بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الخلية الاولى ترد على الخلية الاولى
عندما يلتقي الحيوان المنوي مع البويضة يتحدا ليعطيا النطفة الأمشاج ..... التي تبدأ في الانقسام وتكرار الذات مرات عديدة لتعطى خلايا كلا منها يتخصص في دور معين وعند هذه النقطة يتساءل العلماء .
ما الذي يجعل بعض الخلايا تتخصص في دور معين والبعض الآخر يتخصص في ادوار أخرى ؟ فخلايا العظام تختلف عن خلايا الشعر وخلايا العضلات تختلف عن خلايا الأعصاب خلايا الدم تختلف عن خلايا الغضاريف فكيف تكون الخلية واحدة ويتكون منها السائل (الدم) ويتكون منها الصلب (العظام) ويتكون منها الرخو (الغضاريف) ولكل خلية دور معين تمتهنه تحت عنوان الجسد الإنساني أو الحيواني.
شيء غريب كل هذه الأنواع تبدأ من خليتين صغيرتين عندما بدأتا في الانقسام بدأ التنوع مع انه من المفروض والطبيعي أن يكون مجمل الخلايا نسخة طبق الأصل من الخلية الأولى (تذكر ما قلناه سابقا في السطور الأولى من الانقسام وتكرار الذات مع وضع خط تحت لفظ تكرار الذات) وبالتالي تعطى شكلا واحد و تتخصص بكاملها في شيء واحد لا يمكن العدول عنه.
ثانيا : ما الذي يجعل الخلايا تتوزع في أنسجة متخصصة وتتوزع الأنسجة المتخصصة في أعضاء متخصصة وتتوزع الأعضاء المتخصصة في أنظمة متخصصة , يتوازى مع ذلك نمو وتشكل للاعضاء , فهل كل هذه المسائل وما تشمله من تناسق وتنظيم بسيطة أم بالغة التعقيد ؟, يمكن أن نجد إجابة لهذا السؤال لو دققنا النظر في نمو الجنين البشرى حيث نرى تناسقاً وتوازناً تامين في هذا النمو لا يطيق إدارته أو الإشراف عليه ارقي مخلوق مهما اوتى من علم. فمثلا في نهاية الشهر الأول نرى بدء ظهور العينين والأذنين والأنف والفك والوجنتين في الجنين بتناسق في النمو بديع .
في أثناء هذا النمو المتناسق يكون من المهم استمرار النمو من جهة والتشكل ( أي أخذ الأعضاء شكلاً معيناً ) من جهة أخرى، مع استمرار التغير البنيوي .
ويشترط أن تجري هذه التغيرات في جميع أجزاء الجسم بشكل متناسق، لأن جميع الأعضاء في جسم الإنسان تملك تراكيب معقدة غاية التعقيد . فمثلاً يوجد في العين وحدها أربعون جزءاً مستقلاً، ولكن تقوم العين بوظائفها يجب أن يتحقق بين هذه الأجزاء نمو متناسب وأن توجد رابطة قوية فيما بينها، وأن يكون كل جزء في المكان المخصص له تماماً، وإلا عجزت العين عن القيام بوظائفها .والشيء نفسه ينطبق عند تشكل الذراع، إذ يجب تشكل العظم والعضلات في الوقت نفسه .
ويظهر من هذا ان جميع خلايا الجنين تتحرك بتناسق وتناغم وكل خلية على علم بالخطة العامة للجسم، وكل خلية من هذه الخلايا ترسل بعض إشارات شيفرية وتظهر رد فعل على الإشارات الشيفرية التي تتلقاها . أي أن خلايا الجنين بأجمعها تعمل ضمن نسق واحد، وتقوم هذه الخلايا ـ وكأنها بينها تفاهماً جماعياًـ بالاستفادة من المعلومات الموجودة في جزيئات DNA وتستعمل ما تحتاج إليه من هذه المعلومات وتكتسب مواصفات وخصائص يختلف بعضها عن البعض الآخر .
ولكن كيف تعرف كل خلية المكان الذي يجب عليها الذهاب إليه ؟ وكيف تعرف أي عضو ستقوم بتشكيله ؟ وكيف تنجح في إظهار كل هذه التناسق مع الخلايا الأخرى التي تعمل معها ضمن إطار واحد؟ ومن الذي يقرر كيفية استعمال المعلومات الجينية الموجودة في الخلايا ؟
ومن الذي يقرر كيفية تمايز الخلايا وتنوعها ؟
لا يوجد عضو ناقص ولا عضو زائد في أجسامنا . إن النقص في أعضائنا يكون أحياناً مميتاً، أو سبباً لعاهة في ادنى الحالات . أما حالة الزيادة فإن العضو الزائد يشكل حملاً وعبئاً لا داعي له . لذا وجب تعيين عدد أعضاء الجسم منذ البداية، ولكن كيف يتم تعيين هذا العدد ؟ ؟ فعندما تبدأ مجموعة من الخلايا بتشكيل وصنع عضو ما كيف لا تقوم مجموعة أخرى بتشكيل وصنع العضو نفسه ؟
انصار نظرية التطور يزعمون أن جزيئة DNA مسؤولة عن هذه الوظيفة وهم يطلقون هذا الزعم الغريب للتخلص من هذه المشكلة . ولكن هذا مجرد خداع، لأن النقطة التي يجب الوقوف عندها هنا هي : من الذي أودع كل هذه المعلومات في جزيئة DNA ؟
والأهم من هذا : من الذي يقرر استعمال هذه المعلومات في المكان الفلاني وفي الوقت الفلاني وكيف يستعملها ؟ لا يملك التطوريون جواباً على هذه الأسئلة، فلا تملك الذرات التي تؤلف هذه الخلايا، ولا الأنسجة أو الدماء الجارية فيها، ولا الكائن الحي ولا أي مادة أخرى القدرة على إصدار مثل هذا القرار . إن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي وضع هذه الخطة الرائعة في الخلايا بشكل شيفرات، وهو الذي يلهم الخلايا واجباتها ويعلمها كيفية تحقيق هذه الخطة وتطبيقها ،لأنه هو القادر على كل شيء .
وسف نتكلم الآن عن خطة واحدة يظهر فيها روعة وإعجاز فوق العقول من خلال شيء واحد فقط وهو خلق العين :
عندما يبلغ عمر الجنين أربعة أسابيع يظهر تجويفان في جانبي الرأس، ومع أن الأمر يبدو غير قابل للتصديق فإن العينين ستصنعان في هذين التجويفين .
تبدأ العين بالتكون في اليوم 22 على هيئة أخدود بصري optic groove في يوم 28 تتكون الحوصلة البصرية optic vesicle ثم تغلظ العدسة lens placode وفي الاسبوع السابع يتكون بؤبؤ العين pupil، حيث تبدأ الخلايا بصنع الأجزاء المختلفة من العين طوال عدة أشهر ضمن خطة خارقة لا يتصورها العقل، فبعض الخلايا يقوم بصنع قرنية العين وبعضها بؤرة العين وبعضها عدسة العين، وعندما تصل الخلية إلى حدود نهاية ذلك القسم تتوقف عن العمل . كل خلية تعمل لصنع جزء من العين، ثم يتم الاتحاد بين هذه الأجزاء بشكل رائع . ولا يحدث أي اختلاط بين هذه الأجزاء، فلا تتكون مثلاً طبقة أخرى من الخلايا في موضع بؤرة العين ولا في موضع قرنية العين أو عضلاتها . كل قسم وكل جزء يكون في مكانه الصحيح بدقة متناهية وتستمر هذه العمليات، وأخيراً يتم إكمال صنع العين ( المتكونة من طبقات عديدة ) بشكل معجز وكامل .
هنا نسأل أنفسنا بعض الأسئلة : من أين تعرف هذه الخلايا أن عليها إنشاء طبقات مختلفة ؟ وكيف تقرر بدايات هذه الطبقات ونهاياتها ؟ ليس لهذه الأسئلة إلا جواب واحد، وهو أن هذه الخلايا تتحرك حسب الإلهام الإلهي، ولذلك تستطيع التصرف بوعي .
أما أنصار التطور الذين يعزون نشوء الإنسان إلى المصادفات فلا يملكون جواباً شافياً . ومن التطوريين الذين يشرحون الخطط الرائعة الموجودة في جسم الإنسان العالم هو بمرفون ديتفورث، ففي كتابه "الليل الهاديء للدينصورات " يتحدث عن نمو الجنين ونشوء الإنسان بالتفصيل، وهو يعترف بأن نظرية التطور لا تستطيع الإجابة على أسئلة مثل : كيف ؟ ولماذا؟ يقول : " عند إنشاء الأبنية فإن كل خطة ـ مهما كانت جيدة ـ محكومة عليها بالفشل إن لم يكن معروفاً أين ومتى سيبدأ البناء ,إن لم يوجد تخطيط لمراحل هذا البناء وتسلسل الأعمال فيه، فنحن نعلم أن أي بناء يبدأ العمل فيه من أسسه وبعد أنتهاء الجدران يوضع السقف، وأنت لا تستطيع القيام بأعمال الدهان في البناء قبل أكمال الأعمال الكهربائية والصحية .. الخ .. وإلى جانب وجود تسلسل معين في مراحل البناء كذلك يجب أن تتبع عملية البناء تنظيماً زمنياً معيناً . وهذا الأمر يجري مثله في الأبنية التي تقوم الطبيعة ببنائها، ومنها الخلايا، ولكننا لا نكاد نعرف أي شيء عن كيفية تحقيق علاقات التقديم والتأخير على مستوى الخلايا . ولم يجد علماء الأحياء حتى الآن الجهة التي توعز للخلايا بعمل وتنفيذ أي جزء من الخطة وتوقيت هذا العمل . فبينما يتم تعويق بعض الجينات في اللحظة المناسبة وفي التوقيت الصحيح نرى أن بعضها الآخر يسمح له بالعمل . وأسئلة مثل : من الذي يعطي أوامر الخطر لبعض الجينات وأوامر السماح لجينات أخرى مثل هذه الأسئلة يلفها الظلام حتى الآن .
وفي تكوين العين ( التي تعد أفضل آلة تصوير في العالم ) نرى أن الخلايا المحرومة من الشعور ومن الوعي تتصرف وكأنها تملك شعوراً ووعياً وعقلاً لا حدود له، والنتيجة هي أن يتم صنع عيني الجنين في بطن الأم من لا شيء تقريباً . لا شك أن إنجاز هذا العمل لا يعود إلي الخلايا لأن هذه الخلايا إنما تتحرك بإلهام من قبل العليم الخبير والله تعالى يخبرنا في احدى الآيات بأنه هو المصور ( المشكل ) وهو الذي يقوم بهذا كله :
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر:24).
وتظهر هذه الحقيقة واضحة جلية بشكل مجرد ليس له مثيل يقول بان المنسق والمشرف هو الله في حيوانات كالضفادع والطيور والأسماك وكذلك في حيوان البلاتيوس الأسترالي وغيرهم من الحيونات التي يحدث فيه الإخصاب وتطور الجنين خارج الجسم حيث لا يوجد قائم عليهم غير الله .
ففي الضفادع لا يُخصَّب البيض داخل الأنثى وإنما بعد خروجه منها. وينشأ عن بيض الضفادع الشراغيف (فراخ الضفدع) وذلك عند ثقب سطح البيضة باستخدام إبرة دقيقة. ويمكن تخصيب بيض قنفذ البحر بطريقة صناعية وذلك بمعالجته ببعض الكيميائيات. وفى الأسماك نجد معظم الأسماك لا تتزاوج، ولكن تضع الذكور خلاياها التكاثرية بالقرب من البيض وذلك بعد وضعه بينما حيوان البلاتيوس الأسترالي يضع بيضًا يكون حجم صفاره وقشرته كبيرًا، ثم ينمو الجنين ويتطور خارج جسم الأنثى.
وبالنسبة للطيور في اللـــحظة التي يتم فيها وضع البيضة يبدأ تكاثر خلايا الجنين ونموه، حيث تتكوَّن طبقتان من الخلايا، تُسمّى الطبقة الخارجية طبقة الأديم الظاهر وتسمى الطبقة الداخلية طبقة الأديم الباطن. وفي ظروف التفريخ الملائمة تأخذ خلايا الجنين في التكاثر بسرعة ويبدأ في أخذ شكله الطبيعي. وتُصبح طبقتا الخلايا ثلاث طبقات، حيث ينشأ الأديم المتوسط بين طبقتي الأديم الظاهر والأديم الباطن. وتتطور طبقة الأديم الظاهر الخارجية فتكون الجلد والريش وغيرها من أجزاء الطائر الخارجية وكذلك الجهاز العصبي.
ويتطور الأديم المتوسط، فتتكون العظام والدم والعضلات وأعضاء التناسل والإخراج. وتنمو طبقة الأديم الباطن، فتكون أعضــاء التنفس والإفراز والطبقة المبطنة للقناة الهضمية. (لاحظ أن هذا التنوع والتخصص ينشأ عن خلية واحدة وليس هناك إلا نوع واحد من الغذاء)
ويُعد البياض المصدر الرئيسي لتغذية الجنين خلال الأسبوعين الأولين، ثم بعد ذلك يمد الصفار الجنين باحتياجاته الغذائية.
وإذا كان في معظم الثدييات، يتطور الجنين بداخل جسم الأنثى حتى ولادة الصغير. فمن الذي يشرف على إخصاب بيض الحيونات السابقة ثم ينسق ويراقب نموه وتطوره الجنيني بعد ذلك لا شك انه الله الخالق الأعظم .
المصادر:
حلقة عن الاعجاز العلمى فى الجينات - الدكتور زغلول النجار
موسوعة الاعجاز العلمى - نسخة الكترونية
مقالة للكاتب التركى هارون يحيى
http://mousou3a.educdz.com/%D8%A7%D9...9%8A%D8%B6/#10



hgogdm hgh,gn jv] ugn hgogdm hgh,gn