خرج أبو ذر الى معاقل السلطة والثروة يغزوها بمعارضته معقلا معقلا ... وأصبح فى أيام معدودات الرايه التى التفت حولها الجماهير والكادحون وكان شعاره وهتافه الذى يردده فى كل مكان ومان .. ةيردده الانس عنه كأنه نشيد هذه الكلمات " بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضه بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامه "لا يصعد جبلا ولا ينزل سهلا ولا يدخل مدينه ولا يواجه اميرا الا وهذه الكلمات على لسانه .
لقد بدأ بأكثر المعاقل سيطرة ورهبة .. هناك فى الشام حيث " معاوية بن أبى سفيان "يحكم من أكثر بلاد الاسلام خصوبة وخيرا وفيضا ... ولم يكد الناس العاديون يسمعون بمقدمه حتى استقبلوه فى حماسة وشوق والتفوا حوله اينما سار .. حدثنا يا أبا ذر ... حدثنا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ويلقى ابو ذر على الجموع نظرة فاحصه فيى أكثرها ذوى حصاصة وفقر ثم يرنو ببصره نحو المشارف القريبه فيرى القصور والضياع ثم يصرخ فى الحافين حوله قائلا :
" عجبت لمن لا يجد القوت فى بيته , كيف لا يخرج على الانس شاهرا سيفه ... ؟؟؟!!
لكنه يتذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيترك لغة الحرب هذه ويعود الى لغة المنطق والاقناع وفى أيام قلائل كانت الشام كلها كخلايا نحل وجدت ملكتها المطاعه ولو أعطى أبو ذر اشاره عابرة بالثورة لاشتعلت نارا ولقد بلغ خطره على الامتيازات الناشئه على مداه يوم ناظر معاويه على ملأ من الناس : وقف يسأل معاوية فى غير خوف ولا مداراة عن ثروته قبل ان يصبح حاكما وعن ثروته اليوم .. وعن البيت الذى كان يسكنه بمكه .. وعن قصوره بالشام اليوم .
ثم يوجه سؤاله للجالسين حوله ثم يصيح فيهم جميعا : أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهرانيهم ؟؟؟؟
فيجيب عنهم : نعم أنتم الذين نزل فيكم القران , وشهدتم مع رسول الله المشاهد ثم يعود ويسال : الا تجدون فى كتاب الله هذه الايه :
" ( والذين يكنزون الذهب والفضه ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم .. يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) صدق الله العظيم
فيقطع كلامه معاويه ويقول : لقد أنزلت هذه الايه فى أهل الكتاب
ويصيح أبو ذر : لا بل أنزلت لنا ولهم .. ويتابع ناصحا معاويه وأصحابه أن يخرجوا بكل ما بين أيديهم من ضياع وقصور وأموال وألا يدخر أحدهم لنفسه أكثر من حاجات يومه ..
وتتناقل المحافل والجموع نبأ هذه المناظره وأنباء أبى ذر ..
ويستشعر معاويه الخطر ويكتب على الفور للخليفه عثمان بن عفان رضى الله عنه له " ان أبا ذر قد أفسد الناس بالشام "
ويكتب عثمان لأبى ذر يستدعيه للمدينه ... ويسافر الى المدينه تاركا الشام فى يوم لم تشهد دمشق مثله ..!
**********************
يتبع ان شاء الله
المفضلات