صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 106
 

العرض المتطور

  1. #1
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي




    بغداد بين سقوطين

    مقدمة

    بعد أن انتهت قصة التتار على هذا النحو الذي أعز الله فيه عباده وأذل أعداءه.. لابد لنا من وقفة أمام المأساة المحورية في تلك القصة.. مأساة سقوط بغداد في أيدي التتار...
    فنحن لم نقص هذه القصة لمجرد التأريخ لما سبق من أحداث الأرض.. أو لمجرد التنظير والتحليل دون عمل أو وقفة.. نحن نقص القصة للعبرة وللتفكر والاستفادة.. نحن نقص القصة لقراءة المستقبل..
    ما أشبه الليلة بالبارحة!!
    ما أشبه سقوط بغداد تحت أقدام الأمريكان بسقوط بغداد تحت أقدام التتار!!..
    ما أشبه مسلمي اليوم بالمسلمين أيام التتار..
    وما أشبه حكام المسلمين اليوم بحكام المسلمين أيام التتار..
    وما أشبه الأمريكان بالتتار..
    وما أشبه حلفاء الأمريكان بحلفاء التتار..
    صورة متكررة في التاريخ بشكل عجيب..
    لقد ظهر الأمريكان فجأة على مسرح الأحداث كما ظهر التتار تماماً.. أمة بلا تاريخ.. قامت على السلب والنهب.. قتل الأمريكان عشرات.. بل مئات الألوف من الهنود الحمر لكي يقيموا لهم دولة.. نهبوا ثروات غيرهم وأقاموا ما يسمونه "حضارتهم" على أشلاء وجماجم سكان البلاد الأصليين..
    ومرت الأيام وصاروا "قطباً أوحد" في الأرض تماماً كما كان التتار.. ولم يقبلوا الآخر أبداً.. ورسخوا الظلم والبطش والقهر في الأرض مع ادعائهم المستمر أنهم ما جاءوا إلا لنشر العدل والحرية والأمان للشعوب..
    ما أشبه طاولة مفاوضات الأمريكان بطاولة مفاوضات التتار! عهود ولا ضمير.. مواثيق ولا أمان.. كلمات جوفاء تطلق في الهواء لتسكين الشعوب إلى أجل.. ولخداع البشر إلى حين.. والعزم مبيت على نقض العهود.. والنية معقودة على الطعن من الظهر..
    لقد دخل الأمريكان بلاد المسلمين بحجج واهية تماماً كما دخل التتار بحجج واهية..
    ما احتاجوا إلى دليل دامغ أو إلى حجة ساطعة.. بل هي أوهام في أوهام.. وادعاءات في ادعاءات.. فتارة هم يحاربون الإرهاب.. وتارة يرسخون الديموقراطية.. وتارة يحررون الشعوب.. وتارة يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل!!..
    ليس المهم أي سبب سيدخلون من وراءه، ولكن المهم أنهم حتماً سيدخلون..
    لقد حارب الأمريكان في بلاد المسلمين حروباً كحروب التتار.. حروبًا بلا قلب.. لا تفرق بين مدني ومحارب.. ولا بين رجل وامرأة.. ولا بين طفل أو شاب أو شيخ كبير.. واستولى الأمريكان على ثروات المسلمين تماماً كما فعل التتار.. وإلا فما الفارق بين البترول وبين الذهب والفضة؟! وما الفارق بين تغير المناهج وتبديلها وتزييفها وبين إغراق مكتبة بغداد؟!!..
    طمس لكل ما هو إسلامي.. وروح همجية لا تقبل الحضارة..
    وسبحان الله.. كأن الله عز وجل أراد أن يطابق الأمريكان أفعال التتار فجعل خطواتهم في إسقاط بغداد شديدة الشبه بخطوات التتار..
    فكما تمركز التتار في أفغانستان أولاً قبل إسقاط بغداد.. تمركز الأمريكان كذلك في أفغانستان عن طريق الاحتلال وإسقاط نظام طالبان قبل إسقاط بغداد!! وسعوا إلى إقامة قواعد لهم في أوزبكستان وباكستان.. كما فعل التتار ذلك تمامًا قبل عدّة قرون!!! [أتواصوا به بل هم قوم طاغون].
    وكما كان إعداد التتار العسكري مبهراً وقوياً كذلك كان إعداد الأمريكان.. فهم لم يبخلوا على حربهم بالمال ولا بالسلاح ولا بالفكر.. أساطيل مهولة.. وأسلحة حديثة.. واستعدادات وتدريبات وحصار وخطط..
    وكما عقد التتار أحلافهم عقد الأمريكان أحلافهم كذلك..
    وإذا كان منكوخان خاقان التتار أيام سقوط بغداد يقسّم العالم إلى دول "مارقة" أي: معادية.. ودول "صديقة" أي: تابعة، فكذلك فعل خاقان أمريكا "جورج بوش!!".. بمنطق السيد الذي يسوس عبيده لا الحليف الذي يعاهد ويفاوض..
    وكما تحالف التتار مع الصليبيين على حرب المسلمين مع اختلاف أيديولوجياتهم وسياساتهم وتوجهاتهم واستراتيجياتهم.. كذلك تحالف الأمريكان مع اليهود مع شدة العداء بين النصارى واليهود.. وتعاون الأمريكان مع الروس برغم التاريخ الأسود الذي يجمع بين البلدين.. وجلس الأمريكان على طاولة المفاوضات مع الصين مع توجس كل طرف من الآخر..
    وكما كون التتار قوات التحالف وتحالفوا مع دول نصرانية ضعيفة - مقارنة بهم - كأرمينية والكرج.. فعل ذلك الأمريكان وتحالفوا مع إنجلترا وأسبانيا وغيرهما مع ضعف هذه الدول بالنسبة لأمريكا! واستفادوا من هذه الدول كما استفاد التتار من أرمينية: فإنجلترا - مثلاً - صاحبة خبرة بعيدة في بلاد المسلمين, ولها معهم تاريخ طويل, كما أنها ستتولى السيطرة على مناطق قد يكون بها خطورة شديدة على الأمريكان فلا مانع من دفع الإنجليز إلى هذه المناطق في مقابل الفتات، وفي مقابل السماح لهم بالعيش إلى جوار الأمريكان..
    وكما تعاهد التتار مع بعض أمراء المسلمين.. فعل الأمريكان نفس الشيء.. وتحالفوا مع بعض الأمراء المسلمين.. أو مع كثير من الأمراء المسلمين.. وكما تحالف بدر الدين لؤلؤ زعيم الأكراد في شمال العراق مع التتار كذلك تحالف أكراد الشمال العراقي مع الأمريكان، وكما فتح كيكاوس الثاني وقلج أرسلان الرابع المجال الأرض التركي لقوات التتار فعل كذلك الأتراك الآن.. وكما اخترقت الجيوش التترية أراضي المسلمين دون مقاومة لتصل إلى العراق كذلك اخترقت جيوش الأمريكان أراضي المسلمين الآن ليس فقط بدون مقاومة ولكن بترحيب عال، وباستقبال حافل..
    حقاً.. ما أشبه الليلة بالبارحة!!
    فكما فكر التتار في التعاون في الشيعة في العراق فكر الأمريكان كذلك..
    وكما استغل التتار بعض المنافقين من المسلمين لبث الحرب الإعلامية التي تحط من نفسيات المسلمين، وتلقي الرعب في قلوبهم قام الأمريكان بنفس الشيء حتى رأينا الصحف القومية في البلاد الإسلامية تتحدث عن تدريبات الأمريكان وتسليحاتهم وإمكانياتهم، وتوسع الفجوة جداً بين أمريكا والمسلمين، وتحبط المسلمين من أي إمكانية للمقاومة..
    وكما عمد هولاكو إلى توصية مؤيد الدين العلقمي الشيعي أن يقوم بإنقاص أعداد الجيوش الإسلامية كذلك فعل الأمريكان مع كثير من بلاد المسلمين فوضعوا عليها قيوداً في التسليح وفي أعداد الجنود وفي التدريبات..
    وكما حوصرت بغداد من التتار حوصرت من الأمريكان، وكما قُصفت بغداد من التتار قُصفت من الأمريكان كذلك، وكما انهارت أسوارها تحت قذائف التتار انهارت كذلك تحت قذائف الأمريكان..
    وكما طلب التتار تسليم المجاهدين فعل ذلك الأمريكان..
    وكما طلب التتار تدمير الأسلحة فعل ذلك الأمريكان..
    وكما هرب المستعصم بالله من الموقف ورضى بالهوان كذلك فعل صدام حسين..
    وكما قُتل ولدا المستعصم قبل أن يُقبض عليه قُتل ولدا صدام قبل أن يُقبض عليه!!!..
    وكما خالف التتار عهودهم بالأمان قبل دخول بغداد كذلك خالف الأمريكان..
    وكما دخل التتار البلاد لكي لا يخرجوا منها.. دخل كذلك الأمريكان العراق لكي لا يخرجوا منها..






