عوامل إنحراف الشباب
لا شك أن الإنحراف لدى الشباب لا يأتي من فراغ وإنما يرجع إلي أسباب متعددة إجتماعية وتربوية وإقتصادية .. إلخ ،وسوف نتطرق بشيئ من الإيجاز لبعض العوامل المؤدية إلى إنحراف الشباب ومن هذه العوامل ما يلي :
العوامل الوراثية :
من علماء الإجرام من يرى بأن عوامل الإنحراف ترجع إلى عوامل الوراثة والإستعدادات التي ولد الشخص مزوداً بجذورها الأولى .. فهناك من تكون ظروفه الأسريه والإجتماعية والإقتصادية جيدة لكنه ينـزح إلى الإنحراف والخروج عن المألوف .. غير أن هذه حالات قليلة ونادرة ،أما الأغلبية الساحقة فإنها محصلة للتفاعل بين هذه العوامل فالإنسان يولد بإستعداد معين والظروف البيئية هي التي تشكل هذا الإستعداد.
سوء التربية الأسرية :
تعتبر الأسرة أول وأهم وسط في عملية التنشئة ،وأسرة الشاب من خلال بيئتها الإجتماعية والنفسية وما تقدمه لأبنائها من فرص النمو الشامل ودورها في الضبط الإجتماعي والتربية السليمة كل ذلك يقي الشباب من الإنحراف ،ولما كانت الأسرة هي أول جماعة ذات تأثير مباشر على الفرد فإن تأثيرها السلبي يكون قوياً وعميقاً على شخصية الشاب وتوافقه النفسي والإجتماعي فسوء العلاقات الأسرية والخلافات فيها غياب دور الأب غالباً ما تنعكس سلباً على الأبناء الذين يتعلمون عن طريق محاكاة النماذج السلوكية أكثر مما يتعلمون عن طريق التلقين.
كما أن غياب الأب بصفة دائمة أو عدم قيامه بالدور المتوقع منه كأب أو سوء معاملته أو قسوته وتسلطه في معاملة
أبنائه قد يكون سبباً من أسباب إنحرافهم نتيجة لمعاناتهم من الضغوط النفسية والإجتماعية.
إن الكثير من الآباء يقضون ساعات الليل والنهار بمعزل من أبنائهم دون أن يستشعروا المسئولية الملقاة على عواتقهم ولا ينتبهون إلا بعد أن ينخرط الأبناء في صفوف المنحرفين أو بعد أن تضبطهم الشرطة في جرائم معينه .. كما أن بعض الأباء يشجعون أبناءهم على الإنحراف ويقذفون في قلوبهم الحقد والكراهية وعدم إحترام القانون.
فشل المدرسة في عمل التنشئة الإجتماعية:
من العوامل المؤدية إلى إنحراف الشباب فشل مؤسسات التعليم في تربية النشء فالمدرسة تعد المتعلم اجتماعياً ومعرفياً للقيام بأدواره الاجتماعية المتوقعة منه فبالإضافة إلى الخبرات المعرفية والمهارات التي يكتسبها المتعلم من المدرسة يتعلم أيضاً مجموعة من القيم والاتجاهات والأنماط السلوكية وأساليب تحقيق الأهداف المشروعة اجتماعياً والتي تساعد على النجاح في الحياة.
وفشل المدرسة في أداء هذا الدور يؤدي بالمتعلم الى الفشل الذي يؤدي بدورة الى الإحباط والقلق وعدم القدرة على التحصيل وتحقيق الأهداف بالأساليب مما يعرض الشاب للانحرافات السلوكية والجنوح نحو الإجرام ويلاحظ أن كثرة الأعداد وكثافة التلاميذ في الفصول يضعف قدرة المدرسة على توجيه سلوك طلابها وتعويدهم على الالتزام وتمكينهم من التحصيل ، والشيء الذي لا يمكن إنكاره أن مدارسنا تعاني من قلة المدرسين وضعف تأهيلهم وانحطاط مستواهم العلمي والمهني وقلة المباني والملاعب وانحطاط معدلات النشاط الرياضي والاجتماعي والثقافي و الترويجـي وكل هذا يقلل من الدور الذي تلعبه المدرسة في تربية النشء.
أما إذا نظرنا إلى تعليمنا الجامعي لوجدنا انه وصل الى حد يصعب مع تحقيق رسالة الجامعات فى إعداد الأجيال الصاعدة إعدادا وطنياً وروحيا وخلقيا وعلميا واجتماعيا ومهنيا وقد يرجع ذلك الى عدة عوامل لا يتسع المجال لذكرها.
فالطالب الجامعي يعاني من الكثير من المشكلات كانتشار مبدأ الوساطات والمجاملات عند القبول وارتفاع الرسوم الدارسية واسعار الكتب وتشدد بعض الأساتذة وإهمال آخرين .. وباختصار فان وجود عناصر سيئة فى الأوساط المدرسية والجامعية يؤدي الى انحراف الكثير من التلاميذ يساعد على ذلك غياب الدور التوجيهي الذى يضطلع به المسجد كمؤسسة دينية تربوية.
المفضلات