النتائج 1 إلى 10 من 35
 

العرض المتطور

  1. #1

    عضو لامع

    الصورة الرمزية aymanred
    aymanred غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2750
    تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 421
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي




    الأذان..
    وفي أوائل الهجرة شرع الأذان، تلك النغمة العلوية التي تدوى في الآفاق، وتهز أرجاء الوجود، تعلن كل يوم خمس مرات بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتنفي كل كبرياء في الكون وكل دين في الوجود، إلا كبرياء الله، والدين الذي جاء به عبده محمد رسول الله‏.‏ وقد تشرف برؤيته في المنام أحد الصحابة الأخيار عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه فأقره النبي صلى الله عليه وسلم وقد وافقت رؤياه رؤيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأقره النبي صلى الله عليه وسلم، والقصة بكاملها مروية في كتب السنة والسيرة‏.‏

    تشريع الآذان
    صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب بدء الأذان:
    568 - ص 285:
    بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الصلاة باب بدء الأذان 377:
    حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا محمد بن بكر ح وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق قالا أخبرنا ابن جريج حدثنا هارون بن عبد الله واللفظ له قال حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني نافع مولى ابن عمر عن عبد الله بن عمر أنه قال "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلوات وليس ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم قرنا مثل قرن اليهود فقال عمر أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال قم فناد بالصلاة"

    سنن الترمذي - كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب ما جاء في بدء الأذان:
    - ص 358 –
    أبواب الأذان باب ما جاء في بدء الأذان:
    189 حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي حدثنا محمد بن - ص 359 - إسحق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه قال " لما أصبحنا أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالرؤيا فقال إن هذه لرؤيا حق فقم مع بلال فإنه أندى وأمد صوتا منك فألق عليه ما قيل لك وليناد بذلك قال فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر إزاره وهو يقول يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد فذلك أثبت" قال وفي الباب عن ابن عمر قال أبو عيسى حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح - ص 360 - وقد روى هذا الحديث إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق أتم من هذا الحديث وأطول وذكر فيه قصة الأذان مثنى مثنى والإقامة مرة مرة - ص 361 - وعبد الله بن زيد هو ابن عبد ربه ويقال ابن عبد رب ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يصح إلا هذا الحديث الواحد في الأذان - ص 362 - وعبد الله بن زيد بن عاصم المازني له أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو عم عباد بن تميم.

    وقد ذهب العلماء فى تشريع الأذان إلى مذهبين:
    - الأول: أن الأذان تم تشريعه فى رحلة الإسراء والمعراج وأقره الرسول عليه الصلاة والسلام فى المدينة حين أمر بلال أن ينادى للصلاة كما جاءت الرواية فى صحيح مسلم.
    - الثانى: أن الأذان تم تشريعه عن طريق حلم عبد الله بن يزيد والذى أقره الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الأقرب للصحة.

    معانى الأذان والإقامة:
    الله أكبر لتأكيد التوحيد والإقرار لله بالوحدانيّة وأنه تعالى أكبر من كل ما يشغل عن إجابة النداء "إنّما أُمِرَ الناس بالأذان لعلل كثيرة، منها: أن يكون تذكيراً للناسي، وتنبيهاً للغافل، وتعريفاً لمن جهل الوقت واشتغل عنه؛ ويكون المؤذِّن بذلك داعياً لعبادة الخالق، ومرغِّباً فيها، ومُقِرَّاً له بالتوحيد، مجاهراً بالإيمان، معلناً بالإسلام...".
    الله أكبر، كأنّه يقول: الله أعلى وأجلّ، وهو الغنيُّ عن عباده، لا حاجة به إلى أعمال خلقه.
    إلى أن يقول: "وجُعِل بعد التكبير الشهادتان (اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله )، لأنَّ أوّل الإيمان هو التوحيد والإقرار لله بالوحدانيّة، والثاني الإقرار للرسول بالرسالة، وأنَّ إطاعتهما ومعرفتهما مقرونتان، ولأنَّ أصل الإيمان إنّما هو الشهادتان، فجعل شهادتين شهادتين كما جُعِلَ في سائر الحقوق شاهدان، فإذا أقرّ العبد لله عزّوجلّ بالوحدانيّة وأقرّ للرسول بالرسالة فقد أقرَّ بجملة الإيمان؛ لأنّ أصل الإيمان إنّما هو بالله وبرسوله. وإنّما جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى الصلاة (حى على الصلاة – حى على الفلاح)، لأنّ الأذان إنّما وضع لموضع الصلاة، وإنّما هو نداء إلى الصلاة في وسط الأذان ودعاء إلى الفلاح بالصلاة والوقوف بين يدى الله ، وجعل ختم النداء كما فتح باسم الله الله أكبر ولا إله إلا الله، كأنّه يقول: الله أعلى وأجلّ والإله الواحد الأحد، وهو الغنيُّ عن عباده، لا حاجة به إلى أعمال خلقه.
    ومعنى "قد قامت الصلاة" في الإقامة، أي حان وقت الزيارة والوقوف بين يدى الله والمناجاة، وقضاء الحوائج، والتواصل مع الله عزّوجلَّ، وإلى غفرانه وعفوه ورضوانه.
    وعن أبي سعيد الخدريّ: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "لا يسمع مدى صوت المؤذِّن جنّ ولا إنس ولا شيء إلاَّ وشهد له يوم القيامة"

    شبهة فى تشريع الآذان:
    أنه جاء فى حلم ولم يأتى بتشريع سماوى...
    الرد على الشبهة:
    يقول الله تعالى (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسْراً إن مع العسر يسْراً فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) (سورة الشرح).
    إن الله تعالى يصطفى من عباده الأخيار من يرفع لهم ذكرهم.. فقد رفع ذكر النبى عليه الصلاة والسلام فلا يقول المسلم لا إله إلا الله حتى يتبعه محمد رسول الله.
    وقد يصطفى الله من عباده وصحابة رسوله الكريم من يرفع لهم ذكرهم فيكون التشريع متفقا مع آرائهم أو رؤيا أحلامهم وذلك لعلم الله بنقاء قلوبهم وشدة إيمانهم، ويوجد فى السيرة النبوية الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم مثل عمر بن الخطاب وغيره ممن نزل الوحى مؤيداً لكلامهم أو ردود أفعالهم.





    اللهم يسر لنا توحيد صفوف المسلمين على صراطك المستقيم والرد على كل المفترين على رسالتك الخاتمة ونبيك الخاتم عليه الصلاة والسلام

  2. #2

    عضو لامع

    الصورة الرمزية aymanred
    aymanred غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2750
    تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 421
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    ميثاق التحالف الإسلامي

    وكما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقد هذه المؤاخاة بين المؤمنين، قام بعقد معاهدة أزاح بها ما كان بينهم من حزازات في الجاهلية، وما كانوا عليه من نزعات قبلية جائرة، واستطاع بفضلها إيجاد وحدة إسلامية شاملة‏.‏ وفيما يلى بنودها ملخصا‏:‏

    هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم‏:‏
    1ـ إنهم أمة واحدة من دون الناس‏.‏
    2ـ المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين‏.‏
    3ـ وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل‏.‏
    4ـ وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين‏.‏
    5ـ وإن أيديهم عليه جميعا، ولو كان ولد أحدهم‏.‏
    6ـ ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر‏.‏
    7ـ ولا ينصر كافرا على مؤمن‏.‏
    8 ـ وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم‏.‏
    9ـ وإن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم‏.‏
    10ـ وإن سلم المؤمنين واحدة؛ لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدلبينهم‏.‏
    11 ـ وإن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله‏.‏
    12 ـ وإنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا، ولا يحول دونه على مؤمن‏.‏
    13 ـ وإنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول‏.‏
    14 ـ وإن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه‏.‏
    15 ـ وإنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثا ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل‏.‏
    16 ـ وإنكم مهما اختلفـتم فيه من شيء، فإن مرده إلى الله ـ عز وجل ـ وإلى محمـد صلى الله عليه وسلم‏.‏






    أمريكا تقرأ التاريخ الإسلاميّ


    الجدير بالذكر أن هذه الأمور لها تطبيقات عديدة في واقعنا المعاصر، فإذا نظرنا إلى نشأة أمريكا مثلًاً، نجدها قد نهجت نفس ذلك النهج، وكأنها تقرأ التاريخ الإسلامي، وتعرف ما قام به رسول الله منذ أربعة عشر قرنًا، فمن يراجع تاريخ أمريكا يجد أن تعداد سكانها في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي لم يتجاوز 5 ملايين نسمة، في حين أنها الآن، وبعد مائتي سنة فقط تجاوز تعدادها الثلاثمائة مليون، وأصبحت قوة كبيرة وقاهرة، ولها أساطيل، وجيوش، ومصانع، ومخابرات؛ كل ذلك لأنها عملت بأمرين قام بهما رسول الله توحيد مسلمي الهجرة، وهما:


    - التوحيد بين أفرادها، كما وحَّد رسول الله بين الأوس والخزرج، ثم بين المهاجرين والأنصار وجعلهم كيانًا واحدًا، كذلك قامت أمريكا بضم الـ 52 ولاية في دولة كاملة، برئيس واحد؛ فلا بد أن يعطيها هذا قوة.


    - الأمر الآخر هو منح (تأشيرة سفر) لمن خارج أمريكا لكي يعيشوا في أمريكا، ويأخذوا كافة حقوق المواطن الأمريكي، ومع مرور الوقت تذوب الفوارق بين الشعوب، ويغدو أمريكيًّا مثلهم يدافع عن أمريكا كأنها بلاده، وهو ذو أصول ألمانية أو هولندية، أو غير ذلك.


    مثل ذلك قام به رسول الله منذ مئات السنين، قام به ولكن بشكل حضاريّ راقٍ جدًّا، إذ لم يجعل الدافع للاختلاط والامتزاج بين الطوائف المختلفة في الدولة هو أمرٌ من أمور الدنيا، بل جعل مثوبته عظيمة في الآخرة والجنة الواسعة، بالإضافة إلى السعادة في الدنيا وسعادة الآخرة. فقد أراد الله لنا بهذا التشريع سعادة الدنيا والآخرة، أما التشريعات الأخرى فمن الممكن أن تحقق نوعًا من السعادة في الدنيا، ولكنها تشريعات منقوصة ولا تعقبها سعادة في الآخرة، كما أنها قد بنيت على الظلم والتعدي والقسوة.


    وهكذا تم الحل لأزمة المهاجرين في المدينة المنوّرة، بل على العكس انتقلوا من كونهم أزمة إلى كونهم قوة للدولة الإسلاميّة.




    اللهم يسر لنا توحيد صفوف المسلمين على صراطك المستقيم والرد على كل المفترين على رسالتك الخاتمة ونبيك الخاتم عليه الصلاة والسلام

  3. #3

    عضو لامع

    الصورة الرمزية aymanred
    aymanred غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2750
    تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 421
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    أثر المعنويات في المجتمع
    بهذه الحكمة وبهذا التدبير أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد، كانت صورته الظاهرة بيانا وآثارا للمعاني التي كان يتمتع بها أولئك الأمجاد بفضل صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهدهم بالتعليم والتربية، وتزكية النفوس، والحث على مكارم الأخلاق، ويؤدبهم بآداب الود والإخاء والمجد والشرف والعبادة والطاعة‏.‏
    أسلوب تربية المجتمع على الإيخاء والإيثار

    سأله رجل‏:‏ أي الإسلام خير‏؟‏ قال‏:‏ ‏[‏تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف‏]‏‏.‏

    قال عبد الله بن سلام‏:‏ لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جئت، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول ما قال‏:‏ ‏[‏يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام‏]‏
    وكان يقول‏:‏ ‏[‏لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه‏]‏
    ويقول‏:‏ ‏[‏المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‏]‏
    ويقول‏:‏ ‏[‏لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه‏]‏
    ويقول‏:‏ ‏[‏المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى عينه اشتكى كله، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله‏]‏‏.‏
    ويقول: [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً]



    ويقول: [لا تباغضوا، ولا تحاسدون، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام].


    ويقول: [المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة]


    ويقول: [ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء].


    ويقول: [ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جانبه].


    ويقول: [سِباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر].


    وكان يجعل إماطة الأذى عن الطريق صدقة، ويعدها شعبة من شعب الإيمان . ويقول: [الصدقة تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار]. ويقول: [أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عُرى كساه الله من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيم المختوم] ويقول: [اتقوا الناء ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة].

    وبجانب هذا كان يحث حثا شديدا على الاستعفاف عن المسألة، ويذكر فضائل الصبر والقناعة، فكان يعد المسألة كدوحا أو خدوشا أو خموشا في وجه السائل اللهم إلا إذا كان مضطرا. كما كان يبين لهم ما في العبادات من الفضائل والأجر والثواب عند الله، وكان يربطهم بالوحي النازل عليه من المساء ربطا مؤثقا، فكان يقرؤه عليهم ويقرؤونه: لتكون هذه الدراسة إشعارا بما عليهم من حقوق الدعوة وتبعات الرسلة، فضلا عن ضرورة الفهم والتدبر. وهكذا هذب تفكيرهم، وربع معنوياتهم، وأيقظ مواهبهم، وزودهم بأعلى القيم والأقدار، حتى وصولا إلى أعلى قمة من الكمال عرفت في تاريخ البشر بعد الأنبياء. يقول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: من كان مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا أفضل هذه الأمة؛ وأبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، وابتعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. ثم إن هذا الرسول القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم كان يتمتع من الصفات المعنوية والظاهرة، ومن الكمالات المواهب، والأمجاد والفضائل، ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال بما جعتله تهوى إليه الأفئدة، وتتفانى عليه النفوس، فما يتكلم بكلمة إلا ويبادر صحابته رضي الله عنهم إلى امتثالها، وما يصدر من إرشاد أو توجيه إلا ويتسابقون إلى العمل به. بمثل هذا استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني في المدينة مجتمعا جديدا أروع وأشرف مجتمع عرفة التاريخ، وأن يضع لمشاكل هذا المجتمع حلا تنفست له الإنسانية الصعداء، بعد أن كانت قد تعبت في غياهب الزمان ودياجير الظلمات. وبمثل هذه المعنويات الشامخة تكاملت عناصر المجتمع الجديد الذي واجه كل تيارات الزمان حتى صرف وجهتها، وحول مجرى التاريخ والأيا




    اللهم يسر لنا توحيد صفوف المسلمين على صراطك المستقيم والرد على كل المفترين على رسالتك الخاتمة ونبيك الخاتم عليه الصلاة والسلام

  4. #4

    عضو لامع

    الصورة الرمزية aymanred
    aymanred غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2750
    تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 421
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    معاهدةمع اليهود
    بعد أن أرسى رسول الله صلى الله وعليه وسلم قواعد مجتمع جديد وأمة إسلامية حديدة، بإقامة الوحدة العقدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان قصده بذلك توفير الأمن والسلام والسعادة الخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد، فسن في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في ذلك العالم الملئ بالتعصب والأغراض الفردية والعرقية‏.‏

    وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود - كما أسلفنا - وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة قرر لهم فيها النصح والخير، وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام‏.‏
    وفيما يلى أهم بنود هذه المعاهدة‏:‏
    بنود المعاهدة
    1- إن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم، وكذلك لغير بنى عوف من اليهود‏.‏
    2-وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم‏.‏
    3- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة‏.‏
    4- وإن بينهم النصح والنصحية، والبر دون الإثم‏.‏
    5- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه‏.‏
    6- وإن النصر للمظلوم‏.‏
    7- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين‏.‏
    8-وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة‏.‏
    9- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
    10- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها‏.‏
    11- وإن بينهم النصر على من دَهَم يثرب‏.‏‏.‏ على كل أناس حصتهم من جابنهم الذي قبلهم‏.‏
    12- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم‏.‏

    وبإبرام هذه المعاهدة صارت المدينة وضواحيها دولة وفاقية، عاصمتها المدينة، ورئيسها ـ إن صح هذا التعبير ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين‏.‏
    ولتوسيع منطقة الأمن والسلام عاهد النبي صلى الله عليه وسلم قبائل أخرى في المستقبل بمثل هذه المعاهدة، حسب ما اقتضته الظروف، وسيأتي ذكر شيء عنها‏.‏
    قواعد مهمة في المرحلة الأولى لبناء المجتمع الإسلامى

    التربية المتأنية للأمة
    وذلك على معنى مراقبة الله رب العالمين لكل أعمالنا، وأن هناك يومًا حتمًا سيأتي، سيحاسب فيه اللهُالبشرَ أجمعين {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزَّلزلة: 7، 8].
    تفعيل دور المسجد
    ليصبح له دور في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا.
    الوحدة بين المسلمين
    ورأينا ذلك في التوحيد بين الأوس والخزرج، ورأيناه كذلك في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإذابة الفوارق القَبَليّةِ بين المسلمين؛ ليصبح أمر العقيدة هو الرابط الرئيسي الذي يربط بين المسلمين.
    وأقول: الرابط الرئيسي وليس الرابط الوحيد؛ لأن الإسلام لا ينكر العلاقات الإنسانية الطبيعية التي تكون بين الإنسان وَرَحِمِهِ، وبين الإنسان وعشيرته، ولكن يحددها في أُطر شرعيّة محددة تفيد في بناء الأمة الإسلاميّة.
    فقه الواقع
    وهو يعني دراسة المتغيرات الموجودة في الواقع، وتحديد طرق التعامل مع كل أزمة حسب حجمها، وحسب الظروف التي تصاحب كل أزمة، ومن ثَمَّ يضع المسلم الحل المناسب في ضوء الأطر الشرعية.
    فمع الأوس والخزرج قام رسول الله بالصلح بينهما على أساس العقيدة والدين، ومع المهاجرين قام بخطوات منظمة ومرتبة لاستيعابهم في المجتمع المدني، بل تفعيلهم في بناء الأمة، فتحول المهاجرون من عبءٍ اقتصاديّ وسياسيّ واجتماعيّ على المدينة المنوّرة إلى قوة فاعلة تضيف إلى خير المدينة وقوتها.
    ومع المسلمين في الحبشة استقدم بعضهم، وأبقى بعضهم لحين استقرار الأوضاع.
    ومع المسلمين في القبائل البعيدة عن المدينة، وليسوا من أهل مكّة أبقاهم في قبائلهم لينشروا الإسلام فيها، ولكي يوسّعوا نطاق الحركة الدعويّة في الجزيرة العربية.
    ومع المستضعفين من المسلمين في مكّة الذين لا يستطيعون الهجرة عليهم كتمان الإسلام قدر المستطاع وتجنب بأمره. الصراع مع المشركين؛ لكي لا يُستأصلوا إلى أن يأتي الله
    ومع المشركين من الأوس والخزرج كانت إستراتيجيته في التعامل مع هؤلاء هي الدعوة بالتي هي أحسن، ومحاولة ضم العناصر الطيبة منهم إلى الأمة الإسلاميّة، وحاول أن يتجنب الصراع أو الصدام معهم، حتى لا يدخل في صراعات داخليّة تضعف من بنيان الأمة الإسلاميّة الناشئة.
    ومع المشركين من الأعراب حول المدينة حاول أن يصل بالدعوة إليهم قدر ما يستطيع، ثم أظهر لهم القوة حتى لا يفكروا في الإغارة على المدينة المنوّرة، أو على قوافل المسلمين حول المدينة المنوّرة، وخاصّة أن هذه القبائل من العرب اشتهرت بالسلب والنهب.
    ومع القبائل المشركة الكبرى حول المدينة عقد معاهداتٍ ومحالفات تقوم في أساسها على حسن الجوار، وعدم الاعتداء.




    اللهم يسر لنا توحيد صفوف المسلمين على صراطك المستقيم والرد على كل المفترين على رسالتك الخاتمة ونبيك الخاتم عليه الصلاة والسلام

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قافلة شمس العائدين البشارية
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى حي على الجهاد
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 2011-07-21, 05:36 PM
  2. قافلة بستان العائدين البشارية
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى حي على الجهاد
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 2011-01-09, 11:14 PM
  3. نفق قافلة الأجيال..خطر يهدد الفكر والبنيان
    بواسطة دانة في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2010-03-29, 02:15 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML