-ص 459 -
بالإضافة للروايات التي تجعل قراءة ابن مسعود طبق الأصل من الكتاب الذي أنزله الله عز وجل : " من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه من أم عبد" ( 1) .
فكل هذه النصوص تأخذ بأعناق أهل السنة بوجوب التمسك بقراءة ابن مسعود ، وعليه فيجب عليهم اتباعه في إنكار المعوذتين.
3-لو وقفت الروايات عند هذا الحد لهان الأمر لكن رواياتـهم ذهبت إلى أبعد من ذلك ، مما يجعل مخالفة ابن مسعود مساوية لسخط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأننا مأمورون بقبول ما حدثنا به ابن مسعود ، ومن باب أولى يجب علينا عدم مخالفته في القرآن الذي كان مرجعا فيه دون غيره ، وبز فيه الجميع .
فقد جاء في مجمع الزوائد :" قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضيت لأمتي ما رضى لها ابن أم عبد وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد" ( 2 ) .
وجاء في صحيح الجامع الصغير للألباني :" اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بـهدي عمار ، وما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه " ( 3 ) .
فيجب على أهل السنة أن يقبلوا حديث ابن مسعود وما ادعاه من تحريف المصحف وزيادة عوذتين ليستا القرآن فيه .
( 1 )مسند أحمد ج1ص7وص26و38و454 ، ج2ص446 ، ج4ص279 ، سنن ابن ماجة ج1ص49 ، السنن الكبرى ج1ص452 ، مجمع الزوائد ج9ص287و51و632 ، ج11ص710 ، ج13ص460و463 .
( 2 ) مجمع الزوائد المجلد التاسع ص 290 وعلق عليه ( رواه الطبراني في الأوسط باختصار الكارهة ورواه في الكبير منقطع الإسناد وفي إسناد البزار محمد بن حميد الرازي وهو ثقة ، وفيه خلاف وبقية رجاله وثقوا ).
( 3 ) صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني ج1ص254ح1144 ط المكتب الإسلامي .
أقول :هذه الرواية وما يماثلها لا شك في كذبـها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن أول الرواية يناقض آخرها إذ كيف نـهتدي بـهدي عمار فنعتصم في بيت فاطمة عليها السلام ولا نبايع ابن أبي قحافة ، ومع ذلك نقتدي بابن أبي قحافة ، ثم لماذا لم يحتج بـها ابن أبي قحافة وابن الخطاب عندما صارت المشادة في سقيفة بني ساعدة وصار كل منهم يدلي بدلوه ويفتخر بما عنده ويذكر بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
ولو فرضنا أنـهما نسيا أو لم يسمعا بـها فما بال الأنصار نسيت ولم تسمع به ؟! ، والحق إن هذين الرجلين لو قدر لهما وخرجا من قبريهما وقرآ هذه الروايات لما علما من المقصود من أبي بكر وعمر!



رد مع اقتباس
المفضلات