التثليث عند قدماء المصريين

وهي عقيدة معروفة عندهم ، فقد كانوا يعبدون الهاً واحداً مثلث الاقانيم ، وله صور في اقدم هياكلهم على شكل جناح طير ووكر وافعى ، وسأل (توليسيو) ملك مصر الكاهن (تنشوكي) ان يخبره ، هل كان احد قبله اعظم منه أو بعده ، فقال له الكاهن : نعم الله ، ثُم الكلمة ومعها الروح القدس ، ولهؤلاء الثلاثة طبيعة واحدة ، وهم واحد بالذات ، وعنهم صدرت القوة الابدية وهذا هو الثالوث النصراني ، وحتى تكون الصورة واضحة فإن :-

• الاقنوم الأول هو الاله أوسيري (أو اوزيريس) ، ويسمى الاب أو الوالد أو الاله الاكبر العظيم ، وهو علة ولادة الاقنوم الثاني (هورس) الذي هو خالق المخلوقات ورب الارباب وهذا ما يقول به النصارى عن المسيح كأقنوم ثاني .

• الاقنوم الثاني وهو الاله هور (هورس) وهو الابن أو النطق أو الكلمة وهو ابن الاله أوسيري ، وهو النور والشمس المشرقة ، وهو اله النطق والكلام ، ولذلك صوروه رافعا اصبعه لفمه وانه عجل ممتاز لحمل الذنوب والخطايا للعالم ، وهو متشبه بإنسان ليكون قابلا للموت والتي منها تولدت فكرة صلب المسيح لدى النصرانية وتشبيه ألمسيح بالعجل وارد في أحد ألاناجيل والعياذ بالله .

• الاقنوم الثالث : وهو الاله إيس (إيزيس) وتسمى الام أو الوالدة ، وبأنها ملكة السماء ، وهي أم الاقنوم الثاني ، ويرمز لها بصورة طائر جميل وعلى رأسه صولجان ، رسموا بجانبه علامة الحياة ، وصوروها امرأة جالسة على عرشها ، ترضع ابنها الاقنوم الثاني ، وعلى راسها تاج الملك وقرص الشمس ، وهذا الثالوث المصري لا يختلف عن الثالوث النصراني شيئا ، وصور ألعذراء وابنها في ألكنائس بنفس الطريقه .

وقد اقر العلامة (مارسلان كريني) وهو استاذ الحفريات بجامعة اكسفورد ببريطانيا في كتابه (ديانة قدماء المصريين) اكد فيه أوجه التماثل والتطابق التام بين الثالوث المسيحي والثالوث الفرعوني ، مقرا بذلك بإن الثالوث المسيحي مأخوذ من الثالوث الفرعوني ، ومن هذا ألثالوث إنطلقت الكنيسه وبولص .

الثالوث عند الهنود كعقيده

عُرف عند الهنود اكثر من ثالوث ، وكل ثالوث عندهم هو في شبه كبير مع الثالوث النصراني ، فهناك ايمان (بسافتري) وهي الشمس كإلاه واحد ضابط للكل خالق السموات والارض ، وابنه الوحيد (آني) اي النار، نور من نور(أُستخدمت في وثيقة ألإيمان)، مولود غير مخلوق تجسد من (فايو) اي الروح ، في بطن العذراء (مايا) ويؤمنون (بفاليو) الروح المحيي المنبثق من الاب والابن ، الذي هو مع الاب والابن يسجد له ويُمجده ، وهذه هي كل بنود وثيقة الايمان لمجمع نيقيه 325م ، والاختلاف فقط في الاسماء .

والتثليث واضح فبينما سمى قدماء الهنود الاب (سافتري) ، والابن (أني) ، وهو وحيد ، والروح (فايو) ، ثم يتجسد (فايو) في بطن العذراء (مايا) ، ونجده في المسيحية نفس الشيء مع إختلاف ألأسماء .

