النتائج 1 إلى 10 من 634
 

العرض المتطور

  1. #1
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1081 - " من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك ، و من أفتى الناس بغير علم ، و هو لا يعلم الناسخ و المنسوخ ، و المحكم من المتشابه ، فقد هلك و أهلك " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/197 ) :

    باطل .

    رواه الكليني الشيعي في " أصول الكافي " ( رقم 104 ـ طبعة النجف ) ، قال : علي
    ابن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود بن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة
    قال : ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليه السلام إلا كاد أن يتصدع قلبي
    ، قال : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن شبرمة :
    و أقسم بالله ما كذب أبوه على جده ، و لا جده على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : قال المعلق عليه عبد الحسين المظفر الشيعي :
    ضعيف إسناده .
    يعني من أجل شيخ داود بن فرقد ، فإنه لم يسم .
    قلت : و ليس هذا فقط ، فإن كل من دونه مجاهيل لا يعرفون لا عندنا و لا عندهم .
    فهذا داود بن فرقد أورده الطوسي في " الفهرست " و لم يزد في ترجمته على قوله
    ( رقم 274 ) : له كتاب ! ، و يونس هو ابن عبد الرحمن مولى آل يقطن ، قال الطوسي
    ( 789 ) : له كتب كثيرة ، أكثر من ثلاثين كتابا ، قال أبو جعفر بن بابويه :
    سمعت ابن الوليد رحمه الله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن التي هي بالروايات
    كلها صحيحة يعتمد عليها ، إلا ما ينفرد به محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس ، و لم
    يروه غيره فإنه لا يعتمد عليه ، و لا يفتى به " .
    و أما محمد بن عيسى فهو ابن عبيد اليقطيني ، فقد عرفت شيئا من حاله عندهم من
    الترجمة السابقة ، و قال الطوسي في ترجمته ( 601 ) :
    ضعيف ، استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن رجال " نوادر الحكمة "
    و قال : لا أروي ما يختص برواياته ، و قيل : إنه كان يذهب مذهب الغلاة .
    و أما علي بن إبراهيم فهو ابن هاشم القمي قال الطوسي ( 370 ) :
    له كتب ، منها كتاب التفسير و ... و ... أخبرنا بجميعها جماعة و محمد بن علي
    ماجيلو به عن علي بن إبراهيم إلا حديثا واحدا استثناه من " كتاب الشرائع " في
    تحريم لحم البعير ، و قال : لا أرويه لأنه محال !
    و أورده الذهبي في " الميزان " و قال :
    رافضي جلد ، له تفسير فيه مصائب .
    و أقره الحافظ ابن حجر في " اللسان " .
    و أما الكليني مؤلف " الأصول " فهو إمام عندهم ، و قد ترجمه الطوسي فقال ( 591
    ) :
    يكنى أبا جعفر ، ثقة عارف بالأخبار ، له كتب منها كتاب " الكافي " يشتمل على
    ثلاثين كتاب أوله كتاب العقل .. و آخره " كتاب الروضة " ، توفي سنة ثمان
    و عشرين و ثلاثمائة .
    قلت : و هو من رجال " لسان الميزان " و لم يوثقه ، فكأنه مستور عنده ، و كذلك
    صنع الذهبي في " سير النبلاء " فقال ( 10/124 ـ من المصورة ) :
    شيخ الشيعة و عالم الإمامية صاحب التصانيف ، و كان ببغداد و بها توفي سنة 328 و
    كتابه " الكافي " ينقسم إلى قسمين " أصول الكافي " و " فروع الكافي " و قد طبع
    كل منهما أكثر من مرة ، و طبع الأول مع تعليقات عليه و تخريج بقلم
    عبد الحسين المظفر في النجف سنة ( 1376 ) ، وقفت على الجزء الأول و الثاني منه
    فيهما ( 211 ) حديثا ، غالبه غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
    و كتابهم هذا " الكافي " له المنزلة الأولى من بين كتب الحديث الأربعة المعروفة
    عندهم ، حتى لقد ذكر عبد الحسين المذكور في مقدمة التعليق ( ص 13 ) أنه ورد فيه
    كما قيل عن إمامنا المنتظر عجل الله فرجه ( ! ) : " الكافي كاف لشيعتنا " و من
    المشهور عنهم أنه بمنزلة " صحيح البخاري " عندنا ! بل صرح لي أحد دعاتهم و هو
    الشيخ طالب الرفاعي النجفي أنه أصح عندهم من البخاري !!
    و ذكر أيضا في المقدمة المذكورة أن أحاديثه بلغت زهاء سبعة عشر ألف حديث ! و في
    هذا العدد من المبالغة و التهويل على من درس أحاديث الكتاب و أمعن النظر في
    متونها ، فقد تتبعت أحاديث الجزأين المذكورين البالغ عددها ( 211 ) ، فوجدت
    غالبا موقوفا على علي رضي الله عنه و بعض أهل بيته ، كأبي عبد الله زين
    العابدين و أبي جعفر الباقر رضي الله عنهم أجمعين ، و المرفوع منها نحو ثلاثة
    و عشرين حديثا خمسة منها في الجزء الأول ، و الباقي في الثاني ، أي بنسبة عشرة
    في المائة تقريبا ، و إليك أرقامها : ( 9 و 11 و 15 و 25 و 28 و 35 و 39 و 44
    و 50 و 57 و 80 و 87 و 104 و 107 و 108 و 115 و 119 و 127 و 159 و 161 و 190
    و 199 ) .
    و لتعلم أيها القارئ الكريم مدى صحة قولهم أن هذا الكتاب أصح من " صحيح البخاري
    " أو على الأقل هو مثله عندهم ، أذكر لك الحقيقة الآتية :
    و هي أن هذا العدد من الأحاديث المرفوعة ، لا يثبت إسناد شيء منها لضعف رجالها
    ، و انقطاع إسنادها ، كما بينه المعلق عليه نفسه في تعليقه على كل حديث منها ،
    حاشا الأحاديث ( 57 ، 80 ، 199 ) ، فقد قواها ، و هي مع ذلك لا تثبت أمام النقد
    لا لعلمي النزيه ! و خذ هذه الشهادة الآتية ، التي تبين لك بوضوح حقيقة ذلك
    القول ، و هي من المعلق عبد الحسين فقد قال بعد ما ذكر عناية الشيعة بالكتاب
    شرحا و اختصارا
    و نقدا ( ص 19 ) :
    و كفاك لتعرف مدى العناية بنقده أنهم أحصوا ما يشتمل عليه من الأحاديث ، فكان
    مجموعها ( 16.199 ) حديثا ، ثم أحصوا ما فيه من أنواع الأحاديث من جهة التوثيق
    و التصحيح ، فعدوا الأخبار الصحيحة فكانت ( 5073 ) أي أقل من الثلث ، و عدوا
    الأخبار الضعيفة ، فكانت ( 9485 ) أي أكثر من النصف ، و ذلك عدا الموثق و القوي
    و المرسل ، فانظر إلى أي مدى بلغ نقده !
    فأقول : بخ بخ لكتابهم " الصحيح " و أكثر من نصف أحاديثه يعني المرفوعة
    و الموقوفة على أئمتهم غير صحيح ! يشهد بذلك أشد الناس تعصبا له ، و دفاعا عنه
    ! *( و شاهد شاهد من أهلها )* .
    و أنا إنما قدمت لك هذا الحديث ، كمثال على تلك الأحاديث الضعيفة سندا ، لتعلم
    أن فيها ما يقطع المبتدئ بهذا العلم الشريف ببطلانها متنا ، فإن الألفاظ التي
    وردت فيه " الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه " هي كالألفاظ الأخرى التي
    اصطلح عليها أهل العلم ، مثل " العام و الخاص ، و المطلق و المقيد " و نحوها
    مما أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لهي أكبر دليل على أنه حديث باطل
    موضوع ، لم يقله صلى الله عليه وسلم ، و لا حدث به جعفر بن محمد عن أبيه رضي
    الله عنهما ، و لا رواه ابن شبرمة ، فإنه ثقة فقيه ، و هو أتقى من أن يروي
    الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما هو من اختلاق بعض من دونه من
    الشيعة من الضعفاء و المجهولين ، و فيهم بعض الغلاة و الرافضة كما تقدم .
    و كأن واضع هذا الحديث عامله الله بما يستحق وضعه ليمهد به لقبول الطعن في أبي
    حنيفة الإمام رحمه الله تعالى باعتباره أنه يكثر من استعمال القياس ، فقد روى
    الكليني في كتابه ( رقم 166 و 170 ) بإسنادين له عن أبي الحسن موسى بن جعفر
    الكاظم أنه قال :
    لعن الله أبا حنيفة كان يقول : قال علي ، و قلت أنا ، و قالت الصحابة ، و قلت ،
    و قد حسن أحد إسناديه المعلق عليه عبد الحسين ، و هو غير حسن لأن الكليني رواه
    عن شيخه علي بن إبراهيم و هو القمي الذي روى حديث تحريم لحم البعير الذي حكم
    الطوسي الشيعي عليه بأنه محال كما سبق في ترجمته قريبا ( ص 198 ) ، و هذا يرويه
    عن أبيه إبراهيم و هو ابن هاشم القمي ، و هو مجهول الحال أورده الطوسي في "
    الفهرست " ( رقم 6 ) ثم الحافظ في " اللسان " و لم يذكرا فيه توثيقا .
    و هذا يرويه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم .
    و محمد بن حكيم مجهول العين ، ليس له ذكر عندنا أصلا ، و لما أورده الطوسي برقم
    ( 633 و 666 ) لم يزد على قوله :
    له كتاب ! بمثل هذا السند يروي الشيعة عن أئمة أهل البيت الطعن بل اللعن في
    أئمة المسلمين ، فإذا أنكرنا أن يصدر ذلك عن أحد من عامة أهل البيت فضلا عن
    أئمتهم ، قالوا : بلى ذلك مروي عندنا عنهم ، فإذا قلنا : *( هاتوا برهانكم إن
    كنتم صادقين )* وجموا ! و ليس ذلك غريبا منهم ، ما داموا أنهم لا يتورعون عن
    الجهر بتكفير معاوية رضي الله عنه ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله ، و لا
    عن تفسيق كبار الصحابة كأبي بكر و عمر و عائشة رضي الله عنهم ، و قد سمعت ذلك
    من بعضهم ، ثم هم مع ذلك كله يتظاهرون بالدعوة إلى التفاهم و التقارب ، فهلا
    تركوا للصلح مجالا ؟ !
    (3/80)
    ________________________________________
    1082 - " من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد ، و من أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر ، و من أنكر خروج الدجال فقد كفر ، و من لم يؤمن بالقدر خيره و شره فقد كفر ، فإن جبريل عليه السلام أخبرني بأن الله تعالى يقول : من لم
    يؤمن بالقدر خيره و شره فليتخذ ربا غيري " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/201 ) :

    باطل .

    رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " ( 265/1 - 2 ) : حدثنا محمد
    ابن الحسن بن علي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد : حدثنا إسماعيل
    ابن أبي إدريس : حدثنا مالك بن أنس : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا
    قلت : و هذا حديث باطل ، المتهم به شيخ الكلاباذي محمد بن الحسن ، أو شيخه
    الحسين بن محمد بن أحمد ، فقد جاء في " الميزان " :
    محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري ، عن وراق الحميدي ، فذكر حديثا
    موضوعا في الدعاء عند الملتزم ، و أقره الحافظ في " اللسان " و زاد عليه فقال
    : و وجدت في " كتاب معاني الأخبار " للكلاباذي خبرا موضوعا .
    ثم ذكره بإسناد كما نقلناه عنه ، إلا أنه وقع فيه عنده تحريف في بعض الأسماء ،
    و قال عقبه مشيرا إلى الأنصاري هذا الذي ترجمه الذهبي :
    و قد غلب على ظني أنه هذا ، و شيخه ما عرفته بعد البحث عنه .
    و قال في ترجمة شيخه الحسين بن محمد بن أحمد :
    عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بخبر باطل مضى ذكره قفي ترجمة محمد بن الحسن
    ابن علي بن راشد .
    و قوله : " مضى " سبق قلم منه رحمه الله ، و الصواب : " يأتي " كما هو ظاهر ،
    و قول المصحح في تعليقه على " اللسان " :
    هكذا في الأصل ، و لكن كيف يمكن مضيه من قبل ، و لم يأت إلى الآن من اسمه
    محمد ؟ ! فلعله تصحيف اسم آخر .
    و أقول : لا تصحيف ، و لو رجع إلى ترجمة محمد بن الحسن ، لوجد فيها الحديث
    المشار إليه ، و لعلم أن الخطأ في قوله " مضى " ، والله أعلم .
    و اعلم أن الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي ، و نزول عيسى ،
    و بالقدر خيره و شره ، كل ذلك واجب الإيمان به ، لثبوته في الكتاب و السنة ،
    و لكن ليس هناك نص في أن " من أنكر ذلك فقد كفر " ، و من أجل هذا أوردت الحديث
    و بينت وضعه ، و هو ظاهر الوضع ، و كأنه من وضع بعض المحدثين أو غيره من الجهلة
    ، وضعه ليقيم به الحجة على منكري ذلك من ذوي الأهواء و المعتزلة ، و لن تقوم
    الحجة على أحد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و الافتراء على الله
    تعالى ، فقاتل الله الوضاعين ما أجرأهم على الله عز وجل .
    و التكفير ليس بالأمر السهل ، نعم من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت
    الحجة عليه ، فهو الكافر الذي يتحقق فيه حقيقة معنى كفر ، و أما من أنكر شيئا
    لعدم ثبوته عنده ، أو لشبهة من حيث المعنى ، فهو ضال ، و ليس بكافر مرتد عن
    الدين شأنه في ذلك شأن من ينكر أي حديث صحيح عند أهل العلم ، والله أعلم .
    (3/81)
    ________________________________________
    1083 - " إذا حدثتم عني حديثا يوافق الحق فخذوا به ، حدثت به أو لم أحدث به " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/203 ) :

    موضوع .

    أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 9 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 4/78/2 )
    و ابن حزم في " الأحكام " ( 2/78 ) من طريق أشعث بن براز عن قتادة عن عبد الله
    ابن شقيق عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال العقيلي :
    ليس بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد يصح ، و للأشعث هذا غير
    حديث منكر .
    و قال ابن حزم عقبه : كذاب ساقط ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
    طريق العقيلي و ذكر كلامه المتقدم و زاد :
    و قال يحيى : هذا الحديث وضعته الزنادقة ، و قال الخطابي : لا أصل له ، و روي
    من حديث يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن ثوبان ، و يزيد مجهول ، و أبو الأشعث
    لا يروي عن ثوبان .
    و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1/213 ) بقوله :
    قلت : هذا الطريق أخرجه ( هنا بياض في الأصل ) و قول المؤلف أن يزيد مجهول
    مردود ، فإنه له ترجمة في " الميزان " و قد ضعفه الأكثر ، و قال ابن عدي : أرجو
    أنه لا بأس به ، و قال أبو مسهر : كان يزيد بن ربيعة فقيها غير متهم ، ما ينكر
    عليه أنه أدرك أبا الأشعث ، و لكن أخشى عليه سوء الحفظ و الوهم ، و قوله : إن
    أبا الأشعث لا يروي عن ثوبان مردود ، فقد روى أبو النضر : حدثنا يزيد بن ربيعة
    : حدثنا أبو الأشعث الصنعاني قال : سمعت ثوبان يحدث عن النبي صلى الله عليه
    وسلم أنه قال : " قبل الجبار فيثني رجله على الجسر " . الحديث .
    قلت : في " الميزان " جملة حذفها السيوطي ، و ليس ذلك بجيد ، لا سيما و هي
    تخالف ما يتجه إليه من تمشية حال يزيد هذا ، فقال الذهبي :
    و قال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة ، و أما ابن عدي فقال : أرجو
    أنه لا بأس به ، و فيه إشعار بأن الذهبي لم يتبن قول ابن عدي هذا ، و يؤيده أنه
    أورد المترجم في " الضعفاء " و قال :
    قال البخاري : أحاديثه منكرة ، و قال النسائي : متروك .
    و قد ساق له في " الميزان " أحاديث مما أنكر عليه ، هذا أحدها ، ثم قال فيه :
    منكر جدا .
    ثم ذكر السيوطي للحديثين ثلاث طرق أخرى عن أبي هريرة أحدها واه جدا ، و الثاني
    معلول ، و الثالث ضعيف مع أنه أخطأ في سنده فلابد من سوقها لبيان حقيقة أمرها .
    (3/82)
    ________________________________________
    1084 - " لا أعرفن ما يحدث أحدكم عني الحديث ، و هو متكيء على أريكته فيقول : أقرأ قرآنا ! ما قيل من قول حسن فأنا قلته " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/204 ) :

    ضعيف جدا .



    أخرجه ابن ماجه ( 21 ) : حدثنا علي بن المنذر : حدثنا محمد بن الفضيل : حدثنا
    المقبري عن جده عن أبي هريرة مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد واه جدا ، رجاله كلهم ثقات غير المقبري ، و هو عبد الله بن
    سعيد بن أبي سعيد المقبري ، قال البخاري :
    تركوه ، و كذا قال الذهبي في " الضعفاء " .
    نحوه قول الحافظ في " التقريب " :
    متروك ، و قال يحيى بن سعيد :
    جلست إليه مجلسا فعرفت فيه الكذب .
    قلت : و هذا الحديث لم يورده البوصيري في " الزوائد " مع أنه على شرطه ، فكأنه
    ذهل عنه ، و لذلك لم يتكلم عليه أبو الحسن السندي في حاشيته على ابن ماجه !
    و لا محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه عليه ! و ذكره السيوطي في " اللآليء
    المصنوعة " ( 1/314 ) شاهدا لحديث ابن بزار المتقدم ، و تبعه على ذلك ابن عراق
    في " تنزيه الشريعة " ( 1/624 ) ساكتين عليه ، و لا يخفى أن حديث مثل هذا
    المتهم بالكذب لا يصح شاهدا ، إنما يصلح لذلك العدل السيئ الحفظ الذي لم يكثر
    خطؤه و لم يتهم ، كما هو معلوم في " المصطلح " .
    و جد المقبري هو ابن سعيد كما سبق و هو ثقة ، و قد روى عن أبيه سعيد بن أبي
    سعيد بإسناد أصلح من هذا و هو معلوم ، و هو :
    إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه و لا تنكرونه ، قلته أو لم أقله فصدقوا به ، فإني
    أقول ما يعرف و لا ينكر ، و إذا حدثتم بحديث تنكرونه و لا تعرفونه ، فكذبوا به
    ، فإني لا أقول ما ينكر ، و لا يعرف .
    (3/83)
    ________________________________________
    1085 - " إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه و لا تنكرونه ، قلته أو لم أقله فصدقوا به ،
    فإني أقول ما يعرف و لا ينكر ، و إذا حدثتم بحديث تنكرونه ولا تعرفونه ، فكذبوا
    به ، فإني لا أقول ما ينكر ، و لا يعرف " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/205 ) :

    ضعيف .

    أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9/218/1 ) و الدارقطني في " سننه "
    ( ص 513 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 11/391 ) و الهروي في " ذم الكلام "
    ( 4/78/2 ) و كذا أحمد كما في " المنتخب " ( 10/199/2 ) لابن قدامة ، و ليس هو
    في " المسند " كلهم عن يحيى بن آدم : حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد
    المقبري ( زاد الدارقطني و الخطيب : عن أبيه ) عن أبي هريرة مرفوعا به .
    و قال الهروي : لا أعرف علة هذا الحديث ، فإن رواته كلهم ثقات ، و الإسناد متصل
    .
    قلت : قد عرف علته و كشف عنها الإمام البخاري رحمه الله تعالى ، ثم أبو حاتم
    الرازي ، فقال الأول في " التاريخ الكبير " ( 2/1/434 ) :
    و قال ابن طهمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن النبي صلى الله عليه وسلم :
    " ما سمعتم عني من حديث تعرفونه فصدقوه " ، و قال يحيى : عن أبي هريرة و هو وهم
    ليس فيه أبو هريرة ، يعني أن الصواب في الحديث الإرسال ، فهو علة الحديث .
    فإن قيل : كيف هذا و يحيى بن آدم ثقة حافظ محتج به في " الصحيحين " ، و قد وصله
    بذكر أبي هريرة فهي زيادة من ثقة فيجب قبولها ؟ ، فأقول : نعم هو ثقة كما ذكرنا
    ، و لكن هذا مقيد بما إذا لم يخالف من هو أوثق منه و أحفظ ، أو الأكثر منه عددا
    ، و في صنيع البخاري السابق ما يشعرنا بذلك ، و قد أفصح عنه بعض المحدثين فقال
    ابن شاهين في " الثقات " :
    قال يحيى بن أبي شيبة : ثقة صدوق ثبت حجة ما لم يخالف من هو فوقه مثل وكيع و قد
    خالف هنا ابن طهمان و اسمه إبراهيم كما سبق ، و هو ثقة محتج به في " الصحيحين "
    ، و لا أقول إنه فوق يحيى ، و لكن معه جماعة من الثقات تابعوه على إرساله ،
    و ذلك ما أعل به الحديث الإمام أبو حاتم ، فقال ابنه في " العلل " ( 2/310/3445
    ) : سمعت أبي و حدثنا عن بسام بن خالد عن شعيب بن إسحاق عن ابن أبي ذئب عن سعيد
    المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " إذا بلغكم عني حديث حسن يحسن بي أن أقوله فأنا قلته ، و إذا بلغكم عني حديث
    لا يحسن بي أن أقوله فليس مني و لم أقله " .
    قال أبي : هذا حديث منكر ، الثقات لا يرفعونه .
    يعني لا يجاوزون به المقبري ، و لا يذكرون في إسناده أبا هريرة ، و إنما تأولت
    كلامه بهذا لأمرين :
    الأول : ليوافق كلام البخاري المتقدم فإنه صريح في ذلك .
    و الآخر : أن تفسير كلامه على ظاهره مما لا يعقل قصده من مثله ، لأنه و الحالة
    هذه لا طائل من إعلاله بالوقف ، فإن صيغته تنبىء عن أن الحديث مرفوع معنى ، صدر
    ممن كلامه تشريع ، و لأن المعنى حينئذ أن أبا هريرة رضي الله عنه قال هذا
    الكلام و صح ذلك عنه ! فهل يعقل أن يقول هذا مسلم فضلا عن هذا الإمام ؟ !
    فإن قيل : فقد تابع يحيى بن آدم على وصله شعيب بن إسحاق هذا و هو ثقة محتج به
    في " الصحيحين " أيضا ، فلم لا يرجح الوصل على الإرسال ؟
    قلت : ذلك لأن الطريق إلى شعيب غير صحيح ، فإن بسام بن خالد الراوي عنه غير
    معروف ، فقد أورده الذهبي في " الميزان " ثم العسقلاني في " اللسان " ، و لم
    يزيدا في ترجمته على أن ساقا له هذا الحديث من طريق ابن أبي حاتم و كلام أبيه
    فيه ! و أما قول الشيخ المحقق العلامة المعلمي اليماني فيما علقه على " الفوائد
    المجموعة " للشوكاني ( ص 280 ) في بسام هذا : صوابه : هشام ، فكان يمكن أن يكون
    كذلك لولا أن الذهبي و العسقلاني نقلاه كما وقع في المطبوعة من " العلل " إلا
    أن يقال : إن نسخة الشيخين المذكورين فيها خطأ ، و هو بعيد جدا .
    (3/84)
    ________________________________________
    1086 - " لا أعرفن أحدا منكم أتاه عني حديث و هو متكيء في أريكته فيقول : اتلوا به علي قرآنا ! ما جاءكم عني من خير قلته أو لم أقله فأنا أقوله ، و ما أتاكم من
    شر فإني لا أقول الشر " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/207 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أحمد ( 2/483 ) و البزار ( رقم 126 كشف الأستار ) عن أبي معشر عن سعيد عن
    أبي هريرة مرفوعا .
    قلت : و هذا سند ضعيف من أجل أبي معشر ، و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ،
    قال الحافظ في " التقريب " :
    ضعيف ، أسن و اختلط .
    و قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( 7/2 ) :
    لم يكن قويا في الحديث .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/154 ) : رواه أحمد و البزار ، و فيه أبو معشر
    نجيح ضعفه أحمد و غيره ، و قد وثق " .
    قلت : و قد تابعه المقبري ، و هو عبد الله بن سعيد ، أخرجه ابن ماجه
    ( رقم 21 ) نحوه و هو متهم ، و قد تقدم حديثه قريبا برقم ( 1084 ) .
    تنبيه : أورد السيوطي هذا الحديث في " اللآليء " ( 1/213 - 214 ) من رواية أحمد
    بإسناد آخر له عن أبي هريرة ، و ذلك من أوهام السيوطي رحمه الله ، تبعه
    الشوكاني في " الفوائد المجموعة " ( ص 279 ) و لم يتنبه له ابن عراق في " تنزيه
    الشريعة " ( 1/264 ) ، فإنه لا أصل له بالإسناد المشار إليه ، لا في " المسند "
    ، و لا في غيره ، و إنما روى أحمد ( 2/366 ) به حديثا آخر متنه :
    " المؤمن القوي خير و أفضل و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، و في كل خير .. "
    الحديث و هو صحيح مخرج في " ظلال الجنة " ( 356 ) .
    و جملة القول : أن هذه الأحاديث الأربعة عن أبي هريرة ليس فيها شيء يصح ، و هي
    تدور على ثلاث طرق عنه ، فالأوليان منها ليس لها إلا إسناد واحد ، و فيها متهم
    و متروك ، و الأخرى لها ثلاثة أسانيد ، تدور كلها على سعيد بن أبي سعيد المقبري
    و هي كلها ضعيفة و بعضها أشد ضعفا من بعض كما سبق بيانه ، و لهذا قال الشوكاني
    في " الفوائد " عقب هذه الطرق ( 281 ) :
    و بالجملة ، فهذا الحديث بشواهده لم تسكن إليه نفسي ، مع أنه لم يكن في إسناد
    أحمد ، و لا في إسناد ابن ماجه من يتهم بالوضع ، فالله أعلم ، و إني أظن أن ابن
    الجوزي قد وفق للصواب بذكره في موضوعاته .
    قلت : و ما ذكره في إسناد ابن ماجه غير مسلم ، فإن فيه عبد الله بن سعيد بن أبي
    سعيد المقبري و هو متهم كما تقدم .
    و أقول : و من الممكن إعلال الطريق الخرى بسعيد بن أبي سعيد نفسه ، فإنه و إن
    كان ثقة و من رجال الشيخين فقد كان اختلط كما ذكر غير واحد من الأئمة منهم ابن
    سعد و يعقوب بن شيبة ، و كذا ابن حبان فقال في كتابه " الثقات " ( 1/63 ) :
    و كان اختلط قبل أن يموت بأربع سنين .
    و قول الذهبي :
    شاخ و وقع في الهرم و لم يختلط .
    فلا أدري ما وجهه بعد أن ثبت اختلاطه من ذكرنا من العلماء و المثبت مقدم على
    النافي ؟ ! و كذلك قوله :
    ما أحسب أن أحدا أخذ عنه في الاختلاط ، فإن ابن عيينة أتاه فرأى لعابه يسيل فلم
    يحمل عنه ، فهذا مما لا دليل عليه إلا الظن ، و الحق أن مثل سعيد هذا ينتقى
    حديثه ، فلا يقبل كله ، و لا يطرح كله ، و ما أظن الشيخين أخرجا له إلا على هذا
    النهج ، إن كان ثبت عندهما اختلاطه .
    و قد روي الحديث عن غير أبي هريرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، و لكن
    طرقها مما لا تقوم الحجة بها أيضا ، و إليك بيانها :
    إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما وافق
    القرآن فخذوا به ، و ما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به .
    (3/85)
    ________________________________________
    1087 - " إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما وافق القرآن فخذوا به ، و ما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/209 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الدارقطني ( 513 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 78/2 ) عن أبي بكر بن
    عياش عن عاصم عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب مرفوعا ، و أعله الدارقطني
    فقال : هذا وهم ، و الصواب عن عاصم عن زيد ، عن علي بن الحسين مرسلا عن النبي
    صلى الله عليه وسلم .
    قلت : و أبو بكر بن عياش و إن كان من رجال البخاري ففي حفظه ضعف ، و لهذا قال
    الحافظ في " التقريب " :
    ثقة عابد ، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ، و كتابه صحيح .
    (3/86)
    ________________________________________
    1088 - " سيفشو عني أحاديث ، فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله ، و اعتبروه ، فما وافق كتاب الله فأنا قلته ، و ما لم يوافق كتاب الله فلم أقله " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/209 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/194/2 ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي :
    أخبرنا الزبير بن محمد بن الزبير الرهاوي : أخبرنا قتادة بن الفضيل عن أبي حاضر
    عن الوضين بن سالم عن عبد الله عن عبد الله بن عمر مرفوعا به .
    قلت : و هذا سند ضعيف و فيه علل :
    الأولى : الوضين بن عطاء فإنه سيىء الحفظ .
    الثانية : قتادة بن الفضيل ، قال الحافظ في " التقريب " :
    مقبول ، يعني عند المتابعة .
    الثالثة : أبو حاضر هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم الحافظ في " اللسان "
    في " باب الكنى " و لم يسمياه ، و قالا :
    عن الوضين بن عطاء ، مجهول .
    قلت : فليس هو المسمى عثمان بن حاضر المترجم في " التهذيب " ، فإنه تابعي يروي
    عن العبادلة و غيرهم ، و لا هو المسمى عبد الملك بن عبد ربه بن زيتون الذي
    أورده ابن حبان في " الثقات " ( 2/173 ) و قال :
    يروي عن رجل عن ابن عباس ، عداده في أهل الشام ، روى عنه أهلها ، كنيته
    أبو حاضر .
    و كذا في " الجرح و التعديل " ( 2/2/359 ) إلا أنه قال :
    روى عنه عيسى بن يونس .
    و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
    و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 1/170 ) :
    رواه الطبراني في " الكبير " و فيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه و هو منكر
    الحديث .
    ففيه نظر ، فقد علمت أن أبا حاضر هذا من أتباع التابعين ، و أما الترجم فهو من
    أتباع أتباعهم ، ثم هو قد أخذ قوله : منكر الحديث من " الميزان "
    و " اللسان " ، و هما ذكراه في ترجمة " عبد الملك به عبد ربه الطائي " ، فهل
    الطائي هذا هو أبو حاضر عبد الملك ؟ ذلك ما لا أظنه ، والله أعلم .
    الرابعة : الزبير بن محمد الرهاوي ، فإني لم أجد له ترجمة .
    (3/87)
    ________________________________________
    1089 - " ستبلغكم عني أحاديث ، فاعرضوها على القرآن ، فما وافق القرآن فالزموه ، و ما خالف القرآن فارفضوه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/210 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه الهروي في " ذم الكلام " ( 78/2 ) عن صالح المري : حدثنا الحسن قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف مرسل ، الحسن هو البصري .
    و صالح المري هو ابن بشير و هو ضعيف جدا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " :
    قال النسائي و غيره : متروك .
    و قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف .
    (3/88)
    ________________________________________
    1090 - " ما حدثتم عني مما تعرفونه فخذوه ، و ما حدثتم عني مما تنكرونه ، فلا تأخذوا به ، فإني لا أقول المنكر ، و لست من أهله " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) :

    ضعيف جدا .

    أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( 430 ) عن سليم أبي مسلم المكي و هو ابن مسلم عن
    يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته سليم المكي و هو الخشاب ، قال ابن معين :
    جهني خبيث .
    و قال النسائي : متروك الحديث .
    و قال أحمد : لا يساوي حديثه شيئا .
    (3/89)
    *******************************
    تبع بإذن الله ......

    v]: hgsgsgm hgqudtm





    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  2. #2
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 31

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1091 - " من حج بمال حرام فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله عز وجل له : لا لبيك و لا
    سعديك ، و حجك مردود عليك "
    .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) :

    ضعيف .

    رواه ابن مردويه في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 192/1 - 2 ) و من طريقه
    الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 274 ـ مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن الجوزي في
    " منهاج القاصدين " ( 1/59/1 ) عن الدجين بن ثابت اليربوعي : أخبرنا أسلم مولى
    عمر ابن الخطاب عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الدجين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
    لا يحتج به .
    و قال في " الميزان " :
    قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، و قال أبو حاتم و أبو زرعة : ضعيف ، و قال
    النسائي : ليس بثقة ، و قال الدارقطني و غيره : ليس بالقوي .
    و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) أن الأصبهاني رواه يعني في " الترغيب "
    من حديث أسلم مولى عمر بن الخطاب مرسلا .
    ذكره عقب الحديث الآتي و أشار إلى تضعيفهما .
    (3/90)
    ________________________________________

    1092 - " من أم هذا البيت من الكسب الحرام ، شخص في غير طاعة الله ، فإذا أهل و وضع
    رجله في الغرز أو الركاب و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه
    مناد من السماء : لا لبيك و لا سعديك ، كسبك حرام ، و زادك حرام ، فارجع مأزورا
    غير مأجور ، و أبشر بما يسوؤك ، و إذا خرج الرجل حاجا بمال حلال ، و وضع رجله
    في الركاب ، و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء
    : لبيك و سعديك ، قد أجبتك ، راحلتك حلال ، و ثيابك حلال ، و زادك حلال ، فارجع
    مأجورا غير مأزور ، و أبشر بما يسرك " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/212 ) :

    ضعيف جدا .

    رواه البزار في " مسنده " ( رقم ـ 1079 ) من طريق سليمان بن داود : حدثنا يحيى
    ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به و قال :
    الضعف بين على أحاديث سليمان و لا يتابعه عليها أحد ، و هو ليس بالقوي !
    و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/210 ) :
    رواه البزار و فيه سليمان بن داود اليمامي و هو ضعيف " .
    قلت : بل هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الميزان " :
    قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قد مر معنا أن
    البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث ، فلا تحل رواية حديثه ، و قال ابن
    حبان : ضعيف ، و قال آخر : متروك .
    و قال في " الضعفاء " : ضعفوه .
    و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) عن أبي هريرة بنحوه مع تقديم
    الحاج بالمال الحلال على الحاج بالمال الحرام ، و قال :
    رواه الطبراني في ( الأوسط ) ، و أشار إلى ضعفه .
    قلت : و هو عنده ( رقم ـ 5361 ) من طريق اليمامي المذكور .
    (3/91)
    ________________________________________


    1093 - " يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة ، و أوساطهم للتجارة و قراؤهم
    للرياء و السمعة ، و فقراؤهم للمسألة " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الخطيب ( 10/296 ) و من طريقه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/64/1
    ـ 2 ) : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن السرخسي ـ قدم علينا الحج ـ قال
    : حدثنا إسماعيل بن جميع ، قال : حدثنا مغيث بن أحمد عن فرقد السبخي ، كذا و في
    " المنهاج " مغيث بن أحمد البلخي قال حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن مخلد بن
    عبد الرحمن الأندلسي عن محمد بن عطاء الدلهي ليس في " المنهاج " الدلهي عن جعفر
    ابن سليمان قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد مظلم ، كل من دون جعفر بن سليمان لم أجد له ترجمة ، سوى شيخ
    الخطيب عبد الرحمن بن الحسن ، فإنه أورده في " تاريخه " و ساق له هذا الحديث ،
    و لم يزد ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 3/76/1 9 من رواية
    الخطيب و الديلمي .
    (3/92)
    ________________________________________

    1094 - " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) :

    ضعيف .

    رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 97/1 ) : أخبرنا أنيس أخبرنا إسماعيل
    ابن إبراهيم الترجماني حدثنا داود بن الزبرقان عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن
    أبي أوفى عن عمران بن حصين .
    و من طريق أبي سعيد رواه القضاعي ( 85/1 ) و قال : أنيس أبو عمرو المستملي .
    و رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/187/1 ) من طريق ابن أبي الدنيا ،
    و ابن عدي ( 128/2 ) و من طريقه البيهقي في " السنن " ( 10/199 ) من طريق أخرى
    عن الترجماني به ، و قال :
    تفرد برفعه داود بن الزبرقان ، قال ابن عدي :
    و عامة ما يرويه مما لا يتابعه أحد عليه .
    قلت : و هو ضعيف جدا ، قال أبو داود :
    ضعيف ترك حديثه .
    و قال النسائي : ليس بثقة .
    و قال الجوزجاني : كذاب .
    و في " التقريب " : متروك ، و كذبه الأزدي .
    قلت : و قد خولف في إسناده ، فأخرجه البيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء : أنبأ
    سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف عن عمران أنه قال : فذكره موقوفا عليه
    و قال : هذا هو الصحيح موقوف .
    قلت : و كذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفا عليه ، و لفظه : قال مطرف بن
    عبد الله بن الشخير : صحبت عمران بن حصين إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا
    أنشدنا فيه الشعر ، و قال : فذكره .
    رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 885 ) ، و قال ابن الجوزي :
    و رواه أبو عوانة عن قتادة عن مطرف فوقفه ، و هو الأشبه .
    قلت : و رواه البيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه ، و الغزالي مع
    تساهله فقد أورد الحديث في " الإحياء " ( 9/44 ) طبع لجنة نشر الثقافة
    الإسلامية موقوفا عن عمر و غيره .
    ثم رأيته مرفوعا من طريق أخرى ، فقال ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " 0
    322 ) : أخبرنا محمد بن جرير الطبري : حدثنا الفضل بن سهل الأعرج : حدثنا
    سعيد بن أوس : حدثنا شعبة <1> عن قتادة به مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير الفضل بن سهل الأعرج ، قال ابن
    أبي حاتم ( 3/2/63 ) : سئل أبي عنه فقال : صدوق .
    لكن سعيدا هذا ، قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، فلا يطمئن القلب لمخالفته
    لمثل شعبة و من معه ممن أوقفه .
    و الحديث مما سود به الشيخ نسيب الرفاعي كتابه الذي سماه " تيسير العلي القدير
    لاختصار تفسير ابن كثير ، فإنه رغم تنصيصه في مقدمته أنه التزم فيه أن لا
    يورد فيه الأحاديث الضعيفة التي وقعت في أصله : " تفسير ابن كثير " ، فقد ذكر
    في كتابه هذا عشرات الأحاديث الضعيفة و المنكرة ، و سيأتي التنبيه على بعضها إن
    شاء الله تعالى ، و هذا أحدها ( 3/465 ) ، و تقدم بعض آخر منها .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] كذا الأصل ، و أظنه تصحيفا ، و الصواب " سعيد " و هو ابن أبي عروبة ، فإنه
    الذي في شيوخ سعيد بن أوس . اهـ .
    (3/93)

    ________________________________________


    1095 - " يا بلال ! غن الغزل " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/215 ) :

    باطل لا أصل له .

    و لعله في بعض كتب الأدب التي تروي ما هب و دب من مثل كتاب أبي الفرج الأصبهاني
    " الأغاني " ! فقد أورد هذا الحديث مؤلفوا كتاب " التربية الموسيقية " ( ص 65 -
    طبع سنة 1964 ـ 1965 ) دون أن يعزوه إلى كتاب !
    (3/94)
    ________________________________________

    1096 " إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا : اللهم اجعلها مغنما ، و لا
    تجعلها مغرما "


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) :

    موضوع .

    رواه ابن ماجه ( رقم 1797 ) و ابن عساكر ( 7/225/2 ) عن البختري متفق على ضعفه
    .
    و قال المناوي في " فيض القدير " :
    قال في الأصل : و ضعف ، و ذلك لأن فيه سويد بن سعيد قال أحمد : متروك .
    قلت : إنما علة الحديث البختري هذا ، فإنه عند ابن عساكر من طريق أخرى عنه
    فانتفت التهمة عن الوليد و سعيد و انحصرت في البختري و هو متهم ، فقد قال أبو
    نعيم : روى عنه أبيه عن أبي هريرة موضوعات .
    و كذا قال الحاكم و النقاش ، و قال ابن حبان :
    ضعيف ذاهب ، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد و ليس بعدل ، فقد روى عن أبيه عن
    أبي هريرة نسخة فيها عجائب .
    و قال الأزدي : كذاب ساقط .
    (3/95)
    ________________________________________

    1097 - " إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) :

    ضعيف .


    أخرجه الإمام أحمد ، قال ( 2/541 ) : حدثنا عصام بن خالد : حدثنا حريز ، و في
    الأصل : جرير و هو تصحيف عن شبيب أبي روح أن أعرابيا أتى أبا هريرة فقال :
    يا أبا هريرة ! حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث فقال :
    قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    " ألا إن الإيمان يمان ، و الحكمة يمانية ، و أجد نفس ربكم من قبل اليمن ،
    و قال المغيرة <1> : من قبل المغرب ) ، ألا إن الكفر و الفسوق و قسوة القلب
    في الفدادين أصحاب الشعر و الوبر ، الذين يغتالهم الشياطين على أعجاز الإبل " .
    و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/56 ) من رواية أحمد إلى قوله : " من قبل
    اليمن " ثم قال :
    " و رجاله رجال الصحيح غير شبيب و هو ثقة " . و مثله قول شيخه الحافظ العراقي
    في " تخريج الإحياء " ( 1/92 ) :
    " رواه أحمد ، و رجاله ثقات " .
    قلت : في النفس من شبيب شيء ، فإنه يصرح بتوثيقه أحد غير ابن حبان ( 1/86 ) ،
    و قول أبي داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " ليس نصا في توثيقه لشبيب بالذات ،
    لاحتمال أن أبا داود لم يعلم أو لم يخطر في باله حين قال ذلك أن شبيبا من شيوخ
    حريز ، و قد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/1/358 ) و لم يحك
    فيه جرحا و لا توثيقا ، و لعله لذلك قال ابن القطان :
    " شبيب لا تعرف له عدالة " .
    و أيضا فقد روى الحديث جماعة من التابعين الثقات عن أبي هريرة لم يذكر أحد منهم
    فيه هذه الجملة " و أجد نفس ربكم من قبل اليمن " ، أخرجه كما ذكرنا الشيخان في
    " صحيحيهما " و أحمد ( 2/235 و 252 و 258 و 267 و 269 و 277 و 372 و 380 و 407
    و 425 و 457 و 474 و 480 و 484 و 488 و 502 و 541 ) فهي عندى منكرة ، أو على
    الأقل شاذة .
    ( تنبيه ) : أورد الحديث الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " و قال ( 1/217 ) :
    " قال العراقي : لم أجد له أصلا " !
    قلت : ينافي ما نقلته عن كتابه " التخريج " فالله أعلم بصحة نقل العجلوني عنه .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] لم أدر من المغيرة هذا ؟ و ليس له ذكر في سند الحديث . اهـ .
    1
    (3/96)
    ________________________________________

    1098 - " ليس الإيمان بالتمني و لا بالتحلي ، و لكن ما وقر في القلب و صدقه العمل ،
    العلم علم باللسان و علم بالقلب ، فأما علم القلب فالعلم النافع ، و علم اللسان
    حجة الله على بني آدم " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/218 ) :

    موضوع .


