اخوتاه : تعالوا نسأل نفس السؤال لفضيلة الدكتور وديع أحمد فتحي ونرجع معاكم نكمل التحقيق مع فضيلة الدكتور هشام طلبة
الدكتور وديع أحمد فتحي
دكتور وديع اسباب الاحتقان الطائفي فى مصر؟
الدكتور وديع : شوف يا شيخ عماد وانت عارف مثلي الموضوع دا
نشأنا في مصر , مسلمين و مسيحييين , و مسجد و كنيسة , متجاورين في سلام اّمنين .
و لم يكدر صفونا إلا أحداث قليلة نادرة ,محلية , تنشأ عن سوء فهم وأو تسرع لبعض الأفراد , الذين يستثيرون الحمية الدينية عند بعض الجاهلين فينتصرون لهم بدون تعقل أو فهم للحقيقة .

عماد المهدي: نعم نعم طيب ايه اسباب هذه الفتنة يا دكتور وديع ؟
الدكتور وديع: الأمر اختلف الآن نتيجة أسباب متعددة , وأهمها :
- الاحتقان الطائفي .
- الأعداء المتربصين بمصر , و هزيمتهم أمام المصريين .
- المهاجرون لأسباب شخصية و يريدون أن يتربحوا بدون مجهود
- الأحداث التي تجري حولنا
- البطالة و ارتفاع الأسعار
- الفقر و الجهل و المرض , نتيجة تدهور التعليم .

و لقد أدى ذلك و غيره إلى حدوث الفتنة الطائفية التي نراها الآن في مصر

استاذي مازال السؤال قائم يا دكتور وديع اسباب هذا الاحتقان الطائفى فى مصر؟؟؟؟؟
لقد أصبح في قلب الكثيرين من المسلمين و المسيحيين بغضاً للآخر , و أصبح متحفزاً له , متخوفاً منه , يتوقع منه الأذى , و ينتظر الشر من جهته , و كأنه عدو لدود , فتولد احتقان في النفوس مؤسساً على الدين و العقيدة . فما هي الأسباب ؟
1- النشأة الدينية الغير واعية , المسيحي يتعلم في مدارس الأحد أن مصر للمسيحيين , و يجب تحريرها من المسلمين الكافرين بعبادة المسيح الذين اغتصبوها من المسيحيين بالاضطهاد, و المسلم يتعلم أن المسيحي كافر يعبد المسيح و أنه عدو للدين , و يحل دمه وماله . و هذا ليس بالضرورة تعليم الكنيسة أو المسجد , بل هو أيضاً حديث الأفراد فيما بينهم و في بيوتهم , وفي مثل هذه الأجواء ينتشر هذا التعليم انتشار النار في الهشيم .و هو ليس في كل المساجد ولا الكنائس و الحمد لله , بل فيما ندر و في القليل منها . و لا أنسى الفراغ المؤدي لجلوس الشباب و الشابات أمام الكمبيوتر , فلعبت هذا الدور بشراسة القليل من غرف الحوار المدعوة ( البالتوك ) , و منها مالا تسمع منه إلا سباً متتالياً من المسيحيين للإسلام و للقراّن و جبريل عليه السلام و محمد صلى الله عليه و سلم و إله المسلمين ( الله ) , و أشرسهم المدعوة ( ناهد متولي ) , و توجد في المقابل غرف اسلامية لا تكف عن سب المسيحيين و الاستهزاء بهم . . و يقولون نحن ننتصر لنبي الاسلام . و يشارك المسيحيون أحياناً بعض القساوسة مثل ( يوتا ) و ( مرقس عزيز ) .و توجد جهات خارجية تنفق بسخاء على كلا الطرفين .فلم تعد دعوة دينية ولا حوار ديني في بعض الغرف من كلا الطرفين , بل سب بلا انقطاع للطرف الآخر.
2- و في المقابل توجد دعوة إلى تجهيل المسلمين بدينهم , بمنع تدريس الدين , ظناً أن هذا يمنع الفتنة , و الكثيرون من المسلمين و المسيحيين أصلاً جاهلين بدينهم , و هؤلاء يسهل إنقيادهم للمتطرفين من كلا الطرفين , و يكونون في قمة العنف و الغوغائية .
3- و هذه النشأة سببها جهل القائمين على نشر هذه التعاليم المذكورة أولاً و ثانياً - بالنتائج الدموية التي سينتهي إليها نشر هذه التعاليم . سواء الداعين إلى التطرف , أو الداعين إلى التجهيل .
4- و القائمون على نشر هذه التعاليم إما من الجاهلين أو أصحاب المصلحة أو مأجورين من الأعداء لضرب وحدة مصر .
5- و الذي يسهل لهم عملهم هذا هو انتشار الجهل بالدين و الفقر و البطالة و الفراغ و الظلم أيضاً .
6- و هذه الدعوات المتضاربة المتعاقبة التي لا يقرها عقل ولا منطق , و التي تزعم أن ليس في الإمكان أحسن مما كان , و أن الجهالة هي أُم التقوى , و أن الاسلام هو مصدر الإرهاب , و أن اليهود أبرياء براءة الذئب من دم ابن يعقوب , و أن الحل هو المزيد من فن العرايا و الابتذال و الخمور و البهرجة التي تفوق الوصف و تسبب العقد النفسية لكل الشباب و الفتيات , و تسليط الفاسدين على البلاد و العباد , واعتماد إهانة المواطن كحق مكتسب للمتسلطين , كل هذا وغيره يؤدي بالشباب إلى البحث عن التطرف كمتنفس للكبت و الفقر المدقع و الانتقام من المجتمع الفاسد الذي استولى فيه خمسة بالمائة على كل شيء و لم يتركوا للشعب ولا الفتات , و الأبواق من حولهم تهتف لعدالتهم.!!! فيفرغ المسلم كراهيته في المسيحي لأنه يراه يحصل على حقوق أكثر منه و أيسر منه , و يفرغ المسيحي حقده في المسلم لأن المليارديرات و المليونيرات أغلبهم مسلمين .
7- و هجوم بعض الظالمين على الاسلام أيضاً يثير الحقد في المسلم و المسيحي . فتجد مثلاً الممثل ( عادل إمام ) لا يكف عن إهانة الاسلام و النبي محمد صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضي الله عنهم و العبادة الإسلامية في كل مسرحياته و أفلامه و أحاديثه الصحفية , حتى أنه اتهم المسلمين بتفجير الكنيسة و برأ اليهود قبل أن تنتهي التحقيقات . و مثله القسيس المصري الأرثوذكسي ( زكريا بطرس ) و خليفته ( يوتا ) و (مرقس ) لم يتوقفوا لسنوات عن سب سيدنا محمد و الاسلام و المسلمين و القران , و أخيراً أعلن ( يوتا ) في نهاية العام السابق عن إذاعة فيلماً بعنوان ( كلاب محمد ) ليسب النبي و الصحابة . فكان التفجير في كنيسة الاسكندرية هو النتيجة . هذا و ذاك يثير الحقد المسيحي ضد المسلمين و احتقار الاسلام , و يثير حقد المسلمين ضد المسيحيين و الرغبة في الانتقام للاسلام .
8- بل إن وقوف كبار المسلمين ضد الاسلام أثار المسلمين , و زرع الكبر في نفوس المسيحيين , فغضب المسلمون على المسيحيين لأنهم السبب في وقوف كبار المسلمين ضد الاسلام , و احتقر المسيحيون كل المسلمين و تطاولوا عليهم . فكانت المعتقلات و القهر للمسلمين المتتطرفين فقط و لا يشاركهم المسيحيون المتطرفون فيها أبداً , و منع تجديد المساجد المتهالكة في مقابل قيام قلاع حصينة ضخمة مكان الكنائس بارتفاع ستة طوابق على الأقل , و منع القنوات الاسلامية في مقابل اطلاق حرية القنوات المسيحية , و إعادة كل من أسلمت إلى المسيحيين بدون سؤالها عن رغبتها أو متابعتها بعد تسليمها , وبدون المعاملة بالمثل بإعادة كل من تتنصر إلى المسلمين بالقوة , من أسباب كراهية المسلمين للمسيحيين و ازدياد تعدي المسيحيين على المسلمين , بل و قيامهم بالدعوة إلى التنصير في المدارس و الجامعات و على الشواطيء وفي الشوارع , مما زاد احتقان المسلمين في الشارع المصري . و من ينفقون على هذه الحملات التنصيرية هم من خارج مصر , ويستغلون فراغ و بطالة المسيحيين و جهلهم بالعواقب , و يغدقون عليهم الأموال , فيندفعون غير مبالين بالنتائج ما داموا يربحون
= هذا و غيره سبب الاحتقان الديني في مصر حتى كدنا أن نصل إلى ما كان يحدث في العصور الوسطى في أوروبا بين البروتستانت و الكاثوليك .
. ولذلك فأنا أطالب بشدة بضرورة التوسع في تدريس الدين الصحيح في المدارس , ولا يكتب المناهج بعض الجهلة الذين لا يحترمون عقلية القاريء و لا يحترمون الواقع , و يضعون من التنازلات و المخالفات ما يجعل القاريء يستهين بالكاتب و يرفض الكتاب, وأنا أرشح مثلاً الشيخ محمد حسان لكتابة كتب الدين الإسلامي للمدارس و الجامعات , و ستجدون أروع الكتب المقنعة للمتلقي و القاريء العادي , وفيها القول الصحيح في احترام أتباع المسيح . و بالمثل أرشح البطريرك شنودة الثالث لكتابة كتب الدين المسيحي لما أعرفه شخصياً عن حنكته و دقته في اختيار الألفاظ التي لا تثير أحداً , و أسلوبه الراقي كشاعر و كاتب .
- و أطالب بإزالة كل الأسباب المشار إليها , وهي باختصار : الجهل و الفقر و المرض , والبطالة , و الظلم و الاحتكار , وإهانة المواطن , و طوابير الخبز ,و ضعف المرتبات إلى حد انتشار الرشوة في كل المصالح , و رفع الأسعار إلى المستوى العالمي بينما المرتبات واحد على مائة من المرتبات العالمية, و التضييق على المسلمين باستمرار, ولا نطالب في المقابل بالتضييق على المسيحيين , بل بالحرية للطرفين في حدود عدم الاعتداء على أحد , و محاسبة كل من يحرض المسيحيين و يسب الاسلام و إن كان في الخارج و لو بحرمانه من الجنسية المصرية وملاحقته قانونياً في بلده .فهذا يثير كلا الطرفين , وقد ازدادوا جداً في هذه الأيام .

مازال الحديث مستمر