و الثالوث واضح في اكبر ديانتين هنديتين هما :-
1. البراهمة 2. البوذية

الثالوث عند البراهمة

أما البراهمة فقد اعتقدوا بالثالوث الالهي من ثلاثة اقانيم ، وهي الاله (براهما) ، وهو الخالق ، والاله (فشنو) ، وهو الحافظ ، والاله (سيفا) ، وهو الهادم ، وهذا الثالوث المقدس عندهم واحد غير منقسم في الجوهر والفعل والامتزاج ، ويقولون ان (برهمة) ممثل مبادئ التكوين والخلق وهو (الاب) و(فشنو) ، يمثل الحماية وهو الابن المنفصل والراجع عن الحالة اللاهوتية و (سيفا) المبدئ المهلك المبيد والمعيد وهو (الروح القدس) ، ويسمونه ايضا (كرشنه) الرب المخلص والروح العظيم ، و(فشنو) الاله الذي ظهر بالناسوت على الأرض ليخلص العالم وهو احد الاقانيم الثلاثة من الاله الواحد و ثالوث البرهمية مطابق لثالوث المسيحية كذلك .

1. وهناك 46 نص وردت في عقيدة البراهمة عن الاله (كرشنة) الرب ، يقابلها نفس النصوص بالمعنى واللفظ وردت في كتب المسيحيين عن المسيح كإله ورب ومُخلص ، على سبيل المثال (كرشنة) هو الفادي والمخلص والمُفدي والراعي الصالح وابن الله والوسيط وهو الاقنوم الثاني ، وعن المسيحية نفس الشيء بالنسبه للمسيح .

2. ولد كرشنة من العذراء (ديفاكي) التي اختارها الله والدة لابنه بسبب طهارتها وعفتها ، وكذلك الامر في المسيحية نفس الشيء .

3. عرف كرشنة بولادته من طلوع النجم الذي ظهر في السماء ، وسمع (ناندا) خطيب (ديفاكي) والدة كرشنة نداء من السماء يقول له :- "قم وخُذ الطفل وامه وأهرب بهما إلى كاكول واقطع نهر جمنة لأن الملك يطلبه ، وكذلك في المسيحية تهريب ألمسيح وامه لمصر .

4. كرشنة صُلب ومات على الصليب ، وعندما مات كرشنة على الصليب ، حدثت مصائب وعلامات شر عظيم واحاط بالقمر هالة سوداء ، واظلمت الشمس في وسط النهار، وامطرت السماء نارا ورمادا ، وشاهد الناس اُلوفاً من الارواح في السماء يتقاتلون ، ومثله ويقارب من ذلك في المسيحية .

5. كرشنة يدين الاموات في اليوم الاخر وكذلك يسوع ، وهذه فقط امثلة إكتفينا بها من ال 46 مقارنة .

الثالوث في البوذية

فهو محور عقيدتهم ، فإلاههم مثلث الاقانيم هو (فو) ، وبوذا يقابله المسيح ومن اقوالهم في (بوذا) ، ظهور نجم سار لمكان ولادته وتبعه من رآه وسجدوا للوليد ، ثم ان مولد بوذا في 25 ديسمبر، ولد بوذا من العذراء (مايا) من غير ان تتم بمضاجعة رجل ، تعمد بوذا بالماء المقدس واثناء تعميدة كانت روح الله هي والروح القدس ترف فوقه ، اوصى بوذا اتباعه بالشفقة والحب حتى مع اعدائهم ، قال بوذا لامه وهو طفل:- أنه اعظم الناس ، دخل بوذا مرة احد الهياكل فقامت الاصنام من اماكنها وتمددت عند رجليه ساجدة له .

عندما قرر بوذا التجوال بعيدا للتنسك والعبادة ، ظهر عليه (مارا) الشيطان ليجربه ، وبوذا ذات من نور ، والشرير (مارا) ويدعونه الحية وهي ذات مظلمة غير طبيعية .

كان تجسد بوذا بواسطة حلول روح القدس على العذراء (مايا) كل ذلك يقابله ما يماثله في المسيحية تماماً.

ولا ننسى أن البوذيه هي إحدى ألديانات ألتوحيديه ، وأن بوذا نبي ٌ مُرسل ، وحرفت ديانته عبر مرور ألسنين الطويله حتى عُبد بوذا نفسه ، والإعتقاد ببوذا عند ألبوذيين نفس ألإعتقاد بالمسيح عند ألمسيحيين ، ولكن عند ألمسيحيين تم ترسيخ هذا ألإعتقاد بعد فقط 300 عام تقريبا .

ولا ننسى ما للفلسفه أليونانيه والرومانيه والفلسفات ألاُخرى لمن دخلوا في المسيحيه من تاثير في إنحراف ألمسيحيه وانحرافها عما جاء به ألمسيح ورسالته ألساميه ، وتشويه العقيده ألقويمه التي نادى بها .

