وفد فرنسي يؤكد ارتكاب الاحتلال "جرائم حرب" في غزة
[ 27/01/2009 - 11:09 ص ]



باريس - المركز الفلسطيني للإعلام



أكد أعضاء وفد مدني فرنسي زار غزة الأسبوع الماضي أن قوات الاحتلال ارتكبت "جرائم حرب حقيقية" في القطاع، ودعوا إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية بشأن آثار العدوان الصهيوني الأخير على غزة كما طالبوا بتعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني.
وكان الوفد، الذي ضم النائب الأوروبي فرانسيس فورتز وعمدة بلدية بانيوليه المحاذية لباريس، مارك أفيربيك ورئيس جمعية التوأمة بين المخيمات الفلسطينية والمدن الفرنسية، فرناند تويل ومدير صحيفة ليمانيتي، باتريك لوهاريك، قد وصل إلى القطاع في الـ 21 من الشهر الجاري قادماً من مصر.
وجاب أعضاء الوفد القطاع في يومين وعاينوا الدمار الذي خلفته آلة الحرب الصهيونية واستمعوا إلى شهادات الأهالي.
وقال النائب الأوروبي فرانسيس فورتز -أثناء مؤتمر صحفي عقده أعضاء الوفد في مركز الصحافة الدولية بباريس أمس الاثنين- إن ما وقف عليه الوفد "لم يكن يشبه آثار مواجهة بين متحاربين" وإنما كان عبارة عن "مذبحة قضت على مئات المدنيين العزل بالتزامن مع تدمير أحياء سكنية برمتها وتشريد سكانها".
وأضاف البرلماني الشيوعي الفرنسي "لدينا الآن يقين لا يتزعزع أن الجيش الصهيوني ارتكب جرائم حرب حقيقية في غزة"، موضحاً أن الوفد استمع إلى شهادات "متعددة ومتواترة" وحصل على "أدلة قطعية" تثبت إقدام قوات الاحتلال على إعدام عشرات المدنيين الفلسطينيين واستخدامها الفوسفور الأبيض ضد سكان القطاع.
واعتبر النائب الأوروبي أن مرتكبي هذه الأفعال "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفلتوا من العقاب"، مشددا على ضرورة إنشاء لجنة تحقيق دولية في آثار العدوان الصهيوني "تفضي إلى إحالة المتورطين في جرائم الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية مهما كانت رتبهم العسكرية أو مناصبهم السياسية".
وكشف فورتز عن نيته عرض نتائج زيارة الوفد إلى غزة على رئيس البرلمان الأوروبي، منوها إلى أن عدداً كبيراً من أعضاء هذا البرلمان يتبنون مطلب الوافد الداعي إلى تعليق اتفاق الشركة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وتجميد رفع مستوى العلاقات الثنائية بين الطرفين، "حتى تحترم دولة الاحتلال القانون الدولي الإنساني وتقبل تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالصراع العربي الصهيوني".
أما عمدة بلدية بانيولي مارك أفيربك، فأكد أن أعضاء الوفد عادوا من غزة بخلاصة مفادها أن "تعبئة أنصار القضية الفلسطينية والمنظمات الحقوقية يجب أن يركزوا أولا وقبل كل شيء، على النضال من أجل إنهاء حصار غزة وفتح المعابر وإرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني".
وشجب أفيربيك موقف الذين "يقارنون بين صواريخ القسام (التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على دولة الاحتلال) والترسانة العسكرية الصهيونية الهائلة"، مؤكدا أن ما رآه بأم عينه يدل على أن دولة الاحتلال لم تستهدف ناشطي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإنما أرادت سحق سكان قطاع غزة.
وأضاف العمدة الفرنسي أن قوات الاحتلال استخدمت المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية أثناء مواجهتها مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية.
وأجمع أعضاء الوفد على أن الحرب الصهيونية فشلت في تحقيق هدفها السياسي الرامي إلى إضعاف حماس وتنفير سكان غزة منها، مؤكدين أنهم لمسوا "حتى في القرى النائية تأييدا كبيرا لحماس ".