يُتهم الإسلام الآن بإنه دين مصاص للدماء دين سفاك للدماء دين متوحش دين لا يُقدّر الحياة دين لا يُقدّر الماء ولا يحترم الدماء...!!!!
وهذا محور آخر ومن أخطر المحاور ومن أبشع التهم التى تكال الآن للإسلام .
ألم يقرأ هؤلاء المنصفون قول الله جل وعلافى إحياء نفس واحدة وكأنها إحياء للأنفس كلها على وجه الأرض
ألم يقرأ واقول الله تبارك وتعالى { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}
ألم يقرأوا قول الله تبارك وتعالى فى حال قتل نفس واحدة فكأنما قتل الناس جميعًا
{مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً }
ثم ألم يقرأوا قول الله فى حرمة دماء المسلمين
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93
ألم يسمعوا قول النبى صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر (( لا يزال المؤمن فى فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا ))
وكان ابن عمر رضى الله عنه يقول إن من ورطات الأمور التى لامخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلّه "
قد يسأل سائل : هذه دماء المسلمين والمؤمنين فأين حرمة دماء غير المسلمين فى الإسلام ؟؟
والجواب من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كما فى الحديث الصحيح الذى رواه البخارى فى التاريخ الكبير والنسائى فى السنن
من حديث عمرو بن الحمق الخزاعى رضى الله عنه قال :أن النبى صلى الله عليه وسلم قال من آمّن رجلًا على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافرًا "
هذا هو الإسلام ...
هذا هو الإسلام العظيم الذى يُعلمنا أن الله جل جلاله واهب الحياة وأن الحياة حق كل إنسان
وليس من حق أى احد أن يسلب هذا الحق إلا بأمر الله وفى حدود شرعه جل فى علاه الذى شرعه ليسعد به الناس فى الدنيا والأخرة .
فالإسلام ياأحبابى يحترم الدماء بل ويجعل أول شىء يقضى فيه يوم القيامة فى الدماء لحرمتها ومكانتها
كما فى الصحيحين من حديث أبى هريرة (( أول ما يُقضى فيه يوم القيامة بين الناس الدماء)) .
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين حديث أصحاب السنن (( إن أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة ))
فالصلاة أول حق يحاسب عليه العبد بين العبد وبين ربه والدماء أول حق للعباد يقضى فيه رب العباد جل وعلا ،لا تعارض فالحق يخرج من مشكاة واحدة .
الإسلام أيها الأفاضل يحترم الحياة ويقدِّر الدماء ويجعل القتل كبيرة من أعظم الكبائر التى تأتى بعد كبيرة الشرك بالله .
قال جل جلاله فى شأن عباد الرحمن {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً }الفرقان68
أتهموا الإسلام فى المدة الماضية إتهامات بشعة وأتهموا الإسلامين بإختلاف أطيافهم أتهامات بشعة فقالوا
(خرج المسلمون أغيثونا من الإسلامين ،خرج المسلمون من جحورهم ، وخرج الإسلاميون من جحورهم وقطعوا أذن رجل مسيحى أو نصرانى أقاموا عليه الحد )
وأنا لا أعلم مصدر هذا الحد ولا أعلم من هؤلاء الإسلاميون الذين أقاموا هذا الحد ؛ ثم خرجوا علينا بإن الإسلامين هشّموا
وحطموا رأس صبى فى الثانية عشرة من عمره (ليه ؟؟!!) قالوا لأنه ما بيصليش الفجر !!
لا إله إلا الله .
وخرج علينا آخرون ألحقونا أغيثونا .. أدركونا ...
أيه ...!!!
لقد خرج الإسلاميون لإلقاء ماء النار على وجوه المتبرجات فى الشوارع ، أوعى وحده متبرجة تطلع وإلا سيُحرق وجهها بماء النار !!.
ما هذا ؟؟!! ما هذا ؟؟!!
ما هذا الترعيب والتفجيع والتخويف ؟؟
أردت أن أُعلن للدنيا كلها بإن الإسلام وضع لنا ضوابط لإنكار المنكر فالإسلاميون وعلى رأسهم السلفيون يعتقدون إعتقادًا جازمًا يقابلون به رب العالمين أنه لا عنف أبدًا فى تغير المنكر ، نحن لا نقر بالعنف فى تغير المنكر بل ونقول وليسمع منّى كل الإتجاهات وأنا أعلم أن كل كلمة أقوله تحلّل
أقول فليسمع منّى الجميع (نحن ندين لله بإن إنكار المنكر إن ترتب على أنكاره ما هو أنكر من هذا المنكر فهو أمر بمنكر وسعى فى معصية الله ورسوله .