وعرف الثالوث عند امم وثنية اخرى كاليونان والرومان والفرس والهندوس والمكسيك وكندا ، وكذلك في الفلسفة الصينية ، وبرز واضحا في مدرسة الاسكندرية الفلسفية ، والتي أحد طلابها ألف إنجيل يوحنا على لسان تلميذ ألمسيح ألطاهر يوحنا( حيث بدل وغير فيه حسب ما هو مرسوم له) وما يسمى بالمدرسة الافلاطونية الحديثة.

أما الوثنية اليونانية فيظهر ذلك في شعرهم فهذا شاعرهم (اورفيوس) يقول: -

"كل الاشياء عملها الاله الواحد مثلث الاسماء والاقانيم" .

وكذلك عرف الرومان الاقانيم الثلاثة الله ثم الكلمة ثم الروح ، وكذلك الفرس عبدوا الثالوث كما هم الهنود ، وثالوثهم (اورفرد ، ومتراث ، واهرمان)، فأورفرد الخالق ، ومتراث ابن الله المخلص والوسيط ، واهرمان المهلك ، وكذلك عرف الاشوريون والفنيقيون يعبدون الهة مثلثة الاقانيم .

وعُبد الاله ذو الاقانيم الثلاثة عند الهندوس في المكسيك وكندا ، وبهذا المقام يذكر اللورد (كنسبرو) في كتابه (آثار المكسيك القديمة مجلدة صفحة 164) ، حيث يبين ان المكسيكيون يعبدون الاها مثلث الاقانيم ، فيقول أنه لما عين (بوتودلوميو) مطرانا سنة 1445م ، ارسل القس (فرنسيس هرمنديرز) إلى المكسيك ليبشر بين الهندوس بالمسيحية ، وبعد سنة ارسل للمطران يخبره (ان الهندوس يؤمنون باله كائن في السماء وإن هذا مثلث الاقانيم وهو الاله الاب والاله الابن والاله الروح القدس وهؤلاء اله واحد ) .

واسم الاب (بزونا) واسم الابن (باكاب) مولود من عذراء ، واسم روح القدس (ايكيهيا) ويعبدون صنما اسمه (تنكا) يقولون عنه أنه اله واحد في ثلاثة اقانيم ، وثلاثة اقانيم في اله واحد ، واخبره أنه لا داعي للتبشير بالنصرانية بين هؤلاء الوثنيين ، وذلك لتشابه ديانتهم مع ديانتنا وهم متفقون معنا على جوهر العقيدة ، وهو الاقانيم الثلاثة .

وعقيدة الهندوس الكنديين شبيهة بعقيدة المكسيكيين ، حيث يعبدون اله مثلث الاقانيم ويصورونه بشكل صنم له ثلاثة رؤوس على جسد واحد ، وبأنه ثلاثة أشخاص بقلب واحد وارادة واحدة .

وهذا ما قام به بولص ومن معه ومن بعده ، الذين سمحوا بتسرب وابقاء الوثنية والاعتراف بها ، وعدم الوقوف في وجهها ، وحافظت على تقاليد الشعوب وابقت الاعياد والطقوس الدينية بل واخذت بجزء منها كطقوس في الكنائس .

وعرف الثالوث عند امم وثنية اخرى كاليونان والرومان والفرس والهندوس والمكسيك وكندا ، وكذلك في الفلسفة الصينية ، وبرز واضحا في مدرسة الاسكندرية الفلسفية وما يسمى بالمدرسة الافلاطونية الحديثة .

يقول ألقس بولس إلياس :-

إنه في مُفتتح ألقرن ألسابع ألميلادي كتب ألبابا (غريفوريوسألأول ألكبير) إلى ألقديس(وأغسطينيوس) أُُسقف كنتبري في بريطانيا يقول ( دع البريطانيين وعاداتهم وابق لهم أعيادهم ألوثنيه ، واكتفي بتنصير تلك ألأعياد والعوائد واضعاً إلاه ألمسيحيين موضع إلاه ألوثنيين ، وهذا ما قام به بولص ومن معه ومن بعده ، ألذين سمحوا بتسرب ألوثنيه وإبقائها والإعتراف بها ، وعدم ألوقوف بوجهها وإرضاخها للدين ألجديد ، وحافظ بولس والكنيسه ومن بعدهم على تقاليد ألشعوب والإبقاء على ألأعياد والطقوس ألوثنيه والإعتراف بها ، بل وأخذت بجزء كبير منها كطقوس في ألكنائس ، وما هذا ألغناء والأُبريتات وهذه ألحركات والإماءات ألغريبه وألألبسه ألمُزركشه والمُلونه وأقنعة ألرؤوس المُختلفه والصور والمباخر وغيرها مما يتم في ألكنيسه وغيرها إلا صوره عن هذه ألوثنيات .

