دير ياسين أبادها الصهاينة وبقيت رمزاً لجريمتهم

هذه القرية محفورة في ذاكرة كل العرب . نجح السفاحون الصهاينة فيازالة معالمها وتحويل أرضها الى مستوطنة يهودية .. ولكنهم عجزوا عن طمسها من صفحاتالتاريخ . انها دير ياسين التي أبادها محترفوالقتل والإرهاب الذين تفوقوا فيجرائمهم على كل ما ارتكبه النازيون في زمن الحرب العالمية الثانية . كانت دير ياسينقرية صغيرة آمنة .. تقع على مسافة أربعة كيلومترات من الجهة الغربية لمدينة القدسفوق منطقة جبلية ترتفع عن سطح الأرض أكثر من 700 متر .




ولم تكن في الأصل ضمن المناطق التي خصصها قرار التقسيم لاقامةالدولة العبرية . مساحة أراضيها 2857 دونما ، وعدد سكانها كان في حدود 750فلسطينيا. في صباح التاسع من ابريل عام 1948 ، أي قبل خمسة أسابيع من اعلان قيامدولة اسرائيل، شنت العصابات الصهيونية حملة ابادة دامية على كل سكان القرية الآمنينلمحو دير ياسين من خارطة فلسطين . قادت المذبحة عصابتا « أرجون» و «شتيرن» اللتانتزعمهما الارهابيان الكبيران مناحم بيجن واسحق شامير ـ رئيسا وزراء الكيان الصهيونيعلى التوالي لمدة تزيد على 15 سنة « أو بالتحديد من 1977 الى 1993».
ذبح الصهاينة كل من ظهر أمامهم من الفلسطينيين بمن فيهم النساءوالأطفال والعجائز . استخدموا طائرة عسكرية لتلقى بقنابلها من الجو للاسراع فيابادة أهل القرية وتدمير مساكنهم بسهولة . بالفعل تحقق للقتلة م####دون . حصدواأرواح 260 شهيدا وقبل أن يتركوا القرية كانوا قد أحالوها الى دمار كامل حتى لايكونلها أي وجود فيما بعد .
قام الصهاينة بعد عام من المذبحة بتحويل دير ياسين الى مستوطنةيهودية تحمل اسم «جيفعات شاؤول ب» ، ولم يعد هناك أي أثر لمعالم القرية الفلسطينيةالتي تلاصقها مستوطنات اسرائيلية أخرى . ماحدث لدير ياسين .. برره السفاح بيجن الذياحترف سفك الدماء والذي كانت له جرائم سابقة في القتل ، اشهرها جريمة تفجير فندقالملك داوود عام 1946 وكان مقرا لحكومة الانتداب البريطانية .
هذا السفاح الذي غفل المجتمع الدولي عن سلسلة جرائمه الارهابية بلومنحه جائزة نوبل للسلام بعد توقيعه على اتفاقات كامب ديفيد مع الرئيس المصري أنورالسادات .. قال عن المذبحة بفخر واعتزاز : «لم يكن من الممكن أن تقوم دولة اسرائيلبدون الانتصار في دير ياسين .. لقد أصيب العرب بهلع شديد فأخذوا يفرون مذعورين .. كان هناك 800 ألف عربى يعيشون على أرض اسرائيل .. لم يتبق منهم سوى 165 ألفا .. لقدفعلت ذلك من أجل شعبى».
لم يكتف السفاح بيجن بما قاله ، بل راح يستهزيء باليهود الذينتبرأوا من جريمته فوصفهم بأنهم منافقون .
دير ياسين .. ليست المذبحة الوحيدة التي ارتكبتهاالعصابات الصهيونيةقبل أن يعلنوا عن قيام دولتهم الارهابية في الخامس عشر من مايو عام 1948 . كانتهناك 16 مذبحة أخرى ، على رأسها مذبحة قرية الشيخ في آخر يوم من عام 1947، ارتكبتهاعصابات الهاجانا وراح ضحيتها 600 شهيد فلسطيني. بل في يوم اعلان دولة اسرائيل شنالصهاينة حملة ابادة على سكان قرية «تنورة» القريبة من حيفا ، أسفرت عن استشهادأكثر من مئتي فلسطيني . كشف عن هذه المذبحة مؤرخ اسرائيلي يدعى تيدى كاتز .
وأكد من خلال بحثه الميدانى ان الجريمة وقعت مساء يوم الاحتفالبقيام دولة اسرائيل . ويعترف كاتز بأن مذبحة تنورة كانت أبشع من دير ياسين وان كانمصيرهما واحدا . فقرية تنورة دمرت معالمها تماما مثل دير ياسين ، وقام الصهاينةبتحويل أرضها الى ساحة كبرى للسيارات لخدمة شواطيء المنطقة .
لم ينته عام 1948 الذي يصفه العرب بعام النكبة الا وكانت العصاباتالصهيونية قد ارتكبت 35 مذبحة جماعية ، أفظعها مذبحة « اللد» التي نفذها بنفسهالسفاح موشيه دايان وزير الحرب الاسرائيلى الأسبق في الحادى عشر من يوليو أى بعدأقل من شهرين من قيام الدولة العبرية .
استعان دايان بقوة من فرق الكوماندوز الاسرائيلية واجتاح المدينةوامطرها بوابل من نيران المدافع ، وظل القتلة يطاردون الأهالى حتى داخل المساجد . واسفرت المذبحة عن استشهاد 426 فلسطينيا . وكشف من بقوا أحياء من سكان «اللد» عنقيام دايان وعصابته بعد فراغهم من المذبحة بتوجيه انذار الى الأهالي مفاده أن منيرفض مغادرة المدينة خلال نصف ساعة فقط سيطلق عليه النار . واضطر من نجوا منالمذبحة الى الرحيل عن ديارهم سيرا على الأقدام وسقط منهم خلال السير العشرات منالعجائز والأطفال بسبب الجوع والعطش .
هذه نماذج من جرائم الصهاينة الذين واصلوا حملات الابادة ضد الشعبالفلسطينى حتى وقتنا الراهن . انهم يمارسون ارهاب الدولة منذ تأسيس دولتهم حتى الآن، ومعظم حكامهم لهم سجلات سوداء تكشف عن ارتكابهم لأبشع جرائم الحرب التي تفوقوافيها على النازية . ومع ذلك أفلتوا من العقاب ، وكأن المجتمع الدولى يوفر لهمالحصانة التي تحميهم من المثول أمام المحاكم الجنائية الدولية .
ومن المؤسف أن العالم شاركهم بحماس في احياء ما يسمى بذكرىالهولوكوست تعاطفا مع اليهود باعتبارهم ضحايا النازية ، وأغفل عن جرائم الصهاينة فيفلسطين . والأكثر من ذلك أن ثلاثة من مجرمى الحرب الاسرائيليين الذين شنوا حملات ابادة ضد الشعب الفلسطينى ، وهم بيجن ورابين وبيريز يحملون جوائز نوبل للسلام!!!!!!!!!!!