اولا

الضريبة بيدفعها المصريين كلهم ...... اما الزكاة هيدفعها المسلمين بس .... ودة من الناحية الدستورية لا يجوز ... لأن المواطنين لا يجب التمييز بينهم من ناحية الدين دستوريا .... وبتالى اى رجل أعمال هيرفع قضية بحجة ان فى نصارى مدفعوش زيه ... هيكسبها مستريح
الدستور إذا كان يقول كما قلت أخي الحبيب : "المواطنين لا يجب التمييز بينهم من ناحية الدين دستوريا " .. فهو هو الذي يحتوي على المادة الثانية التي تقول "الاسلام دين الدولة ... ومبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع" !

ولا يكون هذا إلا تناقضا من تناقضات كثيرة موجودة في الدستور المصري .. فالتناقض والنقص والتخبط لازم لكل تشريع بشري غير رباني بالكلية .. هذا من سنن الله عز وجل ..

وإضافة إلى التناقض والنقص والتخبط .. فالدستور أيضا حمّال أوجه ! .. وقد سبق الاحتجاج بالمادة الثانية في كثير من المسائل وربحت بعض القضايا ..



ثانيا

الزكاة بالنسبة لبعض رجال الأعمال هتكون كبيرة جدااااااااااااااااا .... ممكن تدخل فى ملايين ... وبتالى ممكن رجال أعمال يسيبوا البلد خالص .... وبتالى ... الـ هييجى من الزكاة ... هنخسره تانى يوم فى البورصة
أما قولك "الزكاة بالنسبة لبعض رجال الأعمال هتكون كبيرة جدااااااااااااااااا" .. فلو كنت بينت لنا ذلك بالحسابات أفضل أخي الحبيب حتى نستفيد ونتبين ..

وعلى كل حال .. فرجال الأعمال هؤلاء كما اتضح لكل من تابع الثورة المصرية كانوا من أهم أوجه فساد النظام والذين سرعوا من ثورة الناس عليه .. فطغيانهم وبخلهم أدى إلى فوارق طبقية سحيقة ومزيد من احتكار السلطة والمحسوبية .. وأظن أن مبارك وأصحابه الآن يلعنون اليوم الذي قرّبوا إليهم فيه رجال الأعمال ومنحوهم المناصب العليا في البلاد ومكنوهم من التحكم في مؤسسات الدولة ..

ولهذا فتخوفك من : "ممكن رجال أعمال يسيبوا البلد خالص" و"الـ هييجى من الزكاة ... هنخسره تانى يوم فى البورصة" .. هو كتخوف أحدهم من أن يكون مظهر بيته من الخارج قبيحا .. نعم قد يكون البيت جميلا من الخارج ولكنه قد يكون في نفس الوقت خربا من الداخل !

ثالثا

جمع الزكاة قصرا ... هيتم تصويره فى الأعلام الأوروبى ... بل والأعلام المصرى ايضا ... أن هذا هو بداية الطريق لإقامة دولة دينية فى مصر .... ودة هيخلص على السياحة
الشيخ الحويني حفظه الله لم يكن غافلا عن هذا الذي تنبهت أنت إليه عندما دعا المجلس العسكري لما دعاه ..

فهو دعاه للزكاة خاصة وليس لتطبيق الشريعة كلها .. وحتى من دعا لتطبيق الشريعة كلها فليس لأنه غفل عن هذا الذي تنبهت أنت إليه بل لأنه أحيانا لا يتحقق لك مطلب صغير إلا إذا كان لك مطلب كبير ! .. لا بد من رفع سقف المطالب أحيانا لتحقيق القليل منها .. أما إذا اكتفيت بالقليل فقد لا تحصل على أي شيئ ! .. طالب بتطبيق الشريعة كلها إذا أردت فقط أن تبقى المادة الثانية بلا حذف .. طالب بحرية الأخوات المتنقبات إذا أردت ألا يأتي يوم يحارب فيه الأخوات اللاتي يرتدين الحجاب مع كشف الوجه .. طالب بحرية إعفاء اللحية بلا تضييق إذا أردت أن لا يأتي يوم يحارب فيه أصحاب اللحية الخفيفة ... وهكذا إلخ .. فهذه حكمة .

ودعوة الشيخ حفظه الله تعبر عن ذكائه وفهمه العميق لما يجري .. فالاستراتيجية الجديدة للغرب لبناء الشرق الأوسط الجديد أو الكبير كما في مخططاتهم التي كشفت عنها عدة تقارير بعضها مترجم كنت نقلت أحدها هنا منذ أيام .. الإستراتيجية الجديدة هي أن يسمح الغرب بوصول بعض التيارات الإسلامية إلى الحكم وبالتالي السماح بتحكيم بعض الشريعة ولكن الذي لن يسمح به الغرب هو ما يؤدي حتما إلى امتلاك قوة مادية كالتطور في الجانب العسكري مثلا ..

أما إذا انتظرنا رضى الغرب .. رضى أمريكا وأروبا .. فحتى أداء الصلوات وصوم رمضان والحج من العبادات فضلا عن المعاملات نتركها .. فقد أخبر سبحانه وتعالى أنه لن ترضى عنا اليهود ولا النصارى حتى نتبع ملتهم ..

الضريبة لا تحتاج إلا إلى بعض التعديلات الطفيفة لتكون كالزكاة .. وأي تقليل من نفعها في الوقت الحاضر ينسحب على الضريبة من باب أولى ..