فهذا ألقس بولس إلياس يعترف بتسرب ألوثنيه إلى ألمسيحيه ، ويعترف بأن ألكنيسه لم تقف في وجه ألوثنيه ، وحافظت على تقاليد ألشعوب ، وابقت ألأعياد والطقوس ألوثنيه قائمه وآلهة ألوثنيين معبوده ولم تتغير إلا ألأسماء فقط ، ويقول لقد إحترمت ألكنيسه تقاليد ألشعوب وحافظت على تنوع ألطقوس في مُختلف ألطوائف ، وعدم فرض صيغه موحده للصلاه ، والكثير من عُلماء ألنصارى يُقرون بتسرب ألوثنيه للنصرانيه.

إن ألدارسين للأديان ونشاتها وأنحرافاتها ليُدهشون ، وهم يرون المسيحيين وهذه ألصُلبان في رِقابهم وفي وعلى كنائسهم وفي بيوتهم ، وهذا ألجهاز ألضخم والمناصب ألكثيره في الكنائس وهذا ألكم ألهائل لمن يُشغلونها من كرادله ومطارنه وأساقفه وبطاركه وشمامسه إلخ ذلك من مُسميات لم يأتي بها ألمسيح ولا تلاميذه ولا من ساروا على نهجه من بعده ، ولا دينٌ سماوي من قبله ، وهذا ألكم من ألأرديه والأقنعه والقُبعات والرسومات ألتي على ألملابس والقبعات والأقنعه ، والرسومات في ألكنائس ، وهذه ألحركات والإماءات والتراويد والتبخيرات وتلقيم قطع ألخبز للناس....إلخ ذلك من عجائب ، وهم يظنون أنفسهم على إتباعٍ صحيح للدين ألذي جاء به عيسى ألمسيح عليه ألسلام ، وهم للأسف مُقادون لألاف ألسنين لوهم وظن لا وجود له ، ومُمارسةٍ لطقوسٍ وثنيه داخل ألكنائس ، لم يُمارسها ألمسيح وتلاميذه ألأطهار ، ولا من تبعهم ومن ساروا على ما جاء به ، حتى أنهم لم يوجدوا هذه الكنيسه ، كُل ذلك قبل به بولص والكنيسه ومن معهم ومن بعدهم قبلوا وثنية ألأُمم وصبغوها بصبغة ألكنيسه ليرضوا هذه ألأُمم والشعوب لتدخل في ألمسيحيه على حساب الدين ألذي جاء به ألمسيح ، ورسخوها عقيدة للمسيحيين على أنها ألدين ألذي بعث ألله به ألمسيح .

ألكلام كثير وكثير حول هذا ألموضوع ، وماجرى لما جاء به ألمسيح ، من تحييد لدينه عن ألطريق ألقويم ، وما قام به من هُم أصحاب ألعقائد ألوثنيه ممن جاءوا بالثالوث كعقيده وثنيه وتأليه نبي مُرسل من ألبشر وجعله رب من دون ألله ، ورسخواعقيدة ألصلب كفداء وخلاص وكفاره ، لوهم وظن لشيء على أنه حدث وهو في ألحقيقه لم يحدث ، عن ظن ووهم لا وجود له .

باختصار فإن وجود بولص في ألمسيحيه كوجود عبدالله بن سبا في الإسلام ، فالإثنان يهوديان ، وبولص كان عدو للمسيح ولتلاميذه وأتباعه ، وكذلك عبدألله كان عدو لمُحمد ، ألإثنان آمنا فجأةً ولكُل واحد أجندته ونواياه وما يُضمره في نفسه وما اتفق مع أليهود عليه بشأن حرف كُل دين عن مساره ، لكن ما تمكن منه بولص بمساعدة ألكنيسه والدوله ألرومانيه ، ومداراة ألشعوب ومزج وثنيتها أو عمل قالب من ألدين للمسيحيه يكون مقبولاً عند ألشعوب ، مكنه أكثر مما تمكن منه إبن سبأ ، ومع ذلك كان لإبن سبأ تأثيره ألسئ بإيجاد فرق ضاله عن ألإسلام ، وغالبيتُها من ألشيعه ، وكان له دوره ألكبير في الفتن ألتي وقعت بعد وفاة سيدنا مُحمد ومنها موقعة ألجمل .

