتلة
    634 هجرية:عودة التوسع التتري بقيادة شورماجان واحتلال أرمينيا والكرج والشيشان وداغستان
    جيش تتري جديد بقيادة باتو بن جاجي يحتل حوض نهر الفولجا الروسي
    635 هجرية:بدأ حملة منظمة بقيادة باتو لاحتلال روسيا
    سقوط المدن الروسية ريدان، ثم كولومونا ثم فلاديمير ثم سوذال
    636 هجرية:تدمير موسكو
    سقوط روسيا بالكامل (يورييف وجاليش وبريسلاف وروستوف وياروسلاف وتورزوك)
    638 هجرية:احتلال أوكرانيا وتدمير العاصمة كييف
    639 هجرية:احتلال بولندا بقيادة بايدر
    هزيمة الجيوش الألمانية المتحدة مع جيش بولندا من التتار في غرب بولندا
    باتو يحتل المجر بعد سحق جيشها
    بايدر يحتل سلوفاكيا بالكامل
    احتلال كرواتيا والوصول إلى البحر الأدرياتي الفاصل بين كرواتيا وإيطاليا
    وفاة أوكيتاي خان التتار وتوقف الفتوحات في أوروبا
    ولاية كيوك بن أوكيتاي على التتار وتثبيت الأقدام دون توسع
    640 هجرية:وفاة الخليفة العباسي المستنصر بالله وولاية المستعصم بالله
    643 هجرية:سفارة البابا إنوسنت الرابع إلى كيوك خان التتار بغرض الإتحاد ضد المسلمين
    645 هجرية:سفارة البابا إنوسنت الرابع إلى بيجو قائد القوات التترية في منطقة فارس
    646 هجرية:سفارة لويس التاسع ملك فرنسا إلى كيوك خان التتار
    وفاة كيوك بن أوكيتاي
    ولاية أوغول بنت قيميش على التتار
    647 هجرية:احتلال لويس التاسع لدمياط في مصر
    648 هجرية:موقعة المنصورة وانتصار المسلمين على الفرنسيين
    649 هجرية:ولاية منكوخان على التتار
    زعامة هولاكو على الجيش التتري في فارس والمواجه للخلافة العباسية
    بدء الإعداد لإسقاط الخلافة العباسية
    650 هجرية:اجتياح إقليم الجزيرة في شمال العراق
    651 هجرية:سفارة صليبية من لويس التاسع ملك فرنسا إلى منكوخان
    654 هجرية:اكتمال الإعداد التتري لغزو العراق
    655 هجرية:حشد الجيوش التترية من الصين وفارس وروسيا وأوروبا وأرمينيا والكرج
    656 هجرية:حصار بغداد
    اجتياح بغداد
    قتل آخر خلفاء بني العباس في بغداد
    إسقاط الخلافة الإسلامية لأول مرة في التاريخ
    الكامل محمد الأيوبي يبدأ الجهاد في ميافارقين
    حصار ميافارقين
    الاختلاف بين هولاكو والناصر يوسف الأيوبي
    657 هجرية:بدء اجتياح الشام
    احتلال نصيبين
    احتلال إلبيرة
    حصار حلب
    658 هجرية:قتل الكامل محمد الأيوبي
    سقوط حلب
    احتلال دمشق
    احتلال غزة
    التتار يهددون مصر
    قطز يأخذ قرار الحرب
    خروج الجيش المسلم من مصر إلى غزة
    انتصار الظاهر بيبرس على التتار في غزة
    الانتصار الكبير لقطز في عين جالوت
    تحرير دمشق وحلب وبقية الشام
    توحيد مصر والشام
    المماليك في سطور
    198 هجرية :- ولاية الخليفة العباسي المأمون أول من بدأ في استجلاب المماليك
    218 هجرية :- ولاية الخليفة العباسي المعتصم الذي أكثر من استجلاب المماليك
    637 هجرية :- ولاية الملك الصالح نجم الدين أيوب على مصر
    641 هجرية :- الامراء الأيويبيون في الشام يتوحدون مع الصليبيين لقتال الملك الصالح نجم الدين
    642 هجرية :- انتصار الملك الصالح نجم الدين أيوب على أمراء الشام والصليبيين في موقعة غزة
    643 هجرية :- الملك الصالح نجم الدين أيوب يحرر بيت المقدس
    - بدء تكوين الممالك البحرية بقيادة فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس
    - وصول العز بن عبد السلام إلى مصر
    647 هجرية :- الملك لويس التاسع يحتل ميناء دمياط في مصر "20 صفر"
    - وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب في المنصورة " 15 شعبان "
    - إدارة شجرة الدر زوجة نجم الدين أيوب لمعركة المنصورة
    - انتصار المسلمين في موقعة المنصورة "4 ذي القعدة"
    - وصول توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين من تركيا إلى المنصورة "17 ذي القعدة "
    648 هجرية :- انتصار المسلمين بقيادة توران شاه في موقعة "فارسكور" على الصليبيين "أوائل محرم"
    - اسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا
    - توران شاه يتوجس خيفة من شجرة الدر و أقطاي و بيبرس
    - قتل توران شاه " 27 محرم"
    - شجرة الدر أول ملكة على مصر الإسلامية " أوائل صفر "
    - زواج شجرة الدر من عز الدين أيبك
    - تنازل شجرة الدر عن ملك مصر بعد "80 " يوم فقط من ملكها " أواخر جمادى الثاني "
    - ولاية الملك المعز عز الدين أيبك على مصر
    - الملك المعز ينتصر على أمراء الشام الأيوبيين في موقعة العباسية بمصر "10 ذو القعدة"
    650 هجرية : - بدء تكوين الممالك المعزية بقيادة قطز
    651 هجرية : - الملك المعز يضم فلسطين إلى مصر
    652 هجرية :- الملك المعز يقتل فارس الدين أقطاي " 3شعبان "
    - هروب المماليك البحرية الى الشام وعلى رأسهم بيبرس
    655 هجرية :- الملك المعز يقرر الزواج من بنت بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل
    - شجرة الدر تقتل الملك المعز " ربيع أول "
    - القصاص من شجرة الدر بالقتل " ربيع أول "
    - صعود الطفل نور الدين ابن عز الدين أيبك إلى حكم مصر تحت رعاية قطز
    - المغيث فتح الدين عمر أمير الكرك يغزو مصر ويُهزم على يد قطز " ذو القعدة "
    656 هجرية :- سقوط بغداد
    - محاولة جديدة من أمير الكرك لغزو مصر " ربيع الآخر "
    657 هجرية : - بدء اجتياح الشام بقيادة هولاكو
    - صعود قطز إلى كرسي الحكم في مصر " 24 ذي القعدة "
    658 هجرية : - بدء قطز للإصلاحات الداخلية في مصر
    - العفو عن المماليك البحرية وتوحيد المماليك المعزية مع البحرية
    - استقدام الظاهر بيبرس من دمشق إلى مصر
    - محاولة قطز توحيد مصر والشام عن طريق المراسلات مع أمراء الشام الأيوبيين
    - سقوط حلب " صفر " وسقوط دمشق "ربيع أول "
    - وصول رسالة التتار بتهديد مصر بالاجتياح
    - قرار قطز أن يقاتل التتار
    - قرار قطز أن يخرج لقتال التتار في فلسطين وليس في مصر
    - بدء تجهيز الجيش المصري اقتصاديا وعسكريا
    - بدء تأهيل الشعب المصري عن طريق العلماء لقبول فكرة حرب التتار
    - قدوم بعض جيوش الشام للانضمام إلى قطز في مصر
    - تجمع الجيش المسلم في الصالحية
    - تحرك الجيش المسلم باتجاه فلسطين " شعبان "
    - انتصار المسلمين على حامية التتار في غزة بقيادة بيبرس
    - المفاوضات مع الصليبيين في عكا
    - اختيار قطز لعين جالوت لتكون مكان اللقاء مع التتار
    - انتصار المسلمين في عين جالوت " 25 رمضان "
    - تحرير دمشق من التتار بقيادة قطز "30 رمضان "
    - تحرير حلب من التتار بقيادة بيبرس " أوائل شوال "
    - توحيد مصر والشام تحت قيادة قطز
    - عودة قطز إلى مصر "26 شوال "
    - مقتل قطز .