    رواه ابن النجار في " الذيل " ( 10/88/2 ) عن عبد السلام بن صالح : حدثنا يوسف
    ابن عطية : حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد هالك ، يوسف بن عطية و هو الصفار الأنصاري قال البخاري :
    " منكر الحديث " .
    و قال النسائي و الدولابي :
    " متروك الحديث " . زاد النسائي : " و ليس بثقة " .
    و عبد السلام بن صالح ، و هو أبو الصلت الهروي أورده الذهبي في " الضعفاء "
    و قال :
    " اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة ، و قال ابن عدي : متهم
    . و قال غيره : رافضي " .
    قلت : و قد رواه بعض الضعفاء عن الحسن موقوفا عليه .
    أخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( رقم 93 بتحقيقي ) من طريق جعفر بن
    سليمان : نا زكريا قال : سمعت الحسن يقول :
    " إن الإيمان ليس بالتحلي و لا بالتمني ، إنما الإيمان ما وقر في القلب و صدقه
    العمل " .
    و هذا سند ضعيف من أجل زكريا هذا و هو ابن حكيم الحبطي ، قال الذهبي في "
    الميزان " :
    " هالك " . و أقره الحافظ في " اللسان " . لكن قال المناوي في " الفيض " تحت
    قول السيوطي : " رواه ابن النجار و الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس " :
    " قال العلائي : حديث منكر ، تفرد به عبد السلام بن صالح العابد ، قال النسائي
    متروك . و قال ابن عدي : مجمع على ضعفه ، و قد روي معناه بسند جيد عن الحسن من
    قوله . و هو الصحيح . إلى هنا كلامه ، و به يعرف أن سكوت المصنف عليه لا يرضى "
    قلت : فلعل العلائي وقف على سند آخر لهذا الأثر عن الحسن ; و لذلك جوده . والله
    أعلم .
    (3/97)
    ________________________________________

    1099 - " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت و يوم الأحد ، أكثر مما
    يصوم من الأيام ، و يقول : إنهما عيد المشركين ، فأنا أحب أن أخالفهم " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/219 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أحمد ( 6/324 ) و ابن خزيمة ( 2167 ) و ابن حبان ( 941 ) و الحاكم (
    1/436 ) و عنه البيهقي ( 4/303 ) من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال :
    حدثنا أبي عن كريب أنه سمع أم سلمة تقول : فذكره . و قال الحاكم :
    " إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي .
    قلت : و في هذا نظر ; لأن محمد بن عمر بن علي ليس بالمشهور ، و قد ترجمه ابن
    أبي حاتم ( 4/1/18/81 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره
    في " الثقات " على قاعدته ! و أورده الذهبي في " الميزان " و قال :
    " ما علمت به بأسا ، و لا رأيت لهم فيه كلاما ، و قد روى له أصحاب السنن
    الأربعة " .
    ثم ذكر له حديثا رواه النسائي ثم قال :
    " و أورده عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه الوسطى " ، و قال : إسناده ضعيف .
    و قال ابن القطان : هو كما ذكر ضعيف ، فلا يعرف حال محمد بن عمر . ثم ذكر له
    بعد حديث كريب عن أم سلمة ( قلت : فساق هذا ثم قال : ) أخرجه النسائي ، قال ابن
    القطان : فأرى حديثه حسنا . يعني لا يبلغ الصحة " .
    قلت : فأنت ترى أن ابن القطان تناقض في ابن عمر هذا ، فمرة يحسن حديثه ، و مرة
    يضعفه ، و هذا الذي يميل القلب إليه لجهالته ، لا سيما و حديثه هذا مخالف
    بظاهره لحديث صحيح و لفظه :
    " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، و إن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة
    ، أو عود شجرة فليمضغه " .
    أخرجه أصحاب السنن و غيرهم و حسنه الترمذي و صححه الحاكم ، و إسناده صحيح ، بل
    له طريقان آخران صحيحان ، كما بينته في " الإرواء " ( رقم 960 ) .
    و فيه علة أخرى ، و هي أن عبد الله بن محمد بن عمر حاله نحو حال أبيه ، لم
    يوثقه غير ابن حبان ، و قال ابن المديني :
    " وسط " . و قال الحافظ :
    " مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة
    و لم يتابع في هذا الحديث ، فهو لين .
    و لم أكن قد تنبهت لهذه العلة في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ، فحسنت ثمة
    إسناده ، و الصواب ما اعتمدته هنا . والله أعلم .
    (3/98)
    ________________________________________


    1100 - " فضلت على آدم بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ، و كن
    أزواجي عونا لي ، و كان شيطان آدم كافرا ، و كانت زوجته عونا له على خطيئته " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/220 ) :

    موضوع .

    أخرجه أبو طالب مكي المؤذن في " حديثه " ( ق 233/1 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد
    " ( 3/331 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج2 باب ما تحدث رسول الله
    صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه ) عن محمد بن الوليد بن أبان بن أبي جعفر : حدثنا
    إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته أبو جعفر هذا ، و هو القلانسي البغدادي ، قال
    الذهبي في " الميزان " :
    " قال ابن عدي : كان يضع الحديث ، و قال أبو عروبة : كذاب . فمن أباطيله ... "
    قلت : فذكر له أحاديث هذا أحدها .
    قلت : إبراهيم بن صرمة ضعفه الدارقطني و غيره . و قال ابن عدي :
    " عامة حديثه منكر المتن و السند " . و قال أبو حاتم :
    " شيخ " .
    و قال ابن معين :
    " كذاب خبيث " . كذا في " الميزان " .
    قلت : و قد سود السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورد فيه هذا الحديث الباطل
    من رواية البيهقي وحده في " الدلائل " ، فتعقبه المناوي بالقلانسي و قول الذهبي
    فيه . و فاتته العلة الأخرى و هي ابن صرمة هذا . و أما في " التيسير " فقال : "
    و فيه كذاب " .(3/99)

    ***************************
    يتبع أن شاء الله .........





  3. #3
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1101 - " أعلم الناس من يجمع علم الناس إلى علمه ، و كل صاحب علم غرثان " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/221 ) :

    ضعيف .

    رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 120/2 ) و عنه الديلمي في " مسند الفردوس " (
    1/1/121 ) عن مسعدة بن اليسع عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر بن
    عبد الله :
    أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أي الناس أعلم ؟ قال : من جمع
    ... " .
    قلت : و هذا إسناد موضوع آفته مسعدة هذا ، قال الذهبي في " الميزان " :
    " هالك ، كذبه أبو داود ، و قال أحمد بن حنبل : حرقنا حديثه منذ دهر " .
    و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/371 ) :
    " سألت أبي عنه فقال : هو ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به ، يكذب على جعفر بن
    محمد " .
    قلت : و هذا الحديث مما سود به السيوطي " جامعه الصغير " ، و تعقبه المناوي
    بقول الهيثمي ( 1/162 ) :
    " فيه مسعدة بن اليسع و هو ضعيف جدا " .
    قلت : و عليه فقوله في " التيسير " :
    " و إسناده ضعيف " .
    يخالف ما نقله عن الهيثمي و أقره عليه كما يخالف حال راويه مسعدة .
    نعم قد وجدت له متابعا قويا يمنع من الحكم على الحديث بالوضع و إن كان مرسلا ،
    فقال الدارمي في " سننه " ( 1/86 ) : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم : نا يحيى بن أبي
    بكير : نا شبل عن عمرو بن دينار عن طاووس قال : قيل : يا رسول الله ! أي الناس
    أعلم ؟ الحديث .
    قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ،; و لكنه مرسل .
    (3/100)
    ________________________________________
    1102 - " إن المرأة إذا خرجت من بيتها و زوجها كاره لذلك لعنها كل ملك في السماء و كل شيء مرت عليه غير الجن و الإنس حتى ترجع " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) :

    ضعيف جدا .


    رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/170/1 - 2 ) عن عيسى بن المساور : حدثنا سويد
    ابن عبد العزيز عن محمد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعا و قال :
    " لم يروه عن عمرو إلا محمد ، تفرد به سويد " .
    قلت : و هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
    " قال أحمد : متروك الحديث " .
    و قال في " الميزان " .
    " هو واه جدا " .
    و قال الهيثمي في " المجمع " :
    " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه سويد بن عبد العزيز و هو متروك ، و قد
    وثقه دحيم و غيره ، و بقية رجاله ثقات " .
    قلت : و أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/79 ) إلى أن الحديث حسن أو قريب من
    الحسن ; فلا تغتر به .
    (3/101)
    ________________________________________
    1103 - " لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا . يعني أهل الذمة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) :

    باطل لا أصل له .

    و قد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة ، على ألسنة كثير من الخطباء و الدعاة
    و المرشدين ، مغترين ببعض الكتب الفقهية ، مثل " الهداية " في المذهب الحنفي ،
    فقد جاء فيه ، في آخر " البيوع " :
    " و أهل الذمة في المبايعات كالمسلمين ، لقوله عليه السلام في ذلك الحديث ،
    فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما عليهم " .
    فقال الحافظ الزيلعي في " تخريجه " : نصب الراية " ( 4/55 ) :
    " لم أعرف الحديث الذي أشار إليه المصنف ، و لم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث
    معاذ ، و هو في " كتاب الزكاة " ، و حديث بريدة و هو في " كتاب السير " ، و ليس
    فيهما ذلك " .
    و وافقه الحافظ في " الدراية " ( ص 289 ) .
    قلت : فقد أشار الحافظان إلى أن الحديث لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم ، و أن صاحب " الهداية " قد وهم في زعمه ورود ذلك في الحديث . و هو يعني -
    والله أعلم - حديث ابن عباس ; و هو الذي إليه الزيلعي :
    " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال : إنك تأتي قوما أهل
    كتاب ، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، و أني رسول الله ، فإن هم أطاعوك
    ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم .. " الحديث . و هو متفق عليه .
    فليس فيه - و لا في غيره - ما عزاه إليه صاحب " الهداية " .
    بل قد جاء ما يدل على بطلان ذلك ، و هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث
    الصحيح :
    " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. فإذا فعلوا ذلك فقد
    حرمت علينا دماؤهم و أموالهم إلا بحقها ، لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما على
    المسلمين " .
    و إسناده صحيح على شرط الشيخين كما بينته في " الأحاديث الصحيحة " ( 299 ) .
    فهذا نص صريح على أن الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الجملة :
    " لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا " .
    ليس هم أهل الذمة الباقين على دينهم ، و إنما هم الذين أسلموا منهم ، و من
    غيرهم من المشركين !
    و هذا هو المعروف عند السلف ، فقد حدث أبو البختري :
    " أن جيشا من جيوش المسلمين - كان أميرهم سلمان الفارسي - حاصروا قصرا من قصور
    فارس ، فقالوا : يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم ؟ قال : دعوني أدعهم كما سمعت
    رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ، فأتاهم سلمان ، فقال لهم : إنما أنا رجل
    منكم فارسي ، ترون العرب يطيعونني ، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا ، و عليكم
    مثل الذي علينا ، و إن أبيتم إلا دينكم ، تركناكم عليه ، و أعطونا الجزية عن يد
    ، و أنتم صاغرون .. " .
    أخرجه الترمذي و قال : " حديث حسن " و أحمد ( 5/440 و 441 و 444 ) من طرق عن
    عطاء بن السائب عنه .
    و لقد كان هذا الحديث و نحوه من الأحاديث الموضوعة و الواهية سببا لتبني بعض
    الفقهاء من المتقدمين ، و غير واحد من العلماء المعاصرين ، أحكاما مخالفة
    للأحاديث الصحيحة ، فالمذهب الحنفي مثلا يرى أن دم المسلمين كدم الذميين ،
    فيقتل المسلم بالذمي ، و ديته كديته مع ثبوت نقيض ذلك في السنة على ما بينته في
    حديث سبق برقم ( 458 ) ، و ذكرت هناك من تبناه من العلماء المعاصرين !
    و هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه اليوم طالما سمعناه من كثير من
    الخطباء و المرشدين يرددونه في خطبهم ، يتبجحون به ، و يزعمون أن الإسلام سوى
    بين الذميين و المسلمين في الحقوق ، و هم لا يعلمون أنه حديث باطل لا أصل له عن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فأحببت بيان ذلك ، حتى لا ينسب إلى النبي
    صلى الله عليه وسلم ما لم يقل !
    و نحوه ما روى أبو الجنوب قال : قال علي رضي الله عنه :
    " من كانت له ذمتنا ، فدمه كدمنا ، و ديته كديتنا " .
    أخرجه الشافعي ( 1429 ) و الدارقطني ( 350 ) و قال :
    " و أبو الجنوب ضعيف " .
    و أورده صاحب " الهداية " بلفظ :
    " إنما بذلوا الجزية ، لتكون دماؤهم كدمائنا ، و أموالهم كأموالنا " .
    و هو مما لا أصل له ، كما ذكرته في " إرواء الغليل " ( 1251 ) .
    (3/102)
    ________________________________________
    1104 - " من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه ، فليعد لها . يعني الصلاة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/225 ) :

    منكر .

    أخرجه أبو داود ( 944 ) و الطحاوي ( 1/263 ) و الدارقطني ( 195 - 196 ) و عنه
    البيهقي ( 2/262 ) من طريق محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس عن أبي
    غطفان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    و قال أبو داود :
    " هذا الحديث وهم " . و قال الدارقطني :
    " قال لنا ابن أبي داود : أبو غطفان رجل مجهول ، و لعل الحديث من قول ابن إسحاق
    ، و الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ، رواه أنس
    و جابر و غيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدارقطني : رواه ابن عمر
    و عائشة أيضا " .
    قلت : أبو غطفان قد وثقه ابن معين و النسائي و ابن حبان ، و روى عنه جماعة من
    الثقات ، و لم يقل فيه مجهول غير ابن أبي داود ، فهو ثقة كما قال الحافظ في "
    التقريب " .
    و إنما علة الحديث ابن إسحاق و هو مدلس و قد عنعنه .
    و من الغرائب قول الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/90 ) :
    " حديث جيد " !
    مع أنه حكى عن ابن الجوزي أنه أعله في " التحقيق " بهذه العلة ، و التي قبلها
    ثم ذكر أنه :
    " تعقبه صاحب " التنقيح " في الأولى ، دون الأخرى . و أن الإمام أحمد سئل عن
    الحديث ، فقال : لا يثبت إسناده ، ليس بشيء " .
    و سلم بذلك الزيلعي و لم يتعقبه بشيء ، و لا مجال لذلك .
    و هو قد استدل به لما جاء في " الهداية " على المذهب الحنفي :
    " و لا يرد السلام بلسانه ، و لا بيده لأنه كلام معنى ، حتى لو صافح بنية
    التسليم تبطل صلاته " .
    و هذا مع أنه لا دليل عليه سوى هذا الحديث ، و قد تبين ضعفه ، فإنه مخالف
    للأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ،
    و لذلك فهو حديث منكر ، و في كلام ابن أبي داود السابق إشارة إلى ذلك . و لهذا
    قال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " عقبه ( رقم 1370 ) :
    " و الصحيح إباحة الإشارة على ما ذكر مسلم و غيره " .
    يعني من حديث جابر في رد السلام إشارة ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 859
    ) و حديث أنس المشار إليه آنفا هو فيه برقم ( 871 ) .
    و لا يدل لهذا المذهب حديث أبي داود مرفوعا :
    " لا غرار في صلاة و لا تسليم " .
    لما ذكرته في تخريجه في " الأحاديث الصحيحة " ( رقم 311 ) ، و قد ذكرت فيه حديث
    ابن عمر في إشارته صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، فراجعه إن شئت .
    و أما مصافحة المصلي ، فهي و إن لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما علمت
    ، فلا دليل على بطلان الصلاة ، لأنها عمل قليل ، لا سيما و قد فعلها عبد الله
    ابن عباس رضي الله عنه ، فقال عطاء بن أبي رباح :
    " أن رجلا سلم على ابن عباس ، و هو في الصلاة ، فأخذ بيده ، و صافحه و غمز يده
    " .
    أخرجه ابن أبي شيبة ( 1/193/2 ) و البيهقي في " سننه " ( 2/259 ) بإسنادين عن
    عطاء أحدهما صحيح ، و الآخر رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أن فيه عنعنة
    حبيب بن أبي ثابت .
    و ليس كل عمل في الصلاة يبطلها ، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت :
    " جئت و رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت ، و الباب عليه مغلق ،
    فمشى [ عن يمينه أو يساره ] حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه ، و وصفت الباب في
    القبلة " .
    أخرجه أصحاب السنن و حسنه الترمذي و صححه ابن حبان و عبد الحق في " الأحكام " (
    رقم 1374 ) و إسناده حسن كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 885 ) .
    (3/103)
    ________________________________________
    1105 - " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل ، كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله و دع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه أن يكون
    أكيله و شريبه و قعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال :
    *( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم )* إلى قوله
    : *( فاسقون )* ، ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر
    و لتأخذن عن المنكر و لتأخذن على يدي الظالم ، و لتأطرنه على الحق أطرا ،
    و لتقصرنه على الحق قصرا " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/227 ) :


    ضعيف .


