و هذا رد اعجبني و اقنعني بخصوص هذه الشبهة . منقول من موقع الفرقان

...

يُفسر جهلاء النصارى و الملحدين خطأً قول الله -عزّ وجل- مخاطباً نبيه - صلى الله عليه وسلم – عندما سأله المشركون الإتيان ببعض الآيات التى تُثبت ما يدعو إليه وهى {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }

فكان الرد من الله تعالى { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }

سيتم الرد على تلك الشبهة العقيمة بطريقة تبين جهلهم بأبسط الآيات القرآنية .

النقطة الأولى : إعتراض النصارى و الملحدين على معجزات النبى - صلى الله عليه وسلم - هو تلك الآية التى فهمهما جهلائهم خطأً , فإن كانت هذه الآية هى سبب عدم تقبلهم لمعجزات النبى, فمن المنطقى أن يتقبلوها ويتقبلوا معجزات النبى , عند إظهار عوّر إعتقادهم وزيف منهجهم فى التفسير .

النقطة الثانية : نأتى لتفاسير الآية الكريمة والتى تفضح جهلهم بكل المقاييس , والتى إذا ما لجأوا إليها فى البداية لما فتحوا باب الشبهات ..ولكن ماذا نقول فى الجهلاء ؟؟!

الجامع لأحكام القرآن » سورة الإسراء »

قوله تعالى : وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا

قوله تعالى : وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون في الكلام حذف ، والتقدير : وما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحوها إلا أن يكذبوا بها فيهلكوا كما فعل بمن كان قبلهم . قال معناه قتادة وابن جريج وغيرهما . فأخر الله - تعالى - العذاب عن كفار قريش لعلمه أن فيهم من يؤمن وفيهم من يولد مؤمنا . وقد تقدم في [ الأنعام ] وغيرها أنهم طلبوا أن يحول الله [ ص: 253 ] لهم الصفا ذهبا وتتنحى الجبال عنهم ; فنزل جبريل وقال : ( إن شئت كان ما سأل قومك ولكنهم إن لم يؤمنوا لم يمهلوا وإن شئت استأنيت بهم ) . فقال : لا بل استأن بهم . وأن الأولى في محل نصب بوقوع المنع عليهم ، وأن الثانية في محل رفع . والباء في بالآيات زائدة . ومجاز الكلام : وما منعنا إرسال الآيات إلا تكذيب الأولين ، والله - تعالى - لا يكون ممنوعا عن شيء ; فالمعنى المبالغة في أنه لا يفعل ، فكأنه قد منع عنه .


تفسير القرآن العظيم » تفسير سورة الإسراء »

( وما منعنا أن نرسل بالآيات ) أي نبعث الآيات ونأتي بها على ما سأل قومك منك فإنه سهل علينا يسير لدينا إلا أنه قد كذب بها الأولون بعدما سألوها وجرت سنتنا فيهم وفي أمثالهم أنهم لا يؤخرون إذا كذبوا بها بعد نزولها كما قال الله تعالى في المائدة : ( قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ) ( المائدة 115 )

تفسير الطبري » تفسير سورة الإسراء
يقول تعالـى ذكره: وما منعنا يا مـحمد أن نرسل بـالآيات التـي سألها قومك، إلا أن كان من قبلهم من الأمـم الـمكذّبة، سألوا ذلك مثل سؤالهم فلـما أتاهم ما سألوا منه كذّبوا رسلهم، فلـم يصدّقوا مع مـجيء الآيات، فعوجلوا فلـم نرسل إلـى قومك بـالآيات، لأنَّا لو أرسلنا بها إلـيها، فكذّبوا بها، سلكنا فـي تعجيـل العذاب لهم مسلك الأمـم قبلها .

وبعدما إستعرضنا التفاسير التى بيّنت جهل اعداء الاسلام , وأن المنع المقصود فى الآية منع مُقيد وليس مطلق نقول لهم فى قضية منطقية سهلة .

لم تؤمنوا بالمعجزات بسبب تلك الآية ظناً منك أنها تفيد العمومية , فعندما تبيّن أنها مقيدة مخصصة بالمعجزات التى سألها المشركون فى حدث معين , ينتج عن ذلك إيمانكم بها وإن لم تقرّوا ..فالقضية باتت منطقية واضحة