عفوه ومغفرته
يقول الدكتور "محمد عبد الله دراز " فى كتابه "مدخل الى القرآن الكريم" : (يستحيل علينا نظرا للاحكام العديدة النزيهة التى اتفق عليها المستشرقون ان ننسب الباعث الى نفسية الرسول صلى الله عليه وسلم فالاجراءات الحربية فى الحقيقة ليست من طبعه , ولا من عادته , بل ان العكس هو الصحيح اذ كثيرا ما جلب عليه تسامحه وعفوه عن المشركين لوما من القرآن الكريم , ولقد نقل الينا الاثر كثيرا من عفوه ومغفرته تجاه جرائم ارتكبت ضد شخصه وذويه منها عفوه عن مبعوث قري الذى جاء بعد موقعة بدر لاغتياله , وعن اليهودية التى دست له السم فى الطعام بخيبر , وعن الاخرى التى دفعت بابنته زينب فاجهضتها , وكذلك عفوه عن الذين جاءوا بالافك ضد زوجته عائشة البريئة .
ويتجلى عفوه صلى الله عليه وسلم حينما ذهب إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولكن أهلها رفضوا دعوته، وسلَّطوا عليه صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يؤذونه صلى الله عليه وسلم هو ورفيقه زيد بن حارثة، ويقذفونهما بالحجارة حتى سال الدم من قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
فنزل جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هدم الجبال على هؤلاء المشركين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنهم، وقال لملك الجبال:(لا بل أرجو أن يُخْرِجُ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئًا) [متفق عليه].
وكم يستحق من اعجاب مسلكه السلمى الكريم وقت فتح مكة وبعده (انظر : محمد والقرآن لمؤلفه ج.ب . سان هيلير ص 125 - 130 )