فأما أولا هل أمر النبي الكريم اي أحد مهما كان وصفه أو صلته بالسيدة عائشة أن يزوجه إياها أم أن الزيجة كانت عرض عليه !؟

وهاكم رواية الأمام أحمد التى تؤكد الخبر وأن خولة بنت حكيم إحدى خالات الرسول هي من عرضت على الزواج من السيدة عائشة ولم يكن للرسول الكريم أي مطمع فيها قبل أن تعرضها عليه وإن دل هذا فهو حتما على مشروعية هذا الأمر وفي هذا الوقت
(لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول الله ألا تزوج قال:من قالت: إن شئت بكرا أو ثيبا قال: فمن البكر قالت ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك عائشة بنت أبي بكر قال: ومن الثيب قالت: سودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول قال: فاذهبي فأذكريهما عليَّ)

وللأثر شواهد أخرى في كتب المتون أكتفي بذكر رواية الأمام أحمد في المسند ، فقد كان زواج النبي صلى الله وسلم من أم المؤمنين عائشة بعدما توفت خديجة رضى الله عنها ولما لاحظت خولة بنت حكيم خالة الرسول حاله عرضت عليه الزواج وخيرته ما بين عائشة البكر وسودة بنت زمعة وزكت عائشة لقرب أبيها من الرسول عليه الصلاة والسلام .

ثم هل كانت السيدة عائشة صغيرة الى هذا الحد الذي لم يؤهلها بالزواج فما هو ردة فعلك ان علمت أنها كانت مخطوبة قبل أن يتزوجها الرسول الكريم ، نعم والله لقد كانت مخطوبة من غير الرسول الكريم فقد كانت عائشة رضى الله عنها مخطوبة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مطعم بن عدي، كما ذكر ذلك الطبري وابن كثير ،
فالأمر لا يتعارض مع العقل بل ان الحديث حوله لهو الخروج عن العقل ، فما رأيك أن عرضنا عليك رأي السيدة عائشة نفسها :

قال النووي: قال الداودي: وكانت قد شبت شباباً حسناً رضي الله عنها. ولما كانت أعرف بنفسها وأنها بلغت مبلغ النساء قالت -كما روى عنها الترمذي-: إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة.

إذا لم يكن الأمر خارج إرادتها رضي الله عنها بدليل أنها تقر الزواج من ابنة التسع سنين .

دليل أخر على مشروعية الزواج في هذا السن وهو كونه منتشر ومعمول به في هذه الفترة من الزمن
فأنّ السيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن أول صبيّة تُزفّ في تلك البيئة إلى رجل في سنّ أبيها، ولن تكون كذلك أُخراهنّ. لقد تزوّج عبد المطلب الشيخ من هالة بنت عمّ آمنة في اليوم الذي تزوّج فيه عبد الله أصغر أبنائه من صبيّة هي في سنّ هالة وهي آمنة بنت وهب. ثمّ لقد تزوّج سيدنا عمر بن الخطّاب من بنت سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وهو في سنّ جدّها، كما أنّ سيدنا عمر بن الخطّاب يعرض بنته الشابة حفصة على سيدنا أبي بكر الصدّيق وبينهما من فارق السنّ مثل الذي بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها. - سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها - محمد راتب النابلسي .

فهل الرسول الكريم هو من سَنَ هذه السُنة أي الزواج في هذه السن الصغيرة ، وأين كان كفار قريش الذين يتربصون بالرسول وبرسالته ويكيدون له ليل نهار حتى أنهم أتهموه بالجنون وبالكذب وبالسحر ، لماذا لم يشنع عليه اعتاهم كفرا بما قد اتانا به الضيف والإجابة على ذلك هو لأن هذا الفعل كان مستحسن في ذلك الوقت ولم يقدم أحد عليه أصلا إعتراض ولو كان محل إعتراض لقدمه أهل قريش لمحاربة الرسول الكريم .

نقف مما زكرت على الأتي :
1- لم يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أو يضغط على أحد بأن يزوجه من السيدة عائشة بل كان الأمر كله عرض من السيدة خولة بنت حكيم رضي الله عنها .
2- لم يسن الرسول الكريم هذا الزواج بل كان عرف معمول به من قبل أن يبعث الرسول الكريم والدليل ما ذكرنا من خبرهم ولنا في التاريخ قبل شواهد ولكن نكتفي بما ذكرنا .
3- لم تكن السيدة عائشة صغيرة بهذا القدر الذي يحاول الضيف تصويره حيث أنها كانت مخطوبة من بن مطعم بن عدي .
4- لم تعترض قريش وهي من كان يترصد للنبي على الزلة حتى أنهم كذبوا وشنعوا عليه ولم يتكلم أحد منهم على هذه الزيجة .