سئل يوما ما الذى يبغض الاماره الى نفسك ؟
فأجاب : " حلاوة رضاعها .. ومرارة فطامها .. "
ويدخل عليه صاحبه يوما بيته فاذا هو يعجن ,, فسأله : أين الخادم ؟
فيجيبه قائلا : " بعثناه فى حاجه .. فكرهنا أن نجمع عليه عملين .. "
وحين نقول بيته يجب ان نذكر ما هو حال هذا البيت وما كان فيه .. " فحين هم سلمان ببناء هذا الذى يسمى مع التجاوز بيتا : سأل البناء : كيف ستبنيه .. ؟
وكان البناء حصيفا ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه .. فأجابه قائلا " لا تخف .. انها بناية تستظل بها من الحر وتسكن فيها من البرد اذا وقفت فيها أصابت رأسك واذا اضطجعت فيها أصابت رجلك .. "
فقال له سلمان : نعم هكذا فأصنع ..

لم يكن من طيبات الحياة الدنيا شئ ما يركن اليه سلمان لحظه الا شيئا يحرص عليه أبلغ الحرص ولقد أئتمن عليه زوجته , وطلب اليها ان تخفيه فى مكان بعيد وأمين .
وفى مرض موته وفى صبيحة ذلك اليوم الذى قبض فيه ناداها : " هلمى خيبك التى استخبأتك ... "
فجاءت بها , واذا هى صرة مسك كان قد أصابها يوم فتح " جلولاء " فاحتفظ بها لتكون عطره يوم مماته . ثم دعا بقدح ماء نثر المسك فيه ثم ماثه بيده وقال لزوجته : " انضجيه حولى .. فانه يحضرنى الان خلق من خلق الله لا يأكلون الطعام وانما يحبون الطيب " فلما فعلت قال لها " اجفئى على الباب وانزلى " .. ففعلت ما أمرها به ..
وبعد حين صعدت اليه , فاذا روحه المباركه قد فارقت جسده ودنياه قد لحقت بالملاء الأعلى وصعدت على أجنحة الشوق اليه اذا كانت على موعد هناك مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبى بكر وعمر .. ومع ثلة مجيدة من الشهداء والابرار ...
******************
لطالما برح الشوق الظامئ بسلمان ..
وآن اليوم أن يرتوى وينهل ..