5411 - ( كان يحب القثاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 686 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي في "الشمائل" (رقم 203) قال : حدثنا محمد ابن حميد الرازي : حدثنا إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت :
بعثني معاذ بن عفراء بقناع من رطب وعليه أجر من قثاء زغب ، وكان صلي الله عليه وسلم يحب القثاء ، فأتيته وعنده حلية قد قدمت عليه من البحرين ، فملأ يده منها ، فأعطانيه .
ثم أخرجه هو (رقم 204،349) ، وأحمد (6/ 359) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 215) من طريق شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت :
أتيت النبي صلي الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زغب ، فأعطاني ملء كفه حلياً ، أو قالت : ذهباً .
قلت : والإسناد الأول ضعيف مسلسل بالعلل :
أولاً : أبو عبيدة بن محمد وثق توثيقاً ليناً . وإلى ذلك أشار الذهبي في "الكاشف" بقوله :
"وثق" . والحافظ في "التقريب" بقوله :
"مقبول" .
ثانياً : عنعنة محمد بن إسحاق ؛ فإنه كان مدلساً .
ثالثاً : إبراهيم بن المختار ؛ فإنه ضعيف ؛ كما في المصدرين السابقين .
رابعاً : محمد بن حميد الرازي ضعيف .
لكنهما لم ينفردا به في الجملة ؛ فقد تابعهما يونس عن محمد بن إسحاق به مختصراً جداً بلفظ :
كان يعجبه القثاء .
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم - 6723) ، وقال :
"تفرد به يونس بن بكير" !
كذا قال ! وقد وفاته متابعة إبراهيم بن المختار المتقدمة .
كما فاته متابعة شريك في الطريق الثانية ؛ لكن ليس فيه حديث الترجمة .
وشريك - وهو ابن عبدالله القاضي - فيه ضعف من قبل حفظه .
لكن لعل حديثه يتقوى بالطريق الأخرى ؛ ولا عكس ؛ لأن في الأولى من الزيادة ما ليس في الأخرى . والله أعلم .

(/1)
5412 - ( كان يأكل متكئاً ، فنزل عليه جبريل عليه السلام ، فقال : انظروا إلى هذا العبد كيف يأكل متكئاً ؟!
قال : فجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 688 :
$ضعيف$
أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/ 275) من طريق ابن لهيعة عن عبيدالله بن أبي جعفر عن إسماعيل الأعور قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ إسماعيل : هو ابن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي أبو محمد القرشي مولاهم الكوفي الأعور ، وهو السدي الأكبر ؛ وهو من رجال مسلم ؛ وفيه ضعف .
وابن لهيعة معروف بالضعف وسوء الحفظ .
وله شاهد يرويه بقية بن الوليد قال : حدثني الزبيدي قال : حدثني الزهري عن أحمد بن عبدالله بن عباس قال : كان ابن عمر (!) رضي الله عنهما يحدث :
أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه صلي لله عليه وسلم ملكاً من الملائكة ومعه جبرئيل عليه السلام ، فقال الملك : إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبداً نبياً ، وبين أن تكون ملكاً . فالتفت رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا ، بل أكون عبداً نبياً" . فما أكل بعد ذلك طعاماً متكئاً .
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 16-17) من طريق أحمد بن شعيب النسائي بسنده الصحيح عن بقية به . وقال :
"قال لنا أحمد بن شعيب : لا نعلم أحمد بن عبدالله هذا إلا أحمد بن محمد بن عبدالله بن عباس ، كأن الزهري نسبه إلى جده ، لا نعلم له سماعاً من جده" !
قلت : كذا وقع في الأصل هنا وفيما تقدم : "أحمد بن عبدالله" ! وما أراه إلا محرفاً : من "محمد بن عبدالله" ؛ فقد أورد الحديث الحافظ المزي في "التحفة" (5/ 232) في ترجمة محمد بن عبدالله بن العباس عن أبيه ابن عباس ، ثم ساق الحديث من رواية النسائي في "الوليمة" يعني : من "سننه الكبري" ؛ وهو في جزء صغير منه ، محفوظ في مكتبة الظاهرية بدمشق - حرسها الله تعالى - لا تطوله يدي ؛ فإني أكتب هذا وأنا في عمان بعد هجرتي إليها في أول رمضان سنة (1400) . وقال الحافظ المزي :
"ذكره أبو القاسم (يعني : ابن عساكر) في ترجمة محمد بن علي بن عبدالله ابن عباس عن جده ،وقال في آخره : "كذا قال : محمد بن عبدالله" ، وإنما هو : محمد بن علي بن عبدالله . كذا قال أبو القاسم ! والصواب : (محمد بن عبدالله) ؛ كما جاء في الرواية . وكذلك ذكره البخاري في "التاريخ" (ج 1 ق 1 ص 124) فيمن اسمه (محمد بن عبدالله) . وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه محمد بن عبدالله" .
وكذلك أورده الحافظ في "الفتح - كتاب الأطعمة" ، لكنه في "النكت الظراف" تعقب الحافظ المزي في تعقبه المتقدم على ابن عساكر ؛ فقال :
"قلت : ذكره الذهلي في "علل حديث الزهري" عن يزيد بن عبدربه عن بقية في ترجمة محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، ووقع في السند (محمد ابن عبدالله بن عباس) . فالذهلي سلف ابن عساكر في دعوى أن "علياً" سقط بين "محمد" و "عبدالله" . وذكر شيخي في "شرح الترمذي" : أن أبا الشيخ أخرجه من الوجه الذي أخرجه منه النسائي ، فوقع عنده في السند : "محمد بن علي بن عبدالله بن عباس" . وكذلك رويناه في "فوائد أبي محمد بن صاعد" من طريق عبدالله بن سالم عن الزبيدي . ورواه معمر عن الزهري قال : بلغنا أن النبي صلي الله عليه وسلم جاءه ... فذكر الحديث . وقيل : إن هذا أرجح طريق ، والله أعلم" .
قلت : إذا عرفت هذا ؛ تبين لك أن الرواة اختلفوا على الزهري في إسناد الحديث على وجوه ؛ أهمها :
أ- عنه عن محمد بن عبدالله بن عباس .
ب- عنه عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس .
وعليه ؛ فما وقع في إسناد الطحاوي : "أحمد بن عبدالله" خطأ مطبعي على الغالب . وقوله عن النسائي :
"... إلا أحمد بن محمد بن عبدالله بن عباس" خطأ آخر ! ولعل الأصل : "ولا نعلم محمد بن عبدالله هذا إلا محمد بن علي بن عبدالله بن عباس" ؛ بدليل ما تقدم . والله أعلم .
وأيضاً ؛ فقوله في إسناد الحديث : "كان ابن عمر" خطأ ثالث ، والصواب : "كان ابن عباس" ؛ كما نقله الحافظان المزي والعسقلاني عن النسائي .
ولم يتنبه لهذا : الشيخ حسن النعماني المعلق على "المشكل" ، فذكر في التعليق أن الرواية عن ابن عمر لا عن ابن عباس !
وجملة القول : أن هذا الشاهد ضعيف ؛ لأنه إن كان عن محمد بن عبدالله ابن عباس ؛ فهو مجهول لم يوثقه أحد ، وإن كان عن ابن أخيه محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ؛ فإنه منقطع ؛ كما أشار إلى ذلك الطحاوي بقوله :
"لا نعلم له سماعاً من جده" .
ثم إنه لو صح الحديث ؛ لكان نصاً في تفسير قوله صلي الله عليه وسلم :
"إني لا آكل متكئاً" . رواه البخاري وغيره ؛ كما تراه مخرجاً في "مختصر الشمائل" (رقم 124،125) ، و"الإرواء" (1966) ؛ فقد اختلفوا في تفسير الاتكاء فيه على أقوال تراها في "الفتح" ، وقد ذكر أن ابن الجوزي جزم بأنه الميل على أحد الشقين ، ولم يلتفت لإنكار الخطابي ذلك .
قلت : وهو الذي يتبادر لي هنا . والله أعلم .

(/1)
5413 - ( رجب شهر عظيم ، يضاعف الله فيه الحسنات ؛ فمن صام يوماً من رجب ؛ فكأنما صام سنة ، ومن صام منه سبعة أيام ؛ غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ، ومن صام منه ثمانية أيام ؛ فتحت له ثمانية أبواب الجنة ، ومن صام منه عشرة أيام ؛ لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ، ومن صام منه خمسة عشر يوماً ؛ نادى مناد في السماء : قد غفر لك ما مضى ، فاستأنف العمل ، ومن زاد ؛ زاده الله عز وجل . وفي رجب حمل الله نوحاً في السفينة ، فصام رجب ، وأمر من معه أن يصوموا ؛ فجرت بهم السفينة ستة أشهر ، آخر ذلك يوم عاشوراء ؛ أهبط على الجودي ، فصام نوح ومن معه والوحش ؛ شكراً لله عز وجل . وفي يوم عاشوراء أفلق الله البحر لبني إسرائيل . وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلي الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس ، وفيه ولد إبراهيم صلي الله عليه وسلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 691 :
$موضوع$
أخرجه الطبراي في "المعجم الكبير" (5538) من طريق عثمان ابن مطر الشيباني عن عبدالغفور - يعني : ابن سعيد - عن عبدالعزيز بن سعيد عن أبيه - قال عثمان : وكانت لأبيه صحبة - قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عثمان بن مطر ؛ قال ابن حبان (2/ 99) :
"يروي الموضوعات عن الأثبات" .
وشيخه عبدالغفور ؛ قريب منه . وبه أعله الهيثمي ، فقال (3/ 188) :
"وهو متروك" .
قلت : وقال ابن حبان (2/ 148) :
"كان ممن يضع الحديث على الثقات على كعب وغيره ، لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار" .
وقوله في إسناد الطبراني :
"يعني : ابن سعيد" ! خطأ لا أدري ممن هو ؟! فإنه عبدالغفور بن عبدالعزيز أبو الصباح الواسطي ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 55) - بعد أن ساق نسبه هكذا - :
"روى عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وسلم ، روى عنه عثمان بن مطر الشيباني" .
وقال الحافظ في ترجمة سعيد الشامي - والد عبدالعزيز - من "الإصابة" :
"جاءت عنه أحاديث من رواية ولده عنه . تفرد بها عبدالغفور أبو الصباح بن عبدالعزيز عن أبيه عبدالعزيز عن أبيه سعيد ..." ؛ ثم ساق بعضها .
وعبدالعزيز بن سعيد والد عبدالغفور ؛ لم أجد من ترجمه .

(/1)
5414 - ( كان شديد البياض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 693 :
$منكر$
قال ابن كثير في "السيرة" من "البداية" (6/ 17) : وقال يعقوب ابن سفيان : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء : حدثني عمرو بن الحارث : حدثني عبدالله بن سالم عن الزبيدي : أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ... فذكره . وقال :
"وهذا إسناد حسن ، ولم يخرجوه" !
كذا قال !
وأقول : وأنى له الحسن ، وإسحاق هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق يهم كثيراً ، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب" ؟!
ومحمد بن مسلم : هو الإمام الزهري .
ثم إن الحديث منكر ؛ فقد جاءت أحاديث كثيرة عن غير ما واحد من الصحابة في وصف النبي صلي الله عليه وسلم بأنه كان أبيض ، وفي بعضها :
أنه كا مشرباً بحمرة . وفي غيرها :
أبيض ليس بالأبهق ، وهو الكريه البياض كلون الجص ، يريد أنه كان نير البياض ؛ كما في "النهاية" ، وليس في شيء منها أنه كان شديد البياض ، وقد ذكر طائفة منها ابن كثير نفسه ، وروى بعضها الترمذي في "الشمائل" ؛ فانظر كتابي "مختصر الشمائل" (رقم 1،5،10،12) .

(/1)
5415 - ( من لم يستحي مما قال أو قيل له ؛ فهو لغير رشدة ، حملته أمه على غير طهر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 694 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (7236) : حدثنا محمد بن خالد الراسبي : حدثنا أبو ميسرة النهاوندي : حدثنا الوليد بن مسلمة الحراني : حدثنا عبيدالله ابن عبدالله بن عمرو بن شويفع عن أبيه عن جده شويفع مرفوعاً .
قلت : سكت عنه صاحبنا السلفي ؛ فلم يعلق عليه بشيء ، وهو موضوع ؛ آفته الوليد بن مسلمة هذا - وهو الطبري - ؛ قال الحافظ في "الإصابة" :
"تفرد به الوليد ، وهو ضعيف ، نسبوه إلى وضع الحديث" .
وله ترجمة سيئة في "الميزان" ، و"اللسان" .
وأبو ميسرة النهاوندي : اسمه أحمد بن عبدالله بن ميسرة ؛ قال ابن عدي :
"يحدث عن الثقات بالمناكير ، ويسرق حديث
الناس" . وقال ابن حبان :
"لا يحل الاحتجاج به" .

(/1)
5416 - ( من جلب طعاماً إلى مصر من أمصار المسلمين ، فباعه بسعر يومه ؛ كان له عند الله أجر شهيد في سبيل الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 694 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في "تاريخه" (13/ 442) بسند صحيح عن الوليد ابن صالح : حدثنا عيسى بن يونس : حدثنا أبو عمرو البصري عن فرقد عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبدالله مرفوعاً .
وهذا سند ضعيف ؛ فرقد هذا : هو ابن يعقوب السبخي ، وهو لين الحديث كثير الخطأ ؛ كما في "التقريب" .
وأبو عمرو البصري لم أعرفه .
وأما الوليد بن صالح ؛ فوثقه أبو حاتم وغيره ، وله ترجمة في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 7) ، و"تاريخ بغداد" ، وفي ترجمته ساق الحديث .
وقد خالفه عبدالوهاب بن نجدة الحوطي ، فقال : حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم به .
أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (رقم 129) ، والجرجاني في "تاريخ جرجان" (ص 44،356) ، والإسماعيلي في "المعجم" (59/ 2) من طرق عن إبراهيم بن فيل البالسي : حدثنا عبدالوهاب به .
وهذا إسناد ظاهره
الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات .
فقد أسقط ابن نجدة : أبا عمرو البصري وفرقداً بين عيسى وإبراهيم ، وجعل مكانهما الأعمش .
وهو ثقة ؛ لكنه موصوف بالتدليس ، فأخشى أن يكون بينه وبين إبراهيم فرقد هذا . ولذلك ؛ فإني أتوقف عن تصحيح الحديث إلى أن يثبت سماعه إياه من إبراهيم .
والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 240/ 1) للديلمي فقط ! وكذلك فعل في رسالته : "أبواب السعادة في أسباب الشهادة" (رقم 45 - مصر) .
وعزاه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 189) لابن مردويه في "التفسير" بسند ضعيف .
وانظر : "أبشر ؛ فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد ..." .

(/1)
5417 - ( من سعى على امرأته وولده وما ملكت يمينه ، يقيم فيهم أمر الله ، ويطعمهم من حلال ؛ كان حقاً على الله أن يجعله مع الشهداء في درجاتهم .. ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 696 :
$باطل$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 353 - مخطوطة الظاهرية) عن الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن منظور عن أبي معاذ عن أبي كاهل رفعه في حديث طويل ؛ هذا قطعة منه . وقال :
"إسناده مجهول ، فيه نظر ، لا يعرف إلا من هذا الوجه" . وقال الذهبي في ترجمة الفضل بن عطاء هذا :
"سنده مظلم ، والمتن باطل" .
وأقره الحافظ في "اللسان" . وقال ابن عبدالبر في ترجمة أبي كاهل :
"له حديث منكر طويل ، فلم أذكره" .
وأقره الحافظ في "الإصابة" ، وعزاه لأبي أحمد - يعني : ابن عدي - ، وابن السكن أيضاً ، وقال هذا الأخير :
"إسناده مجهول" .
وأما السيوطي ؛ فعزاه في "أبواب السعادة في أسباب الشهادة" (رقم 46 - مصر) للطبراني فقط في "الكبير" ، ونقل عن الذهبي قوله : "إسناده مظلم" فقط دون ما بعده : "والمتن باطل" !

(/1)
5418 - ( الثوم من طيبات الرزق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 697 :
$مقطوع ضعيف$
أخرجه الترمذي (1812 - حمص) : حدثنا محمد بن حميد : حدثنا زيد الحباب عن أبي خلدة عن أبي العالية قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
قلت : ومع وقفه لا يصح الإسناد إليه ؛ لأن محمد بن حميد - وهو الرازي - مع حفظه ؛ فقد ضعفوه .
وإنما حملني على تخريج هذا المقطوع - خلافاً لعادتي - : أنني رأيت أحد المعلقين على رسالة "موضوعات الصغاني" قد وهم وهماً فاحشاً في هذا ، فقال (ص 60) :
".. فقد صح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : "الثوم من طيبات الرزق" . وهذا الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه" ، كتاب الأطعمة ، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثوم : "تحفة الأحوذي" (5/ 530) عن أبي العالية بسند صحيح" !!
هذا كلامه بالحرف الواحد ! فهو ينقله مقطوعاً ، ويصيره مرفوعاً ، فعلى ماذا يدل هذا التناقض ؟! أقل ما يقال : إنه لم يفهم هذا العلم بعد ، فلا يجوز لمثله أن يتولى فن التخريج والتحقيق إلا بعد أن يمضي عليه زمن يشعر هو في نفسه بأنه قد استوى عوده ، ويشهد له من له سابقة في هذا المجال ، ولهذا أنصح دائماً إخواننا الناشئين في هذا العلم أن لا يتسرعوا بنشر ما يخرجونه أو يحققونه ، وإنما يحتفظون بذلك لأنفسهم إلى أن ينضجوا فيه .
والحق والحق أقول : إن من فتن هذا الزمان حب الظهور وحشر النفس في زمرة المؤلفين ، وخاصة في علم الحديث الذي عرف
الناس قدره أخيراً بعد أن أهملوه قروناً ، ولكنهم لم يقدروه حق قدره ، وتوهموا أن المرء بمجرد أن يحسن الرجوع إلى بعض المصادر من مصادره والنقل منها ؛ صار بإمكانه أن يعلق وأن يؤلف ! نسأل الله السلامة من العجب والغرور !!

(/1)
5419 - ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 698 :
$ضعيف بهذا السياق$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (ق 301/ 1 - النسخة القديمة 4/ 1519 - النسخة الحديثة الهندية) ، وتمام في "الفوائد" (ق 279/ 2) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ 413/ 2) عن إسماعيل بن عياش الحمصي عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ كما كنت بينته في "تخريج فضائل الشام ودمشق" (الحديث التاسع والعشرون) ، فلا داعي لإعادة الكلام ، وإنما ذكرته في هذه "السلسلة" لأمور ، أهمها اثنان :
الأول : زيادة مصادر في التخريج .
والآخر : التأكد أو التحقق من أن إسناد الحديث عند أبي يعلى يدور على الوليد بن عباد ؛ فقد كان كلام الهيثمي على الحديث شككني في ذلك ؛ لأنه لما عزاه في مكان للطبراني ؛ أعله بجهالة الوليد هذا ، ولما عزاه في مكان آخر لأبي يعلى قال :
"ورجاله ثقات" ! وتساءلت هناك : هل إسناد أبي يعلى من الوجه المذكور أم لا .. ؟ ولم أكن وقفت يومئذ على إسناد أبي يعلى ، فلما تفضل الله علي بالوقوف عليه ؛ بادرت إلى إزالة الشك ، والتحقق من أن الإسناد واحد ، وأن توثيق الهيثمي لرجال أبي يعلى إنما هو اعتماد منه على توثيق ابن حبان للوليد المذكور في سند الطبراني أيضاً ، وذلك مما يفعله الهيثمي كثيراً ، وهو من تساهله المعروف لدى العارفين بهذا العلم الشريف !
واعلم أن أصل الحديث صحيح ؛ بل متواتر ، جاء عن جمع من الصحابة ، منهم أبو هريرة دون ذكر أبواب دمشق وبيت المقدس ، خرجت الكثير الطيب منها في "الصحيحة" فانظر "صحيح الجامع" (7164-7173) .
وقد رويت هذه الزيادة بلفظ :
قالوا : وأين هم ؟ قال : "بيت المقدس ، وأكناف بين المقدس" ! لكن في إسنادها جهالة ؛ كما بينته في "الصحيحة" تحت الحديث (1957) .
نعم ؛ صح عن معاذ موقوفاً عليه بلفظ : وهم أهل الشام .
انظر الحديث (1958) من "الصحيحة" .

(/1)
5420 - ( لا تسبو الدنيا ؛ فنعم مطية المؤمن ، عليها يبلغ الخير ، وبها ينجو من الشر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 699 :
$موضوع$
رواه الهيثم بن كليب في "السند" (47/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 12/ 2) ، والضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي نصر العكبري وغيره" (183/ 1) عن إسماعيل بن أبان : أخبرنا السري بن إسماعيل عن عامر عن مسروق عن عبدالله مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"وإسماعيل بن أبان الغنوي ؛ عامة رواياته مما لا يتابع عليه ؛ إما إسناداً وإما متناً . قال ابن معين : كذاب . وقال البخاري : متروك الحديث . تركه أحمد . وقال أحمد : كتبنا عنه هشام بن عروة وغيره ، ثم حدث - أحاديث في الخضرة - أحاديث موضوعة ، أراه عن فطر أو غيره ، فتركناه" .
قلت : وهذا الحديث ذكره الذهبي في ترجمته من مناكيره . وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 128) :
"كان يضع الحديث على الثقات . قال ابن معين : وضع على سفيان أحاديث لم تكن" .
قلت : وشيخه السري بن إسماعيل ليس خيراً منه ؛ أورده ابن حبان أيضاً في "المجروحين" (1/ 355) ، وقال :
"كان يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل ؛ قال يحيى القطان : استبان لي كذبه في مجلس واحد . وكان يحيى بن معين شديد
الحمل عليه" .
قلت : وهو من الأحاديث التي سود بها المدعو : (عز الدين بليق اللبناني) كتابه "منهاج الصالحين" ، فأورده فيه (ص 117/ رقم 68) من رواية الديلمي ، وأشار في مقدمته (ص 7) أنه استبعد عنه الأحاديث الضعيفة والموضوعة !
والواقع يشهد أنه بخلاف ذلك ؛ وهذا مثال من أمثلة كثيرة ، قد نتعرض لذكر بعضها .

(/1)