Rafik

سلام المسيح الذى يفوق كل سلام يكن معك دائما لك أن تقبله ولك ان لا تقبل.
أولا :-
طلبت مناظرة عن (صفاتُ الربِّ في الكتابِ المقدسِ) وبناءا على طلبك هذا فأنت ستعرض لنا صفات الرب فى الكتاب ... وعندما بدأت أنت بـ (الندم) رأيتك لا تفقه الفرق بين الصفة والحال .. وأنك خلطت بين كليهما عن قصد أو بدون .. فالحال وصف بمعنى فى (أى فى حالة كذا) أما الصفة فهى تابع يكمل متبوعه ... والحال يذكر لبيان هيئة صاحبه أما الصفة تذكر لبيان صفة من صفاته .. فالصفه ألصق وأكثر ملازمه أما الحال فهو عرض مؤقت يزول بزوال الحالة .... وإن كان الندم لا يمكن أن يكون صفه للإنسان أفهل يكون صفه لله جل شأنه؟ وسؤالى لك الآن

هل فعل الندم صفه أم حال؟

ثانيا :-
طلبت المناظرة بلهجة تحدى فظه (بل لديَّ الحجة البالغة الدامغة, والسلطان المبين, والدليل الخرِّيت الذي يقيم حججًا مثل الجبال الراسيات التي لا تستطيع إلى دفعها سبيلا) ... ثم عدت لتفرض شروطك على من سيناظرك (بادئ ذي بدء, أودُّ أن أبين لك منهجي في المناظرة, ألا وهو:
1_أضع الصفة بشكل عام, ثمَّ أتحدث عنها بالرجوع إلى مظانِّها حيث توجد في الكتب المعتبرة.
2_أنتظر رأيك فيما وضعت.
3_أنتقل للحديث عن هذه الصفة في الكتاب المقدس, مستندًا على توثيق المصدر.
4_أنتظر ردّك على طرحي بالدليل والبرهان.
5_إمَّا أن أنقض ردَّك عليَّ, وإمَّا أن أسلم لك وننتقل لصفة أخرى. وهكذا, هلمَّ جرًّا)
وأقول لك
لا يجوز أبدا أن تفرض منهجك وطريقتك على من تتحداه لأنك أنت من بدأ التحدى فعليك أن تكون كفؤا له وتكون مستعدا لأسلوب من تحديته لا أن تخضعه هو لشروطك ... فتلك وقاحه ... أنت تدخل بيتى ضيفا معززا مكرما ولك كل الإحترام طالما تحترمنى أنا صاحب البيت ... أنت الذى تطلب مناظرتى فعليك أن تكون مستعدا لأى شيء ولأى موقف لا أن توجهنى أنا إلى ما تحبه وترضاه وتبرع به ... أليس كذلك؟ ... والأهم من ذلك أن منهجك هذا الذى تريد فرضه هو منهج عقيم وفاشل فى المناظرات الكتابيه يمكن إستخدامه فى المناظرات المباشرة صوتية أو مرئية .. أما فى تلك الحالة فلا يجوز .. وما هو منهجك إذن ؟ .. أنت طرحت أسئلة لا تحتمل إلا أن تكون الإجابة عليها بكلمة واحده فقط ... نعم أو لا ...
(هل يجوز في حقِّ الإله أن يفرِّط في أمر؛ ليندم عليه؟!
هل يجوز في حقِّ الإله أن يخطئ التقدير؛ ليندم على ذلك؟!
هل يجوز في حقِّ الإله أن يتمنى عدم وقوع أمره؛ فيندم على وقوعه؟!)


أنت لم تعرض ما وراء السؤال ... لم تقدم الآيات من الكتاب المقدس التى بها شبهتك تلك ... واعلم أنك تدخر تلك الآيات للمشاركة القادمة وهذا هو منهجك بالضبط تلقى سؤالا إجابته لا تحتمل الكثير من الكلمات وعندما يجيبك المحاور بكلمة (لا) تقوم سيادتك و(تشرئب) و (تتوق) و(ترنو) و(تنبرى) فى الكتابة قائلا إنظر ماذا لديك فى كتابك خذ هذه الآية ثم تلك ثم هذه ثم هؤلاء ... وماذا بعد أيها الأخ الكريم؟ تتكدس مئات الصفحات فى نقطة واحدة وتتشعب الموضوعات وتتوه المعانى وينشغل من يحاورك بما عنده عما عندك أنت وتكون انت دائما القائد والمسيطر وعارض الشبهات وطارح الأسئلة وترغب فى أن تظهر مناظرك ضعيفا أمامك منشغلا دائما بالدفاع عن عقيدته ... أنا شخصيا عانيت من هذا الأسلوب كثيرا من إخوتنا المسلمين وأعرفه جيدا وأنصحك بألا تتبعه مع من يحاورك ... لأنه بنفس منطقك سأفتح معك مناظره أو حوارا أبدأه فى المره الاولى بهذا السؤال .. الأخ الداعى هل يجوز أن يكون أى رسول من رسل الله شاذا ؟ ... وأتركك لتجيب بكل ثقه مستنكرا قائلا كلا البته لا يجوز ... وحينها أتصيدك وأقول لك إذن فخذ هذا الحديث من البخارى وهذا من مسلم وهذا من كذا وكذا وتلك الآيه من كذا وكذا وأتركك لتنشغل بالإجابة على كل تلك الأمور دفعه واحده ... إنه أسلوب أبله فى المناظرات الكتابية التى تأخذ وقتا فى الرد .. هذا الأسلوب ممكن فى المناظرات المباشرة تلقى السؤال وتأخذ الإجابة فورية فتطرح غيره وهكذا... الأهم تحسب نفسك أتيت ببيضة الديك وكأن ما عرضته لم يمر علينا ولم نرد عليه آلاف المرات ولسوف أقطع عليك الطريق وأوفر عليك عناء الخطوة التاليه التى تخطط لها وأجيبك مباشرة على تلك الشبهه من دون أن تتكرم سيادتك وتعرض لنا (, والسلطان المبين, والدليل الخرِّيت الذي يقيم حججًا مثل الجبال الراسيات التي لا تستطيع إلى دفعها سبيلا) ... أساليب المسلمين معروفه كلها إبحثوا عن غيرها ... وإليك (الرد .....)

· وقعت أخى الفاضل فى خطأ كبير فادح عندما قارنت ندم الله بندم الإنسان وسقت تعريفات عن الندم لدى البشر أصبغت معانيها على الخالق سبحانه وفى النهاية تسأل هل يجوز ان يندم الله أم لا ؟ هل وصل بك مستوى التفكير إلى مقارنة صفات وأحوال الله بصفات وأحوال البشر .. فإن قلنا عن إنسان أنه رحيم فهل معنى ذلك أن رحمته مثل رحمة الله ؟ وإن قلنا عنه متسامحا فهل تسامحه كتسامح الله؟ ... لا يجوز أبدا أن تطبق المعايير الأخلاقية للبشر على الله سبحانه وتعالى ... فهو (ليس كمثله شيء) وبرغم ما يؤخذ على هذه الآيه القرآنية من أن الله (شيء) لكنى ذكرتها لعقلك المسلم للتقريب فقط ... وإليك الآتى ... فى ..


شبهة ” ندم الرب"
ان كان المقصود بأنه يندم .. كندم البشر الخطائين ..
فهذا غير صحيح !
فيقول الكتاب المقدس بشكل قاطع:
{ ليس الله انسانا فيكذب . ولا ابن انسان فيندم }
(سفر العدد 19:23)
اما ان كان يندم فهو بمعنى الرحمة ..
فهذا لا يعارض الوهيته وقداسته أبدا.. وإقرأ هذه الآيه
{ وندم بحسب كثرة رحمته } ( مزمور 106:45)
فالندم هنا هو الحزن بحسب الرحمة الالهية !
والا ما هو معنى ” بحسب كثرة رحمته ” أيها الأخ الكريم !!!
فالقاعدة التفسيرية تقول :
ان النص المطلق يفسر على ضوء النص المقيد !
أليس كذلك ...
فنص : { ندم الرب } .. هذا نص مطلق !
وتفسيره يكون تحت النص المقيد اي المحدد , مثل :
{ ندم بحسب كثرة رحمته } !
فالندم هو الحزن على الانسان بسبب كثر رحمة الرب
ومن هو الإنسان بالنسبة لله هل هو مخلوق عادى كباقى المخلوقات حتى لا يحزن الله على حاله؟ هل يتساوى الإنسان بالحيوان أو النبات أو الجماد وكلها مخلوقات الله؟
كتابنا يخبرنا أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله ذكرا وأنثى خلقهما ... وقرآنك يقول لك (جاعلا فى الأرض خليفه) أفلا يستحق هذا المخلوق البديع الصنع أن يحزن الله على حاله بمعنى أن يشفق على حاله؟
.......
وبما ان الرب لا يندم ( بحسب النص المقيد في سفر العدد ) اي ندماً بشرياً ..!
فيكون ” ندم الرب ” ليس كمثل ندم البشر ..
لأنه الرب ليس له مثيل ولا شبيه !
اذ ليس كمثله شيء!
اقرأ ما جاء في كتابنا المقدس :
{قد عظمت أيها الرب الإله لأنه ليس مثلك وليس اله غيرك}
(2 صموئيل 7 : 22)
{ليس قدوس مثل الرب . لأنه ليس غيرك . وليس صخرة مثل إلهنا}
( 1 صموئيل 2 : 2)
{ يا رب ليس مثلك ولا اله غيرك}
(1 أخبار 17 : 20)
{يا الله الذي صنعت العظائم . يا الله من مثلك}
( مزمور 71 : 19)
{اذكروا الاوليات منذ القديم لاني انا الله وليس آخر. الاله وليس مثلي}
( أشعياء 46 : 9)
............................
نقطة هامه جدا ..
كلمة ” ندم ” بالعبرانية נחםلها معاني مختفلة ..
a primitive root; properly, to sigh, i.e. breathe strongly; by implication, to be sorry, i.e. (in a favorable sense) to pity, console or (reflexively) rue; or (unfavorably) to avenge (oneself):–comfort (self), ease (one’s self), repent(-er,-ing, self.
ومنها بمعنى أن يشفق أو يترحم أو يتنهد حزنا
فندم الرب هو بحسب ” رحمته ” .. والنص المقدس صريح في هذا المعنى !
اضافة الى ان ” ندم ” الرب ليس له مثيل ولا شبيه ..
ونصوص الكتاب المقدس واضحة في هذا الشأن .. وقد سردتها اعلاه ..
إذن المشكلة فى لغتك العربية العقيمة ولسانك العربى المبين وعقلك الإسلامى محدود التفكير
"وبالطبع ردك التالى سيكون وضع الآيات موضع الشبهه ووفر على نفسك ذلك فقد رددتها عليك .. وأكمل معى الأهم ... )
والآن …
وبنفس منهجك الذى تريد فرضه علينا
وبنفس الطريقة التى تناظرنا بها
إليك بعض سؤال واحد مطلوب منك أن تجيب عليه
اخبرنا يا مسلم كيف يتوجع ربك متحسراً على عباده؟

كما جاء في سورة يس 30
‏{‏يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ‏}
ما معنى كلمة ” الحسرة ” …؟!
كما سقت لنا تفسيرات من كتبك الإسلامية فخذ هذا ...
يقول الشيخ الطنطاوي :
” والحسرة: الغم والحزن على ما فات، والندم عليه ندما لا نفع من ورائه، كأن المتحسر قد انحسرت عنه قواه وذهبت، وصار فى غير استطاعته إرجاعها.
و ” يا ” حرف نداء و ” حسرة ” منادى ونداؤها على المجاز بتنزيلها منزلة العقلاء.
والمراد بالعباد: أولئك الذين كذبوا الرسل، وآثروا العمى على الهدى، ويدخل فيهم دخولا أوليا أصحاب تلك القرية المهلكة ..”
(تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم – طنطاوي )
اذن الحسرة هي الندم ..!
بإعتراف شيوخك
واصل القراءة لتعلم بأن ” ربك ” هو من يتحسر ويندم !
اقرأ :
” { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ } نداء للحسرة عليهم، كأنما قيل لها: تعالي يا حسرة فهذه من أحوالك التي حقك أن تحضري فيها، وهي حال استهزائهم بالرسل. والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف على حالهم المتلهفون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من الله تعالى على سبيل الاستعارة فى معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه، وقراءة من قرأ: «يا حسرتاه» تعضد هذا الوجه لأن المعنى: يا حسرتي. وقرىء: «يا حسرة العباد»، على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم؛ من حيث أنها موجهة إليهم. ويا حسرة على العباد: على إجراء الوصل مجرى الوقف. ”
( تفسير الكشاف – الزمخشري )
اذن يجوز ان يكون من ربك التحسر كالبشر !
خد دى كمان ..
وايضاً جاء في تفسير الصابوني :
” ثم { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي يا أسفاً على هؤلاء المكذبين لرسل الله المنكرين لآياته ويا حسرةً عليهم، ما جاءهم رسولٌ إلا كذبوه واستهزءوا به .. ”
(تفسير صفوة التفاسير- الصابوني )
وخد دى كماااااااااان ........
اقرأ ايضاً كيف ان ربك يتوجع نادماً .. من كتاب تيسير الكريم المنان للسعدي :
” قال اللّه متوجعا للعباد‏:‏ ‏{‏يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ‏}‏ أي‏:‏ ما أعظم شقاءهم، وأطول عناءهم، وأشد جهلهم، حيث كانوا بهذه الصفة القبيحة، التي هي سبب لكل شقاء وعذاب ونكال‏” .. ” !!
(تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن – تفسير السعدي – سورة يس 30)
قال إيه ؟؟؟؟!!!
قال الله إيه ... شو .. شو .. ؟؟؟!!
قال الله متوجعاً للعباد ” !!
اذن ربكم يتحسر … ويتوجع يا مسلمين ..!!!!
وطبعاً الاجابة والتبرير اياه :
” بلا كيف ولا تشبيه” .
(كما تقولون الإستواء معلوم والكيف مجهول والله أعلم)
ولكنه ” يتحسر ” شئت أم أبيت ..!
اما ان نسب ” الحسرة ” الى البشر ايضاً .. فهذا لا يمنع ان تنسب الى ربك .. كما قالها بنفسه : { يا حسرة على العباد } !


أخيرا أنت أخى وأحبك رغم بغضك لنا وأرجو أن تلتزم بأصول المناظرات بعيدا عن الأساليب الخبيثة والعقيمة ولك منا جميعا كل التقدير والإحترام ... وكما أقول لكل أخوتنا المسلمين أقول لك .. انت لست ضيفا بل أخا كريما وغاليا على قلوبنا .. نعمة المسيح تكن معك دائما.