مختلف, تحية طيبة, وبعد:

بادئ ذي بدء, أعتذر لك عن أيِّ إساءة حصلت لك, بقصد أو من دونه!! وأرجو أن تعدل عن قرارك بعدم إكمال المحاورة الطيبة, بغيةَ الظفر بالحقِّ, لي أو لك.

زميلي, نحن لسنا مختلفين على الحقائق التي اكتشفت في القرن التاسع عشر, بل مختلفان على دلالة الآيات القرآنية على هذه الحقائق من جهة لفظها, وأسلوب نظمها, وانحرف بك النِّقاش إلى أمور هي من بدهيات اللغة العربية, وأدركت أنَّ الخلل لديك يكمن في اللغة, ليس غير. هذه الحقيقة سوف تدركها عندما أجيب عن أسئلتي لك, وعندما أردُّ على مداخلتك.

وقبل الولوج في الردِّ على أسئلتي لك, لا بدَّ من ذكر حقيقة لك, وللقارئ الكريم, ألا وهي: ثمَّة فرق بين لغة العلم ولغة الأدب؛ فلغة الأدب تعتمد على التفاعل والإيحاء, وهو شيء لا يتفق ولغة العلم؛ لأنَّها تقوم على وضوح المعاني, وهذا يجعلها غير قابلة للتحليل والتفسير والتأويل كلغة الأدب.

وجليٌّ لكلِّ ذي بصيرة أنَّ لغة القرآن هي لغة أدبية, وعندما تذكر الحقائق العلمية فهلي تذكرها بلباس أدبي, أي ليست بلغة تقوم على وضوح المعاني, وهذا يفسر لماذا بعض الحقائق العلمية تحتمل التأويل؛ لأنَّها قدمت بلغة أدبية, وليست لغة علمية؛ لذلك ينبغي للنزيه أن يراعي هذا الأمر.