    أخرجه أبو داود ( 4336 ) و الترمذي ( 2/175 ) و ابن ماجه ( 4006 ) و الطحاوي في
    " المشكل " ( 2/61 - 62 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 6/305 ) و أحمد في "
    المسند " ( 1/391 ) من طرق عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن
    مسعود به .
    و خالف المؤمل بن إسماعيل فقال : حدثنا سفيان قال : حدثنا علي بن بذيمة عن أبي
    عبيدة - أظنه عن مسروق - عن عبد الله به نحوه .
    أخرجه ابن جرير .
    و المؤمل هذا ضعيف لسوء حفظه .
    و خالفه عبد الرحمن بن مهدي فقال : حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة
    قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره هكذا مرسلا . و هو أصح .
    أخرجه الترمذي ( 2/175 - 176 ) و ابن جرير و ابن ماجه .
    و تابعه سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به و زاد في آخره :
    " أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم ليلعننكم كما لعنهم " .
    أخرجه أبو داود ( 4337 ) و ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " ( ق 53/1 )
    و عبد الغني المقدسي فيه ( 85/2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 8/299 ) و البغوي
    في " تفسيره " ( 3/206 - 207 ) من طرق عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن
    سالم به .
    و سالم هذا هو ابن عجلان الأفطس و هو ثقة من رجال البخاري .
    و رواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو
    ابن مرة عن سالم الأفطس به .
    أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1248 ) و ابن جرير و كذا ابن أبي حاتم كما في
    " تفسير ابن كثير " و ابن أبي الدنيا ( 54/1 - 2 ) و قال أبو داود بعد أن ذكره
    معلقا :
    " و رواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة " .
    قلت : كأنه يشير إلى أن قول المحاربي : " عبد الله بن عمرو بن مرة " وهم . و هو
    الظاهر لمخالفته لرواية الجماعة عن العلاء . و المحاربي لا بأس به ، و كان يدلس
    كما قال أحمد ، و قد عنعنه ، فلعل الوهم ممن دلسه .
    و رواية الطحان التي علقها أبو داود هي التي وصلها البغوي كما سبقت الإشارة إلى
    ذلك ، أخرجها من طريق أبي يعلى : أنا وهب بن بقية : أنا خالد - يعني ابن
    عبد الله الواسطي - عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
    عبد الله بن مسعود . و قد أخرجها أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1262 ) بهذا
    الإسناد .
    و قد خولف وهب بن بقية في هذا الإسناد ، فقال أبو جعفر الطحاوي : حدثنا محمد بن
    إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي : حدثنا عمرو بن عون الواسطي : حدثنا خالد بن
    عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي موسى قال : قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بنحوه .
    قلت : هكذا في الأصل " عمرو بن مرة عن أبي موسى " . لم يذكر بينهما أبا عبيدة ،
    فلا أدري أسقط من الأصل ، أم الرواية هكذا وقعت للطحاوي ؟ ! و غالب الظن الأول
    ، لأمور :
    1 - أن عمرو بن مرة لم يسمع من أبي موسى بل لم يذكروا له رواية عنه ، و كان لا
    يدلس ، فينبغي أن يكون بينهما راو ، و ليس هو إلا أبو عبيدة .
    2 - أن ابن كثير قال : قال شيخنا الحافظ المزي : " و قد رواه خالد بن عبد الله
    الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى " .
    قلت : و الظاهر أنه يشير إلى هذه الرواية .
    3 - أنهم ذكروا لأبي عبيدة رواية عن أبي موسى .
    4 - أن الهيثمي أورده في " المجمع " ( 7/269 ) من حديث أبي موسى ثم قال :
    " رواه الطبراني ، و رجاله رجال الصحيح " .
    و غالب الظن أنه عند الطبراني من هذا الوجه الذي ذكره المزي ، فإذا كان كذلك ،
    و فرضنا أنه كانت الرواية عنده عن عمرو بن مرة عن أبي موسى ، لنبه الهيثمي على
    انقطاعها ، و إن كان يفوته كثير التنبيه على مثله . والله أعلم .
    ثم إن إسناد الطحاوي المتقدم رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شيخ الطحاوي
    محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي و هو ثقة مأمون كما روى الخطيب في
    ترجمته ( 1/392 ) عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش . مات سنة ست و سبعين و مائتين
    <1> .
    و على هذا فينبغي أن يكون هذا الإسناد صحيحا ، لاتصاله ، وثقه رجاله ، لولا أنه
    قد اختلف في إسناده على العلاء بن المسيب ، فرواه عمرو بن عون الواسطي عن خالد
    ابن عبد الله عنه هكذا .
    و خالفه وهب بن بقية فرواه عن خالد عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
    عبد الله بن مسعود .
    و هذه الرواية أولى بالأخذ بها و الاعتماد عليها ، لأن وهب بن بقية ثقة أيضا من
    رجال مسلم ، و روايته موافقة لرواية أبي داود المتقدمة عن العلاء ، و هي من
    رواية أبي شهاب الحناط و اسمه عبد ربه بن نافع الكتاني من رجال الشيخين .
    و من المحتمل أن يكون هذا الاختلاف على العلاء بن المسيب ليس من الرواة عنه ،
    بل منه نفسه ، لأنه مع كونه ثقة ، فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، حتى قال
    الحافظ في " التقريب " :
    " ثقة ربما وهم " .
    قلت : فمن الممكن أن يكون وهم في قوله في هذا الإسناد : عن عمرو بن مرة [ عن
    أبي عبيدة ] عن أبي موسى ، و إذا كان قد صح عنه على الوجه الآخر " عن عمرو عن
    أبي عبيدة عن ابن مسعود " . فالقلب يطمئن لهذه الرواية دون تلك لموافقتها
    لرواية علي بن بذيمة و سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود .
    و على ذلك ، فإسناد الطحاوي و كذا الطبراني عن أبي موسى يكون شاذا ، فلا يكون
    صحيحا ، و هذا إذا سلم من الانقطاع بين عمرو بن مرة و أبي موسى على ما سبق
    بيانه .
    و إذا تبين هذا فالمحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود
    فهو على هذا إسناد ضعيف منقطع . قال المنذري في " الترغيب " ( 4/170 ) :
    " أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه ، و قيل : سمع " .
    قلت : و الصواب الأول ، فقد قال شعبة عن عمرو بن مرة : سألت أبا عبيدة : هل
    تذكر من عبد الله شيئا ؟ قال : لا . و قال الترمذي : لا يعرف اسمه ، و لم يسمع
    من أبيه شيئا . و كذلك قال ابن حبان : إنه لم يسمع من أبيه شيئا . و بهذا جزم
    الحافظ المزي في " تهذيب التهذيب " ، و تبعه الحافظ في " تهذيبه " .
    قلت : فقول الترمذي عقب الحديث :
    " حديث حسن غريب " .
    مما يتعارض مع الانقطاع الذي اعترف به هو نفسه . و ذلك من تساهله الذي عرف به .
    و جملة القول أن الحديث مداره على أبي عبيدة ، و قد اضطرب الرواة عليه في
    إسناده على أربعة وجوه :
    الأول : عنه عن أبيه عبد الله بن مسعود .
    الثاني : عنه عن مسروق عن ابن مسعود .
    الثالث : عنه مرسلا .
    الرابع : عنه عن أبي موسى .
    و لقد تبين من تحقيقنا السابق أن الصواب من ذلك الوجه الأول ، و أنه منقطع فهو
    علة الحديث . و به جزم المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم ( 3713 )
    . وبالله التوفيق .
    و كان الحامل على كتابة هذا البحث أن بعض الكتاب ادعى في مجلة " الوعي الإسلامي
    " العدد الأول من السنة الثانية ( ص 96 ) أن الحديث مما صح عن الرسول صلوات
    الله و سلامه عليه . فأحببت أن أتيقن من خطئه فيما قال ، فكان من ذلك هذا
    المقال . و كتبت إلى المجلة بخلاصة نافعة منه في أشياء أخرى بتاريخ لا يحضرني
    منه إلا السنة 1386 هـ ، و لكنها لم تنشر . و لله في خلقه شؤون .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] قلت : و لم يعرفه العيني في كتابه " مغاني الأخيار " كما في تلخيصه " كشف
    الأستار " ، و ليس هو محمد بن إبراهيم المروزي المترجم في " الميزان "
    و المتكلم فيه كما توهم المعلق على " الكشف " بل هو آخر ، و ترجمته عند الخطيب
    أيضا عقب هذا . اهـ .
    1
    (3/104)
    ________________________________________
    1106 - " بعث الله جبريل إلى آدم و حواء فقال لهما : ابنيا لي بيتا ، خط لهما جبريل ،
    فجعل آدم يحفر و حواء تنقل حتى أجابه الماء ، ثم نودي من تحته : حسبك يا آدم !
    فلما بنياه أوحى الله إليه أن يطوف به ، و قيل له : أنت أول الناس ، و هذا أول
    بيت ، ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح ، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم
    القواعد منه " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/231 ) :

    منكر .


    أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 1/320 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق
    " ( 2/321 ) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا أبو صالح الجهني قال :
    حدثنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البيهقي :
    " تفرد به ابن لهيعة مرفوعا " .
    قال الحافظ ابن كثير في " السيرة " ( 1/272 ) :
    " قلت : و هو ضعيف ، و وقفه على عبد الله بن عمرو أقوى و أثبت " .
    قلت : هذا يوهم أنه روي عنه موقوفا بإسناد أقوى ، مع أنه لم يخرجه هو و لا
    البيهقي موقوفا ، فالظاهر أنه يعني أن الوقف به أشبه ، والله أعلم .
    ثم إن فيه علتين أخريين :
    الأولى : أبو صالح الجهني هو عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ، قال الحافظ
    :
    " صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
    قلت : فيحتمل أن الغلط منه ، فتعصيبه بابن لهيعة ليس بلازم .
    الأخرى : يحيى بن عثمان ، قال الحافظ :
    " صدوق رمي بالتشيع ، و لينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله " .
    (3/105)
    ________________________________________
    1107 - " كان يرمي الجمرة في هذا المكان ، و يقول كلما رمي بحصاة : الله أكبر ، الله أكبر ، اللهم اجعله حجا مبرورا ، و ذنبا مغفورا ، و عملا مشكورا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/232 ) :

    ضعيف .
    أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5/129 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 11/2 )
    عن عبد الله بن حكيم المزني : حدثني أبو أسامة قال :
    " رأيت سالم بن عبد الله بن عمر استبطن الوادي ، ثم رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر
    مع كل حصاة : الله أكبر ، الله أكبر .. فسألته عما صنع فقال : حدثني أبي أن
    النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمرة ... " الحديث . و قال البيهقي :
    " عبد الله بن حكيم ضعيف " .
    قلت : بل هو شر من ذلك ، و هو أبو بكر الداهري البصري ، قال أحمد و غيره :
    " ليس بشيء " .
    و قال الجوزجاني :
    " كذاب " .
    و قال أبو نعيم الأصبهاني :
    " روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش الموضوعات " .
    و قال العقيلي :
    " يحدث بالبواطيل عن الثقات " .
    و قد روي بإسناد آخر ، و لكنه ضعيف . يرويه ليث بن أبي سليم عن محمد بن
    عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود و نحوه ، ثم قال :
    " هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع " .
    و ليث ضعيف ، و كان اختلط ، و شيخه محمد بن عبد الرحمن ثقة ، فالآفة من الليث .
    و مما يضعف حديثه أن الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من طريق أخرى عن
    عبد الرحمن بن يزيد دون قوله : " الله أكبر ، اللهم اجعله حجا .. إلخ " . و هو
    في مختصري لـ " صحيح البخاري " برقم ( 850 ) يسر الله تمام طبعه ، بمنه و كرمه
    ، و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 1724 ) ، و قد جاء التكبير وحده في حديث
    آخر مخرج من حديث ابن عمر في " الصحيحين " و غيرهما ، و هو في " مختصر البخاري
    " برقم ( 851 ) و من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص و هو مخرج في " صحيح أبي
    داود " ( 1715 ) الأمر الذي يؤكد نكارة هذه الزيادة .
    (3/106)
    ________________________________________
    1108 - " تخرج الدابة ، و معها عصى موسى عليه السلام ، و خاتم سليمان عليه السلام ، فتخطم الكافر بالخاتم ، و تجلو وجه المؤمن بالعصا ، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوان ، فيقول هذا : يا مؤمن ، و يقول هذا : يا كافر " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/233 ) :

    منكر .


    أخرجه الطيالسي ( ص 334 ) و أحمد ( 2/295 و 491 ) و الترمذي ( 12/63 - بشرح ابن
    العربي ) و ابن ماجه ( 2/1351/4066 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( ق 24/1 ) كلهم
    من طريق عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله
    عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي :
    " حديث حسن " .
    قلت : كذا قال و فيه علتان :
    الأولى : أوس بن خالد ، ذكره البخاري في " الضعفاء " . و قال ابن القطان :
    " له عن أبي هريرة ثلاثة أحاديث منكرة ، و ليس له كبير شيء " .
    كذا في " الميزان " .
    و في " التقريب " :
    " مجهول " .
    الأخرى : علي بن زيد و هو ابن جدعان ، ضعيف .
    (3/107)
    ________________________________________
    1109 - " تخرج الدابة [ من ] أجياد ، فيبلغ صدرها الركن اليماني و لما يخرج ذنبها بعد ، و هي دابة ذات وبر و قوائم " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/234 ) :

    ضعيف .

    أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3/179/1 ) و الحافظ الذهبي في " الميزان " من
    طريق فرقد بن الحجاج القرشي قال : سمعت عقبة بن أبي الحسناء اليماني قال : سمعت
    أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإن فرقدا في عداد مجهولي الحال ، و شيخه عقبة مجهول
    العين ، و في ترجمته ساق الذهبي الحديث ، و قال فيه :
    " مجهول ، رواه الكناني عن أبي حاتم الرازي . ثم قال أبو حاتم : روى عنه فرقد
    ابن الحجاج مجهول . و كذا قال ابن المديني : عقبة مجهول .. قلت : أما فرقد ،
    فقد حدث عنه ثلاث ثقات ، و ما علمت فيه قدحا " .
    قلت : و قد ترجم الاثنين ابن أبي حاتم ( 3/1/309/1724 و 3/2/82/465 ) و قال في
    كل منهما عن أبيه :
    " شيخ " .
    و أما ابن حبان فأوردهما في " الثقات " ( 2/242 و 2/165 ) و قال في الأول منهما
    فرقد :
    " يخطىء " .
    (3/108)
    ________________________________________
    1110 - " عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله ( ثلاث مرات ) ، ثم قرأ : *( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ، و اجتنبواقول الزور حنفاء لله غير مشركين به )* " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/235 ) :

    ضعيف .

    أخرجه أبو داود ( 3599 ) و الترمذي ( 2/49 ) و ابن ماجه ( 2372 ) و أحمد (
    4/321 ) من طريق محمد بن عبيد : حدثني سفيان - و هو ابن زياد العصفري - عن أبيه
    عن حبيب بن النعمان الأسدي عن خريم بن فاتك قال :
    " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، فلما انصرف قام قائما فقال :
    ... " فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علتان : الجهالة ، و الاضطراب في سنده .
    أما الجهالة ، فمن قبل حبيب بن النعمان . قال ابن القطان :
    " لا يعرف " .
    و مثله الراوي عنه ابن زياد العصفري . قال ابن القطان :
    " مجهول " .
    و قال الذهبي :
    " لا يدرى من هو ؟ عن مثله ! " يعني حبيبا .
    و أما الاضطراب ، فإن محمد بن عبيد رواه كما ذكرنا ، و خالفه مروان بن معاوية
    الفزاري فقال : عن سفيان بن زياد عن فاتك بن فضالة عن أيمن بن خريم " أن النبي
    صلى الله عليه وسلم قام خطيبا ... " الحديث .
    أخرجه أحمد ( 4/178 و 232 و 322 ) و الترمذي ( 2/48 ) و قال :
    " هذا حديث غريب ، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد ، و اختلفوا عليه في رواية
    هذا الحديث ، و لا نعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم " .
    ثم ساقه من الطريق الأولى ، ثم قال :
    " هذا عندي أصح ، و خريم بن فاتك له صحبة " .
    قلت : لكن الراوي عنه مجهول ، و كذا الذي بعده كما عرفت ، فالحديث ضعيف ، و قد
    أشار إلى ذلك الترمذي بقوله : " حديث غريب " .
    ( تنبيه ) : قد عرفت مما تقدم أن حبيب بن النعمان و الراوي عنه زياد العصفري
    هما من رجال أصحاب السنن حاشا النسائي ، و مع ذلك فالأول منهما رمز له الحافظ
    في كتابيه " التهذيب " و " التقريب " ثم الخزرجي في " الخلاصة " بـ ( دق )
    ففاتهم الرمز له بـ ( ت ) أيضا . و الآخر رمزوا به بـ ( س ) أي النسائي ،
    ففاتهم الرمز له بالثلاثة ( د ق ت ) ، ثم لا أدري إذا كان الرمز المذكور ( س )
    أرادوا به سننه الكبرى أم الصغرى . و الراجح الأول . والله أعلم .
    ثم إن محمد بن عبيد الذي رجح روايته الترمذي هو الطنافسي الأحدب ثقة حافظ احتج
    به الشيخان ، و مثله المخالف له مروان بن معاوية ، و ليس فيه علة سوى أنه كان
    يدلس أسماء الشيوخ ، و شيخه في إسناده فاتك بن فضالة مجهول أيضا !
    (3/109)
    **************************************
    يتبع ان شاء الله ....




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  4. #4
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1161 - " لا يولد بعد سنة مائة مولود لله فيه حاجة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/301 ) :

    موضوع

    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7283 ) : حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور
    الجوهري و محمد بن جعفر بن أعين قالا : حدثنا خالد بن خداش : حدثنا حماد بن زيد
    عن أيوب عن الحسن عن صخر بن قدامة قال : فذكره مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و متن موضوع ، و علته صخر بن قدامة هذا ، فإنه لا
    يعرف إلا في هذا الحديث ، و لم يورده البخاري في " التاريخ " و لا ابن أبي حاتم
    في " الجرح و التعديل " و لا ابن حبان في " الثقات " فإنه على شرطه !
    و ثمة علة أخرى و هي عنعنة البصري ، فإنه كان مدلسا ، و يبدو لي أن الآفة ممن
    حدثه عن صخر ; فإن هذا قد أنكر الحديث لما سئل عنه ، فقد أخرجه ابن شاهين عن
    خالد له . و زاد في آخره :
    " قال أيوب : فلقيت صخر بن قدامة فسألته عنه فقال : لا أعرفه " !
    ذكره الحافظ في " الإصابة " و قال :
    " قال ابن منده : صخر بن قدامة مختلف في صحبته . قلت : لم يصرح بسماعه من النبي
    صلى الله عليه وسلم ، و لم يصرح الحسن بسماعه منه ، فهذه علة أخرى لهذا الخبر "
    قلت : فإن ثبتت عدالته ، فالمتهم به الواسطة بينه و بين الحسن البصري ، لأنه إن
    كان عدلا ، فيبعد أن يكون حدث ثم ينكره . فتأمل .
    و قد خفيت هذه العلة الأولى على ابن الجوزي ، فإنه أورد الحديث في " الموضوعات
    " ( 3/192 ) عن خالد بن خداش دون أن يعزوه لأحد ، ثم قال :
    " قال أحمد بن حنبل : ليس بصحيح . قلت : فإن قيل : فإسناده صحيح ، فالجواب : إن
    العنعنة تحتمل أن يكون أحدهم سمعه من ضعيف أو كذاب ، فأسقط اسمه ، و ذكر من
    رواه له عنه بلفظ ( عن ) . و كيف يكون صحيحا و كثير من الأئمة و السادة ولدوا
    بعد المائة " .
    و أشار الذهبي إلى أن علة ثالثة ، و ذلك بأن أورده في ترجمة خالد بن خداش هذا ،
    و ذكر اختلاف العلماء فيه . ثم ساقه من رواية الرمادي في " تاريخه " : حدثنا
    خالد بن خداش به . و عقب عليه بقوله :
    " قلت : و صخر تابعي ، و الحديث منكر " .
    قلت : و ما أشار إليه مما لا يلتفت إليه ، فإن خالدا هذا وثقه جماعة ، و روى له
    مسلم ، و فوقه ما ذكرنا من العلل ، فالتعلق بها في إنكار الحديث هو الواجب .
    و قد خفي ذلك كله على الهيثمي فقال في " المجمع " ( 8/159 ) :
    " رواه الطبراني عن شيخيه أحمد بن القاسم بن مساور و محمد بن جعفر بن أعين ،
    و لم أعرفهما ، و بقية رجاله رجال الصحيح " !
    فأقول : ابن مساور ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 4/349 ) برواية جمع من الحفاظ
    الثقات عنه و قال :
    " و كان ثقة " .
    و مثله قرينه ابن جعفر ، و هو محمد بن جعفر بن محمد بن أعين أبو بكر ، ترجمه
    الخطيب أيضا ( 2/128 - 129 ) و روى عن سعيد بن يونس أنه قال :
    " بغدادي قدم مصر ، و حدث بها ، و كان ثقة " .
    و لذلك لما أخرج ابن شاهين الحديث من طريقه ، و قال عقبه :
    " هذا حديث منكر ، و هذا البغدادي ( يعني محمدا هذا ) لا أعرفه " تعقبه الحافظ
    بقوله :
    " قلت : هو ثقة مشهور ، و لم يتفرد به " .
    و جملة القول : إن علة الحديث الإرسال ، و جهالة المرسل ، و عنعنة الحسن البصري
    . و المتن موضوع قطعا لمعارضته لأحاديث كثيرة صحيحة ، كحديث " لا تزال طائفة من
    أمتي .. " بطرقه الكثيرة المخرجة في " الصحيحة " ( 270 و 403 ) و حديث : " أمتي
    كالمطر لا يدرى الخير في أوله أم في آخره " و هو مخرج في " الصحيحة " 0 2286 )
    مع مخالفة الحديث للواقع كما تقدم عن ابن الجوزي .
    و اعلم أن الحديث وقع في جميع المصادر التي نقلت عنها بلفظ الترجمة " مائة "
    إلا " الميزان " ، فهو فيه بلفظ " ستمائة " ، و كذا في " موضوعات علي القارىء "
    ( ص - 471 ) و وقع في " اللآلي المصنوعة " ( 2/389 ) من رواية ابن قانع بلفظ :
    " المائتين " . و هو باللفظ الأول أبطل من اللفظين الآخرين . كما لا يخفى عبى
    ذي عينين .
    (3/160)
    ________________________________________
    1162 - " إذا أقرض أحدكم قرضا فأهدي له ، أو حمله على الدابة ، فلا يركبها ، و لا
    يقبله إلا أن يكون جري بينه و بينه قبل ذلك " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/303 ) :

    ضعيف

    أخرجه ابن ماجه ( 2/81 ) : حدثنا هشام بن عمار : حدثنا إسماعيل بن عياش : حدثني
    عتبة بن حميد الضبي عن يحيى بن أبي إسحاق الهنائي قال : سألت أنس بن مالك :
    الرجل منا يقرض أخاه المال فيهدي له ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    .. فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ظاهر الضعف ، فإن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن
    غير الشاميين و هذه منها لأن عتبة هذا بصري ، و هو صدوق له أوهام كما في "
    التقريب " .
    و له علة أخرى فقد قال في " الزوائد " :
    " في إسناده عتبة بن حميد الضبي ضعفه أحمد و أبو حاتم ، و ذكره ابن حبان في "
    الثقات " ، و يحيى بن أبي إسحاق لا يعرف " .
    و أخرجه البيهقي ( 5/350 ) من طريق سعيد بن منصور : حدثنا إسماعيل بن عياش به
    إلا أنه قال : " يزيد بن أبي يحيى " ، ثم أخرجه من طريق أخرى عن هشام به مثل
    رواية ابن ماجه . ثم قال البيهقي :
    " قال المعمري : قال هشام في هذا الحديث : " يحيى بن أبي إسحاق الهنائي " ،
    و لا أراه إلا وهم ، و هذا حديث يحيى بن يزيد الهنائي عن أنس ، و رواه شعبة
    و محمد بن دينار فوقفاه " .
    قلت : و يحيى بن يزيد من رجال مسلم لكن استظهر ابن التركماني في " الجوهر النقي
    " أن الحديث لابن أبي إسحاق لا لابن يزيد . و قد علمت أن ابن أبي إسحاق هذا
    مجهول ، و به صرح الحافظ في " التقريب " .
    و بالجملة فللحديث خمس علل :
    1 - ضعف إسماعيل بن عياش .
    2 - ضعف عتبة بن حميد الضبي .
    3 - الاضطراب في سنده .
    4 - جهالة ابن أبي يحيى .
    5 - روايته موقوفا .
    فالعجب من رمز السيوطي لحسنه كما نقله المناوي في " الفيض " ثم تبناه في "
    التيسير " ! و أعجب منه قول العزيزي : " و هو حديث صحيح " كما نقله شارح "
    الموافقات " ( 2/384 ) فإن الحديث مع هذا الضعف الذي في إسناده يعارضه حديث أبي
    هريرة في " الصحيحين " و غيرهما أن رجلا تقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فأغلظ له ، فهم أصحابه به ، فقال : " دعوه ; فإن لصاحب الحق مقالا ، اشتروا له
    بعيرا فأعطوه " ، قالوا : إنا نجد له سنا أفضل من سنه ، قال : " اشتروه ،
    فأعطوه إياه ; فإن خيركم أحسنكم قضاء " . و أحاديث زيادته صلى الله عليه وسلم
    في الوفاء و حثه على ذلك كثيرة مستفيضة أخرجها البيهقي ( 5/351 - 352 ) و بعضها
    في " صحيح البخاري " .
    ففي هذه الأحاديث إقراره صلى الله عليه وسلم للدائن على أخذ الزيادة التي قدمها
    إليه المدين باختياره ، و حض المدين على الزيادة في الوفاء ، و قد أمر بذلك
    صلى الله عليه وسلم بقوله : " من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تستطيعوا
    أن تكافئوه ، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه " . و هو مخرج في " الصحيحة
    " ( 254 ) .
    ثم رأيت لشيخ الإسلام ابن تيمية بحثا حول هذا الحديث في " إقامة الدليل على
    إبطال التحليل " ( ص 127 - 128 ) ج3 من الفتاوي ذهب فيه إلى أن الحديث حديث حسن
    . و أن راويه عن أنس قال : " إنما هو - والله أعلم - يحيى بن يزيد الهنائي ،
    فلعل كنية أبيه أبو إسحاق و هو ثقة من رجال مسلم ، قال : و عتبة بن أبي حميد
    معروف بالرواية عن الهنائي ، قال فيه أبو حاتم : هو صالح الحديث ، و أبو حاتم
    من أشد المزكين شرطا في التعديل ، و قد روى عن الإمام أحمد أنه قال : هو ضعيف
    ليس بالقوي ، لكن هذه العبارة يقصد بها أنه ممن ليس يصحح حديثه ، بل هو ممن
    يحسن حديثه ، و قد كانوا يسمون حديث مثل هذا ضعيفا و يحتجون به لأنه حسن ، إذ
    لم يكن الحديث إذ ذاك مقسوما إلا إلى صحيح و ضعيف ، و في مثله يقول الإمام أحمد
    : الحديث الضعيف خير من القياس . يعني الذي لم يقو قوة الصحيح ، مع أن مخرجه
    حسن . و إسماعيل بن عياش حافظ ثقة في حديثه عن الشاميين و غيرهم ، و إنما يضعف
    حديثه عن غيرهم نظر ، و هذا الرجل بصري الأصل " .
    قلت : و في هذا الكلام ملاحظات ، أهمها قوله : " إن حديث إسماعيل صحيح عن
    الشاميين و غيرهم ، و إنما يضعف حديثه عن الحجازيين فقط " .
    و هذا عندي خطأ و الصواب العكس تماما ، أعني حديثه عن الشاميين فقط صحيح و عن
    غيرهم من الحجازيين و العراقيين ضعيف و هو ما صرحت به عبارات الأئمة بعضهم
    بصريح كلامهم و بعضهم بعمومه فقال ابن معين في رواية مضر بن محمد الأسدي عنه :
    " إذا حدث عن الشاميين و ذكر الخبر فحديثه مستقيم ، و إذا حدث عن الحجازيين
    و العراقيين خلط ما شئت " .
    و قال أحمد :
    " هو في الشاميين أحسن حالا مما روى عن المدينيين و غيرهم " .
    و نحوه عن أبي داود . و قال ابن المديني :
    " كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام ، فأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه
    ضعف " .
    و في رواية ابنه عبد الله عنه :
    " خلط في حديثه عن أهل العراق " .
    و قال ابن عدي :
    " و حديثه عن الشاميين مستقيم و هو في الجملة ممن يكتب حديثه و يحتج به في حديث
    الشاميين خاصة " <1> .
    و قال الحافظ في " تهذيب التهذيب " :
    " و ضعف روايته عن غير الشاميين أيضا النسائي و أبو أحمد الحاكم و البرقي
    و الساجي " .
    قلت : و البخاري أيضا ، و نص كلامه كما في " تاريخ بغداد " ( 6/224 ) :
    " إذا حدث عن أهل بلده فصحيح ، و إذا حدث عن غير أهل بلده ففيه نظر " .
    فهذه النقول عن هؤلاء الفحول تؤيد ما ذهبنا إليه ، و هو المشهور عند المشتغلين
    بعلم السنة كما قال الحافظ في " التقريب " :
    " صدوق في روايته عن أهل بلده ، مخلط في غيرهم " .
    و قد أفسد جملته الأخيرة المحشي عليه حيث قال :
    " مخلط في غيرهم . أي عن أهل الحجاز " .
    و هذا خطأ كخطأ ابن تيمية ، و قصد الحافظ بعبارته أوسع من ذلك . و لم أجد من
    سبق شيخ الإسلام إلى القول بأن حديثه عن الشاميين و غيرهم إلا الحجازيين صحيح .
    و قد بين ابن حبان سبب ضعفه في غير الشاميين بقوله في " الضعفاء " ( 1/125 ) :
    " كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حداثته ، فلما كبر تغير حفظه ، فما حفظ
    في صباه أتى به على جهته ، و ما حفظ على الكبر من حديث الغرباء غلط فيه ،
    و أدخل الإسناد في الإسناد ، و ألزق المتن بالمتن و هو لا يعلم ، فمن كان هذا
    نعته حتى صار الخطأ في حديثه يكثر ، خرج عن حد الاحتجاج به " .
    و قد ذكر الخطيب أن إسماعيل قدم قدمتين : الأولى إلى الكوفة ، و الأخرى إلى
    بغداد ، و ولاه أبو جعفر المنصور خزانة الكسوة ، و حدث بها حديثا كثيرا ، ثم
    حكى أن وفاته كانت سنة إحدى أو اثنتين و ثمانين و مائة . و لكنه لم يذكر موضع
    وفاته أهو بغداد أم حمص .
    إذا عرفت ما سبق يتبين لك أن الحديث ضعيف الإسناد لأن شيخ إسماعيل فيه بصري غير
    شامي ، و أن الشيخ ابن تيمية أخطأ في تحسينه ، كيف لا و في الحديث العلل الأخرى
    ؟ و الجواب عن بقية كلام الشيخ يطول و حسبنا ما تقدم .
    هذا من جهة إسناد الحديث ، و أما من جهة متنه فقد ذكرت فيما تقدم أنه معارض
    بحديث الصحيحين مما يؤكد ضعفه ، و لكن شيخ الإسلام رحمه الله حمله على الهدية
    قبل الوفاء ، فإذا صح هذا فلا تعارض بينهما ، لكن ظاهر هذا الحديث أعم من ذلك ،
    نعم ذكر الشيخ آثارا عن بعض الصحابة ، بعضها صريح بما حمل عليه الحديث ، لكن
    البحث إنما هو في متن الحديث هل هو خاص بما ذكر أو هو أعم من ذلك كما يظهر لنا
    ؟ و قد قال الشيخ بعد تلك الآثار :
    " فنهي النبي صلى الله عليه وسلم هو و أصحابه المقرض عن قبول هدية المقترض قبل
    الوفاء لأن المقصود بالهدية أن يؤخر الاقتضاء و إن كان لم يشترط ذلك و لم يتكلم
    به فيصير بمنزلة أن يأخذ الألف بهدية ناجزة و ألف مؤخرة و هذا ربا ، و لهذا جاز
    أن يزيده عن الوفاء و يهدي له بعد ذلك لزوال معنى الربا " .
    و هذا كلام فقيه ، و إنما البحث في إسناد الحديث و معناه كما تقدم . فتأمل .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] و انظر كلامه في الحديث الآتي ( 1197 ) . اهـ .
    1
    (3/161)
    ________________________________________
    1163 - " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/307 ) :

    ضعيف

    رواه ابن إسحاق في " السيرة " ( 4/31 - 32 ) ، و عنه الطبري في " التاريخ " (
    3/120 ) قال : فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على
    باب الكعبة فقال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، و نصر عبده
    ، و هزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو موضوع تحت قدمي
    هاتين ، إلا سدانة البيت و سقاية الحاج ، ألا و قتيل الخطأ شبه العمد بالسوط
    و العصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها ، يا
    معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية و تعظمها بالآباء ، الناس من آدم
    ، و آدم من تراب . ثم تلا هذه الآية : *( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر
    و أنثى )* الآية كلها . ثم قال :
    يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم ؟ قالوا : خيرا أخ كريم و ابن أخ كريم ،
    قال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء " ، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في
    المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب و مفتاح الكعبة في يده فقال : يا رسول الله !
    اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم : أين عثمان بن طلحة ؟ فدعي له فقال : هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر
    و وفاء " .
    و نقله الحافظ ابن كثير في " البداية و النهاية " ( 4/300 - 301 ) ساكتا عليه .
    و هذا سند ضعيف مرسل . لأن شيخ ابن إسحاق فيه لم يسم ، فهو مجهول . ثم هو ليس
    صحابيا ، لأن ابن إسحاق لم يدرك أحدا من الصحابة ، بل هو يروي عن التابعين
    و أقرانه ، فهو مرسل أو معضل .
    (3/162)
    ________________________________________
    1164 - " أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/308 ) :

    موضوع

    رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ( 29/2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان :
    حدثنا إسماعيل بن عياش عن حنش السرجي عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا .
    قلت : و هذا إسناد موضوع ، ابن غزوان كذاب معروف ، قال الذهبي :
    " حدث بوقاحة عن مالك و شريك و ضمام بن إسماعيل ببلايا . قال الدارقطني و غيره
    : كان يضع الحديث . و قال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " .
    و به أعله العراقي في " تخريج الإحياء " فقال ( 3/4 ) :
    " أحد الوضاعين " .
    و إسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين و هذا منه .
    و حنش و اسمه الحسين متروك .
    و الحديث مما فات السيوطي في " الجامع الكبير " و المناوي في " الجامع الأزهر "
    .
    (3/163)
    ________________________________________
    1165 - " أنت على ثغرة من ثغر الإسلام ، فلا يؤتين من قبلك " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/309 ) :

    لم أجده بهذا اللفظ

    لكن أوقفني بعض الإخوان - جزاه الله خيرا - على ما في كتاب " السنة " للمروزي (
    ص 8 ) رواه بسند صحيح عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد مرفوعا بلفظ :
    " كل رجل من المسلمين على ثغرة من ثغر الإسلام ، الله الله ، لا يؤتى الإسلام
    من قبلك " .
    قلت : فهذا بمعناه ، لكن فيه علتان :
    الأولى : الإرسال ، فإن ابن مرثد هذا تابعي له مراسيل كما في " التقريب " .
    و الأخرى : الوضين بن عطاء ، فإنه مختلف فيه ، و قد جزم الحافظ بأنه سيء الحفظ
    ، فيخشى أن يكون أخطأ في رفعه ، فقد عقبه المروزي بروايتين موقوفتين على
    الأوزاعي و الحسن بن حي ، و فيهما ضعف . والله أعلم .
    و نحوه قوله صلى الله عليه وسلم :
    " استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه و لا يغرن من قبلك الليلة " .
    و هو صحيح كما بينته في " السلسلة الصحيحة " ( 378 ) .
    (3/164)
    ________________________________________
    1166 - " من مات فقد قامت قيامته " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/309 ) :

    ضعيف

    قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4/56 - طبع الحلبي ) :
    " رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الموت " من حديث أنس بسند ضعيف " .
    و من حديثه رواه العسكري و الديلمي كما في " المقاصد الحسنة " ( ص 75 و 428 )
    بلفظ : " إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته " .
    و سكت عليه !
    (3/165)
    ________________________________________
    1167 - " لقد أصبح ابن مسعود و أمسى كريما " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/310 ) :

    ضعيف

    أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم : أخبرني [ إبراهيم بن ] ميسرة قال :
    بلغني أن ابن مسعود مر بلهو معرضا ، فلم يقف ، فقال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم .. فذكره كما في " تفسير ابن كثير " و زاد : " ثم تلا إبراهيم بن ميسرة :
    *( و إذا مروا باللغو مروا كراما )* " .
    و كذا رواه ابن عساكر كما في " الدر المنثور " ( 5/80/81 ) ، و الزيادة منه ،
    و هي في " ابن كثير " أيضا في رواية أخرى ساقها قبل هذه .
    و هذا إسناد ضعيف ، إبراهيم بن ميسرة تابعي ثقة ، فهو مرسل . و محمد بن مسلم
    و هو الطائفي صدوق يخطيء كما في " التقريب " . و الحديث مما صححه الحلبيان في
    مختصرهما لابن كثير . هداهما الله عز وجل .
    (3/166)
    ________________________________________
    1168 - " من أسرج في مسجد من مساجد الله بسراج ، لم تزل الملائكة و حملة العرش يستغفرون له ; ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/310 ) :

    موضوع

    رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( 111/1 - 2 ) : حدثنا أبو
    يعقوب الكاهلي : نا مهاجر بن كثير الأسدي أبو عامر : حدثنا الحكم بن مصقلة عن
    أنس بن مالك مرفوعا .
    و رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 31 من زوائده ) : حدثنا إسحاق بن
    بشر : حدثنا أبو عامر الأسدي مهاجر بن كثير به .
    قلت : و هذا إسناد موضوع ، و فيه آفات :
    الأولى : الحكم بن مصقلة ، قال الذهبي :
    " قال الأزدي : كذاب . و قال البخاري : " عنده عجائب " . ثم ذكر له حديثا
    موضوعا ، لكن فيه إسحاق بن بشر فهو الآفة ... " .
    قلت : ثم ساق له هذا الحديث .
    الثانية : مهاجر بن كثير . قال أبو حاتم و الأزدي :
    " متروك الحديث " .
    الثالثة : إسحاق بن بشر و هو أبو يعقوب الكاهلي الذي في سند ابن أبي شيبة و هو
    كذاب عند جماعة ، و قال الدارقطني :
    " هو في عداد من يضع الحديث " .
    ( تنبيه ) : لم يقف شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا الإسناد ، فقد ذكر الحديث في
    " الفتاوى " ( 2/198 ) و قال :
    " لا أعرف له إسنادا عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
    فقد عرفنا إسناده ، و بينا حاله ، و منه علمنا أنه كلا إسناد !
    و قد جاء بإسناد آخر ، و لكنه لا يغني شيئا ، و هو :
    " من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في السراج قطرة " .
    (3/167)
    ________________________________________
    1169 - " من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في السراج قطرة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/311 ) :

    موضوع

    رواه أبو الحسن الحمامي في " الفوائد المنتقاة " ( 9/206/2 ) : حدثنا محمد بن
    العباس بن الفضل : حدثنا سنان بن محمد بن طالب : حدثنا عبد الله بن أيوب :
    حدثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
    و قال أبو الفتح بن أبي الفوارس :
    " هذا حديث غريب من حديث يحيى بن أبي كثير ، لا أعلم حدث به إلا أيوب بن عتبة "
    .
    قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " . لكن الآفة ليست منه و إنما من الراوي عنه
    عبد الله بن أيوب و هو ابن أبي علاج الموصلي ، قال الذهبي :
    " متهم بالوضع مع أنه من كبار الصالحين " .
    ثم ساق له أربعة أحاديث و قال فيها :
    " و هذه بواطيل " .
    و قال في أحدها :
    " فهذا كذب بين " .
    (3/168)
    ________________________________________
    1170 - " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء : إذا كان المغنم دولا ،
    و الأمانة مغنما ، و الزكاة مغرما ، و أطاع الرجل زوجته ، و عق أمه ، و بر
    صديقه ، و جفا أباه ، و ارتفعت الأصوات في المساجد ، و كان زعيم القوم أرذلهم ،
    و أكرم الرجل مخافة شره ، و شربت الخمور ، و لبس الحرير ، و اتخذت القينات
    و المعازف ، و لعن آخر هذه الأمة أولها ، فليترقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا
    أو مسخا " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/312 ) :

    ضعيف الإسناد

    أخرجه الترمذي ( 2/33 ) و الخطيب ( 3/158 ) ، من طريق الفرج بن فضالة الشامي عن
    يحيى بن سعيد عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و قال :
    " حديث غريب ، و الفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث و ضعفه من قبل حفظه
    " .
    قلت : و في ترجمته من " الميزان " :
    " و قال البرقاني : سألت الدارقطني عن حديثه هذا ؟ فقال : باطل ، فقلت من فرج ؟
    قال : نعم ، و محمد هو ابن الحنفية " .
    و في " فيض القدير " :
    " و قال العراقي و المنذري : ضعيف لضعف فرج بن فضالة . و قال الذهبي : منكر ،
    و قال ابن الجوزي : مقطوع واه لا يحل الاحتجاج به " .
    قلت : و قد رواه الفرج بإسناد آخر بزيادات كثيرة فيه ، و هو الآتي بعده :
    (3/169)

    *****************************************
    يتبع إن شاء الله




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  5. #5
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1171 - " من اقتراب الساعة اثنتان و سبعون خصلة ، إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة ،
    و أضاعوا الأمانة ، و أكلوا الربا ، و استحلوا الكذب ، و استخفوا الدماء ،
    و استعلوا البناء ، و باعوا الدين بالدنيا ، و تقطعت الأرحام ، و يكون الحكم
    ضعفا ، و الكذب صدقا ، و الحرير لباسا ، و ظهر الجور ، و كثر الطلاق و موت
    الفجأة ، و ائتمن الخائن ، و خون الأمين ، و صدق الكاذب ، و كذب الصادق ، و كثر
    القذف ، و كان المطر قيظا ، و الولد غيظا ، و فاض اللئام فيضا ، و غاض الكرام
    غيضا ، و كان الأمراء فجرة ، و الوزراء كذبة ، و الأمناء خونة ، و العرفاء ظلمة
    ، و القراء فسقة ، إذا لبسوا مسوك الضأن ، قلوبهم أنتن من الجيفة و أمر من
    الصبر ، يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة ، و تظهر الصفراء
    - يعني الدنانير - و تطلب البيضاء - يعني الدراهم - و تكثر الخطايا ، و تغل
    الأمراء ، و حليت المصاحف ، و صورت المساجد ، و طولت المنائر ، و خربت القلوب ،
    و شربت الخمور ، و عطلت الحدود ، و ولدت الأمة ربتها ، و ترى الحفاة العراة ،
    و قد صاروا ملوكا ، و شاركت المراة زوجها في التجارة ، و تشبه الرجال بالنساء ،
    و النساء بالرجال ، و حلف بالله من غير أن يستحلف ، و شهد المرء من غير أن
    يستشهد ، و سلم للمعرفة ، و تفقه لغير الدين ، و طلبت الدنيا بعمل الآخرة ،
    و اتخذ المغنم دولا ، و الأمانة مغنما ، و الزكاة مغرما ، و كان زعيم القوم
    أرذلهم ، و عق الرجل أباه ، و جفا أمه ، و بر صديقه ، و أطاع زوجته ، و علت
    أصوات الفسقة في المساجد ، و اتخذت القينات و المعازف ، و شربت الخمور في الطرق
    ، و اتخذ الظلم فخرا ، و بيع الحكم ، و كثرت الشرط ، و اتخذ القرآن مزامير ،
    و جلود السباع صفافا ، و المساجد طرقا ، و لعن آخر هذه الأمة أولها ، فليتقوا (
    كذا ) عند ذلك ريحا حمراء ، و خسفا و مسخا و آيات " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/314 ) :

    ضعيف

    أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/358 ) من طريق سويد بن سعيد عن فرج بن فضالة
    عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن حذيفة بن اليمان مرفوعا . قال أبو
    نعيم :
    " غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير ، لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن
    فضالة " .
    قلت : و هو ضعيف كما قال الحافظ العراقي ( 3/297 ) ، و فيه علة أخرى و هي
    الانقطاع ، فقد قال أبو نعيم في ترجمة عبد الله بن عبيد هذا ( 3/356 ) :
    " أرسل عن أبي الدرداء و حذيفة و غيرهم " .
    و للفرج فيه إسناد آخر بلفظ أخصر تقدم آنفا .
    و الحديث مما فات السيوطي و المناوي فلم يورداه في " جامعيهما " .
    (3/170)
    ________________________________________
    1172 - " من حدث عني حديثا هو لله رضى ، فأنا قلته ، و به أرسلت " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/314 ) :

    موضوع

    رواه ابن عدي ( 41/1 ) عن البختري بن عبيد : حدثنا أبي : حدثنا أبي هريرة
    مرفوعا . و قال :
    " البختري روى عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قدر عشرين
    حديثا عامتها مناكير " .
    ثم ذكر له ثلاثة منها ، هذا أحدها .
    قلت : و قال أبو نعيم الأصبهاني :
    " روى عن أبي هريرة موضوعات " .
    و كذا قال الحاكم و النقاش كما سبق في " سيكون أناس .. " .
    و لا شك عندي أن هذا الحديث من موضوعاته ، لأن فيه الإغراء على افتراء الأحاديث
    على النبي صلى الله عليه وسلم أو على الأقل جواز روايتها و نسبتها إليه إذا كان
    معناها مما يرضي الله عز وجل ! و لعل البختري هذا كان من أولئك الذين يستحلون
    الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الله بزعمهم و يقولون : نحن
    لا نكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و إنما نكذب له ! كما قال بعض
    الكرامية ! و من هذا القبيل ما يأتي :
    " من حدث حديثا كما سمع ; فإن كان برا و صدقا ، فلك و له ، و إن كان كذبا فعلى
    من بدأه " .
    (3/171)
    ________________________________________
    1173 - " من حدث حديثا كما سمع ; فإن كان برا و صدقا ، فلك و له ، و إن كان كذبا فعلى من بدأه " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/315 ) :

    موضوع

    رواه الطبراني في " الكبير " ( 7961 ) عن جعفر بن الزبير عن أبي أمامة
    مرفوعا .
    قال في " المجمع " ( 1/154 ) :
    " و فيه جعفر بن الزبير و هو كذاب " .
    و نحو هذا الحديث ما رواه مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن
    أبيه عن علي مرفوعا :
    " إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده ، فإن يكن حقا كنتم شركاءه في الأجر ، و إن
    يكن باطلا كان وزره عليه " .
    أورده الذهبي في ترجمة مسعدة هذا من " الميزان " و قال :
    " قال الدارقطني : متروك " .
    ثم ساق الحديث و قال :
    " هذا موضوع " .
    و أقره الحافظ العسقلاني ثم المناوي .
    (3/172)
    ________________________________________
    1174 - " من حفظ على أمتي حديثا واحدا كان له أجر أحد و سبعين نبيا صديقا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/315 ) :

    موضوع

    أخرجه الحافظ الذهبي في " تذكرة الحفاظ " ( 4/35 ) من حديث ابن عباس ، ثم قال :
    " هذا مما تحرم روايته إلا مقرونا بأنه مكذوب من غير تردد ، و قبح الله من وضعه
    ، و إسناده مظلم ، و فيهم ابن رزام ، كذاب ، لعله آفته " .
    (3/173)
    ________________________________________
    1175 - " إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه ، فإنما صورة الإنسان على صورة وجه الرحمن " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/316 ) :

    منكر


    أخرجه ابن الإمام أحمد في " كتاب السنة " ( ص 186 ) و أبو بكر بن أبي عاصم في "
    كتاب السنة " ( ص 186 ) و أبو بكر بن أبي عاصم في " كتاب السنة " أيضا (
    1/230/521 - بتحقيقي ) و الدارقطني في كتاب " الصفات " ( 65/49 ) عن ابن لهيعة
    عن أبي يونس عن أبي هريرة مرفوعا .
    قلت : و هذا سند رجاله ثقات رجال مسلم ; غير ابن لهيعة ، و هو ضعيف لسوء حفظه ،
    و قد صح الحديث من طرق بنحوه ، و لكن ليس فيه ذكر " على صورة وجه الرحمن "
    سبحانه و تعالى ، فهي زيادة منكرة لمخالفتها لتلك الطرق ، و بعضها في "
    الصحيحين " خرجتها في " الصحيحة " ( 450 و 862 ) و " ظلال الجنة " ( 1/228 ) .
    و هذه الرواية سكت عنها في " الفتح " ( 5/183 ) !
    و قد أنكرها جماعة مع ورودها من طريق آخر ، و لكنه معل كما يأتي بعده .
    و الحديث رواه عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به دون قوله : " فإنما ..
    " .
    أخرجه أحمد ( 3/38 ، 93 ) و إسناده حسن في الشواهد ، و له شواهد أخرى فانظر
    تعليقي على " السنة " لابن أبي عاصم رحمه الله تعالى .
    ( تنبيه ) : وقع عند الدارقطني : " عن الأعرج " مكان : " عن أبي يونس " ، فإن
    كان محفوظا عن ابن لهيعة ، فهو من تخاليطه الدالة على عدم ضبطه لروايته .
    (3/174)
    ________________________________________
    1176 - " لا تقبحوا الوجه ; فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عز وجل " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/316 ) :

    ضعيف

    أخرجه الآجري في " الشريعة " ( ص 315 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 27 )
    و الطبراني في " الكبير " ( 3/206/2 ) و الدارقطني في كتاب " الصفات " ( 64/48
    ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 291 ) من طرق عن جرير بن عبد الحميد
    عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر مرفوعا .
    و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين و لكن له أربع علل ، ذكر ابن خزيمة ثلاثة
    منها فقال :
    إحداها : أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده فأرسله الثوري و لم يقل : " عن
    ابن عمر " .
    و الثانية : أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت .
    و الثالثة : أن حبيب بن أبي ثابت أيضا مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء ثم قال :
    " فمعنى الخبر - إن صح من طريق النقل مسندا - أن ابن آدم خلق على الصورة التي
    خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح " .
    قلت : و العلة الرابعة : هي جرير بن عبد الحميد فإنه و إن كان ثقة كما تقدم فقد
    ذكر الذهبي في ترجمته من " الميزان " أن البيهقي ذكر في " سننه " في ثلاثين
    حديثا لجرير بن عبد الحميد قال :
    " قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ " .
    قلت : و إن مما يؤكد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم ( رقم 518 ) بلفظ :
    " على صورته " . لم يذكر " الرحمن " . و هذا الصحيح المحفوظ عن النبي صلى الله
    عليه وسلم من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة ، و المشار إليها آنفا .
    فإذا عرفت هذا فلا فائدة كبرى من قول الهيثمي في " المجمع " ( 8/106 ) :
    " رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني و هو ثقة
    ، و فيه ضعف " .
    و كذلك من قول الحافظ في " الفتح " ( 5/139 ) :
    " أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " و الطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله
    ثقات " .
    لأن كون رجال الإسناد ثقاتا ليس هو كل ما يجب تحققه في السند حتى يكون صحيحا ،
    بل هو شرط من الشروط الأساسية في ذلك ، بل إن تتبعي لكلمات الأئمة في الكلام
    على الأحاديث قد دلني على أن قول أحدهم في حديث ما : " رجال إسناده ثقات " ،
    يدل على أن الإسناد غير صحيح ، بل فيه علة و لذلك لم يصححه ، و إنما صرح بأن
    رجاله ثقات فقط ، فتأمل .
    ثم إن كون إسناد الطبراني فيه الطالقاني لا يضر لو سلم الحديث من العلل السابقة
    ، لأن الطالقاني متابع فيه كما أشرت إليه في أول هذا التخريج .
    و قد يقال : إن الحديث يقوى بما رواه ابن لهيعة بسنده عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ
    :
    " إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه فإنما صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن "
    .
    قلت : قد كان يمكن ذلك لولا أن الحديث بهذا اللفظ منكر كما سبق بيانه آنفا ،
    فلا يصح حينئذ أن يكون شاهدا لهذا الحديث .
    و منه تعلم ما في قول الحافظ في " الفتح " بعد أن نقل قول القرطبي :
    " أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكا بما ورد في بعض طرقه إن الله خلق آدم على
    صورة الرحمن ، قال : و كأن من رواه [ رواه ] بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في
    ذلك ، و قد أنكر المازري و من تبعه صحة هذه الزيادة ، ثم قال : و على تقدير
    صحتها فيجمل على ما يليق بالباري سبحانه و تعالى " ، فقال الحافظ :
    " قلت : الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في " السنة " و الطبراني من حديث ابن عمر
    بإسناد رجاله ثقات ، و أخرجها ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة
    بلفظ يرد التأويل الأول ، قال : " من قاتل فليتجنب الوجه فلأن صورة وجه الإنسان
    على صورة وجه الرحمن " . فتعين إجراء ما في ذلك على ما تقرر بين أهل السنة من
    إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه ، أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل
    جلاله " .
    قلت : و التأويل طريقة الخلف ، و إمراره كما جاء طريقة السلف ، و هو المذهب ،
    و لكن ذلك موقوف على صحة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، و قد علمت أنه
    لا يصح كما بينا لك آنفا ، و إن كان الحافظ قد نقل عقب كلامه السابق تصحيحه عن
    بعض الأئمة ، فقال :
    " و قال حرب الكرماني في " كتاب السنة " : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : صح أن
    الله خلق آدم على صورة الرحمن . و قال إسحاق الكوسج : سمعت أحمد يقول : هو حديث
    صحيح " .
    قلت : إن كانوا يريدون صحة الحديث من الطريقين السابقين فذلك غير ظاهر لنا
    و معنا تصريح الإمام ابن خزيمة بتضعيفه و هو علم في الحديث و التمسك بالسنة
    و التسليم بما ثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم و معنا أيضا ابن قتيبة حيث
    عقد فصلا خاصا في كتابه " مختلف الحديث " ( ص 275 - 280 ) حول هذا الحديث
    و تأويله قال فيه :
    " فإن صحت رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فهو كما قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا تأويل و لا تنازع " .
    و إن كانوا وقفوا للحديث على غير الطريقين المذكورين ، فالأمر متوقف على الوقوف
    على ذلك و النظر في رجالها ، نقول هذا لأن التقليد في دين الله لا يجوز ، و لا
    سيما في مثل هذا الأمر الغيبي ، مع اختلاف أقوال الأئمة في حديثه ، و أنا
    أستبعد جدا أن يكون للحديث غير هذين الطريقين ، لأن الحافظ لم يذكر غيرهما ،
    و من أوسع اطلاعا منه على السنة ؟ نعم له طرق أخرى بدون زيادة " الرحمن " فانظر
    : " إذا ضرب أحدكم .. " و " إذا قاتل أحدكم ... " في " صحيح الجامع " ( 687
    و 716 ) و غيره .
    و خلاصة القول : إن الحديث ضعيف بلفظيه و طريقيه ، و أنه إلى ذلك مخالف
    للأحاديث الصحيحة بألفاظ متقاربة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم :
    " خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا " .
    أخرجه الشيخان و غيرهما " الصحيحة 450 " .
    ( تنبيه هام ) : بعد تحرير الكلام على الحديثين بزمن بعيد وقفت على مقال طويل
    لأخينا الفاضل الشيخ حماد الأنصاري نشره في مجلة " الجامعة السلفية " ذهب فيه
    إلى اتباع - و لا أقول تقليد - من صحح الحديث من علمائنا رحمهم الله تعالى ،
    دون أن يقيم الدليل على ذلك بالرجوع إلى القواعد الحديثية و تراجم الرواة التي
    لا تخفى على مثله ، لذلك رأيت - أداء للأمانة العلمية - أن أبي بعض النقاط التي
    تكشف عن خطئه فيما ذهب إليه مع اعترافي بعلمه و فضله و إفادته لطلبة العلم
    و بخاصة في الجامعة الإسلامية جزاه الله خيرا .
    أولا : أوهم القراء أن ابن خزيمة رحمه الله تعالى تفرد من بين الأئمة بإنكاره
    لحديث " على صورة الرحمن " مع أن معه ابن قتيبة و المازري و من تبعه ، كما تقدم
    ، و هو و إن كان ذلك في آخر البحث ، فقد كان الأولى أن يذكره في أوله حتى تكون
    الصورة واضحة عند القراء .
    ثانيا : نسب إلى الإمام مالك رحمه الله أنه أنكر الحديث أيضا قبل ابن خزيمة !
    و هذا مما لا يجوز نسبته للإمام لأمرين :
    الأول : أن الشيخ نقل ذلك عن الذهبي ، و الذهبي ذكره عن العقيلي بسنده : حدثنا
    مقدام بن داود .. إلخ ، و مقدام هذا يعلم الشيخ أنه متكلم فيه ، بل قال النسائي
    فيه : " ليس بثقة " فلا يجوز أن ينسب بروايته إلى الإمام أنه أنكر حديثا صحيحا
    على رأي الشيخ ، و على رأينا أيضا لما يأتي .
    و الآخر : أن الرواية المذكورة في إنكار مالك ليس لهذا الحديث المنكر ، و إنما
    للحديث الصحيح المتفق عليه فإنه فيها بلفظ : " إن الله خلق آدم على صورته " .
    و كذلك هو عند العقيلي في " الضعفاء " ( 2/251 ) في هذه الرواية ، فحاشا الإمام
    مالك أن ينكر الحديث بهذا اللفظ الصحيح أو غيره من الأئمة . و لذلك فالقارئ
    العادي يفهم من بحث الشيخ أن الإمام ينكر هذا الحديث الصحيح !
    ثالثا : ساق إسناد حديث ابن عمر أكثر من مرة ، و كذلك فعل بحديث أبي هريرة دون
    فائدة ، و ساقهما مساق المسلمات من الأحاديث و هو يعلم العلل الثلاث التي ذكرها
    له ابن خزيمة لأنه في صدد الرد عليه ، و مع ذلك لم يتعرض لها بذكر ! بله جواب ،
    و كذلك يعلم ضعف ابن لهيعة الذي في حديث أبي هريرة ، فلم ينبس ببنت شفة !
    رابعا : نقل كلام الذهبي الذي ذكره عقب رواية المقدام ، و فيه : أن هذا الحديث
    لم ينفرد به ابن عجلان فقد رواه ( الأرقام الآتية مني ) :
    1 - همام عن قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة .
    2 - و رواه شعيب و ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة .
    3 - و رواه جماعة كالليث بن سعد و غيره عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة .
    4 - و رواه شعيب أيضا و غيره عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة
    . انتهى .
    و أقول : نص كلام الذهبي قبيل هذه الطرق :
    " قلت : الحديث في أن الله خلق آدم على صورته ; لم ينفرد به ابن عجلان ... "
    إلخ .
    فأنت ترى أن كلام الذهبي في واد ، و كلام الشيخ في واد آخر . فهذه الطرق
    الأربعة ليس فيها زيادة " صورة الرحمن " ، و الشيخ - سامحه الله - يسوقها تقوية
    لها ، و هو لو تأمل فيها لوجدها تدل دلالة قاطعة على نكارة هذه الزيادة ، إذ لا
    يعقل أن تفوت على هؤلاء و كلهم ثقات ، و يحفظها مثل ابن لهيعة ، و من ليس له في
    العير و لا في النفير ! و إني - والله - متعجب من الشيخ غاية العجب كيف يسوق
    هذه الروايات نقلا عن الذهبي و هو قد ساقها لتقوية الحديث الصحيح الذي أنكره
    مالك بزعم المقدام بن داود الواهي ، و الشيخ - عافانا الله و إياه - يسوقها
    لتقوية الحديث المنكر !
    و إن مما يؤكد أن الذهبي كلامه في الحديث الصحيح و ليس في الحديث المنكر أنه
    قال في آخره :
    " و قال الكوسج : سمعت أحمد بن حنبل يقول : هذا الحديث صحيح . قلت : و هو مخرج
    في الصحاح " .
    قلت : فقوله هذا يدلنا على أمرين :
    الأول : أنه يعني الحديث الصحيح ، لأنه هو المخرج في " الصحاح " كما سبق مني .
    و الآخر : أنه هو المقصود بتصحيح أحمد المذكور ، فلم يبق بيد الشيخ إلا تصحيح
    إسحاق ، فمن الممكن أن يكون ذلك فهما منه ، و ليس رواية . والله أعلم .
    خامسا و أخيرا : قرن الشيخ الحافظ الذهبي و العسقلاني مع أحمد و إسحاق في تصحيح
    الحديث .
    و جوابي عليه : أن كلام الذهبي ليس صريحا في ذلك ، بل ظاهره أنه يعني الحديث
    الصحيح . و أما ابن حجر فعمدة الشيخ في ذلك قوله : " رجاله ثقات " و قد علمت
    مما سبق أن هذا لا يعني الصحة ، و لو سلمنا جدلا أنه صححه هو أو غيره قلنا : *(
    هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )* .
    و خلاصة ( التنبيه ) أن الشيخ حفظه الله حكى قولين متعارضين في حديث " على صورة
    الرحمن " دون ترجيح بينهما سوى مجرد الدعوى ، و ذكر له طريقين ضعيفين منكرين
    دون أن يجيب عن أسباب ضعفهما ، بل أوهم أن له طرقا كثيرة يتقوى بها ، و هي في
    الواقع مما يؤكد وهنهما عند العارفين بهذا العلم الشريف و تراجم رواته . و هذا
    بخلاف ما صنع شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه " نقض التأسيس " في فصل عقده فيه
    لهذا الحديث بأحد ألفاظه الصحيحة : " إن الله خلق أدم على صورته " أرسل إلي
    صورة منه بعض الأخوان جزاه الله خيرا فإن ابن تيمية مع كونه أطال الكلام في ذكر
    تأويلات العلماء له و ما قالوه في مرجع ضمير " صورته " ، و نقل أيضا كلام ابن
    خزيمة بتمامه في تضعيف حديث الترجمة و تأويله إياه إن صح ، فرد عليه التأويل ،
    و سلم له التضعيف ، و لم يتعقبه بالرد ، لأنه يعلم أن لا سبيل إلى ذلك ، كما
    يتبين للقارىء من هذا التخريج و التحقيق ، و لهذا كنت أود للشيخ الأنصاري أن لا
    يصحح الحديث ، و هو ضعيف من طريقيه ، و متنه منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة .
    نسأل الله تعالى لنا و له التوفيق و السداد في القول و العمل ، و أن يحشرنا في
    زمرة المخلصين الصادقين *( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
    سليم )* .
    (3/175)
    ________________________________________
    1177 - " إني كنت أعلمها ( أي : ساعة الإجابة يوم الجمعة ) ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/322 ) :

    ضعيف

    أخرجه ابن خزيمة ( 1771 ) و الحاكم ( 1/279 ) عن فليح بن سليمان عن سعيد بن
    الحارث عن أبي سلمة قال : قلت : والله لو جئت أبا سعيد الخدري فسألته عن
    هذه الساعة ، لعله يكون عنده منها علم ، فأتيته ، فقلت : يا أبا سعيد إن أبا
    هريرة حدثنا عن الساعة التي في يوم الجمعة ، فهل عندك منها علم ؟ فقال : سألنا
    النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . قال : ثم خرجت من عنده فدخلت على
    عبد الله بن سلام . ثم ذكر الحديث .
    قلت : كذا ذكره ابن خزيمة و الحاكم و قال :
    " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
    قلت : و في صحته نظر فإن فليحا هذا و إن كان من رجال الشيخين ففيه كلام كثير .
    و قال الحافظ في " التقريب " :
    " صدوق كثير الخطأ " ، و كأنه لهذا سكت عن إسناده في " الفتح " ( 2/333 ) و لم
    يصححه ، و كذلك لم يصححه الحافظ العراقي ، و إنما قال : " و رجاله رجال الصحيح
    " كما نقله الشوكاني ( 3/209 ) ، و هذا لا يستلزم التصحيح ، بل فيه إشارة إلى
    نفيه ، و إلا لصرح بصحة سنده ، و لم يقتصر على ذكر شرط واحد من شروط الصحة و هو
    كون رجاله رجال الصحيح ، و فيه إشارة لطيفة إلى أنهم أو بعضهم قد لا يكونون من
    الثقات عند غير صاحبي " الصحيح " ، أو على الأقل عند بعضهم و إلا لقال : "
    رجاله ثقات رجال الصحيح " ، و هذا هو الواقع كما تفيده عبارة الحافظ في "
    التقريب " في " فليح " ، و قد مرت آنفا ، و ممن ضعفه من القدامي ابن معين و أبو
    حاتم و النسائي و غيرهم . و قال الساجي :
    " هو من أهل الصدق ، و يهم " .
    قلت : فمثله لا يطمئن القلب لصحة حديثه عند التفرد ، فكيف عند المخالفة ؟ !
    ( تنبيه ) : عزا الحديث في " الفتح الكبير " لابن ماجه و ابن خزيمة و الحاكم
    و البيهقي في " الشعب " . و لم أره عند ابن ماجه بهذا الإسناد و السياق ،
    و إنما عنده ( 1139 ) من طريق أخرى عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال : قلت
    و رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس : إنا لنجد في كتاب الله : في يوم الجمعة
    ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي سأل الله فيها شيئا إلا قضى له حاجته . قال
    عبد الله : فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو بعض ساعة فقلت : صدقت
    أو بعض ساعة .. الحديث . فهذا خلاف حديث الترجمة ، و هو المحفوظ عنه صلى الله
    عليه وسلم في غير ما حديث عنه فراجع إن شئت " المشكاة " و غيره .
    (3/176)
    ________________________________________


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/324 ) :

    ضعيف

    أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 203 ) : حدثنا دعلج بن أحمد من أصل كتابه :
    حدثنا هشام بن علي : حدثنا عبد الله بن رجاء : حدثنا سعيد بن سلمة : حدثنا موسى
    عن عمران بن أبي أنس عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبي ذر أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم قال : الحديث .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل موسى هذا و هو ابن عبيدة - بضم أوله - و هو ضعيف
    كما قال الحافظ في " التقريب " .
    و هشام بن علي هو السيرافي كما في الرواة عن عبد الله بن رجاء من " التهذيب " ،
    و لكني لم أجد من ترجمه ، و يظهر أنه من المشهورين فقد ذكره الذهبي فيمن سمع
    عنهم دعلج بن أحمد من " تذكرة الحفاظ " ( 3/92 ) .
    ثم رأيت ابن حبان قد أورده في كتابه " الثقات " ( 9/234 ) و قال :
    " مستقيم الحديث ، كتب عنه أصحابنا " .
    و توفي سنة ( 284 ) كما ذكر الذهبي في ترجمة أحمد بن المبارك النيسابوري من "
    التذكرة " . فموسى بن عبيدة هو العلة .
    و الحديث أخرجه الحاكم ( 1/388 ) بهذا السند عن هذا الشيخ لكن وقع في سنده سقط
    لا أدري أهو من الحاكم أو شيخه حين حدثه به و الأغلب على الظن الأول ، فقال
    الحاكم : أخبرني دعلج بن أحمد السجزي - ببغداد - : حدثنا هشام بن علي السدوسي :
    حدثنا عبد الله بن رجاء : حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام : حدثنا عمران بن
    أبي أنس به .
    فسقط من السند موسى بن عبيدة و هو علة الحديث ، فاغتر الحاكم بظاهره فقال :
    " إسناد صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي ! ! على أن عمران بن أبي أنس
    و سعيد بن سلمة لم يحتج بهما البخاري كما بينته في " التعليقات الجياد " ( 3/86
    ) فتصحيحه على شرطهما خطأ بين .
    و مما يؤيد خطأ إسناد الحاكم أن البيهقي أخرج الحديث ( 4/147 ) من طريق أخرى عن
    هشام بن علي مثل رواية الدارقطني ، فقال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
    عبدان : أنبأ أحمد بن عبيد الصفار : حدثنا هشام بن علي : حدثنا ابن رجاء :
    حدثنا سعيد هو ابن سلمة بن الحسام : حدثني موسى عن عمران بن أبي أنس به . دون
    قوله : " و في البقر صدقتها " ثم قال :
    " سقط من هذه الرواية ذكر البقر ، و قد رواه دعلج بن أحمد عن هشام بن علي
    السدوسي فذكر فيه " و في البقر صدقتها " ، أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ :
    أخبرني دعلج بن أحمد السجزي ببغداد حدثنا هشام بن علي السدوسي فذكره " .
    قلت : و أبو عبد الله الحافظ شيخ البيهقي في إسناده الثاني هو صاحب " المستدرك
    " . و صنيع البيهقي في روايته لهذا الحديث عنه يدل على أن إسناد الحاكم فيه
    موسى بن عبيدة أيضا و إلا لذكر البيهقي الخلاف بين هذا الإسناد و الإسناد الذي
    ساقه قبله كما هي عادة المحدثين في مثل هذا الاختلاف ، و كما فعل البيهقي هنا
    في بيان الخلاف في موضع من متنه . فهذا يؤيد خطأ الحاكم في " المستدرك " فتنبه
    .
    و قد كنت اغتررت تبعا للنووي و ابن حجر بظاهر رواية الحاكم هذه فحكمت بحسنها في
    " التعليقات الجياد " ، و الآن هداني الله لعلة هذا الحديث فبادرت لأعلن أنه
    ضعيف الإسناد من أجلها ، و إن كان رواه ابن جريج عن عمران بن أبي أنس ، فإن ابن
    جريج مدلس و قد عنعنه و لم يسمعه منه كما بينته هناك ، و يأتي أيضا .
    و الحديث عزاه السيوطي في " الدر المنثور " ( 3/233 ) لابن أبي شيبة و ابن
    مردويه عن أبي ذر بتمامه ، و ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا مثله
    .
    قلت : و طريق أبي هريرة لابد أن يكون ضعيفا ، و حسبك دليلا على ذلك تفرد ابن
    مردويه به !
    ثم عزا الحديث في " الجامع الصغير " لابن أبي شيبة و أحمد و الحاكم و البيهقي
    عن أبي ذر بتمامه ، و عزوه لأحمد فيه تساهل لأنه لم يرو منه إلا الشطر الأول
    و ليس عنه : " و من رفع ... " إلخ ، و هو عنده من طريق ابن جريج عن عمران و صرح
    فيه أنه بلغه عن عمران كما ذكرته في المصدر المشار إليه آنفا .
    ثم رأيت الحديث في " مصنف ابن أبي شيبة " ( 3/213 ) : حدثنا زيد بن حباب قال :
    حدثني موسى بن عبيدة قال : حدثني عمران بن أبي أنس به . إلا أنه لم يذكر صدقة
    الغنم و البقر و البز .فهذا يؤكد وهم الحاكم و أن الحديث مداره على موسى هذا
    الضعيف ، والله تعالى ولي التوفيق .
    (3/177)
    ________________________________________
    1179 - " كونوا في الدنيا أضيافا ، و اتخذوا المساجد بيوتا ، و عودوا قلوبكم الرقة ،
    و أكثروا التفكر و البكاء ، و لا تختلفن بكم الأهواء ، تبنون ما لا تسكنون ،
    و تجمعون ما لا تأكلون ، و تأملون ما لا تدركون " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/326 ) :

    ضعيف جدا

    أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/358 ) و القضاعي في " مسنده " ( 731 ) من
    طريق بقية : حدثنا عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير
    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    قلت : و هذا إسناد ظلمات بعضها فوق بعض ، و له علل ثلاث :
    الأولى : أن الحكم بن عمير في صحبته نظر ، قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
    " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منكرة ، يرويها عيسى بن إبراهيم ;
    و هو ضعيف ، عن موسى بن أبي حبيب و هو ضعيف ، عن عمه الحكم " . نقله في "
    الإصابة " ، <1> و قد أشار الذهبي إلى ضعف قول من قال أنه صحابي كما يأتي في
    العلة الآتية :
    الثانية : موسى بن أبي حبيب ، قال الذهبي في " الميزان " و أقره الحافظ في "
    اللسان " :
    " ضعفه أبو حاتم و غيره ; ساقط ، و له عن الحكم بن عمير - رجل قيل : له صحبة -
    و الذي أرى أنه لم يلقه ، و موسى مع ضعفه متأخر عن لقي صحابي كبير " .
    الثالثة : عيسى بن إبراهيم متروك كما قال الذهبي و سبقه النسائي و قال البخاري
    :
    " منكر الحديث " ، و أبو حاتم : " متروك الحديث " .
    و ساق له عدة أحاديث بهذا الإسناد و غيره ، و قال في بعضها : إنه منكر .
    قلت : سمعت هذا الحديث من فم شيخ دمشقي يلقيه على منبر مسجد مضايا يوم الجمعة
    الواقع في 18/11/71 هـ و قد جعله محور خطبته ! فاستنكرت الحديث في نفسي ،
    و لكني ما كان تقدم مني تخريجه ، فخرجته بعد يوم فتحقق ظني و أنه منكر ،
    و الحمد لله على توفيقه ، و وفق مشايخنا لتحري الصحيح من حديث رسوله صلى الله
    عليه وسلم ، و حفظهم أن يقولوا عليه ما لم يقل .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] و قال في ترجمة موسى من " اللسان " : " و قال أبو حاتم في ترجمة الحكم بن
    عمير : روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر السماع و لا اللقاء - أحاديث
    منكرة من رواية ابن أخت موسى بن أبي حبيب و هو ذاهب الحديث ، و يروي عن موسى
    عيسى بن إبراهيم و هو ذاهب الحديث " .
    قلت : كذا في النسخة المطبوعة و لعل قوله : " ابن أخت " زيادة من النساخ . اهـ
    .
    1
    (3/178)
    ________________________________________
    1180 - " إن لله ديكا رأسه تحت العرش ، و جناحه في الهواء ، و براثنه في الأرض ، فإذا كان في الأسحار و أدبار الصلوات خفق بجناحه ، و صفق بالتسبيح ، فتصيح الديكة تجيبه بالتسبيح " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/327 ) :

    موقوف ضعيف

    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7391 ) : حدثنا بكر بن أحمد بن مقبل البصري :
    حدثنا أحمد بن محمد بن المعلى الأدمي : حدثنا جعفر بن سلمة : حدثنا حماد بن
    يزيد أبو يزيد المقري : حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر عن صفوان بن عسال : قال :
    فذكره موقوفا عليه ، لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
    و كذلك أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8/134 ) من رواية الطبراني و قال :
    " و فيه عاصم بن بهدلة و هو ضعيف ، و قد حسن حديثه " .
    قلت : المتقرر فيه أنه حسن الحديث يحتج به إذا لم يخالف .
    لكن حماد بن يزيد أبو يزيد المقري ، ليس بالمشهور ، أورده البخاري في التاريخ (
    2/1/21 ) و ابن أبي حاتم ( 1/2/151 ) من رواية جمع عنه ، و لم يذكرا فيه جرحا
    و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " .
    و جعفر بن سلمة و هو الوراق البصري الخزاعي قال ابن أبي حاتم ( 1/1/481 ) :
    " ثقة رضا " .
    و أحمد بن محمد بن المعلى الأدمي ، ترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/74 ) و قال :
    " سمع منه أبي بالبصرة في الرحلة الثالثة ، [ روى عنه أبي و أبو عوانة ] " .
    و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
    و قد قال الحافظ في " التقريب " :
    " صدوق " .
    و بكر بن أحمد بن مقبل البصري وثقه الدارقطني كما في " سؤالات السهمي " ( ص 182
    ) و وصفه الذهبي في " العبر " ( 1/441 ) بالحافظ .
    فالحديث علته الوقف إن سلم من أبي يزيد المقري .
    (3/179)
    *********************

    يتبع ان شاء الله




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  6. #6

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1181 - " إن في جهنم واديا يقال له : هبهب ، حقا على الله أن يسكنه كل جبار عنيد " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/328 ) :

    ضعيف

    رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 49 ) و ابن لال في " حديثه " ( 123/1 ) و ابن
    عدي في " الكامل " ( 1/420 ) و الحاكم ( 4/596 ) و ابن عساكر ( 5/58/1 ) و كذا
    أبو يعلى و الطبراني من طريق الأزهر بن سنان عن محمد بن واسع عن أبي بردة بن
    أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعا . و قال الحاكم و وافقه الذهبي :
    " تفرد به أزهر بن سنان " !
    قلت : و هو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " ، و لذلك لم يصححه الحاكم و لا
    الذهبي ، بل أورده في " الميزان " و قال :
    " قال ابن عدي : ليست أحاديثه بالمنكرة جدا ، أرجو أنه لا بأس به ، و قال ابن
    معين : ليس بشيء " .
    ثم ساق له أحاديث مما أنكرت عليه هذا أحدها .
    و قد خالفه هشام بن حسان فقال : " عن محمد بن واسع قال : بلغني أن في النار جبا
    يقال له : جب الحزن ، يؤخذ المتكبرون فيحملون في توابيت من نار فيجعلون في ذلك
    البئر فيطبق عليهم جهنم من فوقهم " .
    أخرجه العقيلي و قال :
    " و هذا حديث أولى من حديث أزهر " .
    قلت : فتبين من رواية هشام بن حسان - و هو ثقة - أن أزهر بن سنان قد أخطأ في
    رفع الحديث و في لفظه ، و أن الصواب الوقف . والله أعلم .
    و من ذلك تعرف أن قول المنذري في " الترغيب " ( 3/139 ) :
    " رواه الطبراني بإسناد حسن و أبو يعلى و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " .
    و قول الهيثمي ( 5/197 ) :
    " رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " .
    فيه أمران :
    الأول : أنه ضعيف غير حسن كما تقدم .
    و الآخر : أن الحاكم - مع تساهله المعروف - لم يصححه . والله أعلم .
    (3/180)
    ________________________________________

    1182 - " صحة با أم يوسف ! قاله لما شربت بوله " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/329 ) :

    ضعيف

    قال في " المواهب اللدنية " ( 4/231 ) بشرح الزرقاني ) :
    " و عن ابن جريج قال : أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من
    عيدان ثم يوضع تحت سريره ، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها
    : بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : أين البول الذي كان في
    القدح ؟ قالت : شربته ، قال : صحة يا أم يوسف ! فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي
    ماتت فيه . رواه عبد الرزاق في " مصنفه " . و رواه أبو داود متصلا عن ابن جريج
    عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة " .
    قلت : إنما روى أبو داود منه أوله دون قوله : فجاء إلخ . و سنده موصول حسن ،
    و لذلك أوردته في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 19 ) ، و قد أخرجه بتمامه موصولا
    البيهقي في " سننه " ( 7/67 ) لكن ليس عنده : " صحة .. إلخ " و كذلك أورده
    الهيثمي في " المجمع " ( 8/271 ) ، و زاد بدلها : " فقال النبي صلى الله عليه
    وسلم : لقد احتظرت من النار بحظار " و قال :
    " رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل و حكيمة
    و كلاهما ثقة " .
    و هو في " كبير الطبراني " ( 24/205/527 ) .
    قلت : فدل هذا على ضعف هذه الزيادة : " صحة " ; لشذوذها و إرسالها .
    (3/181)
    ________________________________________

    1183 - " خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال : يا محمد ! و الذي بعثك بالحق إن لله
    عبدا من عبيده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه و طوله ثلاثون
    ذراعا في ثلاثين ذراعا ، و البحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية و أخرج
    الله تعالى له عينا عذبة بعرض الإصبح تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل ،
    و شجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء
    و أخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته ، فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن
    يقبضه ساجدا و أن لا يجعل للأرض و لا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى يبعثه الله
    و هو ساجد ، قال : ففعل ، فنحن نمر عليه إذا هبطنا و إذا عرجنا فنجد له في
    العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب : أدخلوا
    عبدي الجنة برحمتي فيقول : بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي
    فيقول : بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي : فيقول : يا رب بل
    بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : رب بل بعملي ، فيقول
    الله عز وجل للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه و بعمله ، فتوجد نعمة البصر قد
    أحاطت بعبادة خمسمائة سنة و بقيت نعمة الجسد فضلا عليه ، فيقول : أدخلوا عبدي
    النار ، قال : فيجر إلى النار فينادي : رب برحمتك أدخلني الجنة ، فيقول : ردوه
    ، فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي من خلقك و لم تك شيئا ؟ فيقول : أنت يا رب ،
    فيقول : كان ذلك قبلك أو برحمتي ؟ فيقول : بل برحمتك ، فيقول : من قواك لعبادة
    خمسمائة عام ؟ فيقول : أنت يا رب ، فيقول : من أنزلك في جبل وسط اللجة و أخرج
    لك الماء العذب من الماء المالح ، و أخرج لك كل ليلة رمانة و إنما تخرج مرة في
    السنة ، و سألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك ؟ فيقول : أنت يا رب ، فقال الله
    عز وجل : فذلك برحمتي ، و برحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد
    كنت يا عبدي ، فيدخله الله الجنة . قال جبريل عليه السلام : إنما الأشياء برحمة
    الله تعالى يا محمد " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/331 ) :

    ضعيف

    أخرجه الخرائطي في " فضيلة الشكر " ( 133 - 134 ) و العقيلي في " الضعفاء " (
    165 ) و تمام في " الفوائد " ( 265/2 - 266/1 ) و ابن قدامة في " الفوائد " (
    2/6/1 - 2 ) و كذا الحاكم ( 4/250 - 251 ) من طريق سليمان بن هرم عن محمد بن
    المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج علينا النبي صلى الله
    عليه وسلم فقال : فذكره . و قال الحاكم :
    " صحيح الإسناد " . كذا قال ! و تبعه ابن القيم في " شفاء العليل " ( ص 114 ) ،
    و هو منه عجيب ن فإن سليمان هذا مجهول كما يأتي عن العقيلي ، و قول الحاكم عقب
    تصحيحه المذكور : " و الليث لا يروي عن المجهولين " مجرد دعوى لا دليل عليها ،
    و الحاكم نفسه أول من ينقضها فقد روى في " المستدرك " ( 4/230 ) حديثا آخر من
    رواية الليث عن إسحاق بن بزرج بسنده عن الحسن بن علي ، و قال عقبه :
    " لولا جهالة إسحاق لحكمت للحديث بالصحة " !
    و هذا مناقض تمام المناقضة لدعواه السابقة ، و لذلك تعقبه الذهبي بقوله :
    " قلت : لا والله ، و سليمان غير معتمد " .
    و ذكر في ترجمة سليمان هذا من " الميزان " :
    " قال الأزدي : لا يصح حديثه " .
    و قال العقيلي :
    " مجهول و حديثه غير محفوظ " .
    ثم قال الذهبي عقبه :
    " لم يصح هذا ، و الله تعالى يقول : *( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )* و لكن
    لا ينجي أحدا عمله من عذاب الله كما صح ، بل أعمالنا الصالحة هي من فضل الله
    علينا و من نعمه لا بحول منا و لا بقوة ، فله الحمد على الحمد له " .
    و حديث ابن بزرج المشار إليه خرجته في آخر الجزء الثاني من " تمام المنة في
    التعليق على فقه السنة " ( صلاة العيد / التحقيق الثاني ) و لعله ييسر لنا
    إعادة طبعه مع الجزء الأول إن شاء الله تعالى .
    (3/182)
    ________________________________________

    1184 - " من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره ، و من فطر صائما فله مثل أجره ، و من دل
    على خير فله مثل أجر فاعله " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/332 ) :

    ضعيف

    أخرجه الخطيب ( 11/353 ) من طريق أبي حجية علي بن بهرام العطار : حدثنا عبد
    الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
    الأولى : جهالة أبي حجية هذا فقد ترجمه الخطيب و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا.
    و الأخرى : عنعنة ابن جريج فإنه مدلس .
    و الفقرة الثانية و الثالثة قد جاءتا من طرق ثابتة ، و إنما أوردته من أجل
    الفقرة الأولى ، فإنها غريبة منكرة .
    (3/183)
    ________________________________________

    1185 - " ارفع إلى السماء ، و سل الله السعة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/332 ) :

    ضعيف

    رواه الطبراني ( رقم - 3842 ) : حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي : نا يعقوب بن
    حميد : نا عبد الله بن عبد الله الأموي : حدثني اليسع بن المغيرة عن أبيه عن
    خالد بن الوليد :
    أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيق في مسكنه ، فقال : فذكره .
    ثم رواه ( رقم - 3843 ) بهذا السند عن ابن حميد : نا عبد الله بن الحارث عن
    الربيع بن سعيد عن اليسع بن المغيرة عن خالد بن الوليد مثله .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف من الوجهين فإن مدارهما على اليسع بن المغيرة و هو لين
    الحديث كما في " التقريب " .
    و مثله الراوي عنه في الطريق الأولى عبد الله بن عبد الله الأموي .
    و في الطريق الأخرى الربيع بن سعيد و هو النوفلي أورده ابن أبي حاتم ( 1/2/462
    ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
    و يعقوب بن حميد ثقة ، لكن في حفظه ضعف يسير ، فيحتمل أن روايته الحديث
    بالطريقين مما لم يضبطه ، فاضطرب فيه . و الله تعالى أعلم .
    و قد روي الحديث مرسلا عن اليسع بن المغيرة قال :
    شكا خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيق منزله ، فقال :
    " اتسع في السماء " .
    رواه أبو داود في " المراسيل " ( ص 52 ) و لم نقف على سنده ، لأنه محذوف من
    النسخة ككل أحاديثها ، لكن الظاهر أنه من طريق الربيع المذكور كما يشير إلى ذلك
    قول ابن أبي حاتم في ترجمته :
    " روى عن اليسع بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، روى عنه عبد الله
    ابن الحارث المخزومي ، مرسل " .
    ثم تأكدت مما استظهرت ، فالحديث في نسخة مصورة من " المراسيل " ( ق 26/1 ) .
    و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/93/2 ) بلفظ :
    " ارفع البنيان إلى السماء ، و اسألوا الله السعة " و قال :
    " رواه الطبراني في " الكبير " و الخطيب و ابن عساكر عن اليسع بن مغيرة به "
    و قال :
    " قال الخطيب : في اليسع نظر " .
    و أورده في " الجامع الصغير " باللفظ الذي نقلته عن الطبراني إلا أنه زاد فيه
    لفظة : " البنيان " و ليست عنده .
    و مما سبق من التحقيق تعلم أن قول الهيثمي ( 10/169 ) :
    " رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن " ; ليس بحسن . و قلده الغماري في "
    الإتقان " ( 127 ) ! و مثله قول المناوي عقب ذلك :
    " و به تعرف أن رمز المصنف لضعفه غير سديد " .
    فإن رمز السيوطي لضعفه هو بلا شك عمل رشيد ، و تعقب المناوي عليه هو الأحق
    بقوله : " غير سديد " سيما و قد أتبعه بقوله :
    " نعم ، قال العراقي : في سنده لين . و كأن كلامه في الطريق الثاني " .
    قلت : بل هو في الطريقين معا فإن مدارهما على اليسع و هو ليس الحديث كما سبق
    بيانه .
    (3/184)
    ________________________________________

    1186 - " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غلب عدله جوره ، فله الجنة ، و من غلب
    جوره عدله فله النار " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :

    ضعيف

    أخرجه أبو داود ( 3575 ) و عنه البيهقي ( 10/88 ) من طريق موسى بن نجدة عن جده
    يزيد بن عبد الرحمن و هو أبو كثير قال : حدثني أبو هريرة عن النبي صلى الله
    عليه وسلم قال : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، موسى بن نجدة ، قال الذهبي :
    " لا يعرف " .
    و قال الحافظ :
    " مجهول " .
    (3/185)
    ________________________________________

    1187 - " خالقوا الناس بأخلاقهم ، و خالفوهم بأعمالهم " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :

    ضعيف

    أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 455 - 456 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد
    : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع : حدثنا يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث الصنعاني
    عن أبي عثمان عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    " كيف أنتم إذا كنتم في قوم قد درست عهودهم ، و مرجت أماناتهم ، و صاروا حثالة
    هكذا - و شبك بين أصابعه - قالوا : كيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : صبرا صبرا ،
    خالقوا ... " . و قال :
    " هذا يروى بغير هذا الإسناد ، و خلاف هذا اللفظ من طريق صالح " .
    ذكره في ترجمة يزيد بن ربيعة الرحبي هذا ، و روى عن البخاري أنه قال :
    " عنده مناكير " .
    قلت : و في ترجمته أيضا أورد الحديث الذهبي في " الميزان " و قال :
    " و قال أبو داود و غيره : ضعيف ، و قال النسائي : متروك " .
    و قد انقلب اسمه في " المستدرك " إلى " ربيعة بن يزيد " ، و جعله من مسند " أبي
    ذر " لا من مسند " ثوبان " ! و لست أدري أذلك من المؤلف أم الراوي أم الناسخ ،
    فقد أخرجه ( 3/343 ) من طريقين عن عثمان بن سعيد الدارمي : حدثنا أبو توبة
    الربيع بن نافع : حدثنا ربيعة بن يزيد عن أبي الأشعث النهدي عن أبي ذر قال :
    قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " يا أبا ذر كيف أنت .. " الحديث . و قال :
    " صحيح على شرط الشيخين " . و تعقبه الذهبي بقوله :
    " ابن يزيد لم يخرجوا له ، قال النسائي و غيره : متروك " .
    و أقول : ليس في الرواة : ربيعة بن يزيد سوى واحد ، و هو أبو شعيب الإيادي
    الدمشقي القصير ، و هو أعلى طبقة من يزيد بن ربيعة الرحبي ، فإنه روى عن غير
    واحد من الصحابة ، و عنه جماعة من التابعين و غيرهم منهم يزيد بن ربيعة هذا ،
    كما في " التهذيب " مات سنة ( 123 ) ، فليس هو من هذه الطبقة ، كيف و الراوي
    عنه أبو توبة الربيع بن نافع ، و قد مات سنة ( 241 ) فبينهما نحو ثمانين سنة ؟
    و لذلك فأنا أقطع بأن ما في " المستدرك " : " ربيعة بن يزيد " خطأ لا أدري
    منشأه ، و من الغرائب قول الذهبي في تعقبه السابق :
    " ابن يزيد .. " .
    و إنما هو يزيد بن ربيعة الرحبي ، و هو الذي يصح فيه قول الذهبي :
    " لم يخرجوا له .. " إلخ .
    و من طريقه رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 7/283 )
    .
    و لا أستبعد أن يكون هذا الخطأ من الحاكم نفسه ، فإن له في كتابه هذا أوهاما
    كثيرة ، يعرفها أهل العلم بالحديث و رواته ، و قد اعتذر بعضهم له ; بأنه مات
    قبل أن يبيض كتابه . والله أعلم .
    و أما قول العقيلي فيما تقدم :
    " هذا يروى بغير هذا الإسناد .. " .
    فكأنه يعني ما روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه قال : قال عبد الله :
    " خالطوا الناس و زايلوهم ، و صافوهم بما تشتهون ، فدينكم لا تكلمونه " .
    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/46/1 ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( 21/2
    ) .
    قلت : و إسناده صحيح لولا عنعنة حبيب ; فإنه مدلس .
    و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7/280 ) هكذا موقوفا و قال :
    " رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات " .
    قلت : و علقه البخاري في " الأدب " من " الصحيح " ( 10/436 - فتح ) و قال
    الحافظ :
    " وصله الطبراني من طريق عبد الله بن باباه عن ابن مسعود قال : ... و أخرجه ابن
    المبارك في " كتاب البر و الصلة " من وجه آخر عن ابن مسعود ، و عن عمر مثله ،
    لكن قال : و انظروا لا تكلموا دينكم " .
    و قال البيهقي عقبه :
    " روي عن علي رضي الله عنه . و أسنده بعض الضعفاء عن عبد الله ، و ليس بشيء " .
    قلت : و قد أخرجه الدارمي ( 1/92 ) عن علي موقوفا بلفظ :
    " خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم ، فإن للمرء
    ما اكتسب ، و هو يوم القيامة مع من أحب " .
    قلت : و إسناده حسن .
    و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " ( 2/17/2 ) و " المنتخب " ( 1/132 )
    للعسكري في " الأمثال " عن ثوبان .
    نعم قد صح الحديث مرفوعا بلفظ :
    " خالطوهم بأجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم " .
    و هو مخرج في " الصحيحة " رقم ( 452 ) .
    (3/186)
    ________________________________________

    1188 - " الخلافة بالمدينة و الملك بالشام " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/337 ) :

    ضعيف


    رواه البخاري في " التاريخ " ( 2/2/16 ) و الحاكم ( 3/72 ) و البيهقي في "
    الدلائل " ( 6/447 - طبع بيروت ) عن هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي
    سليمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم :
    " صحيح " .
    و تعقبه الذهبي بقوله :
    " قلت : سليمان و أبوه مجهولان " .
    و قال في " الميزان " :
    " سليمان لا يكاد يعرف " .
    و في " المنتخب " لابن قدامة ( 10/206/1 ) :
    " قال مهنا : و سألت يحيى ( يعني ابن معين ) عن سليمان بن أبي سليمان يحدث عنه
    العوام بن حوشب عن أبي هريرة ( فذكر الحديث ) فقال : لا نعرف هذا يعني سليمان
    بن أبي سليمان . و قال لي أحمد : أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم " .
    و في " الجامع الكبير " ( 1/340/1 ) :
    " رواه البخاري في " تاريخه " و الحاكم و تعقب ، و ابن عساكر عن أبي هريرة ،
    و نعيم بن حماد في " الفتن " عنه موقوفا " .
    (3/187)
    ________________________________________

    1189 - " جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا ، فإنها نسجت علي و عليك يا أبا بكر في
    الغار ، حتى لم يرنا المشركون و لم يصلوا إلينا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/338 ) :

    منكر

    رواه الديلمي في " مسند الفردوس " : نا والدي و قال : أنا أحبها منذ سمعت شيخي
    أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي و المطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان
    قالا : إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قال :
    أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن جعفر الصوفي قال :
    أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي الزاهد ببلخ قال : أنا
    أحبها منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه قال : أنا أحبها منذ سمعت
    من عبد الله بن موسى السلامي قال : أنا أحبها منذ سمعت من إبراهيم بن محمد قال
    : أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن العباس الحصري قال : أنا أحبها منذ سمعت من
    عبد الملك بن قريب الأصمعي قال : أنا أحبها منذ سمعت ابن عون قال : أنا أحبها
    منذ سمعت من محمد بن سيرين قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي هريرة قال : أنا
    أحبها منذ سمعت من أبي بكر الصديق يقول : لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت
    رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها و قال : فذكره . قال الديلمي : و أنا أحبها
    منذ سمعت والدي يقول هذا الحديث .
    قلت : أما أنا فلا أحبها و لا أبغضها لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ، بل هو منكر إن لم يكن موضوعا ، و إن سكت عليه السيوطي في
    " الجامع الكبير " ( 3/146/1 - 2 ) ، لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه
    الخطيب ( 10/148 - 149 ) و قال :
    " في رواياته غرائب و مناكير و عجائب " .
    ثم روى عن أبي سعد الإدريسي الحافظ أنه قال :
    " كان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب و درج من المجهولين و أصحاب الزوايا .
    قال : و كان أبو عبد الله بن منده سيىء الرأي فيه ، و ما أراه كان يتعمد الكذب
    في فضله " .
    و قال الذهبي :
    " روى حديثا ما له أصل ، سلسله بالشعراء ، منهم الفرزدق " .
    قلت : و الحديث المشار إليه رواه الخطيب ( 3/98 - 99 ) .
    و شيخه إبراهيم بن محمد لم أعرفه ، و لعله من شيوخه المجهولين الذين أشار إليهم
    الخطيب فيما تقدم .
    و في من دونه جماعة لم أعرفهم .
    و اعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار و الحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في
    بعض الكتب و المحاضرات التى تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
    ، فكن من ذلك على علم . و قد مضى منها ثلاثة أحاديث ( ص 259 - 263 ) .
    (3/188)
    ________________________________________

    1190 - " حب قريش إيمان ، و بغضهم كفر ، و حب العرب إيمان ، و بغضهم كفر ، و من أحب
    العرب فقد أحبني ، و من أبغض العرب فقد أبغضني " .


    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/339 ) :

    ضعيف جدا

    رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 451 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2306 ) عن
    معقل بن مالك قال : حدثنا الهيثم بن جماز قال : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا .
    و قال الطبراني :
    " لم يروه عن ثابت إلا الهيثم " .
    و قال العقيلي :
    " حديثه غير محفوظ ، قال ابن معين : ضعيف " .
    و قال النسائي في " الضعفاء و المتروكين " ( 30 ) :
    " متروك الحديث " .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/23 ) :
    " رواه البزار ( و في مكان آخر 10/53 : الطبراني في " الأوسط " ) ، و فيه
    الهيثم بن جماز و هو متروك " .
    و أخرج الحاكم ( 4/87 ) منه قوله :
    " حب العرب إيمان ، و بغضهم نفاق " . و قال :
    " صحيح الإسناد " .
    و رده الذهبي بقوله :
    " قلت : الهيثم متروك ، و معقل ضعيف " .
    قال في " الفيض " :
    " قال العراقي في " القرب " : لكن له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الكبير
    " للطبراني " .
    قلت : و هو ضعيف ، و مع ضعفه فلا يؤثر في المشهود له لشدة ضعفه كما هو معروف ،
    ثم إن شهادته قاصرة ، فإن لفظه :
    " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .
    (3/189)
    ***********************************
    يتبع ان شاء الله...








  7. #7

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي رد: السلسلة الضعيفة


    1191 - " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :

    ضعيف


    قال في " المجمع " ( 10/53 ) بعد أن ذكره من حديث ابن عمر مرفوعا :
    " رواه الطبراني ، و فيه سهل بن عامر و هو ضعيف " .
    قلت : و الشطر الثاني رواه الطبراني ( 12339 ) من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ :
    " ... رجل يؤمن بالله و اليوم الآخر " . و فيه نعيم بن حماد و هو ضعيف .
    و للشطر الأول منه شاهد و لكنه ضعيف جدا و لفظه :
    " لا يبغض العرب إلا منافق " .
    (3/190)
    ________________________________________

    1192 - " لا يبغض العرب إلا منافق " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :

    ضعيف جدا

    أخرجه ابن عدي ( 145/1 ) عن إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين
    عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه مرفوعا و قال :
    " زيد بن جبيرة عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
    قلت : و في " التقريب " :
    " متروك " .
    و الحديث في " زوائد المسند " ( 1/81 ) من هذا الوجه ، لكنه قال : " عن علي " !
    (3/191)
    ________________________________________

    1193 - " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة ، و هو أفضل من سبعين
    حجة في غيرها " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

    لا أصل له

    قال السخاوي في " الفتاوى الحديثية " ( ق 105/2 ) :
    " ذكره رزين في " جامعه " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و لم يذكر
    صحابيه ، و لا من خرجه . والله أعلم " .
    (3/192)
    ________________________________________

    1194 - " جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

    منكر


    رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/117 ) معلقا عن أحمد بن يحيى بن الحجاج
    الجرواآني عن عمرو بن علي : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن نافع
    عن ابن عمر قال :
    قال عمر : يا نبي الله مالك أفصحنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    و قال في أحمد هذا :
    " حدث بمناكير ، و هذا من مناكير حديثه " .
    قلت : و من مناكيره ما سيأتي بلفظ : " من كسح مسجدا ... " .
    (3/193)
    ________________________________________

    1195 - " حامل القرآن موقى " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) :

    ضعيف

    رواه أبو حفص الكتاني في " حديثه " ( 134/1 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة "
    ( 8/10/2 ) عن أبي حفص عن شيخ من أهل الشام عن مكحول عن عثمان بن عفان
    مرفوعا .
    قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
    الأولى : جهالة هذا الشيخ الشامي .
    الثانية : الانقطاع بين مكحول و عثمان .
    و أبو حفص هو عمر بن عبد الرحمن الأبار و هو ثقة و كذلك سائر رجاله ثقات إلا ما
    بينت .
    و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " فقال
    شارحه المناوي :
    " رواه عن عثمان من طريقين ، و فيه محمد بن راشد المكحولي ، قال النسائي : ليس
    بالقوي " .
    قلت : و لعل المكحولي هذا هو الشيخ الشامي في الطريق الأولى . والله أعلم .
    ثم إنني رأيته في " مسند الفردوس " من طريق واحدة ، فإن النسخة المصورة التي
    عندي سيئة ، و بعض صفحاتها غير ظاهرة ، أخرجه ( ص 89 ) من طريق سورة بن الحكم :
    حدثنا محمد بن راشد عن مكحول به . و سورة هذا في حكم مجهول الحال ، فقد أورده
    ابن أبي حاتم ( 2/1/327 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 9/227 ) و لم يذكرا فيه
    جرحا و لا تعديلا .
    (3/194)
    ________________________________________

    1196 - " جلوس المؤذن بين الأذان و الإقامة في المغرب سنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/342 ) :

    ضعيف

    رواه تمام في " الفوائد " ( رقم 2265 - نسختنا ) من طريق أبي جعفر محمد بن علي
    ابن الخضر البزاز - بالرقة - : حدثنا إسحاق بن عبد الله أبو يعقوب البوقي من
    كتابه : حدثنا هشيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به .
    قلت : و هذا سند ضعيف ، و فيه علتان :
    الأولى : تدليس هشيم ، فقد كان مدلسا كثير التدليس كما في " التقريب " ، و قد
    عنعنه .
    الثانية : البوقي هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
    " روى عن مالك و هشيم ، قال ابن منده : له مناكير " .
    و أما أبو جعفر محمد بن علي بن الخضر ، فقد أورده أبو علي الحراني في " تاريخ
    الرقة " ( ق 42/2 ) فقال :
    " مات محمد بن الخضر بن علي بالرافقة <1> في ذي الحجة سنة إحدى و تسعين
    و مائتين " .
    كذا وقع فيه : " الخضر بن علي " على القلب فلا أدري أهذا هو الصواب أم ما في
    نسختنا من " الفوائد " ؟ والله أعلم .
    ثم رأيته في " زهر فردوس الديلمي " ( 2/74 ) و أصله " مسند الفردوس " ( ص 74 -
    75 ) وفق ما في " التاريخ " فهذا هو الصواب . والله أعلم .
    و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند
    الفردوس " وحده عن أبي هريرة بلفظ : " الإمام " بدل " المؤذن " ، و استدرك عليه
    المناوي " فوائد تمام " ، و أعله بهشيم فقط ، و لم يتعرض لاختلاف اللفظ ، والله
    أعلم .
    *--------------------------------------------------------------------------*
    [1] هي الرقة نفسها ، بلدة كبيرة على الفرات في سورية . اهـ .
    1
    (3/195)
    ________________________________________

    1197 - " خير نساء أمتي أصبحهن وجها ، و أقلهن مهورا " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) :

    موضوع

    رواه ابن عدي ( 97/2 ) و عنه ابن عساكر ( 5/64/1 ) عن حسين بن المبارك الطبراني
    : حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال
    ابن عدي :
    " هذا الحديث منكر المتن ، و إن كان عن إسماعيل بن عياش لأن إسماعيل يخلط في
    حديث الحجاز و العراق ، و هو ثبت في حديث الشام ، و البلاء في هذا الحديث من
    الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش ، و الحسين أحاديثه مناكير " .
    قلت : و نقل الذهبي عن ابن عدي أنه قال فيه : " متهم " . و لم أجد هذا في
    ترجمته من " الكامل " . والله أعلم . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها .
    (3/196)
    ________________________________________

    1198 - " جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم أعطي ملكا
    فسار حتى أتى ساحل أرض مصر ، فابتنى مدينة يقال لها : الإسكندرية " الحديث
    بطوله .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) :

    ضعيف جدا

    أخرجه ابن عساكر ( 6/57/1 - 2 ) عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن
    عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قومه قالا :
    استطلنا يومنا فانطلقنا إلى عقبة بن عامر الجهني ، فوجدناه في ظل داره
    جالسا فقلنا له : إنا استطلنا يومنا فجئنا نتحدث عندك ، فقال : و أنا استطلت
    يومي فخرجت إلى هذا الموضع ، قال : ثم أقبل علينا و قال :
    كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل
    الكتاب بالباب معهم مصاحف ، فقالوا : من يستأذن لنا على رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ؟ فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : مالي و لهم
    يسألونني عما لا أدري ؟ إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي عز وجل . ثم قال
    : ابغني وضوءا . فأتيته بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى المسجد فصلى ركعتين ، ثم انصرف
    فقال لي و أنا أرى السرور و البشر في وجهه ; فقال : أدخل القوم علي و من كان من
    أصحابي فأدخله أيضا . فأذنت لهم فدخلوا فقال لهم : إن شئتم أحدثكم عما جئتم
    تسألونني عنه من قبل أن تكلموا ، و إن شئتم فتكلموا قبل أن أقول ، قالوا : بل
    أخبرنا ، قال : فذكره .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، عبد الله بن عمر ، و عبد الرحمن بن زياد ضعيفان
    .
    و سعيد بن مسعود لم أعرفه .
    (3/197)
    ________________________________________

    1199 - " خير خلكم خل خمركم " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/344 ) :

    منكر .


    أخرجه البيهقي في " المعرفة " من حديث المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر
    مرفوعا . و قال :
    " المغيرة ليس بالقوي " .
    كذا في " المقاصد الحسنة " ( رقم 456 ) .
    قلت : و فيه علة أخرى و هي عنعنة أبي الزبير ، فإن كان مدلسا . و قال شيخ
    الإسلام ابن تيمية في " الفتاوي " ( 1/71 ) :
    " فهذا الكلام لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ، و من نقله عنه فقد أخطأ ،
    و لكن هو كلام صحيح ، فإن خل الخمر لا يكون فيها ماء ، و لكن المراد به الذي
    بدأ الله بقلبه ، و أيضا فكل خمر يعمل من العنب بلا ماء فهو مثل خل الخمر " .
    قلت : و قوله : " هو كلام صحيح " ليس بصحيح عندي على إطلاقه ، فإنه بظاهره يقر
    اقتناء الخمر و تحويله خلا ، و ذلك يستفاد من قوله : " خمركم " فإنه أضاف الخمر
    إلى المسلمين ! و هذا منكر من القول لا يعقل أن يصدر من النبي صلى الله عليه
    وسلم و هو القائل حين سئل عن اتخاذ الخمر خلا : " لا " ، رواه مسلم و أبو داود
    ، و في روايته : " إنها كانت لأيتام فأمر بإراقتها " و لذلك كان القول الصحيح
    في تخليل الخمر : إنه لا يجوز بحال من الأحوال .
    قال شيخ الإسلام :
    " فلما أمر صلى الله عليه وسلم بإراقتها ، و نهى عن تخليلها ، وجبت طاعته فيما
    أمر به و نهى عنه فيجب أن تراق الخمرة و لا تخلل ، هذا مع كونهم كانوا يتامى ،
    و مع كون تلك الخمر كانت متخذة قبل التحريم ، فلم يكونوا عصاة " .
    و مما سبق من التخريج يتبين أن قول ابن الجوزي في " التحقيق " ( 1/66 ) : إنه
    حديث لا أصل له ، ليس بصواب ، و إن كان عبد الهادي أقره في " التنقيح " عليه ،
    فإن تخريج البيهقي إياه يرد قولهما .
    و قال العجلوني في " الكشف " :
    " و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع كالصغاني " .
    و فيه ما سبق ، إلا أن يقصدا المعنى ; فهو قريب .
    (3/198)
    ________________________________________

    1200 - " الجفاء و البغي بالشام " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/345 ) :

    موضوع


    رواه ابن عدي ( 25/1 ) و عنه ابن الجوزي في " العلل " ( 1/312 ) عن الفضل بن
    المختار عن أبان عن أنس مرفوعا . و قال :
    " أبان بن أبي عياش بين الأمر في الضعف ، و أرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب إلا
    أنه يشتبه عليه و يغلط ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .
    قلت : و هو متروك و قد كذبه شعبة .
    و الفضل بن المختار قال الذهبي :
    " غير ثقة " .
    و الحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 87 ) من رواية ابن
    عدي و قال :
    " أورده ابن الجوزي في " العلل " و قال :
    لا يصح ، أبان متروك الحديث ، و الفضل بن المختار قال أبو حاتم : يحدث
    بالأباطيل " .
    قلت : فهو بكتابه " الموضوعات " أولى .
    (3/199)
    *********************************
    يتبع ان شاء الله ....








 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML