الاسير عبد الرحمن مقداد
في المحكمة : عبد الرحمن يدخل مكبل اليدين والقدمين بالسلاسل ويجلس على كرسي. القاضي يبدأ جلسة المحاكمة ويستمع لمرافعة المحامي أسامة عودة . المحامي ينتهي من المرافعة والقاضي يوجه كلامه لعبد الرحمن بأن معه عشر دقائق فقط للحديث . الأسير عبد الرحمن : لقد سمعتكم لمدة ساعتين وسأتكلم لمدة ساعتين أخريات رغما عن أنفك فأنا لا أعترف بك كقاضي ولا أعترف بهذه المحكمة النازية . - القاضي يطلب من قوة التدخل في المحكمة إخراج الأسير من القاعة بالقوة . - المحامي يتدخل بأسلوب قانوني ويوجه حديثه للقضاة بأنه ليس من حقهم إخراج أسير من قاعة محاكمته . - ضجة كبيرة في القاعة . - القاضي يأمر بإبقاء الأسير وإخراج زوجته من القاعة . الأسير عبد الرحمن : إذا تعرض أحد لزوجتي أو خرجت فسأفعل ما لا تتوقعوه مني أبدا في القاعة . - القاضي يرضخ لطلب الأسير . - الأسير عبد الرحمن يبدأ بسرد جزء من التجاوزات الإسرائيلية على القرى والمدن الفلسطينية ذاكرا خلالها المجازر في خانيونس ورفح ،الزيتون، الشجاعية ، جباليا وبيت لاهيا .. الخ . القاضي يرد: إن اليهود أصحاب كتاب وحق في هذه الأرض . الأسير عبد الرحمن : نعم اليهود أهل كتاب والمسيحيين أهل كتاب والمسلمين أهل كتاب لكن التوراة نزلت في عهد سيدنا موسى عليه السلام أما أنتم بضعة مرتزقة صهاينة لا تتقنون إلا سفك دماء المسلمين وعلى وجه الخصوص الفلسطينيين ونحن أهل السلام وإلا فلماذا سمينا مسلمين أما أنتم فلا تعرفون معنى السلام. القاضي : أنت إرهابي الأسير عبد الرحمن : نعم هذا الشيء الوحيد الذي أؤيدك فيه فلقد أمرنا الله ورسوله بإرهاب المشركين وأعداء الدين منكم حيث( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) القاضي: هل أنت شخصيا مستعد للسلام ؟ الأسير عبد الرحمن : لكم السلام إذا حرصتم على عدم سفك دماء المسلمين ، لكم السلام إذا حرصتم على عدم ارتكاب مجازر بحق الشعب الفلسطيني , أين كان السلام عندما قتلتم عائلة غالية ؟ أين كان عندما قتلتم محمد الدرة وإيمان حجو وغيرهم الكثير؟ الأسير عبد الرحمن : أقسم بالله العظيم أقسم بالله العظيم أقسم بالله العظيم وهذا عهدا علي أمام الله وأمامك أن أربي ابني أحمد على نفس النهج الذي سرت عليه ليقتل أكبر عدد منكم . أقسم بالله أنه سيأتي اليوم الذي سأقوم فيه أنا بمحاكمتكم على جرائمكم وهذا وعد مني لكم وعهدا مني أعلنه لكم أيها القضاة بأني اذا خرجت وفرج الله كربي سأقتل منكم أضعاف ما قتلت . - أهالي الأسرى يبدأون بالتصفيق والتكبير وقاعة المحكمة تعج بالفوضى . - القاضي يريد نطق الحكم على عبد الرحمن بأسرع وقت لينهي هذه الفوضى ويطلب من الأسير عبد الرحمن الوقوف لسماع الحكم . الأسير عبد الرحمن رافض الوقوف : لقد كنت أقف في المحاكمات السابقة احتراما وتقديرا لأهلي أما الآن فلن أقف لحقير مثلك . المحامي للقاضي :القانون لا يعطيكم الحق في إجباره على الوقوف والجلوس فأرجو أن تصدروا حكمكم و إلا ....!! - القاضي يرفع الجلسة لمدة خمس دقائق ويعود بعدها لنطق الحكم على الأسير عبد الرحمن . - وبعدها الحكم يصدر بحق الأسير عبد الرحمن بواحد وعشرون مؤبد وخمسة عشر عاما . - وقد توقع القضاة أن يصاب الأسير القائد عبد الرحمن بالفاجعة هو وأهله إلا أن أهالي الأسرى فاجأتهم بالزغاريد تحية للأسير القائد. في هذه الأجواء و بهذه الكلمات حاور عبد الرحمن قاضيه وحاكم سجانه ، بهذه الأحرف زلزل أبو أحمد جلاديه فكيف لا وهو من زلزلهم وأرعبهم في شوارع القدس وبيت لحم وبيت ساحور كيف لا وهو من زرع لهم الموت الزؤام في طريقهم وكان صاحب أسرع الردود على مجازر العدو الصهيوني التي يرتكبها بحق أهلنا في الضفة والقطاع ليبرهن للعدو بأن دماء أبناء شعبنا ليست برخيصة ، وأن كتائب شهداء الأقصى وجنودها قادرين على الوصول للعمق في الزمان الذي يحدده جنود الكتائب . ليس غريبا على عبد الرحمن أن يقف موقف الرجال هذا أمام الجلاد ، فهو الذي ركع أبناء صهيون ليلملموا أشلائهم وفتات لحمهم بعد أن أرسل لهم الاستشهادي علي جعارة ليجندلهم في القدس ردا على مجزرة حي الزيتون وتبعها بعد وقت قليل بإرسال محمد زعل لهم ليكون هدية الكتائب الثانية التي تضرب الباص الثاني على نفس الطريق الذي أصبح فيما بعد يسمى بطريق الموت . لقد كانت لك يا أبو أحمد لمساتك الواضحة على معظم عمليات الكتائب الخارجة من مدينة بيت لحم ولمساتك الواضحة في المعارك التي خضتها وإخوانك أثناء حصارهم لأكثر من أربعين يوم في كنيسة المهد لتخرج بعدها وتكمل مسيرتك النضالية التي سطرت خلالها أروع آيات التضحية من خلال حرصك على توجيه الضربات الموجعة للعدو بشكل سريع لتكون رد منطقي على جرائم العدو المتكررة التي ارتكبها ومازال يرتكبها بحق الآمنين في كل فلسطين .
المفضلات