حملة قمع واعتداء طالت عددًا من السجون
الاحتلال يصعد انتهاكاته بحق الأسرى
[ 17/05/2010 - 12:39 م ]

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

أكدت اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى أن إدارة السجون بدأت بعد القرار الذي أصدره مكتب نتنياهو بزيادة العقوبات على الأسرى في السجون، بعملية قمع جديدة طالت عددًا من السجون المركزية هدفت في مجملها إلى زيادة التضييق على الأسرى، وحرمانهم من الاستقرار.
وأوضح رياض الأشقر المسؤول الإعلامي باللجنة، في بيانٍ صحفيٍّ تلقَّى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه اليوم الإثنين (17-5)؛ أن إدارة السجون شرعت في حملة تنقلات واسعة طالت قيادات الحركة الأسيرة؛ وذلك في سجن نفحة؛ حيث قامت بنقل كافة الأسرى القابعين في قسم (2) بشكل جماعي وتشتيتهم بين أقسام السجن، وهو القسم الذي يحتجز فيه الاحتلال الأسرى الذين يعتبرهم "خطيرين" ومؤثرين في القرار داخل السجون، ومن بينهم الأسير يحيى السنوار رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة "حماس"، والذي نقله قبل عدة أيام فقط إلى هذا القسم من عزل رامون، والأسير عباس السيد، والأسير الشيخ عبد الخالق النتشة؛ وذلك بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار لديهم، وإضعاف تأثيرهم في الأسرى، وخاصة في ظل تدارس الأسرى تنفيذ خطوات تصعيدية ضد إدارة السجون لإعادة إنجازاتهم التي سلبها الاحتلال.
كذلك أبلغت إدارة سجن هداريم ممثلي الأسرى هناك عن نيتها القيام بحملة تنقلات واسعة من السجن إلى سجون أخرى والعكس خلال هذا الأسبوع لتشتيت الأسرى والتضييق عليهم، ومنعهم من اتخاذ قرار موحد بالتصعيد في حال طبَّق الاحتلال عليهم القرارات التي صدرت مؤخرًا عن مكتب نتنياهو، والتي من شانها أن تزيد وتضاعف معاناة الأسرى.
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال بدأ أيضًا يطبِّق سياسة حرمان الأسرى من التعليم بالجامعة، والذي اعتبره الاحتلال ترفيهًا زائدًا بالنسبة للأسرى لا داعي له؛ حيث حرمت إدارة سجن هداريم أيضًا 13 أسيرًا من مواصلة تعليمهم الجامعي؛ وذلك بحجج أمنية واهية، وجميعهم من ذوي المؤبدات والأحكام العالية, وينتسبون إلى الجامعة العبرية وجامعة العالم الأمريكية.
كذلك حرم الأسرى من زيارة الأطفال من الدرجة الثانية، كأبناء الأخ والأخت، واعتبرهم غرباء عن الأسير ولا تربطهم صلة قرابة به، وحرم الأسرى أيضًا من زيارة الأحفاد، ومنعت الأسرى المسموح لهم بالزيارة من احتضان أطفالهم خلال الزيارة كالسابق.
فيما قامت بنقل الأسير الشيخ جمال عبد السلام أبو الهيجا من جنين (51 عامًا)، والمعتقل منذ ثماني سنوات، والمحكوم عليه بالسجن المؤبد تسع مرات من عزله في سجن بئر السبع (أوهلكدار) إلى عزل سجن تلموند دون سابق إنذار؛ علمًا أنه يعاني من ظروف صحية صعبة ويده مبتورة، ومحروم من رؤية ذويه، ويتم نقله من سجن إلى آخر كل فترة لزيادة الضغط عليه، فيما اقتحمت الوحدات الخاصة التابعة لمصلحة سجن شطة غرف أسرى حركة "حماس" و"الجبهة الشعبية"، وقامت بتقييد الأسرى وتفتيشهم بشكل مهين، والاعتداء عليهم وإهانتهم، وتفتيش الغرف، وإتلاف كافة محتوياتها بحجة البحث عن هواتف يستخدمها الأسرى للتواصل مع ذويهم؛ حيث أكد الأسرى هناك أن حجم الاقتحام والأضرار التي وقعت في القسم لم تكن تهدف إلى البحث عن أجهزة نقال، إنما جاءت بهدف كسر إرادة الأسرى وإهانتهم وإذلالهم.
وحرمت الأسير عباس السيد المحكوم عليه بالسجن المؤبد (36 مرة)، والمعتقل منذ ثماني سنوات، من الزيارة بدون سبب، وأعادت زوجته وأبناءه عن باب سجن نفحة دون أن يتمكنوا من زيارته رغم أنهم يمتلكون تصريح الزيارة وأوراق الصليب الأحمر الخاصة.
وبيَّن الأشقر أن تلك العقوبات لم تتوقف عند الأسرى، بل طالت الأسيرات؛ حيث يتعرضن لعمليات تضييق وعقوبات جديدة منذ الشهر الماضي، تمثلت في حرمانهن من دخول الكتب، والرسائل، والحرمان من "الكنتين" لمدة شهر، ومنع الأسيرات من العمل في أقسام السجن، وتقليص مدة الخروج إلى الفورة من مرتين إلى مرة واحدة لمدة ساعة فقط، وحرمتهن من زيارة الأهالي لمدة شهر بعد الإضراب عقابًا لهن على مشاركتهن الأسرى في الإضراب خلال نيسان (أبريل) الماضي، وحرمان الأسيرات الأمهات من احتضان الأطفال خلال الزيارة.
وأعربت اللجنة العليا عن خشيتها أن تكون تلك الاعتداءات على الأسرى وسياسة النقل والحرمان مقدمة لعمليات قمع أكبر؛ تنفيذًا للقرارات التي أصدرها مكتب نتنياهو بفرض مزيد من التضييق على الأسرى وحرمانهم مما سماه الاحتلال "وسائل الترفيه"، وناشدت المنظمات الدولية أن تتدخل قبل أن تسوء الأمور أكثر ويصبح من الصعب السيطرة عليها.