الاحتلال يتبع سياسة القتل البطيء بحق الأسيرات

حذرت الأسيرات الفلسطينيات اللواتي افرج عنهن مؤخرا ضمن 255 أسيرا، من مخاطر السياسة العنصرية والقمعية التي تمارسها ما تسمى ب “سلطة إدارة سجون” بحق الأسيرات وتحديدا بحق الأسيرة آمنة منى التي تتعرض لسياسة ممنهجة من العزل والاستهداف الذي قد يصل في حال عدم التدخل السريع إلى حد الإعدام البطيء، فيما أكدت الأسيرات تعرضهن لسلسلة من وسائل التعذيب في أقبية التحقيق أو حتى داخل السجن.

وأوضحت الأسيرات المحررات في أحاديث منفصلة ل “الخليج” ان أجهزة الأمن وإدارة السجون تمارس سياسات قمعية تستهدف تنغيص الحياة اليومية للأسيرات إضافة إلى ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي بحقهن، مؤكدات على أهمية تشكيل لجنة تقصى حقائق دولية للوقوف على هذه الأساليب اللاإنسانية.

وقالت الأسيرة راوية الشيخ موسى التي أمضت 3 سنوات و9 اشهر من محكوميتها البالغة أربع سنوات “أول ما أريد الحديث عنه هو وجوب التدخل من كافة المؤسسات والقيادات الفلسطينية والعربية والدولية لإنقاذ حياة الأسيرة آمنة منى التي تتعرض لهجمة مسعورة من جانب إدارة السجن من خلال استمرار عزلها رغم أنها ممثلة الأسيرات”، مشددة على ان كافة الأسيرات في سجون الاحتلال يساورهن القلق الشديد على حياة هذه المناضلة.

وتابعت راوية التي كانت تحتضن والدتها وبعض صديقاتها “أمضيت هذه السنوات في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد من حيث ظروف التحقيق وطبيعة الحياة داخل السجن والإهمال الطبي وسوء التغذية”.

واختتمت راوية حديثها بالقول “نحن افرج عنا ولكن الأهم هو العمل الجاد من اجل إطلاق سراح بقية الأسرى”.

وقالت الأسيرة ريهام ابو عياش (19 سنة) من بلدة بيت أمر قضاء الخليل، التي بدا الإنهاك واضحا عليها “إنني احمل رسالة من جميع الأسيرات للعالم اجمع بضرورة التحرك لإنقاذ حياة زميلتنا آمنة منى التي لا نعرف مصيرها”.

وأضافت أبو عياش التي تمشي ببطء بسبب تعرضها للإصابة خلال التحقيق معها واعتداء المحققين عليها بالضرب “ان أي تأخر في إنقاذ حياة آمنة يعني استشهادها داخل العزل الانفرادي”.

وأشارت ابو عياش التي أمضت سنة و9 اشهر من محكوميتها، إلى أنها أمضت فترة طويلة من محكوميتها في سجن تلموند العسكري حيث ان غالبية الأسيرات يتعرضن لممارسات ومضايقات متواصلة من قبل ادارة السجن.

وقالت الأسيرة نسرين أبو زينة التي أمضت 5 سنوات ونصف السنة في السجن إن غالبية الأسيرات يتعرضن لظروف قاسية من حيث نقص الدواء والرعاية الطبية، معبرة عن فرحها بالخروج ضمن قائمة الأسرى على الرغم من انه لم يتبق على نهاية محكوميتها سوى فترة قصيرة جدا. وأكدت ابو زينة أنها سوف تعمل مع زميلاتها لقيادة حملة لإثارة موضوع الأسيرات بما في ذلك إطلاق حملة وطنية للإفراج عن الأسيرة آمنة.

وكانت والدتها تنتظر بفارع الصبر إنهاء معاناة ابنتها. وتابعت بنوع من المرارة القصص حول ما تعرضت له نسرين من تعذيب، تقشعر له الأبدان خاصة عندما قالت انهم (المحققون) يعمدون إلى تعليق الأسيرة من شعرها لإجبارها على الاعتراف.

وقالت الأسيرة المحررة عائشة غنيمات التي لم يتبق على انتهاء محكوميتها سوى أربعة أيام بعد ان أمضت 10 اشهر داخل السجن بتهمة محاولة طعن أحد جنود الاحتلال في الخليل، ان المجتمع بفصائله وقواه السياسية بما فيه الرئاسة والحكومة مطالبون جميعا بالوقوف خلف الأسيرات وبذل كافة الجهود لإنهاء معاناتهن.

ولم يستطع والد عائشة فايز غنيمات إخفاء فرحته بالإفراج عن ابنته، الا انه قال ان قلبي لايزال مع أولادي الثلاثة الذين لايزالون قيد الاعتقال.