  2. #2
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    الطريق إلى النصر

    إدراك النصر طريق له خطوات واضحة.. لا لبس فيها ولا غموض!!..
    النصر هو أن تعالج هذه الأمراض العشرة التي ذكرناها.. أن تعالجها علاجاً حقيقياً صادقاً.. لابد أن نعترف بوجود هذه الأدواء, ونسعى جاهدين صادقين لعلاجها، والرقي بهذه الأمة، وتوظيف كل الطاقات لتمكين هذه الأمة الإسلامية في الأرض..
    النصر ببساطة يكون في هذه الأمور العشرة (التي هي علاج الأمراض السابقة):
    1ـ العودة الكاملة غير المشروطة لله عز وجل ولشرعه الحكيم.
    2ـ الوحدة بين المسلمين جميعاً على أساس الدين.
    3ـ الإيمان بالجنة والزهد في الدنيا والبعد عن الترف.
    4ـ تعظيم الجهاد والحث عليه وتربية النشء والشباب على حب الموت في سبيل الله.
    5ـ الاهتمام بالإعداد المادي من سلاح وعلم وخطط واقتصاد وتقنيات وسياسات.
    6ـ إظهار القدوات الجليلة وإبراز الرموز الإسلامية الأصيلة وتعظيمها عند المسلمين.
    7ـ عدم موالاة أعداء الأمة والفقه الحقيقي للفرق بين العدو والصديق.
    8ـ بث روح الأمل في الأمة الإسلامية ورفع الهمة والروح المعنوية.
    9ـ توسيد الأمر لأهله.. وأهله هم أصحاب الكفاءة والأمانة.
    10ـ الشورى الحقيقية التي تهدف فعلاً إلى الخروج بأفضل الآراء.
    ومع كل التطابقات السابقة بين السقوطين القديم والحديث إلا أن هناك فارقاً هاماً جداً بين القصتين، وهذا الفارق يبعث الأمل الكبير في النفوس، وينفي عنها الإحباط المقيت.. وهذا الفارق هو ببساطة: المقاومة!!.. لقد شاهدنا مقاومة ضارية من الشعب العراقي بعد انهيار الجيش، وخاصةً في المثلث السني، وشاهدنا ضحايا من المغتصب الأمريكي، وشاهدنا فشلاً أمريكياً في اختراق صفوف المقاومة، وشاهدنا تعاطفاً من العالم الإسلامي مع المجاهدين العراقيين، وشاهدنا قلقاً أمريكياً واضحاً سواء في القيادة أو في المعارضة أو في الشعب أو في الجنود، حتى وصل إلى الانتحار في صفوف المقاتلين الأمريكان!!
    كل هذه المشاهدات لم نرها في القصة القديمة، مما يعطي انطباعاً أن وضعنا الآن أفضل، وأن حالتنا لم تصل إلى الحال المتردية التي كانت عليها الأمة أيام التتار، وكل هذا يبعث الأمل في النفوس، ويقوي العزيمة على القيام من جديد، ونصر الله لهذه الأمة آت لا محالة مهما طال الزمان، ومهما تعقدت الظروف، وإذا كانت الأمة قد استطاعت الخروج من أزمتها الطاحنة أيام التتار فنحن - إن شاء الله - على الخروج من أزمتنا أقدر، والله الذي أخرج قطز من بين صفوف المؤمنين قادر على إخراج أمثاله من بين صفوفنا، "ولتعلمن نبأه بعد حين"!..
    ونسأل الله أن يجعل حياتنا كلَها في سبيله.. وأن يجعل كلامنا وواقعنا ككلام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكواقعهم عندما أجابوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا:
    نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً..
    وأسأل الله أن يجعل لنا في التاريخ عبرة!!
    فستذكرون ما أقول وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد..





