نقلا عن الفاضل فرناندوتوريس

شيء مهم يخص تقسيم الشريعة في العهد القديم فهي تقسم للاتي :
1- شريعة طقسية
2- شريعة مدنية
3- شريعة ادبية

ما يهمنا منها هو الشريعة الطقسية
لو رجعنا الي كتابهم المقدس فنجده يقول ويعترف اعتراف قوي جدا :
الرسالة للعبرانيين 7 / 18 : وهكذا نسخت الوصية السابقة لضعفها وقلة فائدتها

ويقول ايضا القس ميخائيل مينا في كتابه علم اللاهوت




اذا ما هي الشريعة الطقسية ؟
جاء في كتاب اللاهوت الادبي للقمص غريغوريوس الاتي



فكما ذكر القمص فهو يحتل حوالي سفرين ونص من التوراة التي هي في الاساس خمس اسفار فلو حسبنا حسبة بسيطة ستخلص نتيجة الا وهي ان 50% من التوراة ( اي الاسفار الخمسة ) منسوخة .
انها فضيحة بلا ادنى شك لكل مسيحي هاجم الناسخ والمنسوخ

مثال على النصوص المنسوخة :
سفر اللاويين باكمله منسوخ على سبيل المثال كما يقول القمص غريغوريوس ولناخذ منه على سبيل المثال هذه الامثلة

لاويين 1 / 1 : ودعا الرب موسى وكلّمه من خيمة الاجتماع قائلا.
2- كلم بني اسرائيل وقل لهم.اذا قرّب انسان منكم قربانا للرب من البهائم فمن البقر والغنم تقرّبون قرابينكم.
3- ان كان قربانه محرقة من البقر فذكرا صحيحا يقرّبه.الى باب خيمة الاجتماع يقدمه للرضا عنه امام الرب.
والاصحاح طويل كله منسوخ

الان وقد عرفنا المنسوخ فما هو الناسخ ؟
جاي في قاموس الكتاب المقدس تحت كلمة ناموس :
اما الناموس الموسوي في الحقل الطقسي فهو مجموعة الشعائر التي دعا موسى الى اتباعها في التقرب الى الله في علاقات البشر مع الله. وقد وضعت هذه الشعائر في سيناء ايضاً. وتليث على اسماع الشعب كله ، لانها كانت للشعب كله. وقصد منها تنظيم العبادات والذبائح والتقدمات والمواسم والاعياد والصلوات والصيام والتطير. وكانت هذه الشعائر الطقسية عرضة للتعديل، حسب تطورات الحياة. ومموسى نفسه وضع بعض تعديلاتها، بعد ثمان وثلاثين عاماً من وضعها، امام الجيل الجديد من الخارجين من مصر. وهذا فرق اساسي بين الجانب الطقسي من الناموس وبين الجانب الادبي. فالوصايا العشر ثابتة لا تتبدل لانها صالحة لكل زمان ومكان. اما الطقوس فمعرضة للظروف الى حد بعد.
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...5_N/N_140.html

فيقول بكل وضوح بوجود نصوص ثابته ولا تتغير اي محكمة ووجود نصوص عرضة للتغير وموضوعة لتناسب ظروف وقتية وتغيرت بالفعل اي منسوخة
اي بتلخيص هناك نصوص محكمة وهناك نصوص منسوخة

والناسخ لهذا هو المسيح عليه السلام حينما اتى بكهنوت جديد غير ذلك الكهنوت القديم كما يقول تادرس يعقوب :
لاً:تحول في طبيعة الكهنوت فقد جاء الوعد لا بكهنوت على الطقس الهاروني أو اللاوي وإنما على طقس ملكي صادق، هذا يعني تغيير في السمة الكهنوتية تغير في السمة الكهنوتية وطبيعتها، كما يكشف عن ضعف الكهنوت الأول وعدم كماله وإلا فما الحاجة إلى قيام طقس آخر؟! يقول الرسول: "فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ اللاَّوِيِّ كَمَالٌ - إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ - مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ، وَلاَ يُقَالُ «عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ»؟" [ع ١١]. بمعنى آخر إن كان الكهنوت اللاوي قد أقيم بناء على دعوة إلهية وارتبط بناموس الله، لكنه لم يكن إلاَّ طريقًا مهد الأذهان لتفهم كهنوت آخر هو كهنوت السيد المسيح، وهذا هو موضوع الرسالة إلى العبرانيين الذي يسهب الرسول الحديث عنه في الأصحاحات التالية.

ثانيًا: حدث تغير أيضًا في السبط، فتحول الكهنوت عن سبط لاوي إلى سبط يهوذا. "لأَنَّ الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ هَذَا كَانَ شَرِيكاً فِي سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يُلاَزِمْ أَحَدٌ مِنْهُ الْمَذْبَحَ. فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ. وَذَلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحاً أَيْضاً إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ مَلْكِي صَادِقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ" [ع ١٣ – ١٥]. هذا التغير في السبط لم يكن بلا هدف، فإن سبط يهوذا هو السبط الملوكي الذي خرج منه ملوك يهوذا، وكأنه في المسيح، وفي المسيح وحده التقى الكهنوت الجديد مع المعل الملوكي، الأمر الذي لم يحدث من قبل. لقد تحققت فيه نبوة أبينا يعقوب الذي بارك ابنه يهوذا، قائلاً: "يهوذا إياك يحمد اخوتك، يدك على قفا أعدائك، يسجد لك بنو أبيك (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). يهوذا جرو أسد. من فريسة صعدت يا ابني، جثا وربض كأسد وكلبوة، من ينهضه؟! لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب" (تك ٤٩ : ٨ – ١٠). هذه النبوة بتكملتها قد تحقق بالكامل في شخص السيد المسيح الذي يسبح له ويحمده اخوته إذ صار أخًا بكرًا، هذا الذي حطم بالصليب عدوه إبليس وصارت يده على قفا أعدائه، إنه يتعبد له بنو أبيه السماوي، هذا الأسد الذي جثا على الصليب وقام ليقيم معه. إنه يملك بالصليب معطيًا السلام لشعب، وتخضع له الشعوب من كل أمة ولسان.

ثالثًا: تغير الكهنوت يقتضي تغير الناموس، فلكل كهنوت عهده وشريعته ووصاياه. الكهنوت اللاوي يخدم خلال الذبائح الدموية وغسالات الجسد كرمز، وأيضًا ناموسه يتناسب معه. وبالانطلاق من الكهنوت رمزي إلى الكهنوت الروحي السماوي صار هناك عهد جديد وناموس جديد وتعاليم جديدة، ليست ناقضة للقديم وإنما مكملة له، تكشف أعماقه وتدخل به من الطفولة إلى النضوج الروحي، ومن الوعد ببركات أرضية مثل أرض الموعد التي تفيض لبنًا وعسلاً إلى مواعد فائقة سماوية وإتحاد مع الآب في ابنه لهذا أكد السيد حين أعلن دستوره أنه ما جاء لينقض الناموس وإنما ليكمله" (مت ٥ : ١٧).

يقارن الرسول بين ناموس الكهنوت اللاوي ناموس الكاهن الأعظم السماوي يسوع المسيح، قائلاً: "لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضاً ... فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ" [ع ١٢، ١٨، ١٩]. أبطلت الوصية القديمة لا بنقضها وإنما بتحقيقها في الوصية الجديدة المكملة لها، هذه التي فتحت لنا "رجاء أفضل" إذ به نقترب إلى الآب باتحادنا معه في ابنه.

هكذا يحدثنا الرسول عن ذبائح أفضل، وكهنوت أفضل، ومواعد أفضل، ورجاء أفضل خلال "المسيح يسوع ربنا". وكما يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [الذبيحة التي خلاله هي أفضل، والرجاء الذي فيه أفضل، والمواعيد التي لنا خلاله أفضل. هذه ليست أعظم لمقارنتها بما هو أقل منها وإنما لاختلافها في الطبيعة عن الأمور السابقة، لأن من يقوم بهذا التدبير هو أعظم[105]].
3. المقارنة بين الكهنوت في القديم والجديد

قدم لنا الرسول مقارنة بين الكهنوت اللاوي وكهنوت السيد المسيح، أهم بنودها:

أولاً: قيام الكهنوت الجديد وإبطال الكهنوت اللاوي يعني إبطال الوصية الأولى إذ هي عاجزة عن الدخول بنا إلى الإقتراب إلى الله والإتحاد معه [ع ١٨، ١٩]، إذ يُبتلع الرمز في المرموز إليه.

ثانيًا: كان الكهنوت اللاوي بدعوة إلهية لكن بدون قسم، لأنه مؤقت يحقق هدفه بظهور الكهنوت الأبدي الجديد المقام بقسم، إذ قيل: "أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ" [ع ٢١] علامة ًضمان أفضل لعهد أفضل [ع ٢٢]. الأول عاجز عن تطهير الخطايا وتقديس النفس ... أما الثاني فيحقق ما عجز عنه الأول.

ثالثًا: في الكهنوت القديم دُعي كهنة كثيرون حتى إذ يموت الواحد يبقى الكهنوت قائمًا بغيره: "وَأُولَئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ لأَنَّ الْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ، وَأَمَّا هَذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ" [ع ٢٣، ٢٤]. علامة ضعف الكهنوت الأول أنه لم يرتبط بكاهن واحد، وإنما ارتبط ببني قهات جميعهم من سبط لاوي ... كان رئيس الكهنة يفرح حين يلبس ابنه الثياب الكهنوتية ويحتل مركزه، إذ لا يقدر هو أن يخلد فيترك الكهنوت قائمًا في نسله، أما السيد المسيح فلا يقوى الموت عليه فلهذا يبقى كهنوته أبديًا لا يزول. بتجسده أعلن كهنوته، وبموته لم يفقد كهنوته إذ لا يقدر الموت أن ينجسه ولا أن يوقف تيار شفاعته الكفارية، بل بالعكس موته هو أساس كهنوته إذ به قدم نفسه ذبيحة حب للآب، فصار الكاهن والذبيحة في نفس الوقت. قام السيد ليعلن أبدية كهنوته عاملاً في كنيسته وذبيحته حاضرة لا تشيخ ولا تفنى ... خلال هذا الكهنوت الفائق والذبيحة الفريدة تنعم الكنيسة بالعمل الكهنوتي والذبيحي في المسيح الكاهن والذبيح!

أعلن الرسول قوة هذا العمل بقوله: "فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ". لم يمت إلى النهاية ولا استهلكت ذبيحته، لكنه حيّ أمام الآب يقدم ذبيحة نفسه عنا كسرّ تقديسنا. هذا هو ينبوع القوة التي منه يستمد الكهنة عملهم وتقدماتهم، فهم يمارسون الكهنوت بلبسهم المسيح الكاهن الأعظم، وما يقدمونه إنما ذات ذبيحة المسيح التي لا تتكرر!

رابعًا: كان رؤساء الكهنة والكهنة في العهد القديم خطاة كسائر الشعب يحتاجون معهم إلى من يقدسهم، أما رئيس الكهنة يسوع فهو "قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَوَاتِ" [ع ٢٦]. فإن كان قد صار كواحد منا لكنه لا يزال القدوس وحده، المنفصل عن الخطاة المرتفع إلى السموات، به وفيه نتقدس ونجد لنا موضعًا في حضن أبيه السماوي. كهنة العهد القديم محتاجون إلى تقديم ذبائح أولاً عن أنفسهم ثم بعد ذلك عن خطايا الشعب، مكررين هذا العمل بلا إنقطاع، أما رئيس الكهنة يسوع فقد "فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ. فَإِنَّ النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاساً بِهِمْ ضُعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْناً مُكَمَّلاً إِلَى الأَبَدِ" [ع ٢٧، ٢٨]، وشتان ما بين الأناس الذين بهم ضعف والابن الكامل الأبدي!

http://st-takla.org/pub_Bible-Interp...hapter-07.html