وذات يوم ... لندع صديقه عمار بن ياسر يحدثنا عن ذلك اليوم :
" لقيت صهيب بن سنان عل باب دار الارقم و رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه . .
فقلت له : ماذا تريد .. ؟
فأجابنى : وما تريد أنت .. ؟
قلت له : أريد أن أدخل على محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) فأسمع ما يقول
قال : وأنا أريد ذلك
فدخلنا على الرسول صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الاسلام فأسلمنا .. ثم مكثنا على ذلك حتى امسينا ثم خرجنا ونحن مستخفيان "
عرف صهيب طريقه إذن الى دار الارقم .. عرف طريقه الى الهدى والنور الى التضحية الشاقه والفداء العظيم ..
فعبور الباب الخشبى الذى يفصل داخل دار الارقم عن خارجها لم يكن يعني مجرد تخطى عتبة .. بل كان يعنى تخطى حدود العالم بأسره ..
عالم قديم بكل ما يمثله من دين وخلق ونظام وحياة ...
وتخطى عتبة دار الارقم التى لم يكن عرضها ليزيد عن قدم واحده كان يعنى فى حقيقة الامر وواقعه عبور خضم من الاهوال .. واقتحام تلك العتبه كان ايذانا بعهد زاخر بالمسئوليات الجسام .. وبالنسبه للفقراء والغرباء والرقيق كان اقتحام عتبة دار الارقم تضحية تفوق كل مألوف من طاقات البشر ..
وان صاحبنا صهيبا لرجل غريب .. وصديقه الذى لقيه على باب الدار " عمار بن ياسر " رجل فقير .. فما بالهما يستقبلان الهول ويشمران سواعدهما لملاقاته ؟؟
انه نداء الايمان الذى لا يقاوم .. انها شمائل محمداً صلى الله عليه وسلم الذى يملؤ عبيرها أفئدة الابرار هدىً وحباً
أخذ صهيباً مكانه فى قافلة المؤمنين ..
وأخذ مكانا فسيحا وعاليا بين صفوف المضطهدين والمعذبين .. وكذلك مكانا عاليا بين صفوف الباذلين والمفتدين
وانه يتحدث صادقا عن ولائه العظيم لمسؤولياته كمسلم بايع الرسول وسار تحت راية الاسلام فيقول :
" لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط الا كنت حاضره ... ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها .. ولا غزا غزوة قط أول الزمان وآخره الا كنت فيها عن يمينه أو شماله .. وما خاف المسلوم أمامهم قط الا كنت أمامهم .. ولا خافوا وراءهم الا كنت وراءهم .. وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينى وبين العدو أبدا حتى لقى ربه ... "
**********************
يتبع ان شاء الله