  3. #3
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    قصة التتار من البداية إلى عين جالوت في سطور

    603 هجرية:ظهور دولة التتار بقيادة جنكيزخان
    616 هجرية:بدء الاجتياح التتري للأمة الإسلامية
    اجتياح بخارى
    617 هجرية:اجتياح سمرقند
    مطاردة محمد بن خوارزم شاه زعيم المملكة الخوارزمية
    وفاة محمد بن خوارزم شاه في جزيرة في وسط بحر قزوين
    احتلال مازندران
    احتلال الري
    احتلال أذربيجان
    احتلال أرمينيا
    احتلال الكرج (جورجيا)
    تدمير إقليم فرغانة
    تدمير مدينة ترمذ
    تدمير قلعة كلابة
    دخول التتار إلى بلدة بلخ المسلمة واستمالة أهلها للتعاون معهم ضد بقية المسلمين
    اجتياح الطالقان
    مأساة مرو
    مأساة نيسابور
    اجتياح هراة
    مأساة خوارزم
    انتصار الجيوش الإسلامية المتحدة بقيادة جلال الدين بن محمد بن خوارزم على التتار في بلق
    انتصار جلال الدين مرة أخرى في كابول
    انقسام الجيش الإسلامي بسبب الاختلاف على الغنائم
    هزيمة جيش جلال الدين على ضفاف نهر السند (باكستان)
    هروب جلال الدين إلى الهند
    اجتياح مدينة غزنة (أفغانستان)
    618 هجرية:تدمير مراغة
    التهديد بغزو الخلافة العباسية في العراق ثم العدول عن ذلك
    اجتياح همذان
    اجتياح أردويل
    دعوة الجهاد في تبريز بقيادة شمس الدين الطغرائي وهروب التتار من المواجهة
    اجتياح بيلقان (إيران)
    التتار يقفون على أبواب مدينة كنجة
    اجتياح داغستان
    اجتياح الشيشان
    احتلال الجنوب الغربي من روسيا
    619 هجرية:تثبيت التتار لأقدامهم في الأرض الواقعة بين الصين والعراق
    620 هجرية:هزيمة التتار من البلغار الروس
    المسلمون يحاربون الكرج وحدوث مجزرة بين الطرفين تنتهي بالصلح
    ظهور غياث الدين بن خوارزم أخو جلال الدين في شمال فارس (إيران)
    غياث الدين يسيطر على إقليم فارس بعد هزيمة التتار من الروس
    غياث الدين يسيطر على إقليم كرمان (جنوب إيران)
    فتنة بين غياث الدين وخاله إيغان طائسي بإيعاز من الخليفة العباسي الناصر لدين الله
    تنصر ابن مغيث الدين بن طغرلشاه (من ملوك السلاجقة) ليتزوج ملكة الكرج
    الجراد يهاجم أراضي المسلمين في العراق والشام وفارس والجزيرة
    621 هجرية:حرب بين غياث الدين بن خوارزم وسعد الدين بن دكلا تنتهي بتقسيم فارس بينهما
    3 آلاف تتري يدمرون 5 مدن إسلامية (الري وساوة وقم وقاشان وهمذان – في إيران)
    قلة الأمطار والجراد وارتفاع الأسعار
    622 هجرية:عودة جلال الدين بن خوارزم من الهند
    تحالف جلال الدين مع سعد الدين ضد أخيه غياث الدين
    جلال الدين يسيطر على فارس
    جلال الدين يغزو البصرة ويهدد بغداد
    الخليفة العباسي الناصر لدين الله يستغيث بالتتار
    جلال الدين يسيطر على أذربيجان والكرج
    صلح مؤقت بين الإخوة جلال الدين وغياث الدين
    وفاة الخليفة العباسي الظالم الناصر لدين الله
    ولاية الخليفة العادل الظاهر بالله
    623 هجرية:وفاة الخليفة الظاهر بالله وولاية المستنصر بالله
    جلال الدين يحاصر مدينة خلاط المسلمة
    624 هجرية:وفاة جنكيزخان وولاية أوكيتاي على التتار
    أوكيتاي يوقف الحرب مؤقتاً في البلاد الإسلامية لحين تنظيم الأوضاع في الصين
    تجدد الحروب بين جلال الدين وأخيه غياث الدين
    626 هجرية:الأمراء الأيوبيون في الشام يسلمون بيت المقدس صلحاً إلى الصليبيين
    628 هجرية:الهجوم التتري الثاني على بلاد المسلمين بقيادة شورماجان
    هزيمة جلال الدين من التتار في إقليم فارس
    هروب جلال الدين إلى أرض الجزيرة شمال العراق
    مقتل جلال الدين على يد فلاح كردي
    629 هجرية:التتار يعيدون احتلال شمال فارس
    التتار يعيدون احتلال أذربيجان
    شورماجان يوقف التوسع لحين تثبيت الأقدام في البلاد الإسلامية المحتلة
    634 هجرية:عودة التوسع التتري بقيادة شورماجان واحتلال أرمينيا والكرج والشيشان وداغستان
    جيش تتري جديد بقيادة باتو بن جاجي يحتل حوض نهر الفولجا الروسي
    635 هجرية:بدأ حملة منظمة بقيادة باتو لاحتلال روسيا
    سقوط المدن الروسية ريدان، ثم كولومونا ثم فلاديمير ثم سوذال
    636 هجرية:تدمير موسكو
    سقوط روسيا بالكامل (يورييف وجاليش وبريسلاف وروستوف وياروسلاف وتورزوك)
    638 هجرية:احتلال أوكرانيا وتدمير العاصمة كييف
    639 هجرية:احتلال بولندا بقيادة بايدر
    هزيمة الجيوش الألمانية المتحدة مع جيش بولندا من التتار في غرب بولندا
    باتو يحتل المجر بعد سحق جيشها
    بايدر يحتل سلوفاكيا بالكامل
    احتلال كرواتيا والوصول إلى البحر الأدرياتي الفاصل بين كرواتيا وإيطاليا
    وفاة أوكيتاي خان التتار وتوقف الفتوحات في أوروبا
    ولاية كيوك بن أوكيتاي على التتار وتثبيت الأقدام دون توسع
    640 هجرية:وفاة الخليفة العباسي المستنصر بالله وولاية المستعصم بالله
    643 هجرية:سفارة البابا إنوسنت الرابع إلى كيوك خان التتار بغرض الإتحاد ضد المسلمين
    645 هجرية:سفارة البابا إنوسنت الرابع إلى بيجو قائد القوات التترية في منطقة فارس
    646 هجرية:سفارة لويس التاسع ملك فرنسا إلى كيوك خان التتار
    وفاة كيوك بن أوكيتاي
    ولاية أوغول بنت قيميش على التتار
    647 هجرية:احتلال لويس التاسع لدمياط في مصر
