أخي الكريم حياك الله و أهلاً بك مجدداً و أسأل الله أن تكون في صحة و عافية

كلمة منزلة شيء مع منزلة شيء آخر ليست حملاً مني لأمر معين ومعناها واضح والشيخ يستطيع أن يقول الحكم مكان الحكم ،والفرق كما قلت _و يعلم الله أني لا أجادل ولا أحب الجدال_ كما لو قال شخص ما مدير شركة يجلس على مقعد موظف،ومنزلة مدير الشركة أعلى من منزلة موظف.
أولاً : ثق يا أخي أنني كذلك لا أحب الجدال و لكن نحن هنا نتذاكر العلم فإن كان ما تقول حقاً قبلناه و إن كان خاطئاً بينّاه و هذا ما هو مطلوب منك كذلك .

ثانياً : الشيخ وضّح بما لا يدع مجالاً للشك بأن انزال القانون الوضعي منزلة الشرع الرباني كفر أكبر و لا يوجد أي شئ في كلامه يبين أن هذه الحالة من الكفر الأصغر .

ثالثاً : حتى تتوضح لك الأمور أكثر فإنه الشيخ -رحمه الله - فرّق بين حالتين و هما :

الأولى : انزال القانون الوضعي منزلة الشرع الرباني أي التشريع من دون الله و تبديل أحكامه و إلزام الناس بهذا القانون الوضعي و هذا النوع عند الشيخ كفر لذاته و لا يشترط فيه الاستحلال و أنت تقول لنا أنه كبيرة و لا يصبح كفراً إلا إذا استحل و لا أدري هل التشريع من دون الله عندك يا أخي يعد كبيرة فقط ؟؟؟

الثانية : أن يحكم بما أنزل الله أي أنه يحكم بالشريعة و لكن تحمله شهوته أو ظلمه فيحكم بالقضية أو القضيتين بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن حكم الله و رسوله هو الحق و كذلك مع عدم تنحيته للشريعة و عدم تحكيمه للقوانين الوضعية و قد بينت لك ذلك من قول الشيخ فيما نقلت لك مسبقاً فراجعه غير مأمور . طبعاً هذه الحالة عند الشيخ هي التي تطابق قول ابن عباس رضي الله عنه و هي التي صح بناءً عليها تفسير ابن عباس للآية في حكام زمانه و إلا فإن سبب نزول آيات المائدة تدل على أن المقصود من الآية بالدرجة الأولى هو الكفر الأكبر .

عندك أخي الأثري أن كلا الحالتين كبيرة و لا فرق بينهما من حيث أن حكمهما واحد و لا يكون الحكم بغير ما أنزل كفراً إلا بالاستحلال . فهل التشريع من دون الله يوازي الحكم بقضية أو قضيتين بغير ما أنزل الله مع الالتزام بالشريعة ؟؟؟

أخي الحبيب الفاضل أنت تقول في مشاركة سابقة

(( واحدة،فشرط تكفير من لم يحكم بما أنزل الله أن يعتقد بأن القوانين الوضعية الفاجرة أفضل من الحكم بالشرع،والاعتقاد محله القلب ونحن لا نحكم على الظاهر لسبب بسيط وهو أن من حسن إيمان المرء حسن ظنه بغيره وسوء ظنه بنفسه وليس العكس،فإن قال قائل:"إنهم يقيمون المحاكم ويضعون الدساتير التي تحكم بالقوانين الوضعية،فماذا تريد أكثر من هذا الدليل على جحود الحكم بشرع الله؟"نقول،ربما قام شارب للخمر بفتح خمارة والعياذ بالله،وهذا بلا منكر عظيم بلا ريب وبلا شك،طيب هل كشفنا عن قلبه وعرفنا أنه استحل الخمر بهذا العمل؟ليس بالضرورة ))

أخي الكريم من قال أننا لا نحكم على أحد بالظاهر ؟؟؟؟ ما هو المستند الشرعي لهذا الكلام ؟؟؟

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمه العباس رضي الله عنه عندما تم أسره في غزوة بدر و زعم أنه أُكره على الخروج مع الكفار (( أما ظاهرك فعلينا و أما سريرتك فإلى الله )) أو كما قال صلى الله عليه و سلم

ألم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في صحيح البخاري (( إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و إن الوحي قد انقطع و إنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال : إن سريرتي حسنة ))

بناءً على ما سبق أخي الكريم دعني أسألك سؤالاً

أكيد أنت تتفق معي ان الإيمان عند أهل السنة قول و عمل يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و هذا ما نقلته أنت بنفسك مشكوراً في المشاركات السابقة و عليه أسألك :

هل الكفر لا يكون إلا بالاعتقاد كما دل على ذلك كلامك السابق المقتبس و بالذات قولك ((والاعتقاد محله القلب ونحن لا نحكم على الظاهر )) ؟؟؟

جزاكم الله خيراً على سعة صدركم و تفاعلكم و أسأل الله لنا و لكم السداد و التوفيق