القسم الثالث :
أن يكونَ أصلُ القصةِ والحديثِ صحيحًا ، لكن (البعضَ) يزيدُ عليها الشيءَ الكثيرَ
حتى تتحولَ مِنْ بضعِ كلماتٍ لا تتعدَّى الصفحةَ الواحدة إلى كِتَابٍ كاملٍ فيه مِنَ الأباطيلِ والأكاذيبِ الشيءُ الكثيرُ
مثلَ :
(أ) - حادثة السَّقِيفَةِ
فهو حديثٌ لا يتجاوزُ الصفحةَ ، ورواها بعضُهم فزادَ فيها نصوصًا موضوعةً تُخالفُ الروايةَ الصحيحةَ ، ثُمَّ تلَقَّفها البعضُ الآخرُ وألَّفَ فيها كِتَابًا كَاملًا
بقصدِ الطَّعْنِ في الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عنهم كما فعل الجوهري في كتابه«السقيفة» وغيره ممن ألف الكتب في شأن السقيفة وأدخل فيها الأكاذيب.
(ب) - وكذلك حديث (رزية الخميس)
وينظر في بيان مفهوم حديث رزية الخميس وجمع طرقه والرد على الشبهات المثارة حوله كتاب ( العقد النفيس بدراسة حديث الخميس ) وغيرها الكثير .
فعلى القارئ للتاريخ أن يكون على حذرٍ مِنْ هذا ، وأن يميِّزَ بين أصلِ القصةِ وبين ما زِيدَ عليها .
وغالبًا ما تجدُ أنَّ أصلَ القصة موجودٌ في مصادرَ موثَّقةٍ وبأسانيدَ صحيحةٍ ، والزيادات مأخوذةٌ مِنْ مصادرَ مشكوكٍ فيها وفي صحةِ إسنادها .
ولا شك أنَّ هذه الزيادات الشَّاذة الباطلةَ لَعِبَتْ وما زالت تَلعبُ دورًا مُهمًا في ضياعِ الحقائقِ واختلاطِها على كثيرٍ مِنَ الناسِ
مما جعلَ بعضَهُم يَرسمُ صورةً مشوَّهةً للتاريخ ، ويصدرُ أحكامًا ظالمةً على رموزِ الأُمَّةِ الإسلاميةِ بسببِ هذا التّزويرِ .
المفضلات