الشبهة الأولى (1):
- أنتم يا معشر المسلمين تعتقدون أنه، لا إله إلا الله،
أليس من المحتمل وجود ألهة أخرى؟
الرد:
- الله سبحانه و تعالى شهد علي نفسه أنه لا إله إلا هو و أنه الخالق لكل شئ و لم ينازعه منازع فتثبت له الدعوى، فهل وجدتم أو سمعتم في التاريخ كله من أدعّى أنه خلق السموات و الأرض، و لو كان أطغى الطغاه؟ فمثلاً - ولله المثل الأعلى - لو أن هناك أحداً أدعّى ملكية أرض و كتب عليها أسمه و لم ينازعه أحد عشرات السنين فتثبت له الدعوى بالتقادم، أو لو كنا في مكان ووجدنا حافظة نقود و أعلنّا عنها فجاء شخص و أعطى أوصافها و قال أنها له، و لم يَدّعِ أحد غيره ملكيتها فتسلم له الدعوى.
فإذا كان هناك آلهة أخرى لِمَ لم تعلن عن نفسها و تكذب دعواه؟ فقد يقول قائل: ربما لم يعلموا، و هذا عذر أقبح من ذنب، لأن الجهالة تستحيل علي الآلهة، و إذ قيل أنها علمت و لكنها خافت من هذا الإله، و هذا ايضاً محال لأن الآلهة لا تخاف، إذ لو خافت منه فلا تستحق أن تكون آلهة [قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا(42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا] {الاسراء 42-43} ولو أن هناك آلهة أخرى - كما يدعي المشركون - لفسد نظام الكون، و لَمَا أصبح بهذا التناسق البديع بين النواميس و العناصر و الأجناس كلها، ولو وجدنا مثلاً إله الشمس له نظام يتعارض مع إله المطر أو إله الزرع أو الريح أو القمر .... و هكذا
[ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا] {الأنبياء:23}، [مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ] {المؤمنون:91}
والله أعلى و أعلم ،،،
الشبهة الثانية (2):
- لقد قلتم إنه لو كان مع الله آلهة أخرى لفسد نظام الكون و لم يكن بهذا الإحكام البديع، أليس من المحتمل أن يكون هناك آلهة لها أكوان أخرى غير كون إلهكم؟
الرد:
- الله سبحانه و تعالى قال في كتابه الكريم: [اللهُ خالِقُ كلِّ شئ] {الزمر: 62} فلو أن هناك أكواناً أخرى لكانت تـُسمَّى (شيئاً) فيكون الله عز وجل خالقها هي أيضاً، و حيث أنه لم يعترض عليه أحد، و يقول له: (إنك لم تخلق كل شئ، بل أنا خلقت كذا و أنت خلقت كذا) فتثبت له الدعوى.
و الله أعلى و أعلم ،،،،،
شبهات باطلة حول العقيدة:
- إن هذا الكون جاء مصادفة من إنفجار كوني رهيب من صنع الطبيعة، و نحن لا نؤمن إلا بالمشاهد المحسوس و إلهكم ليس كذلك، و إذا كان موجوداً فلِمَ لا يرينا نفسه؟
الرد:
- هذا السؤال لا يصح من عاقل، فهل يوجد أي شئ في الكون بدون واجد؟ و هل المصادفة تصنع قانوناً محكماً؟ و إذا كانت الطبيعة هي التي خلقت هذا الكون فمن أين جاءت بمكوناته؟ [أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ] {الطور: 35} هل لو حدثك إنسان أنه رأى سفينة محملة بالبضائع تكونت مصادفة بغير صانع، و سارت في البحر بغير قائد، أكنت تصدقه؟ هل لو طرحت إناءً كبيراً من الزجاج علي الأرض فأنكسر هل يُكوَّن أكواباً صغيرة؟ هل لو سكبت عّدة ألوان علي ورقة أتكون منظراً بديعاً؟ فما ظنك بهذا الكون المـُحكم البديع الذي يسير كل شئ فيه بنظام تام لو أختل لدُمرت الحياة بأكملها [إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ] {فاطر:41} إنك لو سافرت إلى الصحراء بمفردك و نمت بعض الوقت لتستريح ثم استيقظت و أنت جائع فوجدت مائدة عليها طعام و شراب، هل ستمد يدك لتأكل قبل أن تتساءل في نفسك من أحضر هذا الطعام؟ فكيف بالكون كله الذي أُعِدَّ لا ستقبالك قبل أن تولد، شمسه و قمره و نجومه و أرضه و سماؤه ...... إلخ، و كل شئ فيه له نظامه و قانونه الذي لا يخرج عنه، ألا يوجد لهذه الأشياء خالق؟ و هل هذه القوانين المحكمة صنعتها المصادفة؟ إننا نؤمن بوجود الكهرباء و لكن هل نراها؟ هب أننا في مكان ما، و المصابيح مضاءة و أجهزة التكييف أو المراوح تعمل، ثم سأل سائل هل توجد كهرباء؟ ماذا سيكون جواب الحاضرين؟ أمجنون أنت؟ ألا ترى الإضاءة و المراوح و كذا و كذا؟ فقال أين توجد هذه الكهرباء؟ فقلنا له أنها في هذه الأسلاك المغطاه، فذهب ليعري الأسلاك، فهل يرى شيئاً؟ ولو وضع يده ليلمسها ماذا يحدث له؟ إننا نعلم ما أحدثه استخدام الإلكترونيات من ثورة علمية هائلة لم يسبق لها مثيل في عالم الأقمار الصناعية و الحاسبات الإلكتورنية و الاتصالات الهاتفية و الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ... إلخ، فهل ترى الإلكترونيات؟ هل نرى الجاذبية الأرضية؟ هل نرى المغناطيسية؟ هل ترى أشعة أكس أو الليزر أو الموجات الفوق صوتية؟ أم أننا استدللنا علي هذه الاشياء كلها بتأثيرها؟ أن رجل الصحراء الأمي البسيط الذي لم يتلق العلم علي يد أساتذة الجامعات و لا المعاهد العلمية قال بفطرته السليمة: ( إن البعرة تدل علي البعير، و القدوم تدل علي المسير، فسماء ذات أبراج، و أرض ذات فجاج، و نجوم تزهر، و بحار تزخر، ألا يدل ذلك علي اللطيف الخبير؟) إن حواسنا التي خلقها الله لنا ليست مـُعدة لإدراك كل المخلوقات، فكيف بإدراك من خلقها؟ سبحانه [لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ] {الأنعام: 103}، قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - (أن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسط و يرفعه، و يُرفَعُ إليه عمل الليل قبل عمل النهار، و عمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما أنتهى إليه بصره من خلقه) [صحيح مسلم] و في رواية أخرى "حجابه النار"
إن سيدنا موسى - عليه السلام - حينما طلب رؤية الله عز و جل قال الله تعالى له: [ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا] {الأعراف: 143} ثم أنكم تطلبون رؤية الله عز و جل فلو رأيتموه كيف يكون الأختيار إذن؟ أن الإيمان بالغيب من صُلب عقيدة المؤمن، فإذا كان كل شئ مشاهد فما فائدة الإيمان؟ فهل يقول أحد أنا مؤمن بوجود الشمس أو القمر أو الليل أو النهار؟ إن رؤية الله عز وجل نعيم عظيم، بل هي أعظم من نعيم الجنة، فهل يستحقها المشرك و الكافر و الفاسق و الفاجر؟ [ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ] {المطففين: 15} أنها قاصرة علي أهل الجنة، يتنعمون بها علي قدر منازلهم، فأعلاهم منزلة من يرى الله سبحانه و تعالى بكرة و عشيا [وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ**إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ] {القيامة 22-23} اللهم أرزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، و الشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، و أجعلنا هداه مهتدين ... اللهم آمين.
والله أعلى و أعلم،،،،
يتبع
المفضلات