    648 هجرية:موقعة المنصورة وانتصار المسلمين على الفرنسيين
    649 هجرية:ولاية منكوخان على التتار
    زعامة هولاكو على الجيش التتري في فارس والمواجه للخلافة العباسية
    بدء الإعداد لإسقاط الخلافة العباسية
    650 هجرية:اجتياح إقليم الجزيرة في شمال العراق
    651 هجرية:سفارة صليبية من لويس التاسع ملك فرنسا إلى منكوخان
    654 هجرية:اكتمال الإعداد التتري لغزو العراق
    655 هجرية:حشد الجيوش التترية من الصين وفارس وروسيا وأوروبا وأرمينيا والكرج
    656 هجرية:حصار بغداد
    اجتياح بغداد
    قتل آخر خلفاء بني العباس في بغداد
    إسقاط الخلافة الإسلامية لأول مرة في التاريخ
    الكامل محمد الأيوبي يبدأ الجهاد في ميافارقين
    حصار ميافارقين
    الاختلاف بين هولاكو والناصر يوسف الأيوبي
    657 هجرية:بدء اجتياح الشام
    احتلال نصيبين
    احتلال إلبيرة
    حصار حلب
    658 هجرية:قتل الكامل محمد الأيوبي
    سقوط حلب
    احتلال دمشق
    احتلال غزة
    التتار يهددون مصر
    قطز يأخذ قرار الحرب
    خروج الجيش المسلم من مصر إلى غزة
    انتصار الظاهر بيبرس على التتار في غزة
    الانتصار الكبير لقطز في عين جالوت
    تحرير دمشق وحلب وبقية الشام
    توحيد مصر والشام
    المماليك في سطور
    198 هجرية :- ولاية الخليفة العباسي المأمون أول من بدأ في استجلاب المماليك
    218 هجرية :- ولاية الخليفة العباسي المعتصم الذي أكثر من استجلاب المماليك
    637 هجرية :- ولاية الملك الصالح نجم الدين أيوب على مصر
    641 هجرية :- الامراء الأيويبيون في الشام يتوحدون مع الصليبيين لقتال الملك الصالح نجم الدين
    642 هجرية :- انتصار الملك الصالح نجم الدين أيوب على أمراء الشام والصليبيين في موقعة غزة
    643 هجرية :- الملك الصالح نجم الدين أيوب يحرر بيت المقدس
    - بدء تكوين الممالك البحرية بقيادة فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس
    - وصول العز بن عبد السلام إلى مصر
    647 هجرية :- الملك لويس التاسع يحتل ميناء دمياط في مصر "20 صفر"
    - وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب في المنصورة " 15 شعبان "
    - إدارة شجرة الدر زوجة نجم الدين أيوب لمعركة المنصورة
    - انتصار المسلمين في موقعة المنصورة "4 ذي القعدة"
    - وصول توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين من تركيا إلى المنصورة "17 ذي القعدة "
    648 هجرية :- انتصار المسلمين بقيادة توران شاه في موقعة "فارسكور" على الصليبيين "أوائل محرم"
    - اسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا
    - توران شاه يتوجس خيفة من شجرة الدر و أقطاي و بيبرس
    - قتل توران شاه " 27 محرم"
    - شجرة الدر أول ملكة على مصر الإسلامية " أوائل صفر "
    - زواج شجرة الدر من عز الدين أيبك
    - تنازل شجرة الدر عن ملك مصر بعد "80 " يوم فقط من ملكها " أواخر جمادى الثاني "
    - ولاية الملك المعز عز الدين أيبك على مصر
    - الملك المعز ينتصر على أمراء الشام الأيوبيين في موقعة العباسية بمصر "10 ذو القعدة"
    650 هجرية : - بدء تكوين الممالك المعزية بقيادة قطز
    651 هجرية : - الملك المعز يضم فلسطين إلى مصر
    652 هجرية :- الملك المعز يقتل فارس الدين أقطاي " 3شعبان "
    - هروب المماليك البحرية الى الشام وعلى رأسهم بيبرس
    655 هجرية :- الملك المعز يقرر الزواج من بنت بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل
    - شجرة الدر تقتل الملك المعز " ربيع أول "
    - القصاص من شجرة الدر بالقتل " ربيع أول "
    - صعود الطفل نور الدين ابن عز الدين أيبك إلى حكم مصر تحت رعاية قطز
    - المغيث فتح الدين عمر أمير الكرك يغزو مصر ويُهزم على يد قطز " ذو القعدة "
    656 هجرية :- سقوط بغداد
    - محاولة جديدة من أمير الكرك لغزو مصر " ربيع الآخر "
    657 هجرية : - بدء اجتياح الشام بقيادة هولاكو
    - صعود قطز إلى كرسي الحكم في مصر " 24 ذي القعدة "
    658 هجرية : - بدء قطز للإصلاحات الداخلية في مصر
    - العفو عن المماليك البحرية وتوحيد المماليك المعزية مع البحرية
    - استقدام الظاهر بيبرس من دمشق إلى مصر
    - محاولة قطز توحيد مصر والشام عن طريق المراسلات مع أمراء الشام الأيوبيين
    - سقوط حلب " صفر " وسقوط دمشق "ربيع أول "
    - وصول رسالة التتار بتهديد مصر بالاجتياح
    - قرار قطز أن يقاتل التتار
    - قرار قطز أن يخرج لقتال التتار في فلسطين وليس في مصر
    - بدء تجهيز الجيش المصري اقتصاديا وعسكريا
    - بدء تأهيل الشعب المصري عن طريق العلماء لقبول فكرة حرب التتار
    - قدوم بعض جيوش الشام للانضمام إلى قطز في مصر
    - تجمع الجيش المسلم في الصالحية
    - تحرك الجيش المسلم باتجاه فلسطين " شعبان "
    - انتصار المسلمين على حامية التتار في غزة بقيادة بيبرس
    - المفاوضات مع الصليبيين في عكا
    - اختيار قطز لعين جالوت لتكون مكان اللقاء مع التتار
    - انتصار المسلمين في عين جالوت " 25 رمضان "
    - تحرير دمشق من التتار بقيادة قطز "30 رمضان "
    - تحرير حلب من التتار بقيادة بيبرس " أوائل شوال "
    - توحيد مصر والشام تحت قيادة قطز
    - عودة قطز إلى مصر "26 شوال "
    - مقتل قطز .