ولم يأتي نبي أو رسول من أنبياء ألله ورسله منذ بعث آدم ومرورأ بكل ألأنبياء والرُسل من نوح وأدريس وإبراهيم ولوط وشُعيب وصالح وداؤود وسليمان وغيرهم وموسى وعيسى ، وانتهاءً بآخر ألأنبياء والرُسل مُحمد بعقيدةٍ مثل هذه ألعقيده ألتي رُسخت على أنها دين للمسيح ومُرسلٌ بها من ألله ، فكُلهم جاءوا بتوحيد ألله كخالق لهذا الكون والإعتراف بالربوبيه له وحده وعبادته وإتباع أوامره والإنتهاء عن معاصيه .

ولا دليل لهذه ألعقيده في ألعهد ألقديم كُله رغم كُل ما لحقه من تحريف ، وعبث ألأيدي البشريه فيه ، وهذا ما أكده ألتاريخ ومخطوطات خربة قُمران ، ولا دليل لهذا حتى في ألعهد ألجديد ، إلا ما حُرف في ألأناجيل وتغيير أناجيل وحذف ما هو في ألأناجيل ولإضافه لها ليتطابق مع هذه ألعقيده ألوثنيه ، وعدم ألإعتراف بكُل ألأناجيل التي جاءت بما لا يتوافق مع هذه ألعقيده ، وجاءت بالدين ألصحيح للمسيح .

إلا أن هُناك من ألأدله ألصارخه والصاعقه بقيت موجوده وبإراده من ألله ، لِتُدلل على نبوة وبشرية ألمسيح ، وأنه عبدٌ من عبيد ألله ، ففي يوحنا {13: 16} يصف نفسه بالخادم وبأنه رسول أرسلهُ ألله ، وأنه ليس أعظم من سيده وهو ألله ، وفي أعمال الرُسل {13: 13 -26} قد مجد عبدهُ يسوع ، كيف من يقال عنه عبده (أي عبدٌ لله) وكذلك وردت عبدك القدوس يسوع ، في اعمال الرُسل {4: 27}، وكذلك مِثله في أعمال ألرُسل {4: 29 -30} والمسيح قدوس الله (أي ألطاهر المُنزه عن الخطيئه والمعصيه بإراده وحفظ من الله) ، ثُم صلاته في لوقا {6 :12} ألتي كان يُصليها وكان يُطيل فيها ألليل كُله ويمرغ وجهه ألطاهر الشريف بالتُراب لمن يُصليها ويرفع عينيه إلى ألسماء ويناجي من ويُصلي لمن ، إذا كان هو ألله وفيه لاهوت ، يقال عنه إبن ألله أو ألله ، وتجسده من هذا ألاهوت ألذي لا ندري من أين أتوا به وألصقوه بهذا ألنبي .

وفي يوحنا{11: 41 } لمن لجأ وناجى أن يستجيب له حتى يٌحيي إليعازر من ألموت ، وكيف يكون فيه لاهوت أو هو ألله ويُلجأ إليه ليُتمم هذا الأمر ، وهو ألذي يلجأ إلى الله وقت ألشده والخوف والضعف ليُصلي لله في جبل ألزيتون ، بعد أن طلب من تلاميذه أن يُصلوا أيضاً لله وليس له ويُصلي بإلحاح حتى ياخذه ألعرق ، أن يبعد ألله عنه هذه ألكاس ، وينزل إليه ملاك ألرب ليشد من ازره ويُقويه ، كيف يكون هذا إلاهاً أو إبن لله أو فيه لاهوت ، ويحتاج لملاك ليُقويه لوقا{22: 43} ، وألإشارات واضحه في كُل ألأناجيل ببشرية هذا ألنبي ، فكم مره كرر أنه إبن الإنسان وكرر ألذي أرسلني ، والله لا يُرسل إلا ألأنبياء والرُسل للتبليغ والإنذار للناس .

وما من مُعجزه طُلبت من هذا ألنبي ونفذها إلا رفع نظره للسماء ودعى ألله ألإستجابه ، ويدعوا بإسم ألآب ، والآب بالمد للألف ألثانيه ليست ألأب بالهمزه للألف ألثانيه ، لأن الآب هي الإله ، وهي كلمه سريانه كانت تُستخدم زمن ألمسيح واستخدمها هو، فعندما يقول في يوحنا{11 :41} وهو موجه نظره للسماء أيها ألآب(ألإله) ، فهو يُخاطب ألله ، ثُم ينهي ألآيه إنك أنت أرسلتني ، إذا فأين ألاهوت في ألمسيح ألذي ينظُر للسماء ويُخاطب ألإله ، والمسيح لم ينسب أي مُعجزه لنفسه ، وهو ألذي ردد ، انا لا أعمل بمشيئتي ولكن بمشيئة ألذي أرسلني ، وفي يوحنا{5: 30} " أنا لا أقدر أن أفعل شيئاً من نفسي " ، ثُم تجربة ألشيطان إبليس للمسيح ، والوارده في متى ألإصحاح 4 ، كيف يقود إبليس ألمسيح حيثُ يشاء ليُجربه ، وينقاد له ، وحسب وثيقة الإيمان ما هذا الإله والرب ، والذي قُلتم عنه أنه إبن الله بل هو الله ، يقوده ألشيطان ويطلب منه ألسجود له ، من هو صاحب العقل ألسوي ألذي يُصدق أن الله مُتجسد في ألمسيح ، ويأتي ألشيطان ليتلاعب به ويعرض عليه عصيان الله بالسجود له ، مُقابل إعطائه ممالك أراهُ إياها .

وإذا كانت هذه ألعقيده ألوثنيه وُجدت في اُمم لبقايا أديان مر عليها من ألدهر والزمن والخيال والتحريف والتأثُر بالوثنيات ألأُخرى ، حتى اصبحت ديانات وثنيه وانسلخت عن دينها ألاُم ، فالمُتوقع أن بوذا نبي وصاحب رساله وله كتاب ، وكان في دينه صلاه لله ، ولكن مع مرور ألدهر والأيام وصلت ألبوذيه على ما وصلت إليه ، وأصبحت ألصلاه لبوذا ، وكذلك ألزردشتيه فزرادشت نبي ومعه كتاب ولكن دينه ورسالته التي جاء بها ربُما أقدم مما جاء به بوذا ، ومع مرور الزمن وربما ألاف ألسنين نُسي هذا ألدين وحُرف وغَيْرَه ألمُغيرون حتى عبد اتباعه ألنار .

أما أن يأتي نبي ألله عيسى ألمسيح بدين للتصحيح وتعاليم سماويه ساميه ، ولتصحيح مسار ما جاء به نبي ألله موسى ، ولا يمر أكثر من 300 عام ، حتى يتحول هذا ألدين بقدرة قادر إلى وثنيه كامله حتى النُخاع وتأليه لهذا ألنبي ، وصلبه وهو لم يُصلب وتقويمه من بين ألأموات وهو لم يمت ولم يذق طعم ألموت ولو للحظه ، ويختفي ألإنجيل ألذي أُنزل عليه من الله ، ويُستبدل بسير كتبها بعضُ تلاميذه لاقواله وأفعاله على أنها ألإنجيل ألذي أنزله الله عليه وأنها كلام ألله ، والتذرع بأن هؤلاء ألتلاميذ ألاربعه فقط كتبوها مسوووووقين بالروح ألقُدس ، وترفض ألكثير من ألأناجيل ألتي كُتبت بنفس ألطريقه ، أي روح قُدس فالروح ألقُدس أيد ألله عيسى به وكان معه اينما حل وهو على ألأرض ، وانتهى دوره برفع ألله للمسيح ، إنجيل يكتبه طالب على لسان تلميذ ألمسيح ألطاهر يوحنا في مدرسة ألإسكندريه ويُلصق عنوةً بتلميذ ألمسيح يوحنا ، ويُخفى كُل ما كتبه تلميذ ألمسيح يوحنا بما يؤيد به بشرية ألمسيح ، ويُدرج ما كتبه هذا الطالب على أنه إنجيل ويوضع ضمن ألكتاب ألمُقدس على أنه كلام ألله ، أيُ تزوير هذا وتقول على ألله ونبيه وتلميذه .

ولمن يُحاول إقناع ألآخرين بأن ألثالوث واحد ، حُجته ميته لان مُجرد القول ثالوث يُعني ثلاثه ، والثلاثه لا يمكن أن تُعني واحد ، والواحد لا يمكن أن يكون ثلاثه أو لهُ ثُلث يُمثله ، والثلاثه لها ثُلث ، والثُلث لا يمكن أن يكون واحد ، وإذا قُلتم عن المسيح بأنه لاهوت وناسوت فهو نصفين ، وبالتالي فهو والعياذُ بالله نصف إله أو نصف رب ، والنصف ألآخر بشر ، وبالتالي كُله ثُلث ألثالوث ، وكونه يجوع ويعطش ويتعب وينعس ، فعليه فعل ما يُشبع ذلك ، ويترتب على ذلك ما يترتب ، وبالتالي فهو كثُلث ليس مساوي لثُلثيه بالطبيعه ، وبالتالي يصعب له ألإقتران والإتحاد مع ثُلثيه.....إلخ ذلك .

تقولون بسم الآب والإبن والروح ألقُدس ، الإله الواحد ، فهمنا ألآب هو ألله وهو ألإله وألرب والخالق ، والإبن هو ألمسيح وهو عندكم رب وإله وخالق ، وفي هذه مُساواه بين ألإثنين ، والروح ألقُدس معروف أنه جبريل ملاك ألله وأحد ملائكته في كُل ألأديان ألتي سبقتكُم ومن بعدكم ، ثُم أنكرتُم أن ألروح ألقُدس هو جبريل ، وقُلتم مره بأنه مخلوق مُختلف لم يسمع به أحد من أصحاب ألأديان من قبلكم ولا من بعدكم ، ولم يرد في ألعهد ألقديم ولا ألجديد ، ثُم قُلتُم بأنه روح ألله ، ولم يرد أيضاً أن لله روح ، وإذا كان لله روح فلماذا تنفصل عنه لتكون ثُلثاً ، والآب ألله ثُلث وألإبن ثُلث...إلخ .

ثُم قُلتم إن ألأب الذي هو ألله ثُلث ، وألإبن ثُلث على أساس قولكم أن ألمسيح هو إبن ألله ألوحيد ألأزلي ألذي أرسله ألله ليموت على ألصليب كمُكفر عن خطيئة آدم ومُخلص وفادي....للبشريه ، ثُم رجعتُم وقُلتم إن إبن ألله هو ألله ، وهذا قولكم أنه صُلب إبن ألله ألذي هو ألله....إلخ ، إذاً إبن ألله هو ألله ، إذاً هذان ألثُلثان لواحد ، ولا يجوز تسمية كُل واحد منهما ثُلث ، لأنهما مُتحدان حسب ما تقولون ، وأصبحا نصف ألمُعادله ، والنصف ألآخر ألروح ألقُدس ، والذي هو حسب مُعتقدكم لا وجود له إلا عندكم ، (والذي يتحدث بهذه ألعقيده من شدة وثنيتها يُحس أنه أصيب بالهلوسه.....)

يقولون ان ألثالوث لا يستطيع أن يستوعبه ويفهمه ألشرقيون ، وخاصةً ألمُسلمون ، نقول لهم نعم إن ألمُسلم ألذي يملأ ألإيمان قلبه ووجدانه ومشاعره وأحاسيسه ، بأن ألله واحدٌ أحدٌ ، فرد صمدٌ ، لا خالق لهذا ألكون وكل ما فيه إلا هو ، مدبر أمره ومُسير أُموره كُلها ، ولا يتحرك مُتحرك ولا يسكُن ساكن إلا بإرادته وأمره وإذنه ، مالك ألمُلك ، جبار ألسموات والأرض ، وإن ألمآل والرجوع إليه لا بُد منه للحساب فإما جنةٌ وإما نار ، لا يمكن أن يقبل عقل ألمُسلم أن يَكون ألله جُزء من ثلاثة أجزاء ، أو ثُلث من ثلاثه ، أو أن يُقسم إلى ثلاثة أجزاء ، ولا يمكن أن يقبل بأن يكون لله إبن ، ثُم يُصبح هذا ألإبن فجأةً وبقدرة قادر ألله ، وأن ألله ترك ملكوت ألسموات وألأرض وتدبير أُمورهما ، ونزل إلى ألأرض ليتجسد في إبنه ، وتحمل به إمرأه وتلده وتُربيه كسائر ألنساء ، وبعدها يذوق هو وابنه طعم ألألم والضرب والجلد ، وصفع ألوجه والبصق عليه ....، ثُم ألصلب وما رافقه من إستهزاء وسُخريه بالمصلوب ، وإكليل ألشوك على رأسه ، والله لازال بداخله ، ثُم يموت على ألصليب ويُدفن ، والسؤال هل ألله مات مع ألمصلوب ودُفن معه ، فأنتم قُلتم عنه أنه هو إبن ألله ألذي هو ألله ، وأن ألله مُتجسد فيه .

وبالتالي فإن هذه عقيده وثنيه كافره لا يستسيغُها عقلٌ سليم ، ولا يستوعبها بشر سويٌ يُريد ألإيمان بخالق لهذا ألكون ومُدبرٍ لأمره ، وما يدورُ فيه ، ولو عُرضت على طفل لما قبل بها ، ولو تحدث بها شخص وناقش بها لأحس بالخجل من ألله وأنبياءه بما فيهم ألمسيح ، ولأحس بانه أصبح يُهلوس ، ويتكلم بشيء لا منطق فيه ولا عقلانيه ، ومع ذلك يصرون على ألتبشير بها وفرضها على ألأُمم لتتنصر بها على أنها دين المسيح ألصحيح .

ونحن نرى المسيحيين وهذه ألصُلبان ، وهذا ألذي يجري في ألكنائس بعد أن دخلت ألفضائيات ألكنائس لِتصور لنا وتُرينا ما لم نكُن نعرفه ، فلو عاد سيدنا ألمسيح عليه ألسلام للأرض وأذن ألله له بذلك ، لصُدم مما أُُُحدث بعده ولأشبع هؤلاء ضرباً على ما يقومون به ، من إرتداء أقنعةٍ وقُبعاتٍ على ألرؤوس وألبسةٍ مُزركشةٍ ومُلونةٍ والقيام بحركات وإيماءات غريبه وعجيبه ومباخر وعصي وموسيقى لم يأتي بها لا هو ولا حوارييه وتلاميذه ألأطهار ولا من تبعه على دينه ألصحيح ألذي أُرسل به ، وهم يظنون أنفسهم على إتباعٍ صحيح للدين ألذي جاء به عيسى ألمسيح عليه ألسلام ، وهم للأسف مُقادون لألاف ألسنين لوهم وظن لا وجود له ، ومُمارسةٍ لطقوسٍ وثنيه داخل ألكنائس تقشعر منها ألأبدان ، لم يُمارسها ألمسيح وتلاميذه ألأطهار ، ولا من تبعهم ومن ساروا على ما جاء به ، كُل ذلك قبل به بولص والكنيسه ومن معهم ومن بعدهم قبلوا وثنية ألأُمم وصبغوها بصبغة ألمسيح وألكنيسه ليرضوا هذه ألأُمم والشعوب وتدخل في ألمسيحيه ، ورسخوها عقيدة للمسيحيين على أنها ألدين ألذي بعث ألله به ألمسيح .

مُلاحظه(هلليويا وهي كلمه يونانيه ألتي تقولونها ولا تستجيبون لندائها ، أتدرون أنها التهليل ، أي أن تقولوا لا إله إلا الله ، ام انكم لا تدرون ما معناها والإستجابه لها ، أم أنكم لا تُريدون قولها ، لأنها لا تتوافق مع ثالوثكم .

ألمسيح قال لكُم فتشوا ألكُتب ، فتشوا ألكُتب وتحروها عن بولص بالذات ، وأن لا ترموا رؤوسكم كالخراف لمن ساقها لما يُقارب ألألفي عام ، ولا زالوا يسوقونها كيفما شاءوا ، وأن لا تكونوا كما ورد في كُتبكم غنمي ، وأنتُم تعرفون كيف تسير ألغنم ، ومن يسوقُها .
ومن أراد أن يرى ألطقوس الوثنيةَ على أُصولها فليُتابع قناة ( ctv )

[#####="al.manaseer@yahoo.com"]al.manaseer@yahoo.com[/#####] ##### –