ثم ماذا يا أتباع رسول الله ... ؟
ثم ماذا يا شرف الانسانيه فى كل عصورها ... ؟
لقد كان بعضنا يظن حين يسمع عن التقشف والزهد بعض الصحابه بسبب الحياه فى شبه الجزيره العربيه ولكننا هنا أمام رجل فارسى من بلاد فارس .. بلاد الترف والرفاهيه والعيش الرغد .. وهو ايضا لم يكن فقيرا ولكنه كان من الصفوة ما باله يرفض الثروة والنعيم والاماره ويصر ان يكتفى بعمل يده.. ؟
ويجيبنا على أسئلتنا ويقول :
" ان استطعت ان تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين , فافعل .. "
ما باله يهرب من الاماره والمنصب الا ان تكون اماره على سريه ذاهية الى الجهاد والا أن تكون فى الظروف التى لا يصلح لها سواه وكان يمضى اليها باكيا وجلا..
ثم ما باله حين يلى على الاماره المفروضه عليه فرضا يأبى ان يأخذ عطاءها الحلال ..؟
روى عن هشام عن حسان عن الحسن : " كان عطاء سلمان حمسة الاف وكان على ثلاثين الفا من الناس يخطب بعباءه يفترش نصفها ويلبس نصفها .. وكان اذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من عمل يديه .. "
ولنستمع الى اسباب زهده منه وهو على فراش الموت . تتهيأ روحه للقاء ربها العلى الرحيم :
دخل عليه سعد بن أبى وقاص يعوده فبكى سلمان ..
قال له أسعد : " ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ لقد توفى رسول الله وهو عنك راض .. "
فاجابه سلمان : " والله ما أبكى جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الينا عهدا فقال : ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب , وهأنذا حولى هذه الأساود " ( يعني بالاساود الاشياء الكثيره )
قال سعد : فنظرت حولى . فلم اجد الا جفنة ومطهرة , فقلت يا أبا عبد الله اعهد الينا بعهد نأخذه عنك
فقال : " يا سعد : اذكر عند الله همتك اذا هممت .. وعند حكمتك اذا حكمت .. وعند يدك اذا قسمت "
هذا اذا الذى ملا نفسه غنى بقدر ما ملأها عزوفا عن الدنيا بأموالها .. عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه والى اصحابه جميعا : الا يدعو الدنيا تتملكهم والايأخذ منها الا مثل زاد الراكب..
ألم أقل لكم أنه أشبه الناس بعمر ... ؟
وذات يوم وفى الايام التى كان فيها اميرا على المدائن ... وهو سائر على الطريق لقيه رجل قادم ومعه حمل تين وتمر .. كان الحمل يؤذ الشامى ويتبعه فلم يكد يبصر أمامخ رجلا ويبدو عليه أنه من عامة الناس وفقرائهم حتى بدا له أن يضع الحمل على كاهله حتى اذا أبلغه وجهته أعطاه نظير حمله ..
و أشار للرجل فأقبل عليه وقال له الشامى : احمل عنه هذا .. فحمله ومضيا معا .
واذ هما على الطريق بلغا جماعة من الانس فسلم عليهم فأجابوه واقفين وعلى الامير السلام ..
وعلى الامير السلام ؟ أى أمير يعنون ؟؟؟؟ ( هكذا سأل الشامى نفسه )
ولقد زادت دهشته حين رأى بعض هؤلاء يسارع صوب سلمان ليحمل عنه قائلين : عنك أيها الامير ..!!
فعلم الشامى أ،ه أمير المدائن سلمان الفارسى ... فسقط ما فى يده وهربت منه كلمات الاعتذار والاسف نم بين شفتيه واقترب ينتزع الحمل عنه . ولكن سلمان هز رأسه رافضا وهو يقول : " لا , حتى أبلغك منزلك "
***********************
يتبع ان شاء الله




رد مع اقتباس
المفضلات