الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة على أشرف المرسلين ، و بعد ،،،

أولا : تخريج الحديث من المصادر التي بين أيدينا

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/168) ، و في "مسنده" (661) – وعنه ابن أبي عاصم في " الآحاد و المثاني" (259) - ،

و أحمد في مسنده (4/161) – و من طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (584) ، و ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/350) - ،

و أبو زرعة الرازي في كتاب "المختصر" كما في "علل ابن أبي حاتم" (104) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (283) ، و الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في "اتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (1/340) و من طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (8/56) ، عن الحسن بن موسى الأشيب ، بلفظ :" عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ ، فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْوُضُوءِ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ , فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ " .

و أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة و التاريخ" (1/300) – و من طريقه البيهقي في السنن الكبرى (756) - ، و الطبراني في المعجم الكبير (5/85) ، و أبو الحسن بن سلمة في "زياداته على سنن ابن ماجه" مقرونا برقم (462) عن عبد الله بن يوسف التنيسي ، بنحوه .


و أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد و المثاني" (258) ، و في "الأوائل" (36) ، و الطبراني في "المعجم الكبير" (5/85) ، و ابن عدي في الكامل (5/248) ، و الدارقطني في "السنن" (390) ، و أبي نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (2858) ، و الخطيب البغدادي في تاريخه (10/362) ، و المزي في تهذيب الكمال (10/40) ، عن كامل بن طلحة الجحدري . بنحوه .


و أخرجه البزار في "مسنده" (1332) ، و ابن المنذر في "الأوسط" (151) ، عن الحجاج بن محمد ، بلفظ :أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ ، فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءِ ، فَلَمَّا فَرَغَ أَخَذَ غُرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ " .


و أخرجه ابن المنذر في الأوسط (152) ، عن أسد بن موسى ، بلفظ : " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيَّ ، فَعَلَّمَنِي الْوُضُوءَ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ أَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ ، فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ " .

و أخرجه ابن ماجه في سننه (462) ، عن حسان بن عبد الله ، بلفظ : " عَلَّمَنِي جِبْرَائِيلُ الْوُضُوءَ ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْضَحَ تَحْتَ ثَوْبِي لِمَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَوْلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ " .


و أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4958)، عن عثمان بن صالح ، بلفظ : عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ فَأَرَاهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ وَعَلَّمهُ الإِسْلامَ " .


سبعتهم (الحسن ، و ابن يوسف ، و كامل ، و الحجاج ، و أسد ، و حسان ، و عثمان ) عن عبد الله بن لهيعة ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن الشهاب ، عن عروة ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه مرفوعا .

قال ابن عدي : وَهَذَا الْحَدِيثُ بَهَذَا الإِسْنَادِ لا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ غَيْرُ بْنِ لَهِيعَة عَنْ عُقَيْلٍ، عنِ الزُّهْريّ.

قلت : و هذا اسناد ضعيف ، فيه عبد الله بن لهيعة و هو ضعيف مختلط .


قلت : ثم أن ابن لهيعة قد توبع ، تابعه الليث بن سعد ، أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3901) فقال : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ قَالَ: نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: «أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ، فَانْتَضَحَ بِهِ فَرْجَهُ»
قال الطبراني : " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ اللَّيْثِ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، وَالْمَشْهُورُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ " .
قلت : و هذا اسناد منكر فيه علتان :

1-علي بن سعيد الرازي و هو ثقة الا أنه تفرد بأشياء ، و قد تكلم فيه الناس لدخوله في أمر السلطان .
2-الغرابة : لأن الحديث مشهور من حديث ابن لهيعة ، و رجال هذا الوجه لا يرتقوا ليتفردوا بهذا الوجه
قلت : و خالفه رشدين بن سعد فجعله من مسند أسامة بن زيد ، و ليس من مسند أبيه ، أخرجه أحمد في مسنده (5/203) ، و الدارقطني في السنن (391) من طريق الهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ عن رِشْدِينُ بن سعد , عَنْ عَقِيلٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ «أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَاهُ الْوُضُوءَ , فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ أَخَذَ حَفْنَةً مِنَ الْمَاءِ فَرَشَّ بِهَا فِي الْفَرْجِ» .

و زاد الدارقطني : " نا رِشْدِينُ , عَنْ عَقِيلٍ , وَقُرَّةَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ " ، و هذه الزيادة غير محفوظة لأنها من رواية حمدان بن علي و هو مجهول .

قال ابن الجوزي : ابْنُ لَهِيعَةَ وَرَشْدَيْنُ ضَعِيفَانِ.




ثانيا : الحكم على الحديث وفقا للمتقدمين :

هذا الحديث باطل

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في العلل (104) :" وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ ابن لَهِيعَةَ ، عَن عقيل ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أن جبريل عَلَيْهِ السلام : أتاهُ فأراهُ الوضوء ، فلمّا فرغَ نضَحَ فَرْجَهُ ، فَقَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيث كذب باطلٌ ،


ثالثا : تأويل الحديث :

وما معنى "فرجه" فى الحديث


قلت : من المعلوم عند أهل الأصول، أن التأويل فرع عن التصحيح، فما لا يصح سنده رواية، لا يُتَبَنَّى فقهه دراية .

و المثل المشهور بين أهل الحديث :


(( ثَبِّتِ العَرْشَ ثُمَّ انْقُشْ))
ومعناه أنك تحتاج قبل النقش أن يكون العرش ثابتا ، فلو نقشت العرش وهو غير ثابت فقديسقط أو يتحطم ويذهب نقشك هباء .

فكذلك الحديث لا أستطيع شرحه أو تأويله أو تفسيره ، و هو غير صحيح أو حسن .



و كتبه

أبو عبد الله السكندري
( سيل الحق المتدفق )