طيب يا سيدي ،فمن أوجد هذا الخلق ؟
و لكن السؤال صيغته ليست صحيحة .
أنت تسأل من أوجد كل ذلك ، و السؤال هو ما أوجد كل ذلك؟
كمثال بسيط، عندما عندما وقف الإغريقيون حائرين و تساءلو : من أوجد البرق و الرعد ؟ من يتسبب في المطر؟
توصلو الى إله إسمه زيوس و هو الوكيل على السماء و الكون كله .
و هو إله لا يراه أحد و لا يكلمه أحد إلا الكهنة يكلمون الآلهة و الكهنة يوصلون الأخبار ، و ما يريده هذا الإله ، عن طريقهم .
و لو أنهم سألو ما يتسبب في الشيء ، لما إضطرو إلى ابتداع زيوس و ما كان أي كاهن يتكلم بإسم الإله زيوس و يخيف الناس بتهديد زيوس لهم بالصواعق و الفيضانات إن لم يفعلو ما يريده زيوس ، أو ما يريده الكاهن ، بالأحرى
أما الآن و قد أصبح الكل يعرف القوانين العلميه خلف البرق و الرعد و المطر و غيرها ، فلا أحد يخطر على باله أن يخاف من زيوس ، و لا أحد يتجرأ أن يدعي أن زيوس اختاره لكي يوصل رسالة ، و أن يهددنا بغضب زيوس علينا
لا أعتقد طبعا أن الوجود وليد الصدفة ، و لا أعتقد أن النظام وليد الصدفة. و لكن هناك تفسير علمي لكل شيء سواء كان كاملا أم ناقصا . لم أرد وضعه حتى لا أطيل الرد ، متى ما شاء الإخوة أن يسمعو نضعه.فمما لا يختلف عليه العقل والقلب أن هذا العالم يمتلك نظام رهيب ودقة متناهية لا يمكن ان يكون وليد الصدفة فالصدفة والعشوائية لا يمكن أن تخلق ابداً هذا الكون بكل ما فيه
يا أخي صحيح معروف أن الخوف من المجهول هو من أكثر الدوافع للإيمان بحامي إسمه الله .ويمكن أن نسمع نداء الفطرة في طبيعتنا الذي يقول بوجود الله ،
سأل رجل الإمام جعفر الصـادق عن الله ، فقال له : ألم تركب البحر ؟ قال بلى . قال : فهـل حدث لك مرة أن هاجت بكم الريح عاصفة ؟ قال : نعم . قال وانقطع أملك من الملاحين ووسائل النجاة ؟ قال : نعم . قال : فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شـاء ؟ قال : نعم . قال جعفر : فذلك هو الله
وأنا أقول لكِ عندما تقعين في مشكلة كبيرة وتظني أنها مشكلة لا حل لها أو عندما تمرضين مرض يلزمك الفراش وتظني أنها قاضٍ عليكِ ألا تشعرين بأن هناك قوة ترتجي منها العون والمساعدة ؟ وهذه كتلك يا أسماء فالفطرة تنادي كل البشر مهما تصنعوا اخفاء تلك الفطرة وتقول لهم إن لهذا الكون رب لا محالة .
و كذلك المصائب من أكبر الدوافع للإيمان بحكمة خلفها و خير نحن لا نعلمه ، و ذلك يخفف عنا المصاب .
و لكن كل ذلك ليس دليل على وجوده. خاصة و أن "الإستجابة للدعاء" تحدث بطريقة عشوائية و غريبة
يا سيدي أرجوك دعنا من الكلام عنه ، فأنا كما قلت لك أعتقد أنه موجود و أتمنى أن يكون موجود ، لذا لما لا نبدأ بالكلام عن الدين و هكذا يصبح الاعتقاد اقتناع؟ أعدك أن الفائدة ستحصل حتى لو لم أكن متأكدة من وجود الله هناك ملحدون بقوة أصبحو متأكدين من وجود الله بسبب اعتناقهم لدين معين و اقتناعهم بالرسالة اللتي يحتويها
المفضلات