ما هو قول العلماء فى قول اللهُ سبحانه و تعالى - مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ - ؟
ما ذكر في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حق لا ريب فيه ولا يجوز لنا أن أن نؤوله أو نصرفه إلى غير ظاهره فقول الله عن نفسه أنه يتردد في قبض المؤمن فهو حق فإن الله تعالى يتردد ولكن لا كتردد المخلوقين في الإقدام على شيء فتردد المخلوق مشوب بالشك في صحة الفعل الذي يقوم به ولكن تردد الإله تعالى ليس كمثله شيء فهو غير مشوب بالشك في صحة قبض المؤمن فتردد الله تعالى في قبض المؤمن تردد يليق بعظمته وكماله والتردد المذكور محصور في قبض المؤمن ولا يجوز لنا أن نقول أن الله تعالى يتردد في عمل آخر إلا إذا ورد دليل في ذلك.
هذا ولهذا الكلام صلة وثيقة بالحديث الآخر الذي فيه أن الله يخير أنبياءه ورسله عند قبض الروح وهو ما حصل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما حصل لموسى عليه الصلاة والسلام عندما فقأ عين ملك الموت عندما خيره بين الموت والحياة فليس هو تردد بالمعنى المراد للبشر.
كيف نوافقك بين أن المؤمن يكره الموت و فى نفس الوقت أن يحب لقاء الله سبحانه و تعالى , مع إن الموت الوسيلة الوحيدة لهذا اللقاء -من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.-؟
المقصود من الحديث المذكور في السؤال والله أعلم هو محبة لقاء الله وكره لقاء الله عند لحظة قبض الروح عندما يرى الإنسان مقعده من الجنة والنار فإن رأى خيرا فإنه سيحب لقاء الله ويرجوه فيحب الله لقاءه وإن رأى شرا فإنه سيكره لقاء الله فإن الله يكره لقاءه ولكن المقصود في الحديث المسؤول عنه أن الإنسان قبل أن يرى مقعده من الجنة والنار فهو يكره الموت ولا يحبه بل ويهرب منه بالعلاج عند المرض والبعد عن مظان الموت




رد مع اقتباس
المفضلات