  10. #10
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    المرض الأول: عدم وضوح الهوية الإسلامية

    هذا هو المرض الأول من أمراض أمتنا، والقاعدة الإسلامية الأصيلة هي [إن تنصروا الله ينصركم].. ونصر الله عز وجل يكون بتطبيق شرعه والالتفاف حول راية إسلامية واحدة..لا عنصرية..ولا قبلية..ولا قومية..
    أما البعد عن منهج الله عز وجل وقبول الحلول الشرقية والغربية والإعراض عن كتاب الله عز وجل، وعن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا أصل البلاء وموطن الداء.. ولم يغير المسلمون من واقع التتار إلا عندما ظهر من يرفع النداء الجميل: "واإسلاماه".. لقد وفق الله عز وجل قطز رحمه الله إلى هذه الكلمة ليوجز بها كل حياته، وليوجه أنظار جنده الأبرار ومن تبعهم بإحسان إلى الراية الوحيدة التي ما وقفت تحتها الأمة إلا انتصرت.
    لكن مهما حاول أي قائد أن يحفز شعبه بغير الإسلام فلن نفلح أبدًا.. أبى الله عز وجل أن ينصرنا إلا إذا ارتبطنا به في الظاهر والباطن.. ظاهرنا مسلم وباطننا مسلم.. سياستنا مسلمة.. اقتصادنا مسلم.. إعلامنا مسلم.. قضاؤنا مسلم.. جيشنا مسلم.. هكذا بوضوح.. دون تستر ولا مواربة ولا خوف ولا وجل. ليس هناك ما نستحيي منه.. بل الذي يتبرأ من لدين هو الذي يجب أن يستحيي..
    سبحان الله!! انظر إلى واقعنا.. الذي يتكلم في الدين عليه أن يكون حريصًا جدًا وكل كلمة محسوبة عليه، وعليه أن ينتقي ألفاظه بدقة.. ويجب أن لا يكون للكلمات مرامٍ أخرى.. أما الذين يتكلمون في الفجور والإباحية فكما يريدون لا ضابط ولا رابط.. الفيديو كليب, والبرامج الماجنة, والإعلانات القذرة.. ودون رقيب أو محاسب! كيف تنصر أمة فقدت هويتها إلى هذه الدرجة؟!..
    كيف تنصر أمة يستحي فيها العالم أن يقول كلمة الحق ولا يستحي فيها الفاجر أن يجاهر بفسوقه ومجونه؟
    لابد من وقفة أيها المسلمون.. ضياع الهوية الإسلامية هو المرض الرئيسي الذي أدى لتمكين أعداء الأمة من بلادنا..





 

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رسول الله في كتب السابقين !( فى كتب الهندوس) د . راغب السرجانى
    بواسطة عبدالرحمن السلفى في المنتدى البشارات الحق بمبعث سيد الخلق
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2012-06-09, 02:30 PM
  2. قصة الحروب الصليبية مع د. راغب السرجاني
    بواسطة kholio5 في المنتدى ثمار النصرانية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 2011-04-16, 01:17 PM
  3. عناية الاسلام بالنفس الانسانية : د. راغب السرجانى
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2011-01-19, 11:26 AM
  4. جميع مقالات الدكتور راغب السرجاني
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 95
    آخر مشاركة: 2010-10-31, 01:37 PM
  5. سلسلة فتح مصر بقلم د. راغب السرجاني
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 09:39 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML