الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، أما بعد :

هذه المسألة من المسائل العظام فقد زلت فيها أقدام و ضلت فيها أفهام و هي بين إفراط و تفريط ، فلا بد فيها من البيان و هو كالآتي :

الحاكم الذي يحكم بلاد الإسلام حاله لا يخلو من ثلاث حالات و التعامل معه يجب أن يكون وفقاً لحاله و هذه الحالات هي :

الأول الحاكم المسلم العادل و هو الحاكم الذي تجب نصرته و طاعته في المعروف في المكره و المنشط وفقاً لما جاء بالنصوص الشرعية .

الثاني : الحاكم المسلم الفاسق الظالم و هو الذي تجب طاعته في المعروف و الصبر على ظلمه لأن ذلك خير من الخروج عليه و قد دلت النصوص الشرعية على ذلك أيضاً .

الثالث : الحاكم الكافر سواءً كان كافراً أصلياً أو مرتداً فهذا لا يطاع و يجب على المسلمين عزله و الخروج عليه لمن قدر على ذلك فلا سلطان للكافر على المسلمين . فإن لم تتوفر القدرة فلا يعني هذا القعود و الركون إلى أهل الكفر بل يجب إعداد العدة و العمل بقدر المستطاع فالعجز عن الخروج لا يعني القعود و الرضا بولاية الحاكم الكافر أو وصفه بولي الأمر و موالاته على المسلمين .

أخي الحبيب الفلسطيني يعلم الله أني أكن لك إحتراماً بالغاً و لكن صدقاً استوقفتني عبارة من عباراتك أظنها بعيدة كل البعد عن الانصاف فأنت تقول أرشدني الله و إياك

كما ان هؤلاء الذين يدعون الناس للخروج على الحاكم ان ظهر منه كفرا بواحا .. هل يملكون العدة لذلك ..ام انهم فقط يريدون قتل الناس واشاعة الخراب؟؟
أخي كيف يستقيم وصفك هذا بأن من يرفض ولاية الكافر على المسلمين يريد قتل الناس و إشاعة الخراب فمن أين لك هذا الحكم ؟؟؟؟؟ هل هو دخول في النيّات ؟؟؟؟ هل من يخرج على الحاكم الكافر و يرفض طاعته يريد قتل الناس و إشاعة الخراب ؟؟؟؟؟ أم أن الخراب الحقيقي هو في تسلط الكافر على رقاب أهل الإسلام ؟؟؟؟؟ هل توجد فتنة أكبر من تسلط الكفر على الإسلام ؟؟؟؟ وهل يوجد شر أعظم من هذا الشر ؟؟؟؟؟

أخي كلامك هذا مرفوض فمن يخرج على الحاكم الكافر حتى لو كان خروجه قد لا يأتي بنتيجة لا يعني بأي حال من الأحوال اتهامه بأنه يريد قتل الناس و إشاعة الخراب بل خروجه هذا جائز ، و فتنة سفك دمائه لا تساوي شئ مقابل فتنة تسلط الكافر على المسلمين . و مع هذا أكرر ما قلته مسبقاً بأن الخروج على الحاكم الكافر واجب لمن قدر على ذلك .

أخي العزيز أرجو أن تتقبل كلامي هذا و إن حملت كلامك على غير ما تريد أرجو التوضيح و الإفادة .

جزاكم الله خيراً و نفع بكم و أجزل لكم المثوبة .