رقم العضوية : 1221
تاريخ التسجيل : 12 - 8 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 49
المشاركات : 2,218
شكراً و أعجبني للمشاركة
شكراً
مرة 0
مشكور
مرة 0
اعجبه
مرة 0
مُعجبه
مرة 0
التقييم : 10
البلد : {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} (يوسف :99) .
الاهتمام : الدعوة عبر النت بالطرق الشَرعيــة وطلب العِلم النافِع ومُتابعته بالعَمل الصالِح
الوظيفة : أصلاً طويلب عِلم وفرعاً دكتــور
معدل تقييم المستوى
: 19

صحيفة عكاظ إذ تروج لاحتفالات الكريسماس
وعلى الصعيد المحلي، فكلنا في المملكة العربية السعودية يعلم أن اقامة تلك الاحتفالات منهي عنه ومن المحظورات، والتي تتصدى لأماكنها والمتورطين فيها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بموجب مواد النظام التي تخولهم ذلك و تجرّم اقامة أي مناسبات دينية غير اسلامية والاجتماع لها حتى على مستوى العمالة الوافدة من غير المسلمين.
بل إن مواقع للمنصرين العرب نشرت قبل أيام توجيهات صادرة من الهيئة بهذا الشأن، فيدل هذا على أن القاصي والداني يعلم هذه الحقيقة ولا ينكرها أحد. وكلنا نعلم عن الاجراءات التي تتخذ بحق المخالفين منهم والتي غالباً ما تفضي بترحيل الأفراد المتورطين من أبناء هذه الجاليات وفسخ عقود عملهم.
فلا أدري كيف سوف يتسنى للنصارى هنا مثلاً الأخذ بهذه الفتوى لوقاموا بتوجيه الدعوة للمواطنيين السعوديين لاحتفالات يقيمونها بشكل غير نظامي أساساً؟!!! هذا سيكون أشبه بوضع العربة قبل الحصان، كما يقول المثل الانجليزي!!
كيف تكون اجابتهم لأعيادهم مباحة بينما اقامة تلك الأعياد والتجمع لها واظهارها مخالفة للأنظمة المحلية؟!!!
وهكذا فسيتوجب على الشيخ أن يبيح كذلك للنصارى مثلاً اظهار احتفالاتهم بأعيادهم وفي مقدمتها الكريسماس ورأس السنة الميلادية في بلادنا حتى يتمكنوا من توجيه الدعوات للمسلمين هنا بما أن اجابة دعوتهم قبل ذلك مباحة!! العقل والمنطق يستدعي منا أن نخلص إلى هذه النتائج من تلك المقدمات، فقط لو فهمنا المسألة على ظاهر ما خرج به الخبر في عكاظ.
وسأتصنع الغباء قليلاً وأسير وراء الخبر متسائلاً: هل صدرت قرارات سرية من وزارة الداخلية السعودية ترفع الحظر عن احتفالات النصارى، وهي المناسبات التي ما انفكوا يحتالون لاقاماتها في مقر سفارات وقناصل الدول الغربية، أو بشكل خافت في بعض تجمعاتهم السكنية المحاطة بحراسة أمنية عالية أشبة ما تكون بمستوطنات اليهود في فلسطين المحتلة؟
لم يصدر أي شيء من هذا على حد علمي، وإلا كنا رأينا مظاهر تلك الاحتفالات بشكل معلن، وبالتالي لا توجد عربة ولا حصان خلفها ولا أمامها. ولكن توجد بضع حمر مستنفرة في شارع الصحافة السعودية تحمل لنا أسفاراً ليست لنا.
ثم إن اجابة الدعوة لاحتفالات سرية بالكريسماس لدينا، أو بالدول الأخرى حيث هي علنية جداً وخصوصاً في بقية دول الخليج للأسف الشديد، تقتضي من المسلم المدعو الاختلاط بنساء سافرات كاسيات عاريات في تلك الحفلات كما هو مشاهد ومعلوم عند القوم…
فهل من شخص يظن ولو للحظة أن هذا الشيخ الفاضل أباح اجابة الدعوة لأعياد غير اسلامية (دينية أو لا دينية)، فيها اختلاط بأمثال تلكم النساء، وربما أيضاً تدور فيها كؤوس الخمر وأنغام الرقص بين الجنسين ومشاهد الخلاعة والمجون؟!!! وهل الشيخ أباح هذا الأمر للذكور من المسلمين دون المسلمات؟!!!
يعني مباح أن يشارك المسلم نساء غير المسلمين أعيادهن على تلك الحال اللتي يظهرن بها وحرام على نساء المسلمات المشاركة فيها ولو بالنقاب؟! طبعاً أنا اتساءل ساخراً من صحيفة عكاظ وكل من ذهب مذهبها وصدق خبرها.
هل ثمة عاقل يريد لنا أن نفهم أن هذه هي الأجواء المباحة التي تتيح للمسلم المدعو الذهاب لتلك الأعياد بغرض “إدخال الفرحة عليهم وتأليف قلوبهم على الإسلام”؟!!!
وهنا لي وقفة هامة: لاحظة أن هذا هو الشرط الذي بينه د. قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، في الكلام المنسوب له بصحيفة عكاظ من أول فقرة في الخبر الذي نشرته صباح الأمس:
“أوضح لـ «عكاظ» عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك أن إجابة دعوة غير المسلمين لحضور أعيادهم مباح إذا قصد من ورائه إدخال الفرحة عليهم وتأليف قلوبهم على الإسلام”.
هل انتبهم الآن؟ “مباح إذا”… اباحة مقيدة بشرط وليست اباحة مطلقة، أما الشرط فهو “إذا قصد من ورائه ادخال الفرحة عليهم” لماذا يدخل الفرحة عليهم يا شيخ؟ لـ “تأليف قلوبهم على الإسلام”، فالغرض من كلام الشيخ هو دعوي بحت، والاباحة لابد أنها منضبطة بشروط لم تذكر عكاظ منها إلا هذا الشرط فقط، بافتراض أن الشيخ كان يقصد الأعياد الدينية لغير المسلمين من كريسماس وغيره.
وبناء على هذا، أجزم أننا لو سألنا الشيخ عن الحكم في شاب مسلم لا دراية له بدعوة غير المسلمين ولا علم شرعي عنده، هل يجيب دعوتهم ويشاركهم أعيادهم تأليفاً لقلوبهم أم أن مثله يخشى الفتنة عليه لقلة علمه وسنه فيمتنع؟
ما ظنكم بماذا سيجيب الشيخ؟ المسألة لا تحتمل الظن ولا التخمين فهو من عضو كبار العلماء وفتاواهم في شأن من يجب أن يتصدى لمثل الأمور والشروط الواجب توافرها فيه معروفة ومنشورة ومتاحة، وبناء عليه لا أحسب أن الشيخ أراد أن الأمر مباح للعموم لأنه يعلم أن دعوة غير المسلمين وتأليف قلوبهم ليس بالأمر الهين الذي يستطيعه كل مسلم ولا أي مسلم بل ولا أي شيخ لا دراية له بلغات القوم وعاداتهم وأديانهم وثقافتهم، مع وافر احترامي لمقام الشيوخ وطلبة العلم الشرعي.
في هذا الاطار أفهم الفقرة الأخيرة من الكلام المنسوب للشيخ بصحيفة عكاظ إذ جعلته يقول:
ولاحظ (د. قيس) أن رفض دعوة غير المسلمين لحضور أعيادهم ينفرهم ويصرفهم عن الحق، مضيفا «نحن مطالبون ببث الخير للناس، ولا سبيل لعرض ما عندنا من هدى وخير إلا بتطييب النفوس وتهدئتها، لترى الحقَ فتهتدي إليه».
لا أحسبه هنا إلا يقصد الدعاة والشيوخ ومن لديهم قدرة وعلم ودراية بكيفة اجابة دعوة غير المسلمين وتداعيات رفض تلبية الدعوة من تنفير المدعويين الذين يطمع في اسلامهم، وفق الضوابط الشرعية التي لا بد أن تراعى في مكان المشاركة وحال أصحاب الدعوة فيها، مما تقدم معنا وتناولته فتاوى العلماء في القديم والحديث.
ولقد مررت بموقف مماثل شخصياً – فترة اقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية وارتحالي واقامتي بين غير المسلمين في استراليا وجنوب أفريقيا وغيرها من بلدانهم – اثناء تلك الأعياد دينية وغير دينية، فلما كانت توجه لي الدعوة ما كنت أبدأهم بالرفض ولكني كنت احتال بسؤال من يدعوني: “هل سوف ترقصون رجالا ونساء في الحفل؟ هل سوف تشربون الخمر وتضعونها على الموائد؟ لأن المسلم منهى عن الجلوس على مائدة تُقدم عليها الخمر ولو إلى غيره، وهل النساء محتشمات أم يرتدين ملابس كاشفة من أمثال ملابس السهرة والفستان العريان وما فوق الركبة؟”
في كل تلك الأسئلة التي كنت أطرحها بهدوء كنت ألمس في البداية تعجب من يحدثني من أصحاب الدعوة للمشاركة حتى ينتهي النقاش العابر بيننا بعد توضيح الأمور لهم بابداء اعجابهم بتعاليم الاسلام في الأخلاق والسلوك وخصوصاً في التشدد ضد تعاطي الخمر.
وكانت أغلب النساء هن من يبدين اعجابهن بموقفي المتحفظ من الاختلاط بهن على تلك الحال بهكذا مناسبات وبالتأكيد على الحشمة، ولا أبالغ في هذا، فمعروف أن ثلاثة أرباع من يدخل في بتلك الدول وخصوصاً في الغرب هن من النساء اللواتي جربن أنماط الحياة هذه فعرفن قدر الاسلام وفضله. وقد اعترفت وكالة أنباء سويسرا في الخامس من يناير 2005م بعدد ثلاثين ألف امرأة سويسرية اعتنقن الاسلام في العقد الأخير فقط ولله الحمد!
إذا، ومع أنني أعلم الحكم الشرعي مسبقاً في عدم جواز مشاركتهم احتفالاتهم الدينية خصوصاً، فإنني ما كنت أبدي هذا الرفض بفظاظة تنفرهم إذ لابد وأن أقدر دعوتهم لي، فتبليغ رسالة ديننا في أساسها اسمها دعوة وهي دعوة في دعوة، فكيف أرد الدعوة بشكل غير لائق؟
هكذا أفهم كلام الشيوخ الأفاضل وهكذا أفهم كلام د. قيس، عن سابق معرفة وتجربة، واستنارة بما أفادوني به وغيري من قبل جزاهم الله خيراً ونفع بهم لأن الدعوة تقتضي أول ما تقضتي الحكمة وهي وضع المسألة في موضعها المناسب والوقت المناسب بالفعل الصحيح والملائم لأحوال المدعويين بهدي الكتاب والسنة.
أيضاً كنت أطلب من يدعوني للمشاركة دون اجابتهم لها أن يحدثني عن ذلك العيد ومناسبته وأصله، فأجدها فرصة للتعرف وللتعلم و لطرح الأسئلة عليهم والتي فيها ما أريد لفت نظره إليه من معاني تحث ملكات التفكير لديه رويداً رويداً في أساس ما يدعوني إليه من باطل ومنكرات اعتادها والفها. وقد ألف أهل العلم الكتب وكتبوا الأبحاث والمقالات في الأسلوب القرآني البديع في طرح الأسئلة على غير المسلمين لحملهم على التدبر بعيداً عن التعصب والأحكام المسبقة.
فاذا قال لي نصراني مثلا مرحبا بك عشية الكريسماس، أسأله وما الكريسماس؟ فاذا قال لي هو عيد ميلاد المسيح؟ أسأله وهل هو ولد ابن مريم في الشتاء حقا في مثل هذه الأيام؟ ولماذا يحتفل نصارى طائفة الارثوذكس به في يوم آخر من الأسبوع الثاني من يناير وليس في الخامس والعشرين من ديسمبر؟ وأسأله هل لهذا اليوم علاقة بيوم الانقلاب الشتوي؟ وهل له علاقة بمظاهر احتفالات الوثنين بولادة الشمس والتي كانوا يعبدونها؟ هل لهذه الأعياد أصول وثنية؟
ولماذا تحارب طوائف من البروتستانت لديهم هذه الأعياد وتعدها بدعة وثنية تسللت للنصرانية؟ بل ولماذا حرم قساوسة منهم الاحتفال بها ومشاركة الطوائف النصرانية الأخرى بها ودعوا إلى منع كافة مظاهرها في دولهم هم قبل السعودية؟ وهل يعلمون أن مدينة بوسطن الأمريكية فترة حكم طائفة البيروتان “الطهريين” الأمريكان أصدروا قانوناً قبل 200 عام يحرم الاحتقال بالكريسماس ويعاقب عليه؟ [يمكن مطالعة ترجمات من أقوال هذا الفريق المعارض من النصارى لهذه الأعياد وفتاوى قساوستهم ضدها بالقسم المخصص بهذه المدونة على هذا الرابط].
أي أنني أجعل من دعوتهم لي قبل الاستجابة بالمشاركة مناسبة لكي افتح معهم الموضوع بالتدريج ومن خلال طرح الاسئلة الموجهة لدعوتهم إلى ما أريد، بحسب ما تعلمته من شيخي أحمد ديدات رحمه الله، والذي وجهني بالاستعانة بعد الله بكتيب عظيم الفائدة من مؤلفاته بعنوان “المسيح في الاسلام” لتوزيعه على النصارى فترى احتفالاتهم بأعياد الميلاد لكي نوضح لهم المعتقد الصحيح في المسيح وأمه عليهما السلام من خلال الكتاب [رابط الكتاب بالانجليزية - رابط الكتاب مترجما باللغة العربية].
عن أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك , قال : قل آمنت بالله ثم استقم ” رواة مسلم
قال الإمامُ عَلىّ -رضىّ اللهُ عَنه:- الناسُ ثلاثة:- فعالمٌ ربانىِّ ومُتَعَلِمٌ على سبيل النجاة وهمجٌ رعاع! أتباع كل ناعِق ! لم يستَضيئوا بنور العِلم ولم يركنوا إلى رُكن رشيد ! أف لكل حامِل حق لا بصيرة له ! ينقدِح فى قلبه بأول عارضٍ من شبهة تعرض له
المفضلات