يعالج المس
القصة الثالثة:طبيب شعبي في المدينة المنورة كان يعالج من المس وكان يؤم مقر عيادته أعداد لا تحصى وقد كتب على عيادته الدكتور (....) وذهبت بصحبة اثنين من أعضاء هيئة التدريس بكلية الصيدلة عندما كنا نقوم بتنفيذ مشروع وطني مدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بعنوان "مساوئ الطب الشعبي السعودي ومحاسنه" حيث قمنا بزيارة كل الأطباء الشعبيين والعطارين في المدينة المنورة.
وعندما ذهبنا لزيارته كان يوجد أمام منزله (مقر العيادة) مساحة كبيرة وجدنا فيها عدداً من الخيام منصوبة هناك وحركة الناس أمام العيادة كانت شديدة فسألنا ما قصة هذه الخيام فقالوا ان الناس الذين يأتون من مسافات بعيدة من خارج المدينة ينصبون خيامهم ليسكنوا فيها ريثما يأتي دورهم نظراً لكثرة المراجعين. وقد كانت طريقته في العلاج الضرب والخنق وجمع أكبر قدر من المال وكان بجانب عيادته بقالة مخصصة لبيع الماء المقروء والمتفول عليه وكذلك زيت زيتون مقروء عليه للدهان. طبعاً كان كما سمعتم عن قصته من الدجالين وعندما أصيب بالتخمة من كثرة الأموال التي جمعها اعتزل العلاج واعترف في أحد القنوات التلفزيونية أنه كان مخطئاً في طريقة علاجه وأنه تاب إلى الله. إذاً من يضمن ألا يكون بقية المعالجين الشعبيين في المملكة مثل هذا المعالج.
يشوش علتى الناس
القصة الرابعة: كان هناك طبيب شعبي في حي العود بالرياض وقد تعمدت زيارته مع قريب لي على أساس أنه مريض وهو في الحقيقة ليس بمريض واتخذنا أماكننا في الغرفة التي يعالج فيها مرضاه وشفت الشيء الذي لا يصدقه عقل من خزعبلات، وعندما جاء دور مريضي بدأ يوشوش في أذنه ثم قال لنا الحمد لله أنكم وصلتم في الوقت المناسب وإلاّ كانت حالته ميؤوس منها وصرف له علاجين أحدهما جالون بلون أصفر والآخر جالون بلون أزرق ويحويان مخلوطاً عشبياً وكانت طريقته في كتابة الوصفة إعطاء قطعة ورقة صغيرة لونها أصفر وأخرى قطعة صغيرة لونها أزرق وقال أعطوها وأنتم خارجين من الغرفة للشخص الذي جالس تحت الدرج تحيط به عدة جوالين بألوان مختلفة، وعندما خرجنا سلمناه الورقتين فدور على الجوالين التي لها نفس اللون وأعطانا إياها مقابل 1000ريال. خرجنا من الباب وفي أقرب برميل للزبالة رمينا بتلك الجوالين فما رأيكم في ذلك، مع العلم ان هناك عيادة للرجال وأخرى للنساء وعليه زحمة شديدة وهو في الحقيقة بعدما رأيت بأم عيني أكبر دجال.
كل الأمراض
القصة الخامسة:تقدم أحد المواطنين قريباً بخطاب يقول فيه ان أم أولاده مريضة بالسرطان وأنه راجع شخص في جدة يدعي أنه طبيب أعشاب وان لديه شهادة في طب الأعشاب وعليه زحمة لا تعد ولا تحصى ويعالج كل الأمراض بدءا من السرطان والإيدز إلى التهابات الكبد الفيروسية وبالأخص B C وقد وصف له ثلاثة أنواع من العلاج وطلب هذا المواطن فيما إذا كان هناك إمكانية لتحليلها لأن زوجته تتعالج في المستشفى ويخشى عواقب العلاج فلبينا طلبه. وبعد يومين حضر شخص آخر يحمل علاجات ثلاثة ويقول إنه راجع طبيب أعشاب في جدة حيث إنه مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع (C) وطلب منا تحليل ومعرفة مكونات الوصفات الثلاث، ثم وفي نفس اليوم حضر مريض ثالث مصاب بالسكر وذكر أنه ذهب إلى نفس طبيب الأعشاب بجدة وصرف له ثلاثة علاجات لمرض السكر وطلب منا التأكد منها قبل أن يستعملها لأنه كان يتعاطى الانسولين وقال إن طبيب الأعشاب طلب منه إيقاف الانسولين واستخدام هذا العلاج فقط. ستندهشون عندما أقول لكم إن هذه الأدوية للأشخاص الثلاثة الذين تختلف أمراضهم كانت نفس العلاج، فما تفسرون ذلك أليس هذا دجلاً على الناس؟. وبعد التحليل اتضح انها ملوثة بأشياء غريبة لا تصلح للاستعمال الآدمي.
الصفار
القصة السادسة:هي لامرأة كانت تراجع مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض وكانت تعاني من مشاكل بسيطة في الجهاز الهضمي واعطيت أدوية مقننة من استشاريين محترمين على قدر كبير من التميز العلمي وأنا في الحقيقة فخور بكل أطبائنا الأكفاء في كل مكان في المملكة. ولكنها قابلت صديقة لها ونصحتها الذهاب إلى طبيب شعبي يعالج بالأعشاب وذهبت حسب نصح صديقتها واعطاها عشباً من الأعشاب التي تحتوي على المجموعة الكيمائية التي تحدثت عنها سابقاً واستعملت المريضة الوصفة العشبية وبعد أربعة أيام من استعمال تلك العشبة ظهر عليها أعراض الصفار فذهبت إلى المستشفى وعندما رأها الطبيب المعالج استغرب حالتها وسألها ماذا حصل لها فقالت ذهبت إلى معالج يعالج بالأعشاب واعطاني هذه العشبة والتي كانت تحملها معها. ارسلت لنا العشبة ووجدنا أنها العشبة التي تحتوي على Pyrolizidine التي تسبب تلف الكبد وأشعرناهم بذلك فوراً ولكن المرأة توفيت بعد عدة أيام بسبب تلف الكبد التي سببتها تلك العشبة.
عين الديك
القصة السابعة:قصة امرأة أعطاها أحد عطاري مدينة الرياض بذوراً تسمى بذور عين الديك وهي من البذور السامة وهذه البذور تستعمل مع بعض الأعشاب الأخرى كمردود للنفساء استخدمت هذه المرأة تلك الوصفة وتوفيت حيث إن تلك البذور من النباتات السامة القاتلة، وأود أن أسأل من أين دخلت تلك البذور السامة وكيف تُصرف هذه البذور؟ ولكن كما قلت لكم مسبقاً أن المداوين الشعبيين الذين يعالجون بالأعشاب والعطارين لا يعترفون أساساً بأن هناك نباتات سامة.
الكبد
القصة الثامنة:وهي لرجل راجع أحد العطارين بمدينة الرياض وشكى له أنه يعاني من مرض في الكبد وطبعاً هذا العطار يقوم بتحضير الوصفات أو الخلطات بنفسه ويشخص المرض بنفسه وقال هذا المريض انني مكثت في الانتظار حتى يصلني الدور من بعد صلاة المغرب حتى آذن العشاء ثم عدت بعد العشاء ووصلني الدور بعد جهد جهيد نظراً لزحمة المراجعين على هذا العطار أو المعالج ثم اعطاه قارورتين مملوءتين بسائل أسود قال له المعالج استعمل هذه القارورة صباحاً والقارورة الأخرى مساءً من كل واحدة تشرب ملء فنجان قهوة وسوف تشفى بإذن الله وأخذ منه مبلغاً من المال لا يصدقه عقل. بعد انتهاء العلاج حضر إليَّ هذا المريض يشكو من ورم في ساقيه وآلام في خاصرته ويقول لم أشعر بهذه الآلام في حياتي إلا من بعد استعمال ذلك الدواء فلا أدري هل هو نتيجة لضرر جانبي أم أنه نتيجة شيء آخر. فقلت وأنا لا أعرف تماماً لأنه قد يكون فعلاً ضرراً جانبياً لذلك الدواء أو ربما يكون نتيجة مرض آخر ونصحته باللجوء إلى استشاري في أحد المستشفيات التي تتوفر فيها كل الإمكانات ويتوفر فيها أطباء على مستوى رفيع من العلم.
السرطان
ثالثاً:نسبة معينة من الأمراض لا يستطيع المعالجون الشعبيون ولا العطارون معالجتها بأي حال من الأحوال وتتلخص هذه الأمراض في السرطان والإيدز وفيروسات الكبد من نوع B، C ومرض السكر وكذلك الهربس والزهري والسيلان وهذه الأمراض هي إما نمو خلايا بشكل غير طبيعي أو فيروسية أو بكتيرية، ويجب أن يكون لدينا القناعة الكاملة بعدم معرفة المعالجين بالأعشاب أو بغير الأعشاب أو العطارين معرفة كيف يحصل المرض بهذه الأمراض وحضانة البكتريا أو الفيروس في هذه الأمراض ويجب علينا الاعتراف بأن هذه الأمراض هي من اختصاص الأطباء الحضرين دون غيرهم وقد يكون هناك بعض الاخصائين ممن درسوا بعض العلاجات في الطب البديل وحصلوا على شهادات من بلدان متقدمة تقوم بتدريس هذه العلوم وتمنح درجات في هذا المجال وهم مؤهلون لذلك. أما الأشخاص أو المعالجون الشعبيون الذين يجرون مقابلات في بعض الصحف الرخيصة ويتشدقون بأنهم يعالجون السرطان والإيدز وفيروسات الكبد والسكري وخلاف ذلك من الأمراض التي أساساً لا يعرفون عنها شيئاً فيجب عدم تصديقهم والدلالة على ذلك أنك لا تجد مقابلات مع الأطباء الأكفاء الواثقين من علمهم وعملهم هو الذي يشهد لهم وليس المقابلة في الصحيفة الفلانية أو المجلة الفلانية. لقد قامت اللجنة العلمية المركزية لطب الأعشاب بوزارة الصحة بمقابلة من يدعون انهم يعالجون السرطان ويعالجون فيروسات الكبد وعندما طلبنا منهم تقريراً لأي مريض من المرضى الذين عالجوه كان لديه تقرير مسبق من أي مستشفى بإصابته بذلك المرض ثم قام هذا المعالج بعلاجه وشفي وتم فحصه من قبل المستشفى الذي سبق أن شخص أن لديه ذلك المرض وثبت شفاؤه تماماً من ذلك المرض فلم نعثر حتى دلو على شخص واحد وهذا يدل على دجل وكذب مثل هؤلاء المعالجين. وأخيراً انصح كل مريض بألا يرمي بنفسه إلى التهلكة وأن لجسدك عليك حق وأنه أمانة في عنقك ويمكنهم الذهاب إلى المستشفيات المتميزة والتي تملك أكفأ الأطباء وابتعدوا عن الذهاب إلى محلات الشعوذة والأدوية العشبية الملوثة.
جريدة الرياض ،الاثنين 19 ربيع الثاني 1425 هـ ، 7 يونيو 2004 م ، العدد 13135 السنة 40
الدكتور جابر القحطاني :
المفضلات