  4. #4
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    المرض الأول: عدم وضوح الهوية الإسلامية

    هذا هو المرض الأول من أمراض أمتنا، والقاعدة الإسلامية الأصيلة هي [إن تنصروا الله ينصركم].. ونصر الله عز وجل يكون بتطبيق شرعه والالتفاف حول راية إسلامية واحدة..لا عنصرية..ولا قبلية..ولا قومية..
    أما البعد عن منهج الله عز وجل وقبول الحلول الشرقية والغربية والإعراض عن كتاب الله عز وجل، وعن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا أصل البلاء وموطن الداء.. ولم يغير المسلمون من واقع التتار إلا عندما ظهر من يرفع النداء الجميل: "واإسلاماه".. لقد وفق الله عز وجل قطز رحمه الله إلى هذه الكلمة ليوجز بها كل حياته، وليوجه أنظار جنده الأبرار ومن تبعهم بإحسان إلى الراية الوحيدة التي ما وقفت تحتها الأمة إلا انتصرت.
    لكن مهما حاول أي قائد أن يحفز شعبه بغير الإسلام فلن نفلح أبدًا.. أبى الله عز وجل أن ينصرنا إلا إذا ارتبطنا به في الظاهر والباطن.. ظاهرنا مسلم وباطننا مسلم.. سياستنا مسلمة.. اقتصادنا مسلم.. إعلامنا مسلم.. قضاؤنا مسلم.. جيشنا مسلم.. هكذا بوضوح.. دون تستر ولا مواربة ولا خوف ولا وجل. ليس هناك ما نستحيي منه.. بل الذي يتبرأ من لدين هو الذي يجب أن يستحيي..
    سبحان الله!! انظر إلى واقعنا.. الذي يتكلم في الدين عليه أن يكون حريصًا جدًا وكل كلمة محسوبة عليه، وعليه أن ينتقي ألفاظه بدقة.. ويجب أن لا يكون للكلمات مرامٍ أخرى.. أما الذين يتكلمون في الفجور والإباحية فكما يريدون لا ضابط ولا رابط.. الفيديو كليب, والبرامج الماجنة, والإعلانات القذرة.. ودون رقيب أو محاسب! كيف تنصر أمة فقدت هويتها إلى هذه الدرجة؟!..
    كيف تنصر أمة يستحي فيها العالم أن يقول كلمة الحق ولا يستحي فيها الفاجر أن يجاهر بفسوقه ومجونه؟
    لابد من وقفة أيها المسلمون.. ضياع الهوية الإسلامية هو المرض الرئيسي الذي أدى لتمكين أعداء الأمة من بلادنا..





  5. #5
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    المرض الثاني: الفرقة بين المسلمين

    فكما كان الصراع يشتعل بين كل الأقاليم الإسلامية أيام التتار، وكما كان جلال الدين يعيث فساداً في بلاد المسلمين وجيوش التتار قابعة على بعد خطوات.. كذلك نرى الخلاف والشقاق يدب بين كل بلاد المسلمين الآن تقريباً.. قلما تجد قُطرين إسلاميين متجاورين إلا وجدت بينهما صراعاً على حدود أو اختلافاً على قضية.. انشغل المسلمون بأنفسهم، وتركوا الجيوش المحتلة تعربد في ربوع العالم الإسلامي، وجعلوا همهم التراشق بالألفاظ والخطب - وأحياناً بالحجارة والسلاح - مع إخوانهم المسلمين.. ولا شك أن التنازع بين المسلمين قرين الفشل.. يقول تعالى: [ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين]


    المرض الثالث: الترف والركون إلى الدنيا

    لقد كبرت الدنيا جداً في أعين المسلمين أيام التتار.. وكذلك في أيامنا.. أجيال كاملة لا تعيش إلا لدنياها وإن كانت الدنيا حقيرة ذليلة.. عاش كل فرد ليجمع المال ويجمّل ويحسّن في معيشته.. ولينعم بأنواع الطعام والشراب والدواب والمساكن.. وليستمتع بأنواع الغناء المختلفة وأساليب الموسيقى المتجددة.. وهكذا غرق المسلمون في دنياهم.. كثير من الشباب يحفظ الأغاني الماجنة أكثر من القرآن.. كثير من الشباب يعلم بالتفصيل تاريخ حياة الفنانين والفنانات، ويعلم على وجه اليقين سيرة لاعب في بلادنا أو في بلاد غيرنا ولا يعلم شيئًا عن تاريخ وسيرة أبطال وعلماء وقواد المسلمين.. بل لا يعلم شيئًا عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.. بل قد لا يعلم شيئًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه!!
    أليس هذا مرضًا يحتاج إلى علاج..
    الترف من أسباب الهلكة الواضحة.. يقول الله تعالى في كتابه: [وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدمير]..
    لقد وصل الترف اليوم إلى عموم المسلمين حتى وصل إلى فقرائهم!!.. فالرجل قد لا يجد قوت يومه ثم هو لا يستغني عن السيجارة!!.. ويكاد لا يجد ما يستر به نفسه وأولاده ثم هو يجلس بالساعات في المقاهي والكافيتريات، وقد لا يستطيع أن يعلم أولاده ولكنه حريص كل الحرص على اقتناء فيديو أو طبق فضائي!!
    ركون إلى الدنيا وانغماس في شهواتها.. ولا يستقيم لأمة تريد القيام أن تكون بهذه الهيئة..





  6. #6
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    المرض الرابع: ترك الجهاد

    وكنتيجة طبيعية للانغماس في الدنيا، والترف الرائد عن الحد ترك المسلمون الجهاد.. ورضوا بالسير في ذيل الأمم.. وقبل المسلمون ما سماه عدوُّهم: "السلام", بينما هو بوضوح: "استسلام"..
    لم يفقه المسلمون أيام التتار - كما لم يفقه كثير من المسلمين في زماننا الآن - أن السبيل الأساسي لاستعادة حقوق المسلمين المنهوبة هو الجهاد، وأن السلام لو صح أن يكون اختياراً في بعض الظروف إلا أنه لا يمكن أن يكون الخيار المطروح إذا انتُهِبَتْ حقوق المسلمين، أو سُفكت دماؤهم، أو شُرّدوا في الأرض، أو استُهْزِئ بدينهم وآرائهم ومكانتهم..
    لم يفقه المسلمون أن السلام لا يكون إلا باستعادة كامل الحقوق، ولا يكون وإلا نحن أعزة، ولا يكون وإلا ونحن نمتلك قوة الردع الكافية للرد على العدو إذا خالف معاهدة السلام، أما بدون ذلك فالسلام لا يكون سلاماً بل يكون استسلاماً، وهو ما لا يُقبل في الشرع..
    يجب أن يفقه المسلمون أن كلمة الجهاد ليست عيبًا يجب أن نستحيي منه أو نخفيه.. ليست كلمة قبيحة يجب أن تنزع من مناهج التعليم ومن وسائل الإعلام ومن صفحات الجرائد والكتب. أبدًا.. إن الجهاد ذروة سنام الإسلام!.. الجهاد أعلى ما في الإسلام.. شاء ذلك أم أبى أعداء الأمة سواء من خارجها أو من أبنائها..
    كلمة الجهاد بمشتقاتها وردت في كتاب الله عز وجل أكثر من ثلاثين مرة..
    كذلك كلمة القتال بمعنى قتال أعداء الأمة وردت.
    أين نذهب بهذه الآيات؟
    ـ [يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال].
    أين نذهب بقول الله تعالى:
    [يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة]
    أين نذهب بقول الله تعالى:
    [قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلوكم كافة]
    يا إخواني ويا أخواتي..
    أنى لأمة تريد أن تحمي نفسها وتدافع عن عرضها وشرفها أن تترك الجهاد والقتال؟؟!..
    في أي عرف أو قانون أو ملة تُدعى الأمة التي تُحتل في المشرق والمغرب على عدم الحديث عن الجهاد والقتال والحرب والإعداد..
    أنا أعتقد أن هذا المرض.. مرض ترك الجهاد وترك الحديث عنه والإعداد له من أعظم أمراض الأمة.. وليس في تاريخها أبدًا قيام إلا به.. ولنا في التاريخ عبرة..





  7. #7
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    المرض الخامس: إهمال الإعداد المادي للحروب

    لقد اجتهد التتار في إعداد كل ما يمكّنُهُم من النصر سواء في ذلك الجنود أو السلاح أو تجهيز الطرق أو وضع الخطة أو الاهتمام بالأحلاف أوالحرب النفسية والخطط البديلة..
    لقد كان إعداداً متميزاً حقاً..
    كل ذلك بينما كان المسلمون يعيشون في واد آخر!!..
    أُهمِلت الجيوش الإسلامية وانحدر مستواها، ولم يهتم حاكم بتحديث سلاحه أو تدريب جنده.. لم توضع الخطة المناسبة، ولم توجد المخابرات الدقيقة.. لقد تهاون المسلمون جداً في إعدادهم.. ورُتِّبَتْ أولوياتهم بصورة مخزية.. فبينما كانت الملايين تُنفق على القصور وعلى الرخام وعلى الحدائق.. لم يُنفَق شيء على الإعداد العسكري والعلمي والاقتصادي للبلاد.. وبينما قل ظهور النماذج المتفوقة في المجالات العلمية والقيادية والإدارية كثر ظهور المطربين والمطربات، والراقصين والراقصات، واللاعبين واللاعبات، واللاهين واللاهيات!!
    و لابد أن تُهزَم أمة كان إعدادها بهذه الصورة.. فأمة الإسلام بغير إعداد لا تقوم.. وليس معنى أن يرتبط الناس بربهم ويعتمدوا عليه أن يُهملوا المقومات المادية، والتجهيز البشري.. ولابد أن يفقه المسلمون هذا الدرس جيداً..


    المرض السادس: افتقار المسلمين إلى القدوة

    تربية القدوة أعلى آلاف المرات من تربية الخطب والمقالات.. الجنود يشعرون بالغربة الشديدة وبفقدان الحماسة تماماً إذا افتقدوا القدوة..
    ألف خطاب للتحميس على الجهاد لا تفعل شيئاً إذا وجد الجنود قائدهم أول المختبئين عند الكوارث !!
    ألف خطاب عن تحمل الظروف الصعبة والرضا بالقليل والزهد في الدنيا وتحمل المصائب الاقتصادية لا تغني شيئاً إن وجد الشعب زعيمه يتنعم في القصور وينفق الملايين على راحته وسعادته ورفاهيته وحفلاته الصاخبة..
    ألف خطاب عن الأخلاق الحميدة لا تقدم شيئاً للأمة إن كان الذي يقتدى به لا يُصَلّي ولا يصوم ولا يتَّسِم بنظافة اليد واللسان، وبطهارة الضمير والوجدان..
    كيف يلتزم الشعب بدينه وشرع ربه وقلما يستمع إلى لفظ الجلالة: "الله"من زعيمه أو أستاذه أو مربيه؟!
    كيف للشباب أن ينصلح حالهم وهم يرون أن القدوات التي تبرز لهم قدوات منحلة بعيدة كل البعد عن طريق الصلاح؟!
    القائد الذي لا يكون قدوة حية لشعبه في الجهاد والخلق والصبر والزهد والعدل لا يجب أن يتوقع من شعبه أن يحميه وقت الشدائد ولا يقف معه في زمان المصائب..
    وفي التاريخ عبرة !!


    المرض السابع: موالاة أعداء الأمة

    لقد سقط الكثير من زعماء المسلمين أيام التتار في مستنقع الموالاة لأعداء الأمة، وكان منطقهم في ذلك أنهم يجنبون أنفسهم أساساً ثم يجنبون شعوبهم بعد ذلك ويلات الحروب.. فارتكبوا خطأ شرعياً وعقلياً شنيعاً.. بل ارتكبوا أخطاءً مركبة.. فتجنب الجهاد مع الحاجة إليه خطأ، وتربية الشعب على الخنوع لأعدائه خطأ آخر، وموالاة العدو واعتباره صديقاً والثقة في كلامه وفي عهوده خطأ ثالث..
    وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه بوضوح: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين].. وهذا تحذير خطير من رب العالمين.. وكم هو أحمق - أو ضعيف الإيمان - من يستمع إلى هذا التحذير ثم لا يلتفت إليه..


    المرض الثامن: الإحباط

    الأمة المحبطة من المستحيل أن تنتصر، والإحباط والقنوط واليأس ليست من صفات المؤمنين..
    [إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون]
    لقد عمل التتار كما عمل الأمريكان - كما عمل أتباع التتار والأمريكان - على خفض الروح المعنوية للشعوب المسلمة إلى أدنى درجة ممكنة.. لقد عظموا كل ما هو تتري أو أمريكي وخفضوا كل ما هو مسلم.. ووسعوا الفجوة جداً بين إمكانيات العدو وإمكانيات الأمة، وصوروا لهم أنه لا سبيل للنجاة إلا بالخنوع والخضوع والتسليم..
    وقد رأينا التاريخ.. ورأينا مصيبة التتار قد اتبعت بنصر مجيد على يد قطز رحمه الله.. وكان من أهم الأسباب للنصر أنه رحمه الله رفع الروح المعنوية لجيشه، وعلمهم أن التتار خلق من خلق الله لا يعجزونه، وأن المسلمين إذا ارتبطوا بالله عز وجل فلا سبيل لأحد عليهم.. لا التتار ولا اليهود ولا الأمريكان ولا غيرهم.. وأن الجولة الأخيرة حتمًا ستكون للمسلمين..
    وبغير هذا الإعداد النفسي وبث روح الأمل في الأمة فالنصر بعيد ولا شك..





  8. #8
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    المرض التاسع: توسيد الأمر لغير أهله

    لقد رأينا في قصة سقوط الأول لبغداد كيف أن الأمر قد وُسِّد لغير أهله، وضيعت الأمانة وتولى المناصب العليا في البلد أناس افتقروا إلى الكفاءة وافتقروا إلى التقوى.. فلا قوة ولا أمانة.. وهذه والله الطامة الكبرى!!..
    إذا لم يصل إلى مراكز القيادة إلا أصحاب الوساطة أو القرابة أو الرشوة فهذا أمر خطير.. بل شديد الخطورة..
    إذا رأيتم أن القريب يوظف قريبه، وأن المراكز تباع وتشترى وتهدى، وأن أصحاب الكفاءات لا تقدر كفاءتهم، ولا يُرفع من قدرهم، فاعلم أن النصر مستحيل..
    إذا كنا نجد أننا الآن في ذيل الأمم كما كان الوضع أيام التتار فلننظر إلى مراكز القيادة ومن جلس فيها.. ولننظر كيف وصلوا إلى هذه المراكز.. فإنك ولا شك ستجد الغالب الأعم قد وصل إليها بأسلوب لا يرضى عنه الله عز وجل..
    ولا سبيل للنصر إلا بتوسيد الأمر إلى أهله.. وإلا بجعل الأمور في يد الذي جمع بين عمق العلم وصلاح العمل ونقاء الضمير وحسن السيرة..


    المرض العاشر: غياب الشورى

    الشورى أصل من أصول الحكم في الإسلام، والذي لا يأخذ بها يضحي بملايين الطاقات في شعبه ويفترض في نفسه الكمال، ويخالف طريق الأنبياء، ويورث الضغينة في قلوب أتباعه، ويقع في الخطأ تلو الخطأ، وفوق ذلك كله يخالف أمر الله عز وجل الذي جاء بلفظ صريح في كتابه العزيز : [وشاورهم في الأمر]..
    وما نقصده هنا هو الشورى الحقيقة.. لا الشورى الوهمية التي ليس لها من هَمٍّ إلى جمع الآراء المؤيدة لرأي الزعيم.. ولا الشورى التي تغلف آراء الديكتاتور بغلاف برّاق جميل اسمه الديموقراطية.. غلاف ليس له قيمة, ولا يلبث أن يُلقى في سلة المهملات ويبقى رأي الدكتاتور!! ‍‍..
    كان هذا هو المرض العاشر من الأمراض التي أدت إلى انهيار المسلمين تحت أقدام التتار، فتلك عشرة كاملة، وهي نفس أسباب الهزيمة والهوان في أي عصر من العصور.. وتذكروا أننا لا نهزم لقوة أعدائنا، ولكن لضعفنا وسوء إعدادنا..


    المراجع

    القرآن الكريم وتفاسيره
    كتب الحديث النبوي الشريف وشروحها
    الكامل في التاريخ لابن الأثير الجرزي
    البداية والنهاية لابن كثير
    تاريخ الخلفاء للسيوطي
    تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام للدكتور محمد سهيل طقوش
    تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشام للدكتور محمد سهيل طقوش
    السلطان المظفر سيف الدين قطز للدكتور قاسم عبده قاسم
    المظفر قطز ومعركة عين جالوت لبسام العسلي
    النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي
    التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر
    أطلس التاريخ العربي الإسلامي للدكتور شوقي أبو خليل
    أطلس دول العالم الإسلامي للدكتور شوقي أبو خليل
    أطلس الوطن العربي والعالم: دار الشرق العربي
    تاريخ ابن خلدون لعبد الرحمن بن خلدون
    من روائع حضارتنا للدكتور مصطفى السباعي
    مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام للدكتور محمد عبد الله عنان





  9. #9
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    مختصر قصة التتار

    موقع قصة الإسلام
    ظهور التتار

    قصة التتار عجيبة حقًّا، عجيبة بكل المقاييس، ولولا أنها موثقة في كل المصادر، وبصورة تكاد تكون متطابقة في كثير من الأحيان لقلنا إنها خيال، أو أغرب من الخيال.

    القصة عجيبة لأن التغيير فيها من ضعف إلى قوة، أو من قوة إلى ضعف لم يأخذ إلا وقتًا يسيرًا جدًّا، فما هي إلا أعوام قليلة جدًّا حتى يعز الله دولة ويذل أخرى، ثم تمر أعوام أخرى قليلة فيذل الله U الأولى ويعز الأخرى!! {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26].

    والقصة عجيبة أيضًا للمبالغة الشديدة في الأحداث؛ المبالغة في الأرقام في كل حدث، المبالغة في أعداد القتلى، وفي أعداد الجيوش، وفي أعداد المدن المنهارة، وفي مساحات البلاد المحتلة، وفي أعداد الخيانات وأسلوبها. كما أن القصة عجيبة لشدة التطابق بينها وبين واقعنا الآن.

    وقد أراد الله U أن يوضح لنا حقيقة ثبات السنن, وتكرار التاريخ, فجعل الأحداث التي تمر بها أمتنا في وقتنا هذا تكاد تكون متطابقة مع الأحداث التي جرت على سطح الأرض في القرن السابع الهجري, ولو بحثنا في التاريخ فسنجد تطابقًا مع أحداث أخرى كثيرة.

    ظهرت قوة التتار في أوائل القرن السابع الهجري، وحتى نفهم الظروف التي نشأت فيها هذه القوة لا بد من إلقاء نظرة على واقع الأرض في ذلك الزمان، وسنجد أن القوى الموجودة كانت متمثلة في فئتين رئيسيتين:

    أمَّا الفئة الأولى فهي أمة الإسلام، وقد كانت تملأ مساحة ضخمة من العالم في ذلك الوقت؛ فقد كانت حدود البلاد الإسلامية تبدأ من غرب الصين وتمتد عبر آسيا وإفريقيا لتصل إلى غرب أوربا حيث بلاد الأندلس، وهي مساحة شاسعة للغاية، لكن وضع العالم الإسلامي -للأسف الشديد- كان مؤلمًا جدًّا؛ فقد كانت هناك فُرقة شديدة في العالم الإسلامي، وتدهور كبير في الحالة السياسية لمعظم الأقطار الإسلامية. والغريب أن هذا الوضع المؤسف كان بعد سنوات قليلة من أواخر القرن السادس الهجري، حيث كانت أمة الإسلام قوية منتصرة متحدة رائدة، ولكن هذه سُنَّة ماضية {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، فقد كان هناك الخلافة العباسية التي أصابها الوهن لابتعاد الحكام عن تطبيق الشرع، وانغماسهم في اللهو، وقعودهم عن الجهاد في سبيل الله تعالى.

    ونستطيع أن تقول: إن الخلافة العباسية كانت (صورة خلافة) وليست خلافة حقيقية؛ فقد كانت مصر والشام والحجاز واليمن في أوائل القرن السابع الهجري في أيدي الأيوبيين أحفاد صلاح الدين الأيوبي، وكانت بلاد المغرب والأندلس تحت إمرة (دولة الموحدين)، وقد كانت فيما سبق دولة قوية مترامية الأطراف تحكم مساحة تمتدُّ من ليبيا شرقًا إلى المغرب غربًا، ومن الأندلس شمالاً إلى وسط إفريقيا جنوبًا. وكانت الدولة الخوارزمية دولة مترامية الأطراف، وكانت تضم معظم البلاد الإسلامية في قارة آسيا، تمتد حدودها من غرب الصين شرقًا إلى أجزاء كبيرة من إيران غربًا، وكانت هذه الدولة على خلاف كبير مع الخلافة العباسية، وكانت بينهما مكائد ومؤامرات متعددة.