هذا معتقدنا ، إن انطلقنا الآن لنغير منكر من المنكرات وترتب على تغير المنكر هذا ما هو أعظم وأنكر من المنكر الأصلى فتغيرنا منكر وأمر بمنكر وسعينا سعى فى معصية الله ورسوله أرجو أن يكون كلامى واضحًا كالشمس فى ضحاها والنهار إذا جلّاها ،وسأدلل على ما أقول الآن لكن هذا بيان عام لأولئك الذين يتهمون الإسلامين والسلفين وأتباع أنصار السنة والجمعية الشرعية والإخوان وغيرهم من أطياف العاملين للإسلام فى مصر الان لأنهم يقولون علينا (ليقلبوا مصر رأس على عقب وهؤلاء يريدون لنا إيران أخرى وهؤلاء يقومون ليحطّموا الأضرحة فى المساجد إلى غير ذلك من هذه الإشاعات الضخمة التى عاشت مصر بسببها أسبوعًا قلقًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ).
لا ياسادة ..لا ياسادة ..لا ياسادة ..
نحن ندين لله بإن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر القطب الأعظم فى هذا الدين_اسمع ما أقول _ ولو أُهمل بساط الأمر بالمعروف والنهى
عن المنكر لو أُهمله بساطه لتعطّلت النبوة _ده كلام خطيراللى أنا بأقوله _ .
لو أُهمل بساط الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لتعطلت النبوّة واضمحلت الدّيانة وفشت الضلالة وعمّت الجهالة وخربت البلاد وهلك العباد ولن يشعروا بذلك إلا بين يدى الملك يوم التناد .
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر شرط من شروط خيرية وسأفرد جمعة كاملة بإذن الله فى الأيام المقبلة إن قدّر الله البقاء واللقاء لأفصّل ضوابط التغير وفقه الإنكار .
قال الله جل وعلا {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110
وقال صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح مسلم من حديث سعيد (( من رأى منكم منكرًا فليُغيْره بيده _اسمع ما أقول_والتغير باليد
ثابت لآحاد المسلمين بإجماع الأمة بالضوابط الشرعية وليس كما يقول البعض ( التغير باليد للحاكم والتغير باللسان للعالم والتغير بالقلب لعامة المسلمين )
كلا ؛ التغير باليد بالضوابط الشرعية ثابت لآحاد المسلمين بإجماع الأمة ، لكن التغير له ضوابط حتى مع ولدك ، مع زوجتك ، مع مرؤسيك فى العمل ، مع مسلم فى شارع ، مع مسلمة .
التغيير له ضوابط ، اسمع لشيخى وأستاذى ابن القيم _لله دره_ وانتبه لكل كلمة فالأمر يحتاج إلى مزيد تركيز يقول (( إن النبى صلى الله عليه وسلم قد شرع لأمّته إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعى فى معصية الله ورسوله ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغيرها بل لمّا فتح الله عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزم على هدم البيت الحرام وردّه على قواعد إبراهيم لم يفعل النبى صلى الله عليه وسلم ذلك مع قدرته على فعل ذلك لأن قريشًا كانت حديث عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام )).
أعلم أن الكلام يحتاج إلى تكرار لكن لا يتسع الوقت لذلك لكنى أريد أن تعلم أن تغيير المنكر باليد له ضوابط بحيث لا يترتب على إنكار المنكر ما هو أنكر وأعظم من المنكر الأصلى الذى تحركت لتغيره فإن عجزت فبلسانك كلمة مهذبة رقيقة جميلة والأدلة على ذلك طويلة لا يتسع الوقت لسردها ، إن عجزت ولو بكلمة فبقلبك وأبشّرك إنكارك للمنكر بالقلب مرتبة من مراتب الجهاد فى سبيل الله _يا شيخ اتق الله اتق الله ياشيخ محمد_بتقول إنكار المنكر بالقلب مرتبة من مراتب الجهاد ؟ نعم ولا أقول كلمة بغير دليل ،كيف ذلك ؟
روى مسلم فى صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال :"ما من نبى بعثه الله فى أمّة قبلى إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون _ اسمع _ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل "
المفضلات