حاسة البصر و الارشيف الحيوى العام
كل خلايا الكائنات الحية ، سواء منها الإنسان أو الذبابة أو دودة الأرض تمتلك في نواتها جميع الجينات التي تسمح بنمو كائن مشابه من الكائنات الأخرى بغض النظر عن نوعه ولكنها لا تقوم بذلك العمل لكونها في حالة خمول و سبات.
والغريب أن من ضمن هذه الجينات الجينات المسببة لمرض السرطان كما نقلنا قبل ذلك عن الدكتور مصطفى محمود في احد حلقات برنامج العلم والإيمان و التي تكون خامدة وكامنة وليس لها فعل أو تأثير في الظروف العادية بينما تنشط في ظل بعض العادات السيئة مثل إدمان التدخين أو الخمور أو بسبب أشياء أخرى مثل استنشاق المبيدات و التعرض للإشعاع وإذا كان هناك جينات تسبب مرض السلطان فهناك أيضا جينات تحد من انتشاره وقد تم اكتشاف بعضها.
والجين عند نشاطه يتم نسخه إلى حمض rna، وعلى ذلك فإن حمض dna في نواة الخلية لا يتم نسخه باستمرار ولكن فقط أجزاء منه هي التي تنسخ وذلك لبعض الوقت .
وبعد ذلك لو علمنا أن فريق مشترك من الباحثين البلجيكيين والسويسريين برئاسة البروفيسور (وولتر غيرسرينغ) مدير المختبر البيولوجي الحكومي في جامعة بال بعد أربع سنوات من الأبحاث والتجارب ساهموا في اكتشاف ذبابة تحتوى على أربع عشرة عيناً متموضعة في أماكن مختلفة ، منها على الأجنحة وبعضها على القائمين وأخرى على قرون الاستشعار ، وذلك.
فلن تصاب بالوله أو بالدهشة والاستغراب عندما تعلم أن خلايا الكائنات الحية جميعا ، سواء منها الإنسان أو الذبابة أو دودة الأرض تمتلك في نواتها جميع الجينات التي تسمح بنمو كائن مشابه ، ولكنها لا تقوم بهذا العمل لكونها في حالة سبات.
إذن فالشريط الوراثي (dna) لا يحمل المعلومات الخاصة فقط بالكائن الذي ينتمي إليه بل يحمل كل المعلومات المتعلقة بالكائنات الأخرى وصفاتها اذن هو كتاب محفوظ يضحد القول بالصدفة أو العشوائية أو التطور لان الكائن الحي لو طور من ذاته مع احتفاظه بأرشيف لصفاته السابقة , فان هذا الأرشيف لن يقتصر على أرشيف واحد , ولكنه سوف يتعدد ويتنوع , لماذا ؟ .... لان الكائنات في مسلكها نحو التطور سوف تصل إلى الكثير و الكثير من مفارق الطرق.... يغير فيها كل كائن مساره الوراثي عن مسار الكائنات الأخرى , وبالتالي إذا كان هناك أرشيف واحد لمجموعة من الكائنات كلا منها يكمل مسيرة الآخر , فسوف يكون هناك أراشيف أخرى خاصة بمجموعات أخرى من الكائنات , كل كائن في كل مجموعة منها يكمل مسيرة الكائنات الأخرى من نفس المجموعة وهكذا , وبالتالي لا يمكن أن يكون لدينا أرشيف حيوي واحد مما يعنى أن هذا الأرشيف العام مخلوق بالتوازي مع خلق الكائنات الحية من لدن إرادة عليا .
يقول الدكتور مصطفى محمود : "الجين أمره معلق يمكن أن يفعل ويمكن أن لا يفعل يوجد فقد يكون هناك جين سرطاني ولكنه خامل ونائم وليس له تأثير معنى ذلك أن ألجين ليس صانع قدر إنما هو مجرد سبب أو مجرد اقتراحات أو مجرد مسودة أو كروكي ووراء كل سبب مسبب هذا المسبب يشاء أو لا يشاء إذا شاء خلق الأسباب المنشطة للجين اذا شاء تركه خاملا "يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)" الرعد..
تم بحمد الله