    بينما كانت الهند تحت سلطان الغوريين في ذلك الوقت، وكانت الحروب بينهم وبين دولة خوارزم كثيرة ومتكررة.

    وكانت أجزاء من فارس تحت سلطان الخوارزميين، وكانت الأجزاء الغربية منها -والملاصقة للخلافة
    العباسية- تحت سيطرة طائفة الإسماعيلية، وهي طائفة من طوائف الشيعة كانت شديدة الخبث، ولها مخالفات كثيرة في العقيدة، جعلت كثيرًا من العلماء يخرجونهم من الإسلام تمامًا.

    وأخيرًا كانت منطقة الأناضول تُحكم بسلاجقة الروم، وأصول السلاجقة ترجع إلى الأتراك، وكان لهم في السابق تاريخٌ عظيم وجهاد كبير، وذلك أيام القائد السلجوقي المسلم الفذ (ألب أرسلان) رحمه الله، ولكن للأسف فإن الأحفاد الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة الحساسة والخطيرة والملاصقة للإمبراطورية البيزنطية كانوا على درجة شنيعة من الضعف أدَّت إلى مواقف مؤسفة من الذل والهوان.

    أمَّا القوة الثانية في الأرض في أوائل القرن السابع الهجري فقد كانت قوة الصليبيين، وكان المركز الرئيسي لهم في غرب أوربا، حيث لهم هناك أكثر من معقل، وقد انشغلوا بحروب مستمرة مع المسلمين، فكان نصارى إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يقومون بالحملات الصليبية المتتالية على بلاد الشام ومصر، وكان نصارى إسبانيا والبرتغال -وأيضًا فرنسا- في حروب مستمرة مع المسلمين في الأندلس. وإضافةً إلى هذا التجمُّع الصليبي الضخم في غرب أوربا كانت هناك تجمعات صليبية أخرى في العالم، وكانت هذه التجمعات أيضًا على درجة عالية من الحقد على الأمة الإسلامية، وكانت الحروب بينها وبين العالم الإسلامي على أشدها.

    وبينما كان هذا هو حال الأرض في ذلك الوقت، ظهرت قوة جديدة ناشئة قلبت الموازين، وغيَّرت من خريطة العالم، وفرضت نفسها كقوة ثالثة في الأرض، هذه القوة هي قوة دولة التتار أو المغول!!






  10. #10
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    من التتار؟

    ظهرت دولة التتار في سنة 603هـ/ 1206م تقريبًا، وكان ظهورها الأول في (منغوليا) في شمال الصين، وكان أول زعمائها هو جنكيزخان.

    و(جنكيزخان) كلمة تعني: قاهر العالم، أو ملك ملوك العالم، أو القوي، بحسب الترجمات المختلفة للغة المنغولية، واسمه الأصلي (تيموجين)[1]. وكان رجلاً سفّاكًا للدماء، وكان أيضًا قائدًا عسكريًّا شديد البأس، وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله، وبدأ في التوسع تدريجيًّا في المناطق المحيطة به، وسرعان ما اتسعت مملكته حتى بلغت حدودها من كوريا شرقًا إلى حدود الدولة الخوارزمية الإسلامية غربًا، ومن سهول سيبريا شمالاً إلى بحر الصين جنوبًا[2]. أي أنها كانت تضم من دول العالم حاليًّا: الصين، ومنغوليا، وفيتنام، وكوريا، وتايلاند، وأجزاء من سيبيريا، إلى جانب مملكة لاوس، وميانمار، ونيبال، وبوتان!!

    ويطلق اسم التتار -وكذلك المغول- على الأقوام الذين نشئوا في شمال الصين في صحراء (جوبي)، وإن كان التتار هم أصل القبائل بهذه المنطقة. ومن التتار جاءت قبائل أخرى مثل قبيلة المغول، وقبائل الترك والسلاجقة، وغيرها. وعندما سيطر المغول -الذين منهم جنكيزخان- على هذه المنطقة أطلق اسم (المغول) على هذه القبائل كلها.

    وكان للتتار ديانةٌ عجيبة، هي خليط من أديان مختلفة، فقد جمع جنكيزخان بعض الشرائع من الإسلام، والبعض من المسيحية، والبعض من البوذية، وأضاف من عنده شرائع أخرى، وأخرج لهم في النهاية كتابًا جعله كالدستور للتتار، وسمَّى هذا الكتاب بـ (الياسة) أو (الياسك) أو (الياسق)[3].

    وكانت حروب التتار تتميز بسرعة انتشار رهيبة، ونظام محكم، وأعداد هائلة من البشر، وتحمُّل الظروف القاسية، والقيادة العسكرية البارعة، كما كانت تتميز كذلك بأنهم بلا قلب!![4] فكانت حروبهم حروب تخريب غير طبيعية، فكان من السهل جدًّا أن ترى في تاريخهم أنهم دخلوا مدينة كذا أو كذا فدمَّرُوا كل المدينة، وقتلوا سكانها جميعًا، لا يفرِّقون في ذلك بين رجل وامرأة، ولا بين رضيع وشاب، ولا بين صغير وشيخ، ولا بين ظالم ومظلوم، ولا بين مدني ومحارب!! وتميزت حروبهم أيضًا برفض قبول الآخر، والرغبة في تطبيق مبدأ (القطب الواحد).

    ولم يكن للتتار عهد، فلا أيسر عندهم من نقض العهود وإخلاف المواثيق؛ فكانت هذه صفة أصيلة
    لازمة لهم، لم يتخلَّوا عنها في أي مرحلة من مراحل دولتهم منذ قيامها، وإلى أن سقطت.

    والمهم في كل ذلك أن التتار بدءوا يفكرون جديًّا في غزو بلاد المسلمين، وبدءوا يخطِّطون لإسقاط الخلافة العباسية، ودخول بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية.





 

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رسول الله في كتب السابقين !( فى كتب الهندوس) د . راغب السرجانى
    بواسطة عبدالرحمن السلفى في المنتدى البشارات الحق بمبعث سيد الخلق
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2012-06-09, 02:30 PM
  2. قصة الحروب الصليبية مع د. راغب السرجاني
    بواسطة kholio5 في المنتدى ثمار النصرانية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 2011-04-16, 01:17 PM
  3. عناية الاسلام بالنفس الانسانية : د. راغب السرجانى
    بواسطة بن الإسلام في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2011-01-19, 11:26 AM
  4. جميع مقالات الدكتور راغب السرجاني
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 95
    آخر مشاركة: 2010-10-31, 01:37 PM
  5. سلسلة فتح مصر بقلم د. راغب السرجاني
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 09:39 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML