وبرضه علشان تفهم حضرتك

الفارق بين الرق في الاسلام وبين الرق في الشرائع السابقة

اولا ما هو الرق؟

الرق: هو وضعا قانونيا يجرد الفرد تجريدا كاملا من حريته المدنيه فلا يجوز له اجراء اى عقد ولا تحمل اى التزامات وينزع عنه اهلية التملك ويجعله هو نفسه مملوكا لغيره وينزله من بعض النواحى منزلة السلعه يتصرف فيها السيد كما يشاء.





طيب لماذا لم يحرم الاسلام الرق؟
الرد من طريقين

احدهما: ان الظروف الاجتماعيه والاقتصاديه التى كانت تكتنف العالم الذى ظهر فيه الاسلام


كانت تحتم على كل شارع حكيم ان يقر الرق فى صورة ما


وتجعل كل محاوله لالغائه الغاء سريعا مقضيا عليه بالفشل والاخفاق:


حيث ظهر الاسلام فى عصر كان نظام الرق فيه دعامه ترتكز عليها جميع نواحى الحياه الاقتصاديه


وتعتمد عليها جميع فروع الانتاج فى مختلف امم العالم


فلم يكن من الاصلاح الاجتماعى فى شئ اى يحاول مشرع تحريمه باتا لاول وهله


لان محاوله كهذا كان من شأنها ان تعرض اوامر الشرع للمخالفه والامتهان


حتى لو اتيح لهذا المشرع من وسائل القهر ما يكفل له ارغام العالم على تنفيذ ما امر به


فانه يعرض بذلك الحياه الاجتماعيه والاقتصاديه لهزه عنيفه ويؤدى تشرعه الى اضرار بالغه ولا تقل فى سوء نتائجها عما قد يتعرض له العصر الحاضر اذا الغى بشكل مفاجئ نظام البنوك وشركات المساهمه او اذا حرم استخدام اعمال واصبح صاب العمل هو من يقوم بالاعمال كلها


فالرقيق كان بخار الاله الاقتصاديه تلك العصور







فرغم ان الاسلام اقر الرق الا انه اقره بصور


ثانيهما:


ان الاسلام لم يقر الرق الا فى صوره تؤدى هى نفسها الى القضاء عليه بالتدريج :

وهى تؤدى الى القضاء عليه ولكن بصوره لا تؤثر على المجتمع باثار سلبيه سيئه


وبصوره قد لا يشعر بها احد


وقد استخدم وسيله من احكم الوسائل التى تؤدى للوصول الى غاية القضاء على الرق


وتتلخص فى مسلكين :


الاول : تضييق الروافد التى تمد الرق وتغذيه وتكفل بقاءه والعمل على تجفيفها تجفيفا كاملا:..


والثانى : توسيع المنافذ التى تؤدى الى العتق والتحرير:..




وبذلك اصبح الرق اشبه بجدول كثرت مصباته وانقطعت عنه منابعه التى يستمد منها الماء


ان من المتوقع لهذا الجدول ان يجف





اولا : تضييق الاسلام لروافد الرق:


قد كان للرق روافد فى العصر الذى ظهر فيه الاسلام كثيره اهمها:


1_ انتماء الفرد الى شعب معين او طبقه معينه


فكان انتماء الفرد لهذه الطبقة يجعله من الرقيق فى نظر شعوب كثيره من بينها اليونان والرومان والعبريون والهنود





2_ الحرب بجميع انواعها فكا الاسير فى اى حرب لا يخرج مصيره من القتل او الاسترقاق


3_ القرصنه والخطف والسبى فكان صحايا هذهالاعمال يعاملون معاملة اسرى الحرب


وقد كانت هناك بعض الحكومات تقوم بها وتعتمد على جزء من نشاطاتهافى ذلك


كما كان الشأن فى اثينا ( مدينه من مدن اليونان القديمه)


4_ ارتكاب بعض الجرائم مثل القتل والسرقه والزنا فكان يحكم على مرتكب واحده منها بالرق لصالح المجنى عليه او الحكومه


5_ عجز المدين عن دفع دينه فى الموعد المحدد لدفعه فكان يحكم عليه بالرق لمصلحة دائنه ومخترع هذا الرافد هم اليهود


6_ سلطة الوالد على اولاده فكان يباح للاب ان يبيع ولد او بنت من ابنائه لهف ما بسبب او اى شئ اخر


7_سلطة الشخص نفسه فكان يباح للفرد ان يبيع نفسه مقابل ثمن معين


8_تناسل الرقيق فكان ولد الامه يولد رقيقا ولو كان ابوه حرا ولو كان ابوه السيد نفسه








وقد جاء الاسلام فحرم كل هذه الروافد الثمانيه ماعدا رافدين هما رق الوراثه ورق الحرب


ومع ذلك فقد قيدهم بقيود تكفل نضوب معينها بعد فتره غير طويله





قيوده على رق الوراثه:






لقد قيد الاسلام الرق بالوراثه حيث قرر ان من تاتى به الجاريه من سيدها يولد حرا


وكان هذا اكبر رافد لهذا الرافد


حث ان معظم الاغنياء يحتفظون بالجوارى لمتعتهم الخاصه








قيوده على رق الحرب:





لقد قيد الاسلام الرق من الحرب بقيود منها انه استثنى منه الذين يؤثرون فى الحرب بين طائفتين من المسلمين فهؤء لا يضرب عليهم الرق سواء كانو من اى طائفه من الطائفتين





اما فى الحرب بين المسلمين وغير المسلمين فقد اباح للامام ان يمن على الاسرى بالحريه بدون مقابل او يطلق سراحهم نظير فديه او عمل ما يؤدونه او نظير اسرى مسلمين عند العدو او جزيه تفرض عليهم








    ( فاذا لقيتم الذين كفرو فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فأما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب اوزارها )


وقد عمل الرسول فى غزواته ما يدل على ايثاره المن والفداء على الاسترقاق




ثانيا: توسيع الاسلام لمنافذ العتق





ان ماسلكه الاسلام نحو العتق وتحرير الرقيق ابلغ مما سلكه نحو تصفية الرقيق وتحريم روافده





كانت منافذ العتق قبل الاسلام ضيقه كل الضيق


فلم تكن الا سبيل واحد وهى رغبة المولى فى تحرير عبده


وكانت ايضا مقيده بقيود وشروط قاسيه منها


ان يدفع السيد للدوله غرامه ماليه كبيره مقابل اعتاق هذا العبد


فجاء الاسلام وحط هذه القيود جميعها


وفتح ابواب الحريه على مصاريعهاواتاح لتحريرها الالاف من الفرص

مايلى توضيح لذلك:





1


ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والعتق(الحديث)


فقد جعل الاسلام ما يلفظه السيد على عتق العبد


سواء كان جاد او قاصدا او فى الهزل وغير قاصدا





2


المدبر والمدبره


وهو ما بقوله السيد وبفيد التدبير لعتق العبد


بان يتم مثلا تحرير العبد بعد موت سيده


فبمجرد ان تصدر من السيد عباره تفيد هذا المعنتصبح حرية الفرد مكفوله


وقد حظر الاسلام على السيد الذى دبر عبده ان يبيع هذا العبد او يرهنه او يهبه


اما الجاريه التى جاء منها السيد بطفل


فتعتق مع من تلده بعد بعد تدبيرها بعد وفاة السيد


سواء اقر بذلك ورثة السيد او لا





3


ام الولد


من اسباب العتق بان تاتى الجاريه بولد من سيدها


فيصبح الولد منذ ولادته حرا وتصبح الجاريه حره بعد وفاة سيدها


وفى ذلك يقول الرسول عن السيده ماريه حينما ولدت له ابراهيم


( اعتقها ولدها)





4


المكاتبه


وهو اسلوب جديد اقره الاسلام


وهو ان يتفق العبد مع سيده ان يعتقه مقابل ان يدفع العبد لسيده مبلغ من المال


وقد ذلل لاسلام للعبد جميع وسائل الحصول على المال لتوضيح شدة حرصه على الحريه


بل وخصص للعبد الذى يريد المكاتبه جزء من ميزانية الدوله لمساعدتهم وتخليصهم من الرق








وبجانب هذه الاعمال فقد عمد الاسلام الى طائفه كبيره من الجرائم وجعل كفارتها تحرير الرقيق


ومنها ما يلى :





5


كفارة القتل


فجعل الاسلام تحريرالرقيق كفاره للقتل الخطأ


ف    (( وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأومن قتل مؤمنا خطأ فتحرر رقبة مؤمنه....)) النساء 92





6


كفارة الافطار فى نهار رمضان بالجماع





جاء رجل الى الرسول الله صلى الله عليه وسلم


فقال : هلكت يا رسول الله قال الرسول صلي الله عليه وسلم : وما اهلكك


قال الرجل : وقعت على امرأتى فى رمضان


قال صلى الله عليه وسلم: هل تجد ما تعتق به رقبه ....الى اخر الحديث





7


كفارة اليمين


(( لا يؤاخذكم الله باللغو فى ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة ..)) المائده 89





8


كفارة الظهار


وهى ان يقول الرجل لزوجته انت على كظهر امى


    (( والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالو فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا...)) المجادلة 3




9


وبجانب ذلك فقد حبب الاسلام اى الناس تحرير الرقيق


وجعله اكبر قربه يتقرب بها المؤمن الى الله


    (( فلا اقتحم العقبه وما ادراك ما العقبه فك رقبه ...)) البلد 11-13





اى ان اقتحام العقبه الكبرى للوصول الى الجنه يقتضى تقرب المؤمن الى ربه بعمل جليل كتحرير الرقبه





10


جعل لتحرير الرقيق سهما من مال الزكاه





ف    ((انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب )) التوبه 60