مصر خزائن الأرض كلها من يردها بسوء قصمه اللَّه ، وعزاه المقريزي في الخطط لبعض الكتب الإلهية ، وكذا يروى عن كعب الأحبار : مصر بلد معافاة من الفتن من أرادها بسوء كبه اللَّه على وجهه ، ولابن يونس وغيره عن أبي موسى الأشعري : أهل مصر الجند الضعيف ، ما كادهم أحد إلا كفاهم اللَّه مؤونته . قال نبيع بن عامر الكلاعي : فأخبرت بذلك معاذ بن جبل فأخبرني بذلك عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، وعن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول : إذا فتح اللَّه عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض ، قال أبو بكر : ولم ذاك يا رسول اللَّه ؟ قال : لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ، وعن عمرو بن الحمق مرفوعا : تكون فتنة أسلم الناس فيها أو خير الناس فيها الجند الغربي ، قال : فلذلك قدمت عليكم مصر ، وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال : مصر خزائن الأرض كلها ، وسلطانها سلطان الأرض كلها ، ألا ترى إلى قول يوسف اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ سورة يوسف آية 55 ، ففعل فأغيث بمصر ، وخزائنها يومئذ كل حاضر وباد من جميع الأرضين ، إلى غيرها مما أودعه في مقدمة تاريخه ، وعزا شيخنا لنسخة منصور ابن عمار عن ابن لهيعة من حديث : من أحب المكاسب فعليه بمصر ، الحديث . وفي صحيح مسلم عن أبي ذر مرفوعا : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما ، ثم قال حرملة راويه : يعني بالقيراط أن قبط مصر يسمون أعيادهم وكل مجمع لهم القيراط ، وفي الطبراني وتاريخ مصر لابن يونس واللفظ له من حديث كعب بن مالك مرفوعا : إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالأقباط خيرا فإن لهم ذمة ورحما ، ولابن يونس فقط من طريق بحير بن ذاخر المعافري عن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول : إن اللَّه سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لهم منكم صهرا وذمة ، وجاء عن ابن عيينة قال : من الناس من يقول هاجر أم إسماعيل كانت قبطية ومنهم من يقول مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قبطية ، وعن الزهري قال : الرحم باعتبار هاجر والذمة باعتبار إبراهيم ، وقد تحصل أنه أراد بالذمة العهد الذي دخلوا منه في الإسلام أيام عمر فإن مصر فتحت صلحا ، وفي هذا الحديث من أعلام نبوته صلى اللَّه عليه وسلم فتح مصر وإعطاء أهلها العهد ، وقد بسطت الكلام فيه في بعض الأجوبة . يعني ابن يونس .

فقد حكمها الطغاه وان الاوان ان يحكمها الاسلام