حرق كامل لسيارة شرطة وإصابة بليغة لرجل أمن
المخربون استخدموا المولوتوف والأسياخ الحديدية والحجارة
مسيرة تجوب أرجاء منطقة جد حفص ، دافعها هي ختام مراسم عزاء الشاب علي جاسم (31 عاماً) الذي توفي بعد مشاركته في مسيرة غير مرخصة يوم الاثنين الماضي.
المسيرة انطلقت بسلمية واحتضان الأهالي لبعضهم البعض مع مشاركة عدد من الرموز الشيعية التي تمركزت في صفوفها الأولى ، كلمة لأهالي المتوفى وانتهاء لمراسم العزاء بصورة هادئة كما وصفها الحضور ، إلا أن هتافات خرجت من بعض المشاركين تشير لوجود مجموعة من الشرطة بلباس مدني لتبدأ المواجهة بين الشرطة والمتظاهرين.

أحداث ومواجهات

كل ما يحمله هؤلاء المتظاهرين الذي قدر عددهم حوالي 500 شخص ، مجموعة من الزجاجات الحارقة (مولوتوف) والأسياخ الحديدية والحجارة في مواجهة شرطة تجوب المنطقة بهدف الحراسة دفعها لأن تصد المواجهة بمسيل الدموع والرصاص المطاطي الذي أصاب عدداً من المتظاهرين وأوقع خسارة في صفوف الشرطة … هي حرق سيارة شرطة مرور وسيارة جيب شرطة وإصابة بليغة لأحد أفراد الأمن و سرقة سلاح كان بسيارة الشرطة حسب بيان وزارة الداخلية.


هذه هي القصة كما حدثت – حسب ما أوضحه لنا شهود عيان – بدءوا بتكسير وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وإشعال النيران في الحاويات وإغلاق الطريق العام وسد المنافذ، كما تعرض سوق جد حفص للحرق وكذلك تعرضت سيارة مواطن للتكسير ، مما أدى إلى ترويع الآمنين وسكان المنطقة.



المشهد ذاته يتكرر في البحرين في أحداث مستمرة بين مواجهات الشرطة والمتظاهرين إلا أن الخسائر هي التي تتغير بين الحين والآخر لكن يبقى مشهد المواجهة راسخاً في الأذهان ، في وقت تحتفل فيه البحرين بعيدين العيد الوطني لمملكة البحرين الذي صادف 16 ديسمبر الماضي وبعيد الأضحى المبارك بينما أحتفل المتظاهرون بعيد الشهداء وتخريب الشوارع والممتلكات العامة بطريقتهم الخاصة.




وتنتقل المواجهات بين شوارع البحرين إلى منتدياتها فما أن تزور منتدى قد شارك في تغطية المسيرة إلا تجد عناوين براقة
" تغطيــة مصـورة >> حـرائـق مشتعلـة مـن قبـل المجـاهـديـن فـي ستـرة المقـاومـة"
دق المسمار الأخير في نعش الإصلاح المزعوم ، انفراط الأمن واستخدام القنابل الانشطارية ، مواجهات دامية وسقوط جرحى ، الشعب قادر على طرد ال خليفة من البحرين ، مسيرة عفوية .. سلاح .. حرق جيب عدد قليل !!"
فقط بمجرد أن تمرر عينك على هذه العناوين ستجد نفسك حكماً للقضية وستقرر في النهاية الكفة الفائزة في صفوف المواجهة الحقيقية، وسط إشاعات تسيطر على معظم هذه العناوين لتظليل الحقيقة .


الداخلية تستنكر !!
وقالت الداخلية في بيان لها أن "هذه الأحداث تعد تصعيدا خطيرا يمس السلم الأهلي".

وذكر مسئول بوزارة الداخلية : أن المتظاهرين "قاموا بارتكاب أعمال مخلة بالأمن العام والخاص للبلد وللمواطنين،" مشيرا إلى أنه في ضوء ذلك "تدخل رجال الشرطة للقيام بدورهم في حفظ الأمن والنظام ومنع المتجمعين من القيام بأعمال العنف".

وفي هذا السياق جددت وزارة الداخلية عزمها على مواجهة أية أحداث أو أفعال "تمثل خروجا على القانون يكون من شأنها المساس بالأمن والنظام العام".

من جهتها قالت حركة الحريات والديمقراطية (حق) في بيان إن "المواجهات بين المتظاهرين ورجال الشرطة دفعت إلى تدفق المزيد من المحتجين"، مضيفة أن المحتجين "أحرقوا سيارة للشرطة".


وأوضحت الحركة الشيعية المعارضة أن الموقف مشوب بالتوتر الشديد مع امتداد الاحتجاجات إلى مناطق أخرى، مشيرة إلى "تفجير ثلاث أسطوانات غاز في قرية الديه القريبة من جدحفص".
وفي تطور الأحداث المستمر أعلن نائب رئيس الأمن العام القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية عن إلقاء القبض على 10 متورطين في حادث سرقة السلاح من سيارة الشرطة وإحراقها خلال الأحداث التي وقعت يوم أمس الأول في منطقة جد حفص .
يبقى السؤال الذي لم نجد له إجابة حتى الآن:
من له المصلحة من وراء كل هذه الأحداث؟
ومن هي الجهة التي تقف وراء هذا الانفلات الأمني، في وقت كان يتغنى الشعب البحريني بنشيده الوطني بـ"بلد الأمان"؟!!