وحتى عودتك ضيفتنا الفاضلة أستعرض التالي :
المصدر :"وجاء إليه الفرّيسيّون ليجرّبوه، قائلين له:هل يحلّ للرجل أن يطلِّق امرأته لكل سبب؟ فأجاب وقال لهم: أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرًا وأنثى. وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد، فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" [3-6].
أراد الفرّيسيّون أن يجرّبوه ربّما لأنهم سمعوا ما قاله بخصوص التطليق في الموعظة على الجبل، فقدّموا له سؤالاً لعلّه يجيب بخلاف ما ورد في شريعة موسى رافضًا التطليق (إلا لعلّة الزنا)، فيُحسب في أعينهم كاسرًا للشريعة. أمّا هو فاستغلّ الفرصة ليقدّم لهم "الحياة الزوجيّة" في مفهوم روحي عميق ومن منظار إلهي كحياة فردوسيّة، وليس عقدًا اجتماعيًا مجرّدًا، خلالها يختبر الزوجان اتّحاد النفس بالله، فينجذِبا خلال هذه الحياة المقدّسة إلى تذوّق الملكوت الداخلي. ويلتهب قلباهما نحو الحياة السماويّة الأخرويّة ليدخلا إلى عرس أبدي، وكأن الزواج ليس عائقًا عن الملكوت وإنما هو ظلُّه، خلاله يختبر المؤمنون بحق الانطلاق نحو زواج روحي مع العريس الأبدي بفعل الروح القدس.
شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
شرح القمص يغني عن الشرح ولكن التبس عليّ أمراً يا ضيفتنا الفاضلة وبالتأكيد نجد عندك الجواب عليه :
في انجيل متى " ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد، فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان " في معناه الروحي تماماً كما تتحد روح الله في الجسد وبهذا يكون الزواج روحي مع العريس الأبدي بفعل الروح القدس . وهنا يكمن رفض الكنيسة للطلاق لأن هذا التجمع الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان وبعبارة أخرى أنه تجمع مقدس حل على كلا الزوجين فأصبحا جسداً واحداً برباط مقدس فهو ثالوث لا يمكن حله - الزوج والزوجة والرباط المقدس -
أليس كذلك ؟
المفضلات