10 كانون الأول اليوم السنوي العالمي لحقوق الإنسان
ودعوة الكيان الصهيوني لعدم ارتكاب
جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني
جنيف (ا ف ب)( إسراج ) اعتبر خبير الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية ريتشارد فولك يوم الثلاثاء 9 كانون الأول 2008 ان السياسة التي تنتهجها قوات الاحتلال الصهيوني حيال سكان هذه المناطق "توازي جريمة ضد الانسانية".
ودعا فولك الامم المتحدة في بيان الى "تحرك عاجل لتطبيق المعيار المتفق عليه حول مسؤولية حماية السكان المدنيين الذين يتعرضون لعقاب جماعي من خلال سياسات توازي جريمة ضد الانسانية".
واضاف خبير الامم المتحدة "في الاطار نفسه من واجب المحكمة الجنائية الدولية التحقيق حول الوضع وتحديد ما اذا كان يتعين توجيه التهمة الى المسؤولين السياسيين المدنيين الاسرائيليين والقادة العسكريين المسؤولين عن حصار غزة وملاحقتهم بتهمة انتهاك القانون الجزائي الدولي".
وقال فولك ان "هذا الكم الكبير من الادانات من قبل مسؤولي الامم المتحدة الذين يتوخون الحذر عادة لم يحصل على المستوى العالمي منذ مرحلة نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا".
واضاف "رغم ذلك تستمر اسرائيل بفرض حصارها الخانق سامحة بمرور كميات تكاد لا تكفي من المواد الغذائية والمحروقات لتجنب المجاعة الجماعية وتفشي الامراض".
من جهتها رفضت قوات الاحتلال الصهيوني بشدة يوم الاربعاء 10 كانون الأول 2008 تصريحات فولك . وقال ايغال بالمور المتحدث باسم الخارجية الصهيونية لوكالة فرانس برس "ان مصداقية هذا الخبير تاثرت بشدة اثر بيانه الاقرب الى الدعاية المناهضة لاسرائيل منه الى الحقيقة".
واضاف "اصبحنا نفهم بشكل افضل لماذا فقد هذا الخبير ثقة منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في العالم وكذلك ثقة الدوائر العليا في الامم المتحدة" على حد قوله.
وقد سمحت قوات الاحتلال الصهيوني يوم الثلاثاء 9 كانون الأول 2008 لعشرات الشاحنات المحملة بمساعدات انسانية بالدخول الى قطاع غزة للمرة الخامسة في الشهر الاخير.
وسمحت كذلك بادخال الوقود الى محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ حزيران/يونيو 2007. وسمحت كذلك للصحافيين الاجانب بدخول قطاع غزة مجددا للمرة الثانية في غضون شهر.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني شددت في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الحصار على قطاع غزة منذ استيلاء حماس على السلطة في حزيران/يونيو 2007 واغلقت نقاط العبور الى الاراضي الفلسطينية ردا على اطلاق الصوار يخ وقذائف الهاون من قطاع غزة على جنوب اسرائيل بعد توغل للقوات الصهيونية داخل القطاع .
أطفال فلسطين
وفي السياق ذاته ، دعا مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) الى اتخاذ أكثر من 100 إجراء ابتداء من رفع الحصار عن غزة وصولا الى اطلاق سراح الاف الاسرى وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يصادف 10 من ديسمبر/ كانون الاول من كل عام.
أطفال من فلسطين شهداء وجرحى
ويذكر اليوم العالمي لحقوق الانسان كل عام بمدى انتهاك هذه الحقوق في العالم. فبعد 60 عاما من اعتماد الاعلان العالمي لحقوق الانسان في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ما يزال أطفال افريقيا يموتون جوعا ومرضا، وسجناء معتقل غوانتانامو يخضعون لأبشع أنواع التعذيب للإعتراف بتهم قد لا يكون لهم علاقة بها، وأطفال ونساء وشيوخ غزة يقبعون تحت حصار ظالم دون دواء وغذاء وكهرباء وغيرها من انتهاكات في مختلف بقاع الأرض.
وتبرز أحدث صور انتهاك حقوق الانسان في مدينة الخليل الفلسطينية ، حيث حول بضعة مئات من المستوطنين اليهود حياة 200 ألف فلسطيني في المدينة الى كابوس لايطاق. إذ شملت اعتداءات هؤلاء المستوطنين ممتلكاتهم الفلسطينين وحرق لبيوتهم في واحدة من أبشع الجرائم بحق الانسانية وبإعتراف رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت بنفسه، والتي وصفها بالمذابح المنظمة .
وليس بعيدا عن الخليل في قطاع غزة يقبع أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في سجن كبير فرضته قوات الاحتلال الصهيوني ، حيث الأطفال الجياع والمرضى من دون دواء، بينما الاتحاد الأوروبي الذي من المفترض ان يكون أحد القلاع الحصينة لحقوق الانسان يكافئ قوات الاحتلال الصهيوني على حصارها لغزة بإعلان تعزيز العلاقات معها.
أما الولايات المتحدة التي لا توفر فرصة إلا وتستخدم قضية حقوق الانسان كورقة ضغط على بعض دول العالم، التي لا تتماشى سياساتها مع سياسات واشنطن، فلم تكتف أمريكا بتعليق عضويتها بمجلس حقوق الانسان منذ عام 2006 وانما انتهكت هذه الحقوق بأبشع صورها في أفغانستان والعراق، إبتداءا من سجن أبو غريب وإنتهاءا بسجن غوانتانامو، الذي أصبح رمزا من رموز انتهاك حقوق الانسان في العالم، ناهيك عن الشركات الأمنية الأمريكية ك"بلاك ووتر" على سبيل المثال، وما ارتكبته من فضائع في العراق .
ولا ننسى القارة السمراء الحاضر الدائم في أي سجلات لإنتهاكات حقوق الانسان، وما ينتج عن ذلك من مجاعات وتفشي للأمراض وانعدام أبسط مقومات الحياة.
هذه هي صورة الانسان في عالم اليوم، على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها المنظمات الدولية لترسيخ الكرامة والعدالة، التي حددها الاعلان العالمي لحقوق الانسان قبل 60 عاما.
المفضلات