أستحضر الآن عبارة رائعة قالها شيخنا العلامة أبو إسحق الحويني ، تعبّر تماماً عن طريقة تفكير وعقلية الغالبية الساحقة لشباب الثورة الفاسدة ، حين قال :
"لو أن عمر بن الخطاب خرج من قبره وذهب إلى ميدان التحرير وقت الثورة ، والكل يعلم بأنه عمر بن الخطاب ، فقال لهم كلاما يخالف أهوائهم لرجموه بالحجارة"..
هذه هي العقلية الفاسدة لشباب التحرير .. الذي استغل كره الناس للنظام الفاسد ليخرج بهم إلى الشارع .
فهم يرون أنهم أشرف الناس وهم وحدهم الذين ضحّوا بدمائهم ومجهوداتهم من أجل مصر ، أما الباقي فكانوا لابسين بامبرز وقاعدين في بيوتهم بيأزأزوا لب وبيلعبوا جيمز .. ومستفيدين من النظام السابق.
هذه هي عقليتهم التي لا يستطيعون الفكاك منها . فهكذا خلقهم ربهم .. لنحمد الله على نعمة العقل .
حين نزلت إلى ميدان التحرير ورأيت هذا الكم الغفير الساحق وهو يهتف في وجه أي إخواني يعتلي المنصة قائلين "لا دينية ، لا دينية ، لا دينية" عرفت حينها بأن الفساد باق لن يزول بهذه الأشكال .
حتى الشيخ محمد حسان الذي خرج إلى الثورة قال في خطبة الجمعة ، كنت انظر إلى الشباب المُصلّي فأقول سيأتي النصر من هؤلاء ، وأنظر إلى من لا يصلّون فأقول ستأتي الهزيمة من هؤلاء .
وهؤلاء الذين ستأتي من خلفهم كل النكسات والهزائم هم الغالبية الفاسدة لشباب هذه (الفورة) - كما يسميها الشيخ الحويني .
وكما قلت سابقاً فإن شباب الثورة (وطبعا حين أقول شباب الثورة فأنا أعني أربابها والداعين إليها وغالبيتها الساحقة وأصحاب السطوة في وسائل الإعلام فوق المنصة ، وليس بعض المساكين ممن لا وزن لهم ولا كلمة داخل صفوف المظاهرات ممن انساقوا خلف شعارات الحرية والتخلص من الفساد) ..
قلت بأن هؤلاء لا يقرأون ولا يسمعون ..
لذلك طلبت من الأخ "عبيد الله" أن يأتي لي بالفقرات الذي زعم بأنها تحوي بعضا مما ألصقه بي ، فتصدّر للرد أخونا "dead cults" ، ويا ليته أفلح ، لقد جاء باقتباس وضعته بمصدره في المداخلة رقم 10 ليلصقه بي ، برغم أنني وضعت رابط المقال الذي يبين أن كاتبه هو أخونا الفاضل والمحترم "محمد عبد الدايم" في موقع طريق الإيمان حين قال :
إنهم يريدون الحرية .. ولكنها حرية التفلت من الدين .. التفلت من الشرع .. الفرار من الله حرية الانحلال والتفسخ والشذوذ والإلحاد
إنه إقتباس كغيره من الاقتباسات التي وضعتها في الموضوع ..
فلماذا الكذب ومحاولة الإساءة ؟
الحق أنني لا اتعجب من ذلك ، فأنا لست بقدر عمر بن الخطاب في مثال إبي إسحق الحويني ..
كما أنني تساءلت عن الموضع الذي قلت أنا فيه بأن هدف الثورة كان إقامة حكم علماني ، فأتى لي الأخ بمقطع أقول فيه :
إنما هي محاولة لتعطيل الشريعة الإسلامية، ودفاعاً عن العلمانية
فلماذا لم تذكر باقي الجملة يا أخي حتى تفهم معناها ؟
أنا قلت :
أي محاولة للدفاع عن الشباب التافه الذين حضّروا للثورة ونظموا لها وأنشأوا لها صفحات على الفيسبوك - وخرجوا بغالبية ساحقة - حتى أصبحت لهم الكلمة الرسمية للثورة دون غيرهم ، وساقوا خلفهم المساكين ، إنما هي محاولة لتعطيل الشريعة الإسلامية، ودفاعاً عن العلمانية
فالواضح إذن أنني أتكلم عن المدافعين عن الرعاع والغوغاء - وهم الغالبية - الذين أصبحت لهم الكلمة الرسمية للثورة ، الذين لا يريدون تطبيق شرع الله وهو أصل الموضوع .. فالدفاع عنهم إنما هو دفاع عن ما يدعون إليه .
ولكن الأخ اقتبس وقص ولزق وطلع ونزل ودخل وخرج وراح وضعها في سياق الحديث عن أهداف الثورة ..
فهذا تدليس فاضح أربأ بنفسي عن الخوض فيه ، ولكنني لا أستغرب ذلك منه أيضا ، فهذه هي أخلاق الثورة ..
كذلك قولي تعليقاً على أصل الموضوع وعلى فتوى السلفية الذي أدرجته في المداخلة رقم 7 ، حين قلت أنها "ثورة على دين الله" .. أجد ان الأخ وضعها في سياق الحديث عن أهداف الثورة ..
ولا أعتقد أن أحدا من العقلاء يخالفني الرأي حين أقول بأن الثائرين على تطبيق الشريعة الإسلامية إنما يثورون على دين الله .
غير أن افتراء الأخ "عبيد الله" علي ، افتراء ساذج جدا ، وطلبي للدليل لهو إمعان في إثبات سذاجة الافتراء .. إذ لم يُعلَن حتى الآن عن هدف متفق عليه بين هؤلاء الغوغاء الذين امتلأ بهم الميدان عن هدف لثورتهم إلا هدف إسقاط النظام ..
يحصل إيه بأه بعد كده مش مهم ، لو سألت عشرة في ميدان التحرير عن هدف آخر للثورة هتلاقي كل واحد بيقول هدف مختلف .
ناس ماشيين بدون رأس ، لا قائد لهم ..
عمركم شوفتوا واحد ماشي في الشارع من غير رأس ؟
هيعرف يمشي ؟
هي الثورة الساقطة كده ..
وسألت سؤال : أين قلت أنا أن كل شباب الثورة فاسدين ، جاء رد الأخ dead cults : طيب مقلتش كلهم بس انت قلت غالبيتهم ..
طب ما أنا عارف أنا قلت إيه ..
من إين جاء الأخ عبيد الله بهذا الافتراء إذن ؟
عبيد الله يقول : كيف لاحد ان يحكم على ثمانية عشر مليون انسان هم مجموع من خرج حتى جمعة التنحى بأنهم اهل فساد
فأين قلت أنا هذا الكلام ؟
الحقيقة أن ما حدث في إجابة إسئلتي هو مثال مصغّر لما حدث في ميدان التحرير ..
شباب فاتح بؤه ، وسادد ودانه ، ومغمي عينه ، مافيش فيهم حد شايف حاجة ولا سامع صوت غير صوته .
ولو خرج عليهم عمر بن الخطاب فقال قولا يخالف أهوائهم لرجموه بالحجارة وقالوا عنه مستفيد من النظام ، (كما يحدث معي الآن) .
إجابة أسئلتي البسيطة والافتراء الذي وقع والتدليس الذي قام به الأخ في كلامي وأنا أهاجم أشخاصا هم من زبالات المجتمع عارضوا تطبيق شرع الله ، يضع موقف الثوار في مأزق ، فهذه هي عقليتهم وهذا هو تحريفهم ، وهذه هي الديمقراطية والدعوة إلى الحوار في نظرهم ..
حقاً (عليه العوض)
وأخيراً أختم مداخلتي بفقرة راقصة من قلب ميدان التحرير :
http://www.kalam.tv/ar/video/63562/index.html
ده طبعا غير فيديوهات الغناء والطبل والزمر ولافتات السب والشتم ..
حد فيكم عنده فيديو لقراءة قرآن في ميدان التحرير غير في مواعيد الصلاة ؟
أصل هي دي العلمانية برضه ، الدين مكانه الجامع وفي الصلاة بس .. ولازم يتم الفصل بينه وبين الدولة .
آدي الثورة وسمَاعاتها و ديجيهاتها ..
وجايين يقولولي ثورة على الفساد ..
المفضلات