ماذا نتوقع من اسلام رجل كهذا الرجل فى همته وصبره وصدقه وبحثه دائما على الحق ؟؟؟
لقد كان اسلام الابرار المتقين .. وقد كان زهده وفطنته وورعه أشبه بعمر بن الخطاب .
أقاما أياما مع أبى الدرداء فى دار واحده .. وكان أبو الدرداء رضى الله عنه يقوم الليل ويصوم النهار .. وكان سلمان يأخذ عليه المباغته فى العباده على هذا النحو .
وذات يوم حاول سلمان ان يثنى عزمه على الصوم . وكان نافله ,,
فقال له أبو الدرداء معاتبا : أتمنعنى أن أصوم لربى وأصلى له .. ؟
فأجابه سلمان قائلا : ان لعي### عليك حق , وان لأهلك عليك حقا , صم وأفطر , وصل ونم ,,
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " لقد أشبع سلمان علما "
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يرى فطنته وعلمه كثيرا كما كان يطرى خلقه ودينه ..
ويوم الخندق وقف الانصار يقولون : سلمان منا .. وقف المهاجرون يقولون بل سلمان منا ..
وناداهم الرسول قائلا : " سلمان منا آل البيت "
وانه بهذا الشرف لجدير ... وكان على بن ابى طالب رضى الله يلقبه بلقمان الحكيم سئل عنه بعد موته فقال : " ذاك امرؤ منا والينا أهل البيت .. من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ .. أوتى العلم الأول والعلم الاخر .. وقرأ الكتاب الاول والكتاب الاخر .. وكان بحرا لا ينزف "
ولقد بلغ فى نفوس أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام جميعا منزله رفيعه وكان أسمى . ففى خلافة عمر جاء المدينه زائرا فصنع عمر ما لا نعرف أنه صنعه مع أحد غيره أبدا , اذ جمع أصحابه وقال لهم : " هيا بنا نخرج لاستقبال سلمان "
وخرج بهم لاستقبال سلمان عند مشارف المدينه
وعاش مع خليفته أبى بكر ثم أمير المؤمنيم عمر ثم الخليفة عمر حيث لقى ربه أثناء خلافته .
وفى معظم هذه السنوات كانت رايات الاسلام تملأ الأفق وكانت الكنوز والاموال تحمل الى المدينه فيئا وجزيه .. فكثرت الاعمال والمناصب تبعا لها ..
فأين كان سلمان فى هذا الخضم ؟؟ وأين نجده فى أيام الرخاء والثراء والنعمه تلك ؟؟؟
انظروا بعيدا هناك ..عند هذا الظل .. أين ؟ هناك عند هذا الشيخ ..
أترونه ...؟ نعم أنه سلمان هذا الشيخ المهيب يجلس فى الظل يضفر الخوص ويجدله ويصنع منه أوعيه ومكاتل ..
انظروه جيدا
انظروه جيدا فى ثوبه تلقصير الذى انحسر من قصر الشديد الى ركبته ..
انه هو فى جلال مشيبه وبساطه اهابه ..
لقد كان عطاؤه وفير كان بين أربعة وستة الاف فى العام بيد أنه يوزعه جميعا ويرفض أن ينال منه درهم واحد ويقول " أشترى بدرهم خوصا , فأعمله , ثم أبيعه بثلاثة دراهم , فأعيد درهما فيه وانفق درهما على عيالى وأتصدق بثالث .. ولو أن عمربن الخطاب نهانى ما أنتهيت "
***********************
يتبع ان شاء الله