( 1 )
تأويل مشكل القرآن ص33 . لابن قتيبة تحقيق سيد أحمد صقر ط. الحلبي .
( 2 )
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج 20 ص251 .
( 3 )
الدر المنثور ج4ص416 ط دار المعرفة .


-
ص 456 -

*
فذلكة البحث :

يمكننا القول على ضوء ما تمليه علينا روايات أهل السنة ، أن التساهل في مدعى ابن مسعود والتغاضي عنه أمر غير صحيح ولا يمكن قبوله البتة ، وذلك لأمور
:
1-ادعى أهل السنة أن ابن مسعود هو الوحيد الذي علم العرضة الأخيرة للقرآن وهي التي عرضها أمين الوحي على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في آخر حياته الشريفة .

فهذا ما صح عن ابن عباس : " قال : أي القراءتين ترون كان آخر قراءة ؟ قالوا : قراءة زيد ، قال : لا ! إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعرض القرآن كل سنة على جبريل فلما كانت السنة التي قبض فيها عرضه عليه عرضتين فكانت قراءة ابن مسعود آخرهن " ( 1
) .

والمقصود من آخر قراءة هو القرآن الذي استقر عليه الإسلام ، فتكون قراءة ابن مسعود التي التزم بـها طيلة حياته هي القراءة التي نسخ منها ما نسخ ، وبُدّل منها ما بُدل من الآيات والسور – بزعمهم – ولا أحد يعلم بـها إلا ابن مسعود كما نص عليه ابن عباس سابقا ، ومثلها هذه الرواية
:
"
قال : أيّ القراءتـيّن تعدّون أوَّل ؟ قالوا : قراءة عبد الله . قال: لا ! بل هي الآخرة ، كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في كل عام مرّة ، فلمّا كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرّتين فشهد عبد الله ، فعلم ما نسخ وما بُدِّل " ( 2 ) .

وقال ابن حزم : "حدثنا أحمد بن محمد الجسوري ثنا وهب بن مسرة ثنا ابن وضاح ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : أي القراءتين تعدون أول ؟ قلنا : قراءة عبد الله ! قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه


( 1 )
المستدرك على الصحيحين ج2ص230 وقال الحاكم (صحيح الإسناد على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي .
( 2 )
مسند أحمد بن حنبل ج5ص141-142ح3422 ، والمصنّف لابن أبي شيبة ج10ص559ح10337، ط دار المعارف ، وعُلّق عليه بالهامش (إسناده صحيح). وراجع مسند أحمد ج1ص275ح2494 وص362ح3422 ، قال في مجمع الزوائد ج9ص288: (في الصحيح بعضه رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح).