ثانيا : وهنا هى الاشكاليه ... هو بما إن الكتاب كده كده سابق ومكتوب فيه الى اين الخلد سواء الجنه ( اللهم بلغنا اياها وكل المسلمين امين يارب العالمين ) او النار ( اعاذنا الله واياكم منها ) طيب كيف سنغير هذا المكتوب مع انه تم كتابته ولن يتغير فكيف نغيره ولا احد يضمن الجنه او النار فكيف نوازن بين هذا الحديث وحياتنا وكلنا نسعى الى الجنه وان كنا نسعى الى الجنه والنهايه معروفه ايه العمل ؟؟؟؟؟؟
انا عارف انا مش عارف اوضحلكم اللى بيدور فدماغى بس ارجو اعطائى اجابه شافيه لانى بصراحه حاسس برعب من ساعة ما قريت الحديث ده ....
أخي الكريم هنا يجب التنبيه على أمرين من خلالهما تتوضح المسألة :
الأول : الله سبحانه تعالى قد علم بعلمه الأزلي الأبدي ما كان و ما سيكون في هذه الحياة الدنيا من عباده .
الثاني : عليك أن تؤمن أن الله قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات و الأرض بخمسين ألف سنة كما جاء هذا مبيناً فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه .
فإذا علمت هذا تبين لك أن ما كتبه الله إنما مرده لسابق علمه فهو سبحانه يعلم أن عباده سيفعلون كذا و يقولون كذا و كل أفعال العباد إنما تحدث وفقاً لمشيئة الله العامة فلا شئ يحدث في هذا الكون خارج عن سلطانه و لا عن إرادته فما شاءه الله كان و ما لم يشأ لم يكن و هذه المشيئة لا تتعارض مع مشيئة الإنسان التي منحها له ليختار طريق الهدى أو طريق الضلال .
قال الله تعالى (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ))
و قال (( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ))
فهذه الآيات و غيرها تبين أن الله سبحانه و تعالى بيّن للإنسان طريق الهدى و طريق الضلال و للإنسان المشيئة في إختيار فعله فإما إلى جنات الخلد و إما إلى نار جهنم .
الخلاصة أن هذا الكتاب الذي يكتبه الله على عباده يتعلق بعلمه الأزلي و ما على العباد إلا الإختيار و خيارهم هذا لن يخرج عن إرادة الله العامة فكل شئ خاضع لسلطانه عز و جل و خيارهم هذا أيضاً هو بمشيئة العباد الذين بين الله لهم طريق الهدى و طريق الضلال .
المفضلات